|
في بيتنا داعش
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 18:03
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
بعضنا ينتفض ويشمئز عندما يرى جرائم داعش في سوريا والعراق، وبعضنا الآخر يلتزم الصمت استناداً لقاعدة السكوت من ذهب، ومنا من يتعاطف مع الضحايا سواء من قاده قدره للمسلخ أو التي حولوها لعاهره باسم "الدين". ليس بصدد الغوص في جرائم داعش التي تعكس ثقافه جذورها ضاربه في التاريخ العربي والإسلامي رغم تنكرنا لها وكأن داعش خرجت لنا من رحم الشيطان أو جاءتنا من الفضاء الخارجي لإعفاء أنفسنا كعرب ومسلمين من ألمسئوليه ألثقافيه والاجتماعية والفكرية عن تداعيات الجر يمه ألمركبه بحق الشرائح ألمستضعفه. ما الفرق بين داعش وفرقة الحشاشين التي أقنعت التابعين لها أنها تملك مفتاح الفردوس وجسدت الطاعة العمياء والتنظيم الحديدي؟؟؟؟، وما الفرق بين داعش وبسطة الدعاره ولكن بغلاف اجتماعي وديني حيث حللنا لأنفسنا ما لذ وطاب من أنواع الدعاره باسم الزواج كالمتعة والمقراض والمسياح والمهتاف. داعش خرجت من رحم ثقافه مدفونه في أعماق الكثير من العرب والمسلمين، وداعش تجسيد لجرائم الذبح اليومي الذي يمارس بحق المرأة من "المحيط الهادر إلى الخليج الثائر"، داعش وأمراء الخليج الذين عبدوا الجنس وبطشوا في المرأة وجهان لعمله واحده " لنظروا مدن الملح" لعبد الرحمن منيف وهو كاتب سعودي من المغضوب عليهم، وداعش هو ذلك الفلسطيني الذي نحر زوجته في مدينة بيت لحم في ساعة مزدحمه وما كان منا ألا آن صورنا عملية الذبح وبعض الاحتجاجات لأهداف غير بريئة. لماذا نستهجن داعش ونحن أحفاد سي السيد الذي يأمر وينهى ولسان حاله مثل ذكر النحل، وسي السيد في هذا الزمان لم يختلف عن سابقه سوى ببعض الميكياج الخارجي لكن المضمون واحد. هي ثقافة السيف التي نتبجح بها وكأن من سبقونا اجترحوا المعجزات، وهي ثقافة القمع المركب الذي يعيشه الرجل العربي العاجز عن مواجهة الواقع فيفرغ حالة الضعف المستفحل بعمليات القتل والاغتصاب والهبوط الفكري والاجتماعي، المقموع الذي يشتم الفاسد والفساد ويحني ظهره جبناً ورعباً معتقداً أن طريق ألسلامه تأتي بانحناء الظهر والذي أوسخ إشكال العبودية ولكن في القرن الواحد والعشرين، وليحاول كل واحد منا تفسير حالة الصمت على الأنظمة الفردية والدكتاتورية التي وصلت لحركات التحرر الوطني التي يفترض أن تتسم ببعض ألديمقراطيه. أن نتحول لشعوب تتكاثر بهدف التكاثر معضله معقده، وان نختصر الرجولة والفكر في التحرش والاغتصاب كما حدث في مصر ولا زال بعيد ألثوره حيث تقاطع الفكر الاخواني المهزوم مع الغوغاء وكأن الموقف الأيدلوجي الاخواني يسمح بعقاب الناس جنسياً لموقفهم السياسي أو الشعبي. خطيئه كبرى أن نختبئ وراء الاعتقاد الخاطئ أن داعش مجرد نبته شيطانيه ظهرت في الحديقة الخلفية لثقافتنا ونحن بريئين منها براءة الذئب من دم يوسف، وقد نتمترس وراء هذا الموقف الذي لن يغير من الحقيقة التي تقول أن داعش وغيرها من المجموعات المتطرفه تعبير عن فشل الثقافة العربيه التي استأسدت في قتل المثقفين والعلماء أمثال فرج فوده وهذا لم يأتي كطفره وإنما تعبير عن ثقافه شكلت منظومه قمع جنسي اقتصادي واجتماعي للشعوب العربيه. لقد صعقت وأنا أشاهد احد المثقفين وهو يدافع عن شخصيه فلسطينيه مرموقه وهي تراود امرأة على نفسها بهدف تشغيلها وتم ضبطه بالصوت والصور، صعقت لمحاولة إقناع الناس أن هذا السلوك حريه فرديه، متناسي محامي الشيطان هذا انه بذلك يؤكد على إشاعة الرذيله لمن يستطيع والانحراف للعاجزين ، وهذا ما أوصلنا لما نحن فيه من عمليات الاغتصاب والقتل التي نبررها بأن هذا السلوك منتشر في العالم. إن النظام العربي بصرف النظر عن جذوره ألطبقيه يوصل الليل بالنهار لتثبيت أسباب وجوده ولو بالدم، وبما انه فشل في الوصول للهدف من خلال الاغتيال والسجن والملاحقه الفرديه فانه يعمل وبالتعاون مع الشيطان لتحقيق أسباب بقائه ولذلك فهم يغتالون الشعوب العربيه بدعم الأمراض الدفينه وإعادتها للحياة كداعش وغيرها من ثقافات سترى النور في قادم السنوات. ما يساعد على استفحال المرض تغييب ألطبقه الوسطى عن المشهد الثقافي والاجتماعي كبيضة قبان تحدث التوازن في المجتمع، وهذا يلتقي مع حالة الإفقار التي تجتاح المجتمعات العربيه التي أغرقوها بالاميه وبالتالي التطرف الديني والفكري الذي لا يمت للقضايا ألقوميه بصله، وتتحمل شريحة الوكلاء التي لا ترى سوى أرباحها ومكاسبها معطيه لنفسها العنان بالارتباط بالعدو التاريخي للشعوب العربيه ألصهيونيه ألعالميه والامبريالية الأمريكية، ولتحقيق ذلك فتحت المزاد على واسعاً لماسحي الأحذية من مثقفين وصحفيين وغيرهم من النخب التي يفترض أن تدافع عن مصالح شعبها. الخطر أن يفتح القمقم وينطلق داعش من داخل الكثير من العرب والمسلمين باسم الدين وفي مواجهه الفقر والكبت الجنسي الموجه من جهات تعمل على خلق واقع جديد يدفع بنا للظلاميه التي قد تمتد لعقود إذا لم نضع الأولوية ألوطنيه والقومية على سلم اهتماماتنا.
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نضال أبو عكر: الفولاذ سقيناه
-
رأس السلطه يفقد السيطره
-
اتتفاضه من طراز جديد
-
فلسطين : إضراب الأسرى والانفضاض الجماهيري
-
ذكرى النكبه وفن الدجل
-
حدث في منتجع الميغا لاند فلسطين
-
حرامي عن حرامي بيفرق
-
التطبيع: ما بين المثلية والمفعول به
-
انشقي يا ارض
-
هذا ليس بتطبيع!!!!!!
-
على مرمى حجر من الحمد الله
-
رساله للباب الفلسطيني العالي
-
شوارع المخيم : زباله ثم زباله ثم زباله
-
مرفوض أمني : ممنوع التوظيف
-
عن الاسطه والحاخام ليفنغر
-
باعوا فلسطين بالجمله والمفرق
-
جمال نزال: ديمقراطيه تكسير الرؤوس
-
اللهم إني ليس بصائم
-
عن ثقافة التطوع والعمل المأجور
-
محافظ بيت لحم : لا لكاتم الصوت
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|