سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 16:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (29) .
هذا الجزء الثانى من "تسالى رمضانية" آملاً أن أستمر فى عرض سلسلته طوال شهر رمضان بأداء جديد للنقد الدينى لن يكون النقد صارماً حاداً بحكم أن الأجواء لا تتطلب الجدية الزائدة والصرامة الشديدة فنحن فى شهر بهجة لذا سيكون نقدنا موائماً لشهر رمضان الجميل بإحتفالياته لنصدر رؤية نقدية مَغموسة ومُشبعة بكنافة وقطايف وياميش رمضان بشكل لطيف ,ولن ننسى الفزورة المصاحبة لأيام رمضان لتثير العقل أن يعمل وسط هذا التدفق الغريب من الطعام والهيصة لندعم فى سياق نقدنا رؤيتنا الجوهرية بأن الأديان فكر وفعل وحراك بشرى قلباً وعقلاً وإنفعالاً وأن الأمور لا تخلو من الهوى والمزاج والأطروحات الساذجة .
-الجزء الاول من تسالى رمضانية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=421657
* كنافة
- بذمتكم هل من هذه الحادثة نفهم منها أنه مشروع إيمانى أم جماعة من قطاع الطرق .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ-;- إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ-;-.)
ما معنى هذه الآية ..هل عندما يحارب المسلمين ينتبهوا لمن يقول السلام عليكم فيحذروا قتله .. تعالوا نرى تفسيرها وأسباب تنزيلها وحينها سنفهم .- قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت هذه الآية في رجل من بني مرة بن عوف يقال له مرداس بن نهيك ، وكان من أهل فدك وكان مسلماً لم يسلم من قومه غيره فسمعوا بسرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم تريدهم ، وكان على السرية رجل يقال له غالب بن فضالة الليثي ، فهربوا وأقام الرجل لأنه كان على دين المسلمين ، فلما رأى الخيل خاف أن يكونوا من غير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل ، وصعد هو إلى الجبل فلما تلاحقت الخيل سمعهم يكبرون ، فلما سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكبر ونزل وهو يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم ، فتغشاه أسامة بن زيد فقتله واستاق غنمه ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وجدا شديدا ، وكان قد سبقهم قبل ذلك الخبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قتلتموه إرادة ما معه " ثم قرأ هذه الآية على أسامة بن زيد ، فقال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال فكيف بلا إله إلا الله؟ قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، قال أسامة : فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيدها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لي بعد ثلاث مرات ، وقال : " اعتق رقبة " - .وروى أبو ظبيان عن أسامة رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنما قال خوفا من السلاح ، قال : " أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا " .- وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم عليهم ، قالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله) .
فلننظر للدروس المستفادة .!
من هذا السياق نجد أنه ليس هناك أى مشكلة لو قتل أسامة هذا المسكين المدعو مرداس بن نهيك لو كان كافراً وسلبه غنمه , فرسول الإسلام توقف عند قتله فقط أمام عدم اليقين بأنه كافر ليقول قولته الشهيرة أشققت عن قلبه .
أن جبريل حضرالواقعة عندما تم سردها أمام محمد فلاحقه بالآية على الفور فى أذنه !, ولنا أن نتوقف أيضاً عند آية لا تأتى إلا مع حدث , كذلك لنتوقف من إعتناء الله بمعالجة حدث بهذه السذاجة مغرق فى بيئته وظرفه لا يعنى أى زمان آخر .ولنتوقف أيضا عند مقولة : "فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ "!
إن الرجل المسكين عندما سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب محمد فنزل وقال " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم " فصاحبنا أسامة غزه بالسيف على الفور فقتله بالرغم أن الرجل أعلن إسلامه لهم " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم" .وليهرشها نبى الإسلام بقوله " قتلتموه إرادة ما معه " أى الغنم وكذلك الآية تدينه ( تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ) .
كده ظهرت ملامح القصة لنتوقف عند الطامة الكبرى عندما إستنكر رسول الإسلام قتل هذا البرئ المؤمن بغية سلب ما لديه من غنم فماذا كان موقف الرسول الكريم ,فنحن أمام فعل قتل وحده المعروف القتل قصاصاً بل أمام حد الإفساد فى الأرض أى قتل وسرقة الآمنين بالإرهاب والترويع والذي حده الصلب وتقطيع الأيدى والأرجل عن خلاف .. فماذا فعل نبى الإسلام الذى قال لو سرقت فاطمة لقطعت يدها أى لا يتنازل عن القصاص والعدل مهما كان ,فنحن هنا أمام جريمة بشعة لا تمنح أى شفقة بأسامة الجانى الذى قتل بريئاً مسلماً وسلب غنمه لنجد محمد يستغفر له ثلاث مرات ويطلب منه عتق رقبة لنقول فى مثل هذا الشأن "يا صلاة النبى على العدل والقصاص" .. بماذا تفسر هذا التخاذل أمام ما إقترفه أسامة؟! .. الراجل بتاعنا ومننا وعلينا وطنش سِيدى فهو عمود من أعمدة الجماعة المجاهدة التى تقف عند الطرق .
* قطايف .
- سبحان الله ..طب ناس عندها خشية وخجل فليه تجعلهم يَفْجرون .
تمر آيات بدون أن نفهمها ولكن بالرجوع للتفاسير وأسباب التنزيل يتبدد جهلنا .فهل يعلم أحد ما معنى ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )سورة النساء آية 24
طب تعالوا نشوف لماذا جاءت هذه الآية ففى علل الدراقطنى حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ , ثنا أَبُو خَلِيلٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ : فِبينَا نَزَلَتْ فِي سَبْيِ أَوْطَاسٍ , قَالَ : كُنَّ نِسَاءً أَصَبْنَاهُنَّ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ , فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ , فَنَزَلَتْ : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 .
ومن مصدر آخر: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُنَانِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : أَصَبْنَا سَبَايَا يَوْمَ أَوْطَاسٍ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَنَزَلَتْ : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 - إِلا مَا سَبَيْتُمْ . مسند أحمد بن حنبل - مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ - مسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ.
نلاحظ أن المقاتلين الإسلاميين الذين خلفيتهم وثنية جاهلية بعد أن سبوا نساء أوطاس وعلموا أن لهن أزواج كرهوا أن يقعوا عليهن أى إستاءوا أن يمارسوا الجنس معهن كون لهم أزواج أى أن خلفية أخلاقهم الجاهلية الوثنية تتقزز من هذا الفعل وتكرهه ..فماذا يكون رد النبى ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ).. يعنى ليس هناك مشكلة يا شباب .. إنكحوا وتوكلوا على الله .- ولا تعليق .!
* ياميش
- طب إياك تقول "راعنا: إحنا اتعقدنا من الكلمة دى .
فى هذا الشهر الكريم يجب ان يتعلم المسلم الكثير عن دينه ليلفظ عنه الإعتقادات الخاطئة وينبذها ولا يتشبه بالنصارى الذين يقولون المسيح يرعانا وهو الراعى الصالح .. فقصة يرعانا هذه غير مقبولة , فالله إتعقد من الكلمة دى ولا يطيقها وسيحاسب من يقولها للنبى وفقا لما حذر منه ونهاه فى كتابه الكريم ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا ) الآية 104.
لاتندهش من تلك الآية عندما تسمعها ولا تستغرب كون الله يرفض أن يقول المؤمنون "راعنا يا محمد" بالرغم أنها كلمة طيبة تعنى أسمعنا وإعتنى بنا يا محمد ولكن يمكن فهم هذا اللغز الغريب من سيناريو المشهد الذى حدث منذ 14 قرن الذى أزعج الله بمجرد علمه أن كلمة "راعنا: فى لغة اليهود تعنى سباً قبيحاً لينتفض الله وينزل الآية أو قُل أن النبى أدرك قبح الكلمة فدخل خيمته وأخرج آية " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا "- فيقول ابن عباس عن رواية عطاء أن العرب كانوا يتكلمون بها، فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم أعجبهم ذلك وكانت رَاعِنَا في كلام اليهود سبًّا قبيحًا بمعنى يا أحمق فلما سمع اليهود هذه اللفظة من المسلمين قالوا فيما بينهم إنا كنا نسبّ محمدًا سرًّا فالآن أعلنوا السبّ لمحمد لأنه من كلامهم، فكانوا يأتون نبي الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد رَاعِنَا . ويضحكون ففطن بها رجل من الأنصار وهو سعد بن عبادة وكان عارفاً بلغة اليهود وقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه فقالوا :ألستم تقولونها له؟ فأنـزل الله تعالى: "يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا لا تَقولوا رَاعِنَا ".!
شفت السر !!.. فما رأيك فى هذه السذاجة .. ما رأيك أن مُسطر النص جعل الله ينتفض من كلمة راعنا الموجهة للنبى لأن هذه الكلمة تناظرها فى لغة اليهود سب .. أليست الأمور بشرية ذات سذاجة وعصبية وتعاطى طفولي .
* فزورة
- طب هو كده من الغاويين ولا لأ .
( روى الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم قال : « سَحَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ ، فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا ؛ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ : إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ سَحَرَكَ ، عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا ؛ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَخْرَجُوهَا ، فَجِيءَ بِهَا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطّ ) بدائع الفوائد (2/191أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/40) ، والإمام أحمد في مسنده (4/367، والنسائي في سننه – كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة أنها قالت : سحر الرسول الله حتى كان يرى يأتي النساء ولا يأتيهن . قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر.
هذا يعنى ان النبى كانت تنتابه حالات من السحر وقصة الغرانيق العلى تصب فى هذا الإتجاه ولكننا نعلم أن السحر من الشيطان والله ذكر أن الشياطين لا تسلط على عباده الصالحين ,وأنه لا سلطان للشيطان على العباد إلا من إتبعه من الغاوين كما يكون سلطان الشيطان للذين يتولونه والمشركين - كماجاء فى سورة الحجر42 ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) وفى سورة النحل 99-100 ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ)
ما معنى هذا – فسر .؟!
وإلى تسالى أخرى رمضانية تقبلوا مودتى .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟