ياسورين الداوود
الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 08:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علقت مع بداية شهر رمضان في مدينتي لافتة تحمل قولا نسب للامام علي بن ابي طالب يقول:" نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور" ورغم ان نفس الحديث ينسب للنبي محمد أيضا وهناك من يراه حديثا ضعيفا أصلا، ولكن ليست هذه قضيتنا..
ان هذا الحديث يختصر الكثير من القول والشرح عن أسباب تخلف المسلمين. فما هو ظنكم بأمة تنام شهرا كاملا وتظن ان نومها عبادة في القرن الواحد والعشرين وعصر السرعة الفائقة وتقنية النانو وبعد أشهر من نزول المغامر النمساوي فيليكس من حافة الفضاء الى الأرض بخمس دقائق؟!!
حقيقة عندما كنت أرى من اعرف من الأصدقاء وزملاء العمل وهم يقضون يومهم الرمضاني وهم نائمين، ظننت ان سبب ذلك هو الجوع والعطش والتعب ولكني بعد قراءتي لهذا الحديث عرفت الآن بان النوم والكسل عبادة!!
في كتابه الرائع (النقد الذاتي بعد الهزيمة) حاول المفكر السوري "صادق جلال العظم" ان يحدد اهم أسباب هزيمة العرب في "حزيران 1967"، وكان من ضمن ما ذكره ان سوريا أصدرت قرارا في شهر رمضان الذي أعقب عام الهزيمة بتقليص ساعات الدوام الرسمي ساعة واحدة مراعاة لتعب الصائمين في هذا الشهر نتيجة العطش، ويبدي الكاتب استغرابه من هكذا قرار في بلد يستعد – وقتها – لاسترداد ارضه المحتلة – كانت ولا تزال! – من عدو متقدم وعلمي وذي إرادة فائقة للعمل والتطور.
ويتساءل – ونتساءل معه اليوم بعد مرور أكثر من 40عاما - لو ان دولة متقدمة وصناعية مثل اليابان او فرنسا او كورا الجنوبية او كندا قد أصدرت قرارا مماثلا – وهو ما يعمل به في العراق اليوم أيضا - فما هي نتيجة ذلك على الدخل القومي للبلد وعلى معدلات إنتاجه وصدارته للدول الصناعية وقوة عملته؟ ويبدو لنا العراق اليوم كمثل سوريا قبل أربعين عاما، فعندما لم يتأثر انتاج البلد بتقليص ساعات العمل فهذا دليل انه لا يوجد انتاج وعمل فعلي ولا هم يحزنون!!
#ياسورين_الداوود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟