أسامة مساوي
الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:14
المحور:
المجتمع المدني
لَقَد مَاتَ وَالِدُ الشَّاب ’’ألبيرت أينشتاين’’ وَهو يَحمِلُ مَعَهُ فِكرة مُؤلِمة عَنِ الفَشَلِ الدائم والمُرَوِّع الذي مُنِيَ به ابنُه ’’ألبيرت’’. وفي لحظة الموت والإِحتِضَار كَان أَلبِرت يَشعر بخجل شديد, جعله يَتمنَّى لو أنه لم يولد من الأصل أو لو أنه مات قبل هذا..فقد كان عِبئا على العائلة.وقد كَتبَ في مَرَّات عَديدة لأُمه وأبِيه رَسائل يصرح لهُم بِهَذا.
’’فَشل’’ ألبيرت أينشتابن في الوظائف العديدة التي تولاها.حتى وظيفة التعليم المتواضعة انتهت عندما سُرِّح منها,فَفكر في أن يصبح بائعا مُتجولا ليتمكن من العيش.فماهذا الفَشَل الكبير الذي يلاحقني من طفولتي إلى اليوم؟ما هذه اللعنة السوداء؟
سنة 1905 وبعد وفاة والده بثلاث سنواتِ تقريبا,فَجَّر ’’ألبيرت أينشتابن’’’ ثورة حقيِقية فيِ الفيزياء المعاصرة للدرجة التي بات معها اسمه رمزا للعبقرية والذَّكاء الخارق! فأهدى ثورته العلمية لروح والده والدُّموع تُندَلِق من مقائيه,ولسان حاله يقول : ’’ يَا أبي الغالي,لم أكن فاشلا لتلك الدَّرجة التي مِتَّ وأن تعتقد فيها,كان يَلزمني ويلزمك فقط بعد الوقت لترى أني قادر على التَّحدي من جديد,قادر على الإنفجار والتحرر من جديد.يا أبي يا ليتك بَقيتَ معنا لترى ابنكَ ’’الفاشل’’ المطرود المجلود من كل صوب وحوب..وها قد نجح,كما يسفعل الكثيرون من بعده..’’.
تلاميذنا الأعزاء الذين لم يوفَّقُوا في امتحان البكالوريا الدورة العادية ,هاهو ’’أينشتاين’’ يُخاطبكم ويقول لكم : لا تَستسلِموا ولا تَهِنوا ولا تَستكيونوا ويُسقَط في يَدكم. أمامكم فُرصة أخرى وهي مُتاحة جدا..فقط تمنوا أن يظل أباؤكم وأقرب الناس إلى قلوبكم,على قيد الحياة وقيد الأمل,حتى تتمكنوا في يوم من الأيام أن تحتفلوا مجتمعين بنجاحكم القادم وتتقاسموه معهم...وهذا كله بيدكم يا أَعِزائي تلاميذ المغرب فلا تستسلموا وأنتم رَمزُ العُنفوان والمُستقبل في أَشعار أجدادكم’’.
تلاميذنا الأعِزَّاء الذين تَفَوَّقوا وتَوفَّقوا في نيل شهادة البكالوريا,هنيئا لكم ومريئا,ومزيدا من التألق والألمعية والكفاح الفكري العلمي,في سبيل نيل الأماني : فما نَيلُ المَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي ولَكِن تُؤخَذُ الدُّنيَا غِلاَبا. كما قال شيخ الشعراء ’’المتنبي’’.
#أسامة_مساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟