إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 02:56
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
تمر البلاد بمرحلة صعبة جدا، و تتزايد الصعوبات مع استفحال الأزمة و تدني ظروف عيش الفئات المسحوقة و تحول حياة العاطلين عن العمل إلى جحيم لا يطاق. و في هذا الوضع تزداد الثورات الوطنية و الامتيازات تمركزا في يد كمشة قليلة لا تكاد تبين و هي المالكة لوسائل الانتاج و التبادل و المهيمنة على كل الامتبازات و المستفيدة من كل التسهيلات الظاهرة منها و الباطنة، المشروعة منها و غير المشروعة. في وقت يجد فيه ملايين المغاربة عديمي ظروف العيش الكريم، محرومين من دخل كاف يسد الرمق و سكن لائق و بيئة صالحة للعيش تحت شمس الوطن.
إن هذا الوضع مازال يفرز جملة من الكوارث و يساهم بالتأكيد في استفحالها و استشرائها على مجمل جوانب الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية. و تتمظهر هذه الكوارث بعدة أوجه متفاعلة فيما بينها: البطالة، الفقر، الحرمان من السكن اللائق، الحرمان من حق التطبيب، الحرمان من الضمان الاجتماعي و النغطية الصحية.
إن الأغلبية الساحقة للمغاربة أضحوا اليوم لا يتوفرون إلا على قوة عملهم التي ينبغي بيعها بأبخس الأثمان لتلك الكمشة أو الدولة للحصول على مصدر للرزق و كسب رمق العيش.
و هذا ما ساهم في خلق الأساس المادي للاستفحال البطالة ببلادنا و استمرارها و ديمومتها و سيرها نحو الاستشراء و الاستفحال.
و الآن أضحى كابوس البطالة يخيم على جيل بكامله و ينتظر اغتيال آمال الجيل القادم، باعتبار أن خيار الليبرالية المتوحشة قد تم الحسم فيه دون أن يتمكن المواطن من إبداء رأيه فيه عملا بقاعدة أن من حق الشعب أختيار النظام الاقتصادي الذي يفضله . كيف يمكنه ذلك و "العرزة" قد أحكمت منذ الشروع في تطبيق وصفة صندوق النقد و البتك الدوليين السيئة الصيت، و فتح الأبواب على مصراعيه و اعتماد خوصصة كان مآلها بيع المرافق العمومية ، الاستراتيجية منها، لتبدير عائداتها في مجالات لا تمت بصلة لا بإرساء دعائم التنمية و لا بتحسين ظروف عيش أوسع الفئات الشعبية و لا باستثمارات تخلق فرص شغل جديدة. و هذا كاف للتساؤل حول من المستفيد من هذا المسار؟ هل هو الشعب أم تلك الكمشة المحتكرة للثروات و لوسائل الانتاج؟
و بدون الدخول في التدقيقات، الغرض من كل هذا هو ربط عجلة الاقتصاد المغربي بمصالح الشركات المتعددة الجنسيات و لو أدى ذلك لترك أوسع فئات الشعب المغربي عرضة للاستغلال البشع و تقلبات قوى السوق العمياء.
و الحالة هذه، فماذا يبقى أمام العاطلين و المعطلين إلا تنظيم الاحتجاجات و تقديم أجسادهم قربانا للهراوات الغليظة في الساحات العمومية و على الملأ، ما دام مازالوا لم يحظوا بأي بصيص نور للخروج من نفقهم المظلم.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟