أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مفيد عيس أحمد - شكراًَ لله ...شكرأ للهيئات العليا ... شكراً للسيد الوزير















المزيد.....

شكراًَ لله ...شكرأ للهيئات العليا ... شكراً للسيد الوزير


مفيد عيس أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 02:53
المحور: حقوق الانسان
    


فيما يخص ما نشر في جريدة صوت الشعب العدد 115 (1638 ) تاريخ 23 – 30 تموز 2005 بعنوان " أيضاً خمس مقاعد المعاهد لأبناء الأغنياء حصراً " ثمة ما هو أعمق من تلقي خبراً كهذا يظاهره، لا بد من قراءة حيثيات ما جرى في الاجتماع الذي اتخذ فيه قرار تخصيص خمس مقاعد الجامعات والمعاهد المتوسطة للسادة الذين خصهم الله بما حرمنا منه " على حد رأي وزير التعليم " و هو رأي حصيف فهو رجل أكاديمي بعيد النظر و حكيم ويرتكز في قراراته و عمله على تعاليم الله و............... .
في سياق ما نشر نلمس لهجة سخرية واضحة من رأي الآخر وهذا ليس مستغرباً ولا جديداً عن أغلب المسؤولين فالسيد الوزير بعد أن طرح القرار " انتبهوا، لم يطرح مسودة أو مقترحاً بل طرح القرار بصيغة: يجب اتخاذ قرار " اعترض أحد المجتمعين قائلاً: نرفض هذه الخطوة لأنها تضرب مبادئ تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة غنيهم وفقير هم و تميز شريحة الأغنياء منهم، رد السيد الوزير: ما بك تقول أغنياء و فقراء وتتحدث مثل اتحاد الطلبة..؟
إذا هناك سخرية و استهجان لما يطرحه اتحاد الطلبة وهذا واضح من قول السيد الوزير الذي لا يهمه في النهاية لا رأي إتحاد الطلبة و لاغيره لأنه لا يخرج عن العرف الإداري السائد.
فعلاً كان المعترض من اتحاد الطلبة و قد نبه أحد معاوني الوزير معلمه لذلك فمضى في مناورة تسويغية تشبه في مبدأها تسويغ الأصوليين والذين يرتكزون ارتكازاً نصياً غيبياً في كل ما بفعلونه وقال: يا أخي ما ذنبنا نحن فإن الله قد خلق العباد أغنياء وفقراء فلماذا لا نميزهم نحن ".
كنا نتوقع هذا فلا بد أن يمتثل رجل تقي وورع و عالم كوزير التعليم لتعاليم الله في أن يميز الأغنياء في الجامعات العامة التي يدفع ضريبتها كل الشعب، و لا لوم في ذلك لأنه وردت في التعاليم الدينية في نصوص ابن تيمية و الغزالي بالحرف" أن يميز الطلاب الأغنياء في الجامعات السورية العامة ويمنحوا خمس المقاعد و هذا حقهم الذي وهبهم إياه الله كما وهب السيد الوزير مقعد الوزارة . رغم أننا بحثنا في تلك النصوص و في القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم فلم نجد ما يفيد بذلك، قد يكون اعتمد مبدأ القياس فاجتهد وقاس أغنياء اليوم على المؤلفة قلوبهم في عهد الرسول( ص ) فأراد أن يؤلف قلوبهم في الجامعات العامة وفي هذه الحالة يكون له أجران لأنه اجتهد وأصاب.
ثم ينعطف السيد الوزير انعطافاً أقوى و هو الحاسم ليفحم ممثل اتحاد الطلبة الذي حاول تفنيد قوله بتذكيره بقول للإمام علي و أقوال أخرى ليقول له: أن القرار متخذ في الهيئات العليا و ما علينا سوى اتخاذه وتنفيذه.
دققوا في الكلمات " القرار متخذ " إذاً ما هو دور هذا المجلس المنعقد إذا كان القرار متخذ سلفاً ؟ هل المجلس هيكلية صورية ككل مجالس المؤسسات و الإدارات ؟ من مجالس الإدارة إلى المجالس الإنتاجية انتهاءً بالمجالس العليا ومنها مجلس التعليم العالي..
الأمر الآخر هو إغلاق النقاش بقول الوزير " الهيئات العليا " هل يتفضل الوزير ويفصح عن هذه الهيئات العليا هل يتجرأ ويقول أن الله ميز الأغنياء ولا يحدد هذه الهيئات العليا و هو حتماً من هذه الهيئات.
في اجتماع كهذا يفترض أن تناقش الأمور بشكل حقيقي و صريح لا أن تكون غاية الاجتماع تحقيق الأكثرية الشكلية وهذا ما حدث و ما سيحدث فيما يخص قرارات أخرى، فمن غير المعقول أن ترغب الهيئات العليا في شيء و لا تنفذه المجالس فكيف إذا كان القرار متخذاً من قبل هذه الهيئات كما يدعي السيد وزير التعليم.
لنكن واقعيين ونفترض أن الوزارة أو الهيئات العليا ترغب في زيادة تمويل الجامعات العامة وذلك عن طريق تخصيص خمس الجامعات و هذا ما نستطيع أن نسميه خصخصة التعليم العام لآن هناك جامعات خاصة عديدة في سورية لكن كلها لا تفيد فلا بد من خصخصة خمس الجامعات العامة كبداية فقط، لو كان ذلك حقيقياًَ على من سينعكس هذا الأمر هل سترفع الجامعات من مستوى قاعاتها ومخابرها و أساتذتها و كل ما يخدم عملية التعليم؟ نستطيع أن ندرج هذه العملية في إطار اقتصاد السوق" التعليمي" الاجتماعي كما اعتمد مؤخراً، فلا بد للجامعات الخاصة من منافسة لها في القطاع العام ليرتفع مستواها، أليس هذا من مبادئ اقتصاد السوق... مبدأ المنافسة ؟
ليست الغاية من الجامعات العامة تحقيق الربح وليس من المفترض بها الدخول في لعبة السوق و لا التأليف بين القلوب، من الواجب على هذه الجامعات تحقيق مبدأ تكافئ الفرص الذي يصب في مجرى العدالة الاجتماعية. ألم يفكر السيد الوزير في الفرص التي سيضيعها على الطلاب الآخرين بتضييق الفرص عليهم و ذلك بحصر التنافس على المقاعد وفق الرغبات والعلامات بثمانين بالمائة من عدد المقاعد حيث أن الباقي محسوم وضعه وفق مزايدة مالية. بالتالي سترتفع معدلات القبول والتي هي بالأساس غير منطقية. لدى الأغنياء القادرين على الدفع فرص كثيرة بالدراسة في الجامعة التي يريدون في الداخل والخارج. طالما أن نقودهم في جيوبهم فخياراتهم مفتوحة، و لا مبرر لتميزهم عن الآخرين.
لو أن هذا الأمر تم قبل افتتاح الجامعات الخاصة لوجدنا له تبريراً لكن الآن لا نجد ما يبرره سوى امتثال السيد الوزير للتعاليم الإلهية و رغبات الهيئات العليا .
يبدو أن رد الوزير على إحداث كليات جديدة في المحافظات و على التوصيات بتوسيع قاعدة الخدمات العامة التعليمية و غيرها جاء سريعاً ليفرغ الارتياح و السرور الذي ولده لدى الأهالي من مضمونه لماذا ؟ لا ندري .
إلى متى سيستمر هذا التناقض خطوات إصلاحية و توصيات تتخذ من قبل الهيئات العليا فعلاً و يعلن عنها لتفاجئنا الجهات التنفيذية بما يخالف ذلك.
ثم إذا كان السيد رئيس الجمهورية أكد مرات عديدة على مبدأ الشفافية لما لم يذكر السيد وزير التعليم الهيئات العليا التي أوصته بذلك لا بل اتخذت القرار و ذلك أما مجلس مسؤول و منوط به تحمل عبء هذا القرار، أم أن ما جرى يدخل في باب سو ق الأمور على عوانهها.
بالتأكيد درس السيد الوزير نسبة الأغنياء في المجتمع السوري و ألا فمن أتى بهذه النسبة..؟ وربما أخذ عينة عشوائية أين لا ندري ولكن ليس في الغمقة الشرقية و لا في القابون ولا في حي الصاخور أو دير بعلبة.
السيد الوزير نقدرً لك امتثالك لأمر الله و الهيئات العليا وسؤال واحد فقط أتمنى أن يكون جوابه إيجانياً، هل يقبل أولادك أو من يخصك بالدراسة في الجامعات السورية و إذا كانوا يقبلون فهذا شرف كبير لنا، شرف لا نشعر به لكننا بعد قرارك بتنا نعرف أي شرف نحوز.
"ولا يهمك " نحن فخورون باجتماعنا مع أولاد الأغنياء تحت سقف واحد فقط . و تستطيع أن تعكس النسبة . الكلام السابق كله مزح هكذا أحسن لأنه لن يفيد ......
شكراً لله ... شكراً للهيئات العليا ....شكراً لك .. أتمنى ألا تعدي وزير التربية .



#مفيد_عيس_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مفيد عيس أحمد - شكراًَ لله ...شكرأ للهيئات العليا ... شكراً للسيد الوزير