|
الدول الفاشلة و الهشة ( 3 – 3 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 18:15
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
موقف الحكومة كان صادم جداً تجاه تقرير العام 2013م و هو امر لم يتوقعه احد و الذي جاء فيه وفقاً لتصريحات مسؤول حكومي كبير قال " إن وضع بلاده ضمن قائمة الدول الفاشلة فيه تحامل على الدولة الوليدة التي لم يتجاوز عمر ولادتها عامين ، و اضاف كانت امامنا تحديات كبيرة الا اننا نجحنا حتى الان بدرجة كبيرة في بناء دولة المؤسسات واكد في تصريحات صحفية ان حكومة بلاده لديها اجهزة عدلية وقضائية تنتهج الشفافية في التعاطي مع القضايا كافة ، واوضح ان بلاده في المجالات كافة تتحسن شيئاً فشيئاً ، وطالب المنظمات الدولية بالنظر الى الوجه المشرق في بلاده ، ومساعدة جنوب السودان بإخلاص لتجاوز تحديات المرحلة " . نتساءل احياناً لماذا يوجد تصنيف لدول تسمى بالفاشلة وماهي تلك الدول في الحقيقية ، يرى نعوم شومسكي في كتابه الدول الفاشلة آن من بين الخصائص الاكثر بروزاً للدولة الفاشلة آنها لا تحمي مواطنيها من العنف ؛ وربما من الدمار ايضاً او ان صناع القرار فيها ينظرون إلى هذه المشاغل كاولوية ادنى في سُلم الاولويات من القوة والثروة قصيرتي الامد لقطاعات الدولة المهيمنة . وهنا سمة اخرى للدولة الفاشلة و هي انها دولة " خارجة على القانون " تنبذ قيادتها القانون الدولي والاتفاقيات الدولية بإزدراء . قد تكون هذه القوانين و المعاهدات الدولية ملزمة للاخرين ، لكنها غير ملزمة للدولة الخارجة على القانون ، وهنا يجب لنا ان ننظر للامر من منظور داخلي وليس من منظور مدى مصداقية الولايات المتحدة واهليتها الاخلاقية في وصف الدول بالفاشلة ، الا ينطبق تلك المعايير على اوضاعنا على مجمل القارة الافريقية ما عدا نمازج دول افريقية لا تحصى إختارت الركوع على دولة المؤسسات والقانون ، دول إختارت المصلحة العليا للدولة كاهداف بعيدة وقصيرة لها ، المعايير الامريكية التي تحدد فشل الدولة من عدمها هناك حديث كثير حولها وهي متعارضة ومتناقضة في حد ذاتها باعتبار إن امريكا واحد من اكثر الدول التي لا تحترم القوانين الدولية و لاتابه لها فهي تغزو الدول وقت ما شاءت حتى إذا لم يرضى المنظومة الدولية التي من مهامها الحفاظ على السلم والامن الدوليين ‘‘ الامم المتحدة ‘‘ والعراق غير دليل عن مدى احتقار الولايات المتحدة للقوانين الدولية ؛ الفكرة الرئيسية من الاهتمام بالدول الفاشلة هي آن تلك الدول اصبحت مصدر تهديد اكثر من الدول القوية اي بمعنى اخر إن الخطر الذي يتهدد الولايات المتحدة والدول الغربية تاتي من دول العالم الثالث و الدول الفقيرة في الصومال والكونغو والسودان واريتريا وليست من روسيا او الصين باعتبار آن اي مخاطر انسانية ستقع في تلك المناطق سيحتم على تلك الدول الغنية والمتطورة آن تتدخل لدرء الكوارث على الرغم من ان تلك الدول تساهم في وقوع الكوارث بتدخلها في الشئون الداخلية للدول الافريقية ، بغرض ما يسمى حماية المصالح الامريكية او الفرنسية وغيرها ، هنالك الكثير من المصطلحات التي اطلقت مثل الدول الارهابية والدول المارقة و محور الشر ، يجب لنا ان نترك المفاهيم الامريكية وسياساتها الخارجية التي تستخدمها لتحقيق مصالحها لكن دون ان تكون مفهوم الدول الفاشلة صناعة امريكية السنا دولة فاشلة و إذا لم نكن كذلك فيجب إن نضع معاييرنا الخاصة للدولة الفاشلة لنرى إن كان سيشملنا ام لا - الكثير من الدول خاصة في افريقيا لا تشغل تفكيرها كثيراً قضايا التنمية والتطور لان فكرها وتخطيطها بعيد كل البعد عنها وكافة الحكومات الافريقية تعمل من اجل تطوير ترسانتها العسكرية من طائرات ومدرعات وناقلة جند وغيرها لكن راحة المواطن هي اخر شي يفكرون فيها فبالرغم من تلك الاسلحة التي يتم شراءها بين الحين والاخر إلا إن امن المواطن يظل مفقوداً و امن السلطة الحاكمة تظل في مامن دوماً لانها الاولى من المواطن ، التقرير الذي يصدر سنوياً من صندوق السلام ومجلة فورن بوليسي ليس مجرد تقرير يصدر من مؤسسات إمبريالية كما نعتقد ، لكنها تكشف واقعنا المُر و عوراتنا الذي نرفض التحدث فيه ونرفض السماح لمؤسسات وطنية إن تصدر مثل هكذا تقارير ، إن الدول الفاشلة هو مصطلح أطلقته الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون لوصف بعض الدول التي بات فشلها في لعب وظائفها الرئيسية يمثل تهديدا للأمن الدولي ، لكن شومسكي يرى إن أميركا مثل أي دولة فاشلة أخرى غير معنية بحماية أمن مواطنيها ، و إن شعار الأمن الذي رفعته الإدارة الأميركية بعد 11/9 هو أسطورة كبيرة لأسباب مختلفة ، منها أن أميركا حمت في الماضي إرهابيين عتاة مارسوا الإرهاب في أميركا اللاتينية ، لأن ممارساتهم اتفقت مع المصالح الأميركية . نحن إذ ننتقد حكوماتنا الوطنية والافريقية بشان اتجاهها لجعل الجزء الاكبر من ميزانياتها مخصصة للتسليح ومرتبات رجال الامن ، من هذا المنطلق سنتفق مع شومسكي في رايه الذي يرى الولايات المتحدة اكبر تهديد للامن العالمي بسبب حروبه في افغانستان وفي العراق ومن يحاربهم امريكا الان هي صنيعة امريكية خالصة إذن لماذا يتدخل امريكا في تلك الدول لكي يحارب من صنعتهم هي و ما ذنب الابرياء الذين يقتلوا دون إن يعرفوا لماذا قتلوا والحروب الامريكية لم تقف في العراق وافغانستان بل امتدت الى ليبيا حيث اصبح مستنقعاً للارهاب وكذلك الامر في مصر والاغتيالات في تونس اما سوريا فلقد عانت من ويلات الدعم الامريكي لمن يسمونهم بالثوار ، لكن لا يمكن المقارنة بين ما ينفقه الولايات المتحدة على الامن والتسليح بما ينفقه الدول الافريقية على التسليح ففي الحالة الاولى هناك مؤسسات مستقرة تقوم بتقديم كافة انواع الخدمات للمواطنين ومراكز دراسات وبحوث تقوم بتمديد قيادة الدولة بما يلزم من معلومات حول مستقبل الدولة من ناحية اجتماعية او سياسية او اقتصادية كذلك تقوم بتقديم استشارات فيما يتعلق بالمهددات الامنية التي يمكن ان تتعرض لها البلاد من ثم ، فهي تقوم بتمويل ابحاثها العسكرية والامنية من اجل الحفاظ على امنها القومي بغض النظر عن مدى تاثر العالم بسياساتها لان امريكا كدولة مهمتها هي المحافظة على امنها القومي كذلك الامر بالنسبة لبقية الدول ، فاذا كانت الدولة والدول الافريقية تبذل ما بوسعها لتقديم افضل الخدمات لمواطن وتنتهج طريق الحكم الرشيد فوقتها يمكن اعادة النظر في المعايير الامريكية بالنسبة للدول الفاشلة . السؤال المهم من هذا كله هو لماذا يعتقد الحكومة ان جنوب السودان لا ينطبق عليها مصطلح دولة فاشلة ؟ ماهي تلك المحفزات التي يمكن ان تقنع بها الحكومة المواطن ؟ احياناً او غالباً نعاني من إزدواجية معايير فلماذا نقبل عندما يتم وصفنا بالدول النامية او دول العالمثالثية او الدول الفقيرة فالمصطلحات الثلاث لا تختلف كثيراً عن مصطلح الدولة الفاشلة إلا فقط في تركيبة الكلمة وعدد حروفها ، لماذا لا نرفض حضور المؤتمرات التي تقيمها الولايات المتحدة لدعم جنوب السودان طالما نحن لسنا دولة فاشلة ؟ ، يجب ان لا ينظر الحكومة على تلك التقارير نظرة سوء بل يجب ان تكون المراة العاكس لكي تعالج بين الحين والاخرى الاخطاء والاسباب التي جعلتها تكون في تلك القائمة وفي المرتبة الرابعة .
ودمتم
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 2 – 3 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 1 – 3 )
-
مفاوضات ال( 17 ) مليون دولار ، فرصة لن تتكرر ؟
-
لقاء كير ، مشار : رفع ترمومتر الحرب او وقفها !
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 4-4 )
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 3-4 )
-
باقان اموم .. براءة ام عفو ومصالحة ؟
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 2-4 )
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 1-4 )
-
المصالحة الفلسطينية وانتهاء الحسم العسكري
-
قراءة في رواية زهرة الكركديه الارجوانية
-
اوباما الوديع و بوتين الحاذق
-
استفتاء شبه جزيرة القرم
-
إمتحان النزاهة و الاستقلالية رقم ( 3 )
-
إنتخابات كيم جونغ اون ( نعم ) او ( نعم )
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
محاصرة دويلة قطر
-
وزارة الخارجية للشؤون الداخلية و الاعلام
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
-
تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس
...
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|