علم بالمتبلم ,يصبح ناسي

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 14:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

علم بالمتبلم ,يصبح ناسي.
السلام عليكم ورحمة الله:
في كل عام ومع اقتراب شهر الصوم لدى المسلمين, تظهر عشرات المقالات عنه بين مؤيد ومدافع عن الصوم وبين معارض ومندد به,في كل عام تعاد الكرة مرة ومرات, فيوصف شهر رمضان بالخرافة من بعض الكتاب , ويوصف من البعض الاخر بانه اي شهر الصوم من تركات الجاهلية او من تركات الوثنية ,ان المسلمون اقتبسوه منها,غير من ينفي فوائدة الصوم الصحية, وغير من يثبت ان للصوم فوائد جمة لصحة الانسان.
وكتبت في الصوم في هذا المحور منذ نشوئه مئات المقالات ان لم نقل الالاف,
كلنا يعلم ان ثقافة الاديان السماوية تؤكد انه لاوثنية في البشرية وتؤكد ان ادم نبي وحتى اولاده انبياء وان الوثنية ابتداع بشري ناتج عن ابتعادهم عن شرعة الله التي شرعها لبني ادم وكان تحول ابناء ادم الى الوثنية سبب تعاقب الرسالات فالاصل للصوم او للعبادت هي مأخوذة مما شرعه الله لاادم ولاابنائه.
فالصوم كان لدى الصابئة ونبيهم هو يحيى , ويحيى نبي مرسل من الله, والصوم كان لدى اليهودية ونبيهم موسى, والصوم كان لدى المسيحية ونبيهم يسوع,
والكل يعلم ان ثقافة الاسلام تقول اان الرسالة الاسلامية خرجت من رحم تلك الديانات ومتتمة لها, فمن المنطقي ان تشمل العبادة فيها ماكان لدى الديانات التي سبقتها, وهذا قلناه اكثر من مرة وفي اكثر من مقال ولكن ماذا نفعل في المتبلم لن يفيد معه اي تعليم.
وقلنا واكدنا في اكثر من مقال ان الصوم ملزمة لمن يريد ان يرضي ربه فهي ثقافة خاصة بتركيبة الفرد النفسية وهذه العبادة غير ملزمة لمن لايؤمن بها او لمن لايومن بالاديان السماوية كلها وغير ملزمة لمن يعاني من المرض او لمن يشعر بعدم القدرة على ادائها,
وقلنا ان هدف الصوم غير ارضاء الله, هي تدريب الانسان على مقاومة الشهوات والرغبات والصمود امام المغريات, حتى لايضعف امامها وحتى لايكون عرضة للابتزاز بها, وتعزيزه بالقدرة على الصبر امامها.
هذه هي اهداف الصوم وغاياته ولاهدف ولاغاية غير تلك الاهداف من الصوم, اما الغلاء الحاصل في الاسعار في شهر الصوم فمرجعه لتركيبة بعض البشر الشرهة ولعوامل تجارية تتعلق بالعرض والطلب, وسبق ان قلنا ان الاديان غير قادرة على تغير البشر الذين لايرغبون بالتغير فالله صرح بنفسه انه لايغير تركيبة البشر مالم يسعوا لتغير ماعليه انفسهم(((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11])طبعا غير الجهات(نظرية المؤامرة) التي تسعى او التي تخصصت بتشكك المسلم بعقيدته فتسعى لجعل هذا الشهر صعب على من يصومه من خلال رفع الاسعار تعمدا خلال هذاالشهر.
اما محاسبة من يفطر من المسلمين علنا في الدول الاسلامية,يدخل في باب مراعة مشاعر المسلم الصائم وهو تصرف بشري لاعلاقة له بشريعة الاسلام وليس له اصل في السنة النبوية, يعني نوع من النفاق الحكومي لااستمالة التأيد من الشارع ونوع من محاولات تثبيت حكمهم لااكثر.وتبين لنا في اكثر من موقف ان حكام المسلمين وخاصة في الدول العربية لايعرفون الله ولايخشونه ولاحرمة لديهم لبشر .فدماء شعوبهم غاية في الرخص امام بقائهم على سدة الحكم.
رقم الحديث: 1872
(حديث مرفوع) حَدَّثَنِي طَلِيقٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : " كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شهر رمضان، فَيَصُومُ بَعْضُنَا ، وَيُفْطِرُ بَعْضُنَا ، فَلا يَعِيبُ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ ، وَلا الصَّائِمِ عَلَى الْمُفْطِرِ ، فَيُرَوْنَ أَنَّ مَنْ كَانَتْ بِهِ قُوَّةٌ فَلا بَأْسَ أَنْ يَصُومَ ، وَمَنْ كَانَ بِهِ ضَعْفٌ فَلا بَأْسَ أَنْ يُفْطِرَ " .
هذا ماوردنا في صوم شهر رمضان من سنة رسول المسلمين.
شنو هي رطينه كل عام مع حلول شهر الصوم لدى المسلمين, تعاد الكرة الف مره , المشكلة ان هناك من لاينفع معه التعليم ولاينفع معه التكرار, وحقيقة علم بالمتبلم يصبح ناسي ولكم التحية

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات