أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - ليلة سقوط الموصل ......؟















المزيد.....

ليلة سقوط الموصل ......؟


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليلة 9 على 10 من شهر حزيران عام 2014 ...حدث شيء ما غريب تحركت فيه الغيوم بسرعة .... اسودت سماء الموصل وتعالى صفير الرياح يصم الاذان وينتشر في حارات وأزقة نينوى ينذر الناس وكأنه الطاعون وصعدت للسماء صيحات الرعب والدعاء ...يل رب ...يا رب ....... داعش تهاجم محافظة نينوى المدججة بالسلاح وتسقطها في ساعات ...وينتشر المسلحون ذو اللحى الطويلة القذرة في شوارع المدينة ليتحدثوا الى الناس المذعورين بلغات غير عربية .......الشائعات تنتشر بسرعة مذهلة ....هذا يقول انهم نزلوا من السماء ....ربي لطفك وذاك يقول ....قد حلت الساعة .....والكل لا يدري ماذا يفعل ...وسط فوضى عارمة ... وعوائل لا تدري اي وجهة تذهب في فوضى رعب الاطفال وبكاء النساء وصرخات الشيوخ .....يا الله سترك ....يا رب ..جنبنا سخطك , يا رب فجعنا فارحمنا ......... وسط هروب لقيادات الفرق المتواجدة على حدود المحافظة والمنتشرة في مركز المحافظة اضافة الى عشرات الالاف من الشرطة المحلية التي تبخرت في لحظة مجنونة ...القادة فروا الى كردستان العراق ...المحافظ الباسل هرب الى كردستان بعد ان امن على سلامة خيوله التي ارسلت بقافلة تحت حراسة البيشمركة الى تركيا , ألاف الجنود والضباط الصغار تسربوا الى كل الطرق المؤدية الى الهزيمة والعار تاركين خلفهم اسلحة ومخازن وذخائر واليات تقدر قيمتها بأربع مليارات دولار ...القيادة المركزية في بغداد كالأطرش في زفة عرس اصيبت بالذهول فلاذت بصمت القبور ...الشعب العراقي اصيب بالخيبة والانكسار عند سماعه سقوط ثاني اكبر محافظة في العراق .....حتى ان اهالي بغداد خشوا من ان يناموا ليلتهم تلك مخافة ان يصبحوا على سقوط بغداد ..... ولا زالت اسرار تلك الليلة لم يتجرأ احد على فك طلاسمها بعد ...الا اننا نسمع من هنا وهناك تسريبات حول خيانة المحافظ وقادة الفرق والضباط الكبار واغلبهم من الكرد والموصليين باستثناءات قليلة ...وقد سبقت هذا الانهيار عملية ضخ اعلامي مكثف من قبل الفضائيات المشاركة في هذه المؤامرة الإقليمية والدولية الكبيرة ...لأحداث صدمة الفزع والرعب في نفوس اهالي الموصل والجيش المنتشر هناك .... وهذا ما حصل فعلا وانهار كل شيء في ساعات ....وسيتحدث التاريخ عن هذا الزلزال كثيرا ....والخوف كل الخوف من التداعيات الخطيرة التي ستتوالى بعد هذا الانهيار..انتشرت مجاميع داعش في نواحي واقضيه المحافظات السنية وسقطت تكريت مركز محافظة صلاح الدين في يد داعش بسهولة رفع قشرة البصل .....ولا ندري ماذا بعد .......؟
كان الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون يقول لا اخاف على لبنان من التقسيم ...إلا اذا قسم العراق ...؟
ويبدو اننا امام مشروع تقسيم العراق ...هذا المشروع القديم الجديد .....الان يبدو اقرب الى التحقيق ذلك ان المتغيرات التي حصلت منذ احتلال العراق عام 2003 من قبل امريكا قد هيأت البنية الاجتماعية , والسياسية الى المطالبة بتشكيل كيانات مذهبية وعرقية تقود فيما بعد الى التقسيم ....فلقد عمدت امريكا الى معاملة العراقيين على اساس المكونات فقسمت العراقيين الى سنة وشيعة وكرد ومكونات اخرى ...فكان مجلس الحكم تكريسا لهذه النظرة ساعدها على ذلك شراهة الطبقة السياسية الحاكمة من كل المكونات ....اذ تعاملت مع العراق والعراقيين على اساس المحاصصة في كل شيء واقتسام الغنائم والثروات دون ان يكون لديهم هناك اي مشروع لبناء دولة …………………………او خطة لأعمار العراق المدمر او مكافحة الفقر او الامية او مشاكل العراق المستعصية من ماء وكهرباء وسكن ..... الامر الذي ادى الى ارتكاب اخطاء قاتلة من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق .....وأكيد ان كتلة متحدون على معرفة بما حصل في الموصل وتكريت ذلك ان النجيفي (رئيس البرلمان) وأخيه اثيل (محافظ نينوى) الهارب الى كردستان ضالعين بهذا المخطط بتفاهم مع بعض القيادات الكردية وتركيا والسعودية .....وهروب محافظ الموصل الى اربيل بدلا من الذهاب الى بغداد مقر الحكومة الاتحادية اكبر دليل على تورطه بتسليم الموصل الى داعش ....وحسب القاعدة القانونية الذهبية ....يكاد المريب ان يقول خذوني .....؟
وقد كان اكثر الناس ذهولا وشعورا بالخديعة هم القادة الشيعة حيث انهم اكتشفوا انهم كانوا ضحية مؤامرة الصقت بهم الهزيمة النكراء التي حصلت للجيش العراقي وتهمة تهميش السنة العرب وبالتالي فهم يتحملون المسؤولية الكاملة اذا ما قسم العراق او تم تفتيته الى دويلات وهم يتحملون المسؤولية ايضا في فسح المجال لكل اجهزة المخابرات للدول الاقليمية والدولية في التدخل في الشأن العراقي . فهم اما فاشلين او انهم متواطئين .وعليهم ان يقدموا للعراق شخصيات وطنية تستطيع ان تخدم العراق بكل مكوناته وتحافظ على وحدة الوطن ويكون لها بصمتها في صناعة الاحداث ولها خطاب واضح وتتصف بنظافة اليد وعفتها ...
في الزيارة الاخيرة لمسعود البرزاني الى كركوك توضحت الصورة كاملة ....وهي قد تم ضم كركوك الى اقليم كردستان والى الابد وكذلك جميع المناطق المتنازع عليها ...ثانيا استعداد الكرد التام لمقاتلة الجيش العراقي فيما لو فكر الاخير بالعودة الى ما قبل سقوط الموصل ولقد ذكر اكثر من سياسي كردي بأن الكرد سيتعاملون مع الوضع الجديد كواقع حال موجود على الارض .وهم يحضون بدعم تركي وسعودي كبير ...ذلك ان تركيا تصرفت مع القضية الكردية باستراتيجية الاحتواء والاستفادة من شراكة دائمة مع الكرد ودفعهم على الانفصال عن بغداد لتبدو تركيا وكأنها المدافعة عن حقوق الكرد ...اولا لاسكات اصوات المعارضة الكردية في الداخل التركي ....وثانيا للحصول على نفط كركوك بأسعار خاصة ...لسد حاجة تركيا للنفط .وربما اقامة اتحاد كونفدرالي مع تركيا في المستقبل بعد انفصالها عن العراق ...من ناحية اخر تبنت تركيا التقارب السني - الكردي لاقتسام الموارد النفطية في شمال العراق وتشجيع السنة على اقامة اقليم سني في العراق والمجيء بعائلة النجيفي لتحكم ..... ودعم مطالبيهم والتنسيق معهم في ممارسة الضغط على بغداد وتحميل الشيعة كل الفشل الذي حدث ويحدث في العراق .....وهذا الامر دق ناقوس الخطر فأول من تنبه لخطورة ما يخطط له هي المرجعية في النجف ...فأصدرت دعوتها للدفاع الكفائي عن ما يتعرض له البلد من مؤامرة تهدد وجوده ....وهذا الامر وضع القادة والاحزاب الشيعية في موقف لا يحسدون عليه ...فبعض القيادات الكردية تعتقد بان الظروف مواتية لإعلان الدولة الكردية حتى وان تم التضحية بكل الانجازات التي حصلوا عليها .....فالرئيس مسعود يهدد بأنه مستعد شخصيا لحمل السلاح والقتال دفاعا عن كركوك .... مما يرتب على الشيعة اعادة تقيم الاصدقاء والأعداء والحلفاء لأنهم ومثلما كان حالهم على طول معارك العراق التاريخية هم وقودها الذي لا ينضب وهم من ينزفون دما في السلم اكثر مما ينزفون في الحروب ....ان دعوة المرجعية العراقيين للدفاع عن وطنهم وضع القادة الشيعة امام مسؤولياتهم التاريخية وان يعلنوا عن موقفهم بصوت عال مسموع ....وان امامهم خيارين لا ثالث لهما لكن ينبغي بداية تحقيق انتصارات على الارض وهذه العملية تنطوي على تضحيات كبيرة من قبل الشيعة لفرض هيبة الجيش العراقي الباسل على الاخرين للعودة الى حجمهم الطبيعي ....والتنازل عن السقف العالي لمطالبيهم .....فإما ان يرفضوا الدستور ويقاتلوا لعودة العراق الى ما قبل 9/4/2003 وهذا ضرب من الاحلام المستحيلة او ان يؤمنوا بدستور 2005 ويقروا بإقامة اقاليم على اسس ادارية وهم ايضا في هذه الحالة سيواجهون جوقة المتآمرين من السنة والشيعة والكرد الذين اسهموا في خيانة العراق وتسليم الموصل لداعش .... والساعين لتقسيم العراق وسيضطرون الى اتخاذ قرارات صعبة قد تؤدي الى مواجهات عسكرية دموية مع الكرد للحد من الرغبات المجنونة التي سيطرت على ال البرزاني فهذه الخطوة ستفتح باب جهنم على الكرد ...حيث سيتوحد العراقيين سنة وشيعة امام الخطر الكردي الذي يسعى لسرقة ثروات العراق النفطية ليضعها تحت تصرف انقرة ...كما ان هناك قوى اقليمية فزعت من شراهة البرزاني وهذه تؤكد الشكوك حول تواطىء البرزاني مع داعش والبعثيين ....... فلقد سيطر على بعض قادة الكرد عقدة العظمة فهم يسعون لتدمير العراق من اجل ان يصبح في اخر المطاف تابعا ذليلا لتركيا ... ...فعلى الاحزاب الكردية الوطنية المعتدلة ان تلجم اندفاعة البرزاني الذي تسيطر على ذهنه فكرة واحدة هي تأسيس دولة كردستان العظمى ...؟؟؟؟ انه يدرك انه يتحالف مع الشيطان لتدمير العراق وهو بهذا يجلب ضده السنة والشيعة المعتدلين ويؤجج صراعا عرقيا قي المنطقة يفتح الباب امام تدخلات اقليمية ودولية.......... واعتقد انه رهان لن يحقق للكرد طموحاتم ولا يتناسب مع نضالهم الكبير ضد الدكتاتوريات ؟ لكن تبقى الخطوة الاهم التي ينتظرها الملايين من السنة .....هي من سيختاره الشيعة لرئاسة الوزراء ....؟ واعتقد ان دفع السنة للارتماء بأحضان تركيا واربيل لن يعود بالنفع على شيعة العراق ...واغلب السياسيين السنة في اربيل هم رهائن لدى مسعود وان لم يشعروا بذلك .... ومنذ ليلة سقوط الموصل ...ولحين تحريرها ...سيشهد العراق بحارا من الدم ...... ؟؟؟
حامد الزبيدي
28/6/2014



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل لما يجري في العراق اليوم وغدا ...؟
- نينوى
- الانتخابات العراقية ....والسيناريوهات المجهولة ....؟
- سيناريو التهدئة السعودي .....هل ينجح ....؟؟؟
- الاسرائيلي الجبار ....؟؟؟؟
- متى نتعلم ....؟
- ماذا نريد من الرجل القادم لرئاسة الوزراء .......؟
- المطلوب رأس سنطرق
- اللامعقول
- نزلت للحرب ....تشارك الحلوة
- النسحة العراقية ..... لحزب الكنبة
- داعش ومؤتمر جنيف 2
- سيادة الكراهية
- سيادة
- الانتظار الطويل ....ونتائج الانتخابات
- اخر حروب المملكة ....؟
- هل سيكون العراق الطبعة الثانية من النسخة السورية ...؟؟؟
- احلام الباشا الطائر
- السعودية ... هل تعصر على نفسها اللمون ...؟؟؟
- المتغطي بالامريكان .... عريان


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - ليلة سقوط الموصل ......؟