أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - نحو مصالحة وطنية مصرية فورية وشاملة















المزيد.....

نحو مصالحة وطنية مصرية فورية وشاملة


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يسبق للمصريين أن كانوا بمثل هذا التشرذم الذي هم فيه الآن،فحالة الإستقطاب في المجتمع المصري غير مسبوقة،وحالة الكراهية التي يكنها أبناء الوطن الواحد بعضهم لبعض تنذر بعواقب وخيمة،ولن تنهض مصر وتتبوأ مكانتها الإقليمية والعالمية إذا لم تتم مصالحة وطنية شاملة وفورية، حيث نجد الأزمات في كل مكان:أزمة اقتصادية،أزمة كهرباء،أزمة مياه،أزمة في الجامعات، أزمة في الأمن،أزمة في الإعلام،أزمة في النقابات،أزمة مع رجال الأعمال ...إلخ.

لا توجد حلول سحرية لهذه الأزمات العويصة الآخذة بأعناق الدولة المصرية،كما أن صلاة الإستخارة ما عادت تنفع لحل هذه المشكلات،فالأزمات تتوالى والرئيس السيسي والحكومة يحاولون جاهدين حلها،قدر الإمكان،في ظل تصعيد عنيف مستمر من الإخوان المسلمين.

لماذا تتفاقم هذه المشاكل؟

لإنعدام روح التسامح وفقدان الثقة بين الجميع،فالكل يكره الكل،والكل يخوّن الكل ويتربص به: الفلول خونه،والإخوان خونه،والإعلام خائن ومضلل، والقضاء خائن ومسيس،والليبرليون خونه،والعلمانيون خونه، والأقباط خونه،ومن انتخب السيسي خائن،ومن يطالب بعودة مرسي خائن.

أفلا يوجد حل عقلاني واقعي يرضي الجميع بمفهوم الحد الأدنى؟

هناك حل واحد وحيد وناجع:مصالحة وطنية فورية وشاملة تعيد لحمة المجتمع المصري(المتهلهل)، تعيد الترابط الإجتماعي للمجتمع المصري والأسرة المصرية،هذا الترابط سيكون بمثابة الأسمنت الضروري للم شمل كل فئات الشعب المصري تحت هدف واحد"مصلحة مصر العليا"،أما أنانية كل فريق للعمل لحساب أجندته الخاصة، لتحقيق مصالح فردية أو حزبية سيعرقل مسيرة الدولة وسيعوق خارطة الطريق،لأنها ستكون ضداً للتضامن الإجتماعي والطبقي وتآخي المجتمع المصري.
ما العمل؟
مصالحة فورية وشاملة هي مسألة حياة أو موت من أجل مصلحة مصر العليا،وهي الحل السريع لعودة الأمن والإستقرار للمجتمع المصري،كي يعود الراسميل الأجنبي والعربي للإستثمار في مصر،كي تعودة السياحة، التي تمثل مصدر الدخل الثاني لمصر بعد قناة السويس،وكلما تأخرت هذه المصالحة الوطنية الفورية والشاملة،كلما استمر العنف والإنفلات الأمني،واللاإستقرار، والخوف من المستقبل المجهول،و هروب المستثمرين،و إزداد تفكك المجتمع،والضحية هو الشعب الذي يئن تحت وطئة الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.

لإنجاح هذه المصالحة الوطنية الفورية والشاملة ،هناك خطوات ضرورية وهامة يجب أن تأخذها الحكومة الحالية، لإثبات حسن نواياها للقوى المعارضة والأحزاب الأخرى وهي:
1ـ إطلاق سراح كل السجناء السياسيين،و سجناء الرأي،طالما لم تلوث أيديهم بدماء المصريين،أما من تلوثت يداهم بدماء المصريين فحكمهم متروك للقضاء ليقول كلمته فيهم.

2ـ وقف الملاحقات القضائية،ومهزلة البلاغات التي تنزل كل يوم كسيل المطر على النائب العام، وكأننا قمنا بثورة 25 يناير لتصفية الحسابات الشخصية والحزبية القديمة،وليس من أجل:الحرية،والعدالة الإجتماعية وللقضاء على الفساد،،فكل شخص أو حزب لا هم له إلا الكيد للآخر بتقديم بلاغات للنائب العام.

3ـ ضرورة تشكيل حكومة مصالحة وطنية،تضم جميع أطياف المجتمع المصري(الفلول،الإخوان، المسيحيين،النساء،الليبراليين،العلمانيين)مروراً بجميع أحزاب المعارضة،وممثلين لجمعيات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة كحمدين صباحي وعمرو موسى مثلاً.

4ـ ضرورة تخفيف الأحكام عمن هم في السجون،لأن تشديد الأحكام عليهم أو الحكم عليهم بالإعدام من شانه تهييج الرأي العام العالمي والمصري بالمظاهرات كل يوم جمعة،التي تشل الشارع المصري،وتثير الفوضى، ويقع فيها ضحايا غالباً ،يستغله الإخوان المتأسلمون لحمل الماء لطاحونة العنف والدم.

ما هو العائق الوحيد أمام هذه المصالحة الوطنية الفورية والشاملة؟

عقلية"الثأر العشائري"،فالإخوان يتخذون من الجيش والشرطة ومن الدولة نفسها أعداء لهم، ويحاولون جهدهم أخذ الثأر منها بالتفجيرات التي يثيرونها هنا وهناك،خاصة بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة،وسقوط قتلى من مؤيديهم،فيطالبون بالثأر والقصاص لقتلاهم.
ويمكن حل هذه المشكلة بأن يشكل شيخ الأزهر لجنة برئاسته ويذهب بنفسه لكل أسرة من مات في فض الإعتصامين،ويدفع لأهله دية من مال الدولة،لكسر حدة العداء بين الإخوان والدولة والجيش والشرطة.
مصر ما بعد 25 يناير 2011،من الصعب أن يحتكر حكمها وثروتها فرد أو حزب أو نخبة،فلا بديل ونحن في أوائل القرن الـ21 إلا بتوسيع دائرة نظامنا الإجتماعي والسياسي،ليشمل جميع النخب والطبقات والأحزاب بلا استثناء،بإشراكهم جميعاً في السلطة والثروة،حتى لا تكون حرب الجميع على الجميع،كما هو حادث الآن.

فهل تستطيع يا سيادة الرئيس أنت وحكومتك الجديدة،سماعاً لصوت العقل والحكمة،أن تفعل كما فعل رسولنا الكريم(ص)، الذي أصدر عفواً شاملاً،بعد ان عاد منتصراً من المدينة إلى مكة،وطوى صفحة الماضي الأليم،وفتح صفحة الغد المشرق بالأمل والتسامح،فلقد كان بإمكانه أن ينتقم من قريش باسم العدل والقصاص،ولكنه عفى وأصفح امتثالاً لقوله تعالى:"خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين" (199 الأعراف)،وكما فعل أيضاً المناضل نيلسون مانديلاُ رئيس جمهورية جنوب أفريقيا،حيث تم سجنه لمدة 27 عاماً،وما إن خرج وأصبح رئيساً،لم ينتقم من سجانيه (البيض)،بل صفح وعفى عنهم، وبدأ عهداً جديداً بمصالحة وطنية فورية وشاملة،فاجعل من نيلسون مانديلا،ومن الرسول(ص)مثلك الأعلى،فالضعيف الخائف هو الذي ينتقم،أما القوي الواثق من نفسه فهو الذي يعفو ويصفح،جعلكم الله أهلاً للعفو والصفح من أجل مصلحة مصر العليا،فكلنا مصريون رغم كل الخلافات، فلم شمل المصريين يا سيادة الرئيس،وخذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن المزايدين،ولا تنسى أن هناك أيادي خبيثة تريد عدم الاستقرار لمصر،وأن يحارب الجميع الجميع،لنسقط في دوامة الفوضى،ونصبح في عداد الدول الفاشلة،وقي الله مصر شر الفتن والمحن،وعاشت مصر بكل أبنائها، على اختلاف أنتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية، حرة.وأبقاكم الله لمصر فخراً وزخراً.

[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل مفتوحة للرئيس السيسي (4 4) لا تحكم بل دع القانون يحكم
- رسائل مفتوحة للرئيس السيسي (34)
- رسائل مفتوحة للرئيس السيسي)24)
- رسائل للمشير السيسي رئيس مصر القادم (14)
- رداً على نعوم تشومسكي: عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء
- إدانة لحادث كنيسة العذراء مريم الغادر
- هل سيفسد الإخوان المسلمين الحج هذا العام؟
- احتفال أكتوبر هذا العام ليس ككل عام
- تفويض للسيسي ضد الإخوان المجرمين
- الشيخ حسن شلجومي خليفة الإمام محمد عبده
- هل سيهدم شمشون-الإخوان-المعبد على من فيه؟
- رحيل عملاق الفكر الإسلامي المستنير جمال البنا
- تنحى من فضلك يا دكتور مرسي
- عودة اليهود أو تعويضهم:لما لا ؟
- الحجاب علامة إكتئاب
- إصلاح وضع المرأة شرط لإصلاح الإسلام
- حذاري يا مرسي ... حذاري
- إلى قداسة البابا تواضروس: رسالة تهنئة ورجاء
- شكراً للرئيس مرسي
- متى ستنتهي الفتنة الأبدية بين السنة والشيعة؟


المزيد.....




- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا ...
- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن ...
- إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - نحو مصالحة وطنية مصرية فورية وشاملة