أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيومي خليل - بين الصوم الصحي والصوم التعبدي














المزيد.....

بين الصوم الصحي والصوم التعبدي


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 00:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




*يا لإيطاليا اليائسة ألا ترين أن شهوة الطعام تقودك للموت أكثر من أي وباء أو حرب مدمرة.* لودفيك كارنارو.

-----------------------------

الشيء الأكيد ،والذي يتغاضى عنه الكثيرون ،ويتناسونه ، أن الصوم إرتبط بحضارات وأديان متعددة ،منها من صارت أثرا بعد عين ،ومنها من مازالت قائمة، يدين بها أقوام آخرون ،ينفذون شرائعها ،ويبنون بها حضارتهم أو يشرعون في هدمها .

تقول الآية مائة وثلاث وثمانون 183 من سورة البقرة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

عبارة *كما كتب على الذين من قبلكم *التي جاءت في الآية183 ،توحي بأسبقية صيام الكثير من الأمم والنحل السابقة عن الإسلام . مع اختلاف في شروط الصوم ، وفي أوقاته ، وكذا متطلباته ، يبقى الصوم سلوك إنساني اتخذه الإنسان طريقا للتعبد والوصول إلى صاحب الوجود ، لكن هذا الطريق ليس هو الوحيد ، فالصوم الصحي ، والذي ينآى بنفسه عن الصوم التعبدي / القدسي ، ظهر بشكل قوي هو الآخر ، وما عبارة المفكر الايطالي لودفيك كارنو، والذي رأى أن الإيطالين أصبحوا شرهين ومحبيين للأكل ، إلا تأشيرا لهذا النوع من الصيام ،والذي لا يرغب الصائم فيه بتحقيق فرض ديني ، أو شعيرة دينية ، بل يسعى إلى تحقيق فرض الصحة ورعاية الجسد.

لقد خرجت مرة آخرى *حركة مالي* ، أو حركة بدائل للحريات الفردية ،لفتح النقاش القديم / الجديد حول فريضة الصوم ، ويحسب لهذه الحركة قوة المقترحات ، والجرأة في نقاش الصوم ، الذي تم اعتماده طابو لا نقاش حوله من طرف جل رجال الدين ،لكن يعاب عن هذه الحركة أنها تريد اجتثات المغربي من هويته الخاصة ، وفشلت فشلا دريعا حين خطت خطوة غير محسوبة بالدعوة للإفطار علنا في أحد أيام رمضان لسنة 2012 ؛ خطوة عناد وليست خطوة نقاش على الإطلاق ... إضافة إلى أن الحركة تبدو مفصولة عن هموم المواطن المغربي ،وتبدو نخبوية إلى حدود كبيرة .

لا تعدو حركة مالي إلا أن تكون حركة قاربت تيمة الصوم التعبدي بطريقة خاطئة جدا ،لكن يحسب لها مع كل هذا جرأة النقاش .

الفصل 222 من القانون الجنائي يبدو غير منصف للتعدد المغربي . القانون يعكس واقع ما بشروطه الموضوعية الخاصة ،وينتج عن هذا الواقع .والواقع المغربي يقر أن به تعددا ، تعدد وإن كان لا يبدو مؤثرا على الانسجام الجمعي ، إلا أنه قائم ، ويمكن أن يؤثر في أي وقت . تعدد يفرض تغيير عقوبة الفصل؛ فلا أظن أن أجهزة الأمن ستتدخل لاعتقال أجنبي يأكل في الشارع يوم رمضان ، لكن الأجنبي نفسه سيعتقل إن وجد يذخن الحشيش في أي وقت ،وهذا أكيد سيكون تعاملا غريبا مع القوانين المعمول بها ، فمادمت في بلد ما على كل القوانين التي تطبق على السكان أن تطبق عليك سواء كنت عابرا أو مقيما . هذا التعامل مع هذا الفصل يظهر لا منطقيته ، ويظهر أن به أعطاب كثيرة ، من بينها أنه لا يمثل الأقلية ،ونحن نعرف أن الحقوق الكونية يجب أن تعترف بحقوق الأقليات .

لا يعني تجاوز الفصل 222 أن الأقليات ستفرض مشاعرها على مشاعر الأكثرية ، فقبل الحريات الفردية هناك الشعور العام للأغلبية والذي يجب أن يتم احترامه ،وعدم خدشه بأي طريقة كانت،وهذا ما لم تنتبه له حركة مالي ، والتي بدت كأنها هبطت من فضاء آخر على المغاربة ، الذين يعرفون أن الكثير منهم لا يصومون ، لكنهم على الأقل لا يعلنون إفطارهم.

لا يعلن المغربي افطاره في رمضان خوفا أو احتراما لمشاعر الآخرين ؟؟ هذا هو السؤال الذي يجيب عليه الفصل 222 ،فمادام الفصل قائما فإن ما سيمنع الناس عن إعلان افطارهم رمضان ،وعدم صومه ، هو الخوف من العقوبة ، وليس احترام مشاعر الناس والأغلبية ، ربما إذا ما تم إسقاط الفصل ، وتوعية الأقلية باحترام مشاعر الأكثرية ، يمكن أن تمارس هذه الفردانية بشكل أكثر وعية وتمدنا .

لقد دعت معتقدات كثيرة إلى الصوم كوسيلة تطهرية من أدران الجسد ، ولم تنس أن تهتم بجوانبه الصحية . فالبوذية على سبيل المثال تعلي من شأن الصوم لا كفريضة ، أنما كطقس وجودي يجعل الإنسان يتأمل أكثر ، ويحافظ على توازنه الصحي .

الفرق بين الصوم الصحي والصوم التعبدي يتمثل في سؤال الفرض والفريضة والإجبار . فالصوم التعبدي هو أولا أوخيرا أمر إلهي من الواجب تنفيذه، به يتم تحديد درجة إيمانك ،وامتثالك لشعائر خاصة ، يمكن أن تقوم به على مضض لأن الآخرون ، المحيطون بك يراقبونك ،ويمكن أن تقوم به وأنت تتماهى فيه وتؤمن حق الإيمان بقيمه الفاضلة ،ويمكن ...لكن الصوم الصحي هو قناعة وجودية أولا ، ليست أمرا ، ولا تدخل في المعطى المقدس ، إنها ثقافة علمية تجعلك تعرف أن فوائد الصوم كثيرة ...

السؤال الذي أود طرحه على فقهائنا الكرام ؛ هل إذا صمت صوما صحيا وليس تعبديا في رمضان هل سيحسب لي هذا في حسناتي ؟؟.



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحود
- منكم داعر ومنا داعر .
- النفي المنهجي أو عدمية نيتشه
- صورة وطن في منفى شاعر ٍ
- اقسم باليسار
- سيجارة آخرى مع الماغوط
- المرجو اعتقالي
- يمشي كأنه يحلق
- بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي
- بشار بن برد في مسيرات فاتح ماي .
- فرنكشتاين ينتقل من بغداد إلى الرباط
- أوصاني
- الجامعة والقتل وسوء الفهم .
- الهندام الديني
- صناعة المعتقد
- *لحسانة بلا ما * والإنتحار
- دراسة سيوسيولوجية لظاهرة التشرميل
- أنت أيها الطائِرُ لا تطير
- إنتحار الأمل
- الإنسان الديانة التي تسعى إليها الفلسفة


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيومي خليل - بين الصوم الصحي والصوم التعبدي