سامي فريدي
الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 17:22
المحور:
حقوق الانسان
سامي فريدي
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (22)
أتَعْلَمِينَ أيَّ حُزْنٍ يَبْعَثُ الْمَطَرْ
وَكَيْفَ تَنْشُجُ الْمَزَارِيبُ إذَا انْهَمَرْ
وَكَيْفَ يَشْعُرُ الْوَحِيدُ فِيهِ بِالْضَيَاعِ
بِلَا انْتِهَاءٍ-
كَالْدَمِ الْمُرَاقِ، كَالْجِيَاعِ،
كَالْحُبّ، كَالْأطْفَالِ،
كَالْمَوْتَى، هُوَ الْمَطَرْ
وَمُقْلَتَاكِ بِي تَطُوفَانِ مَعَ الْمَطَرْ
وَعَبْرَ أمْوَاجِ الْخَلِيجِ تَمْسَحُ الْبُرُوْقُ
سَوَاحِلَ الْعِرَاقِ
بِالْنُجُومِ وَالْمَحَارِ
كَأنَّهَا تَهِمُّ بِالْشُرُوقِ
فَيَسْحَبُ الْلَيْلُ عَلَيْهَا مِنْ دَمٍ دَثَارْ
أَصِيْحُ بِالْخَليجِ يَا خَلِيجُ
يَا وَاهِبَ الْلُؤْلُؤِ وَالْمَحّارِ وَالرَّدَى
فَيَرْجِعُ الْصَدَى
يَا خَلِيجُ: يَا وَاهِبَ الْمَحَّارِ وَالرَّدَى
أكَادُ أسْمَعُ الْعِرَاقَ يَذْخَرُ الْرُعُودَ
وَيَخْزُنُ الْبُرُوقَ فِي الْسُهُولِ وَالْجِبَالِ
حَتَّى إذَا مَا فَضَّ عَنْهَا خَتْمَهَا الرّجَالُ
لَمْ تَتْرُكِ الْرِيَاحُ مِنْ (ثَمُوْدَ)
فِي الْوَاد مِنْ أثَرْ
أكَادُ أسْمَعُ الْنَخِيلَ يَشْرَبُ الْمَطَرْ
وَأسْمَعُ الْقُرَى تَئِنُّ،
وَالْمُهَاجِرِينَ يُصَارِعُونَ بِالْمَجَاذِيفِ وَبِالْقِلُوعِ
عَوَاصِفَ الْخَليجِ وَالْرُعُودِ،
مُنْشِدِينَ
مَطَرْ.. مَطَرْ.. مَطَرْ..
وَفِي الْعِرَاقِ جُوْعٌ
وَيَنْثُرُ الْغِلَالَ مَوْسِمُ الْحَصَادِ
لِتَشْبَعِ الْغِرْبَانُ وَالْجَرَادُ
رُحَى تَدُورُ فِي الْحُقُولِ
حَوْلَهَا بَشَرْ
مَطَرْ.. مَطَرْ.. مَطَرْ..
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الْرَحِيلِ مِنْ دُمُوْعٍ
ثَمَّ اعْتَلَلْنَا، خَوْفَ أنْ نُلَامَ، بِالْمَطَرْ
مَطَرْ.. مَطَرْ..
وَمُنْذُ أنْ كُنَّا صِغَارَاً،
كَانَتِ الْسَمَاءُ، تَغِيمُ فِي الْشِتَاءِ
وَيَهْطُلُ الْمَطَرْ
وَكُلَّ عَامٍ.. حِيْنَ يَعْشِبُ الثّرَى.. نَجُوُعُ
مَا مَرّ عَامٌ وَالْعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُواعٌ
مَطَرْ.. مَطَرْ.. مَطَرْ..
وَيَنْثُرُ الْخَلِيجُ مِنْ هِبَاتِهِ الْكِثارِ
عَلَى الْرِمَالِ، رَغْوَةَ الأجَاجِ، وَالْمَحَارِ
وَمَا تَبَقّى مِنْ عِظَامِ بَائِسٍ غَرِيقٍ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ظَلَّ يَشْرَبُ الرَّدَى
مِنْ لُجَّةِ الْخَلِيجِ وَالْقَرَارِ
وَفِي الْعِرَاقِ ألْفُ أفْعَى تَشْرَبُ الْرَحِيقَ
مِنْ زَهْرَةٍ يَرُبّهَا الْفُرَاتُ بِالْنَدَى
وَأسْمَعُ الْصَدَى
يَرِنّ فِي الْخَليجِ
مَطَرْ.. مَطَرْ.. مَطَرْ..!
(أنشودة المطر للسيّاب- بتصرف)
#سامي_فريدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟