|
بارنويا الزعيم الأوحد في تهميش البعيد والابعد
عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يكثر الحديث اليوم عن إيقاف الانتقاد خاصة النقد الذاتي على أساس ان وحدة الوطن ومصيره في خطر يستوجب غض النظر عن الكثير من الفساد الإداري ومن العداء السياسي والتسقيط الإعلامي وتبادل الاتهامات ، والحق ان كل هذا صواب لاريب فيه ، الا ان المؤامرة الإعلامية المقترنة بالتامر العسكري تدفع للتصدي لاي طابور خامس يقوم على إشاعة الدعايات المغرضة والتسقيط الإعلامي فلو صمت العدو وحلفائه لصمتنا. ام لو نطق العدو وحلفائه وجب علينا التصدي له لان ذلك جزء من الحرب في الدفاع عن بقاء العراق ووحدة العراق. يتسائل البعض باستغراب عن اكذوبة التهميش ومعنى الدكتاتورية وعن ان ما يحدث هل هي ثورة فعلا ام وجوابه هوان التهميش والدكتاتورية والثورة التي تصعنها المخابرات المركزية والموساد في العراق تعني بالضبط تسمية الشيء باسم ضده فالدكتاتور هو من يحكم ويمنعنا من الانفراد بالحكم والتهميش رغم وجود مناصب وامتيازات شخصية وفئوية وحزبية واثنية اكثر من الاستحقاق أي ان التهميش لدى العملاء هو ان اننا لانستطيع تهميش الغير وإخضاعه بالكامل او ابادته والثورة هي الثورة الرجعية المضادة والتمرد الإرهابي ، لذا لاغرابة ان تجد دكتاتورا فاشيا شوفينيا رجعيا كالبرزاني العميل الصهيوني يتهم المالكي بالدكتاتورية ولا غرابة ان تجد البعثي الدوري يصف إرهاب داعش الأفغان بالثورة العشائرية ولا غرابة أيضا ان يصف البعيد عدوه انه طاغية يقوم بالتهميش لانه يمنعه من ان يكون القائد الأوحد ظهرت كلمة جديدة للزعيم البعيد ناقض فيها نفسه وظهر التناقض فيها بين جملة وأخرى بل داخل الجملة الواحدة من كلمته التي هدد فيها وتوعد الجميع بحسب البعض وحلفائه المهمشين بحسب البعض الاخر واثار تساؤلا كبيرا يتميز كل زعيم قائد فاشل وبحسب ما يطرحه احد علماء النفس اعرض عن ذكر اسمه حرصا عليه واشير اليه للامانة العلمية عند حديثه عن تحليل شخصية القائد الفاشل في دراسة نشرت له في احد المواقع الاليكترونية حيث أشار الى اهم صفات شخصية القائد الفاشل ومنها شخصية الحاكم الفاشل والتي تشكل مصدر فشله توجز بالاتي:. 1.العناد العصابي 2-ظاهرة البارنويا 3. الاسقاط 4.سيكولوجيا الخليفة 5.تغليب الثقة على الكفاءة 6. التعصب المؤسسي 7.التستر على المفسدين 8.ضعف الشعور بالذنب. ولو اردنا اكتشاف شخصية البعيد الأوحد لوجدنا تلك الصفات مترسخة متاصلة فيه
1.العناد العصابي: الأصرار على الموقف وعدم الاعتذار عن الخطأ لذا يبدو الزعيم القائد محيرا للاخرين في خلقه لازمات وفوضى يختلط الخطا والصواب فيها والحق والباطل من اجل إرضاء غرور نفسه وإبقاء هالة القدسية حوله حتى لو كان خاطئا. وهذا ما نجده في زعيمنا البعيد عن رضى ورحمته حيث التناقضات في الاقوال والتراجع في المواقف من اجل جلب اظهار ماكنة الاعلام والظهور الاستعراضي الكاريزمي. 2-ظاهرة البارنويا: تعني البارنويا اسلوبا مضطربا من التفكير يسيطر عليه نوع غير منطقي (غير عقلاني) من الشك المرضي وعدم الثقة بالآخر، ونزعة دائمة نحو تفسير افعال الاخرين على انها تآمر او تهديد يستهدف شخص المصاب بها. وهو ما نجده في الزعيم البعيد عند اتهامه اعدائه بالتهميش له ولحلفائه ولاتهام من لايهتم به اويخضع له بالدكتاتورية والطغيان وهذا هو معنى التهميش لديه أي الانفراد بالسلطة والقرار، ونجد مؤشرات ذلك في كلامه مع احد منافسيه عندما طلب منه ان يتراجع عن انشقاقه لانه زعيم الشيعة في العراق وزعيم المقاومة في العراق وأيضا عندما خاطب عدوه الدكتاتور بحسب وصفه بانه قد اطاعه ولطاعته له يشكره عندما استعرض اتباعه في ديالى دون اخذ الاذن من زعيمهم الأوحد واعتقالهم لذلك . 3. الاسقاط: ويعني ترحيل الأخطاء الى شخص او اشخاص ،جهة او جهات..في محاولة لتبرير الأنا من الاخطاء التي ارتكبها او كان طرفا فيها ،كما نلاحظ ذلك الان في ان الملف الأمني بيد فلان وانه فشل وان الجيش لاعقيده له وانكم لا تعرفون كيف يكون الانتصار والانتصار لنا وحدنا ولكم الهزيمة وانتم قدمتم باثارة الفتنة النائمة ونحن نريد حقن الدماء وغيرها ويتناسى البعيد عن رحمة ربه ان الملف الأمني ليس بيد أحدا بل ان اتباعه من نوابه مشاركون فيه . كما قيادات القوة الأمنية لاتتكون من طائفة واحدة ولا من قومية واحدة ولا من حزب واحد بل ان البعث والنواصب قد اخترقوا تلك الأجهزة فاي تهميش واي ابعاد 4.سيكولوجيا الخليفة(الوراثة): نعني بها ان الحاكم العربي يعتبر نفسه امتدادا للخليفة ووريثا ووكيلا لله في ارضه حين يستلم السلطة..فيعمد الى البقاء فيها معتمدا على القوة العسكرية والامنية و (المكرمات) وهنا نجد الزعيم (البعيد عن رحمة الله) يتكلم كانه وكيل عن الله وظله في الأرض في بياناته الاخيره حيث وجه شكرا من الله لاتباعه لانهم اطاعوه وفي كلمته الأخيرة يقول بوضوح غاب عن الكثير ممن لم يعاشره عن قرب يوجه فيه خطابا ضمنيا الى ايران ان ابعدوهم عني واقبلوا بي كقائد اوحد دون غيري واتركوا غيري وازيلوهم من طريقي كي احقق النصر والسلام في العراق لاني انا دون سواه الزعيم وغيري يجب ان لايكون موجودا أصلا وهذه هي كل مشكلته لان فلان يتصرف باستقلال عنه ولا فلان لا يعبأ به لانه الامتداد لال فلان قدس الله اسرار الشرفاء الطيبين منهم فقط ولعن الله من ظلم منهم من الاخرين ولأنه الوريث الوحيد للعائلة الحاكمة للعراق فالعراق ملك وارثه العائلي. 5.تغليب الثقة على الكفاءة: ينتقي الحاكم الفاشل من يحظون بثقته (اقارب،اصدقاء..) طبعا من المتملقين والمداحين والمرجوين والقتلة الماجورين واللصوص الماهرين ممن لهم اتباع ويعهد اليهم بمسؤوليات لا يمتلكون فيها كفاءة ولا خبرة..ويحيط نفسه بمستشارين يقولون له ما يحب ان يسمع فقط. 6. التعصب المؤسسي: ويقصد به احتكار مواقع اتخاذ القرار في السلطة والمراكز الحساسة والمؤثرة في مؤسسات الدولة لحزب او لطائفة معينة،يكون فيه الحاكم الفاشل مصابا بـ(حول ادراكي)،يجعله يعزو الصفات الإيجابية إلى شخصه والى جماعته التي ينتمي إليها، ويعزو الصفات السلبية إلى الجماعة الأخرى التي يختلف عنها في القومية أو المذهب..ويحّملها مسؤولية ما يحدث من أذى أو أضرار، ويبرئ جماعته منها..حتى لو كانت شريكاً بنصيب اكبر في أسباب ما حدث وهو امر يشترك فيه الجميع البعيد واعدائه وحلفائه بلا استثناء الا القلة النادرة منهم وهم لا قيمة لهم ولا اثر ولذا تجد كل الشكاوى والوثائق المقدمة الى البعيد تم رفضها وغض النظر عنها الا في حالة نادرة مست سمعته الشخصية ومنها احد ابواقه ممن له ارتباط بعيد به وباسرته صلة نسب من بعيد عندما طلب منه تسليم نفسه للسلطات لارتكابه جرائم فهرب الموما اليه دون ان يسلم نفسه الا انه سمح له بالنشر في مواقعه عن عظمة الزعيم وعن مجده الكسيح.
7.التستر على المفسدين: يشيع الفساد في زمن الحاكم الفاشل في مؤسسات الدولة المسؤول عن ادارتها.ولأن معظم الفاسدين محسوبون عليه فانه يضطر الى التستر عليهم ولذا نجد البعيد طبعا وجميع اعدائه وحلفائه معه أيضا الا النادر القليل يرفض وثائق الإدانة وتقارير النزاهة رغم إقناعه بصحة فساد المحيطين به ويتردد كثيرا في القضاء عليهم بل يقوم بحمايتهم وافضاء الحصانة عليهم لانهم كيان مجده وزعامته ولان الولاء له كفارة لكل ذنب. 8.ضعف الشعور بالذنب: مع ان الاخطاء التي يرتكبها الحاكم الفاشل ينجم عنها ضحايا بشرية واضرار مادية بممتلكات الدولة والمواطنين فانه لا يشعر بالذنب او تانيب الضمير،مبررا ذلك بانها من صنع الاخرين وانها ضريبة الوطن من اجل الحفاظ عليه وان الشعب جاهل وسيدفع ثمن عصيانه كما وجدنا ذلك فيما كتبه من بيان بعد ظهور نتائج الانتخابات من تهجم على الشعب الى درجة اعلان برائته من شعب طالما تملقه لاجل انتخاب لصوصه وقتلته. واخطاء الحاكم الفاشل بحسب قول البروفسور ..تؤدي الى : * شعور الحاكم او الزعيم الفاشل بالعزلة السياسية وتحكم العناد العصابي به، * اذكاء الانفعالات الطائفية والفئوية والحزبية والشخصية وتصعيد الصراع بين المكونات الاجتماعية التي تؤدي الى الاحتراب، * استقطاب اجتماعي نفسي بين المحسوبين على الحاكم الفاشل والاخرين يفضي الى المواجهة القائمة على ثنائية الحفاظ على الامتياز مقابل الشعور بالحيف. وطبعا هذه النتائج منطبقة برمتها ليس فقط على أعداء البعيد او حلفائه بل تنطبق على البعيد واتباعه في جرائم عديدة ارتكبها اتباعه ضد أبرياء فضلا عن منافسين ومنتقدين له عدة مرات .ولقد ادرك البعيد عزلته وانه ليس ثمة من يعبأ به الان لا حلفائه ولا اعدائه ورغم مكابرته في الصمت عن مدى إرهاب النواصب وصهينة وانفصالية القادة الكرد ،فلقد ادرك بان الشعب يدرك بانه ليس القائد المنقذ يدرك حجم مأساة وخطورة مؤامرة التقسيم ومدى سعة اجرام الارهابين من البعث وداعش لذا اخذ في امتصاص النقمة والتملص من العزلة بخطابات جعل الجميع فيها على حد سواء وباستعراض قوة وتهديد فارغ لاثبات الوجود كان محط سخرية الجميع لان الأسلحة فيها كانت عبارة عن دمى وبتهديد ووعيد لايعبأ به احد ولان الوقائع على الأرض قد تغيرت ولان إمكانية الانتصار أصبحت قريبة لصالح اعدائه ومنافسيه وهو ما يثير الحسد والخوف والحقد عند البعيد واتباعه والذي يعني انه اقترب هو واتباعه من ان يكون صفرا على اليسار حتى اصبح اتباعه يرتكبون جرائم ضد الأبرياء والمنتقدين والمنافسين دون تردد ولانه الان لا دور له في ارض الواقع ولان وجوده اصبح كعدمه اطلق مبادرة يدرك وباعترافه انها ولدت ميتة ومبادرته وتهديداته ليست بجديدة يؤكد فيها على انه ما تراجع ولن يتراجع عن ابعاد الدكتاتور الوهم العدو وان حلفاء العدو من ميليشات هم كالنواصب الإرهابين من البعث وداعش على حد سواء. ولن ينفعه اطلاق المبادرات ولا التصريحات ولا الخطابات لان زمنه قد ولى وفات ولات ساعة مندم ولات الحين حين مناص.
#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عراق الانسان بين ابادتين
-
سقوط المالكي والاتحاد العراقي الكونفدرالي محاولة لقراءة واقع
...
-
لمن العراق رسالة وداع الى راسم المرواني
-
عراق ما بعد التقسيم
-
تحشيش الدروايش في عراق التهميش
-
نهاية وطن اسمه العراق في عراق البوسنة
-
استراتيجية التحرير في الحرب ضد داعش
-
استراتيجية انقاذ العراق من داعش
-
موقف المرجعية انها لم تعلن الجهاد
-
معلومات عن حجم الإرهاب الدولي في سوريا
-
عراق منتهي الصلاحية
-
كيف تصنع شعبا من الاغبياء ؟؟؟
-
انهيار النفسية العراقية إنسانيا في عصر انهيار الامبريالية ال
...
-
الحكومة البديلة لحكومة دولة القانون
-
اغتيال الحق والحقيقة والعدالة في العراق
-
عهر السياسة العراقية
-
طائفية الانتخابات العراقية وحرب الفلوجة
-
طائفة الوطن ووطن الطائفة بين الطائفة 19 والرجل الذي لاوجه له
-
الحوزة والفنان... الحوزة والانسان ونهاية مرجعية النجف الصامت
...
-
الثوار لا ينتخبون الثوار يصنعون الثورة لماذا لم ننتخب ولا يج
...
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|