أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)















المزيد.....

هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 06:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاريخ داعش معروف، منذ أن خلقت كمجموعة ومن ثم كمنظمة تابعة للقاعدة اسماً ولأجهزة أمن سلطة بشار الأسد وأئمة ولاية الفقيه فعلاً، ولم يعد سراً تخطيط هذه الدول في تشكيل جناها السوري (جبهة النصرة) في البداية ومن ثم إدخالها أرض سوريا باسمها بعد أن عارضت النصرة أجندات النظام السوري، وتلبيتها لمطالب قوى دولية ومن ضمنها إيران على توسيع اسمها ودخول سوريا لمواجهة الجيش الحر والنصرة والمعارضة الداخلية معاً، لم يعد هناك شكوك حول هذه الحقائق، معروفة كيف استخدمت في العراق، وكيف نقلت إلى أرض سوريا لتشويه الثورة، لتأدية مهمات متنوعة، واعيدت إلى العراق ثانية، لنقل تجربة سوريا إليها، فهل ظهورها الأن مع القوى السنية من عشائر الأنبار والبعثيين السنة، والتيار الذي يسمى بالنقشبندية تزويراً، أم تحوير لمسيرتها؟ أم أنها استلمت مهمات مغايرة؟ أم أنها تنتهز كل الفرص كمنظمة إجرامية محترفة تحت الطلب تخدم قوى متنوعة بدون قيم فكرية؟ فمهمات هذه المنظمة عديدة في كلا الدولتين، أنجزت بعضها والقادم أبشع، والمنجز حتى اللحظة هي:
1- قتل المدنيين والعبث بممتلكاتهم، ونشر الإجرام بأقسى أنواعه ضد الشعب الأعزل وتهديد الطوائف الدينية غير المسلمة، لتبييض صفحة سلطة بشار الأسد أمام الجاري، تحت صفة المعارضة.
2- عمليا خلقت الفوضى الروحية والديموغرافية والاقتصادية في سوريا والعراق معا، متجاوزة الحدود وهي تنقل تجربة العراق إلى سوريا وتجربة إجرام الأسد إلى العراق، في الجهتين غيرت مسار المعارضة السلمية إلى الحروب والقتل والمواجهة العنفية المتبادلة، وهذا ما أدت إلى إطالة عمر سلطة بشار الأسد وهي نفسها التي سيتمسك بها المالكي كحجة لإطالة بقائه.
3- خرجت من تحت سيطرة قادة الهلال الشيعي، هكذا يقال، لكن الواقع أنها وجدت ذاتها فجأة ممثلة لعشائر السنة في الأنبار التي دفهم إليها المالكي وقادة الهلال، لجر مواجهتهم السلمية ضد المالكي إلى صراع مسلح. ووجودها دائما في مواجهة السلطتين من إحدى مهماتها الرئيسة. وستعزل متى ما أدت مهمتها وأفرغت من مضمونها الذي صنع من أجله، عمليا إنها منظمة مضرة بالثورة والقوى السنية معها أو ضدها....
4- تمكنت داعش من جر الطوائف الدينية والقومية في الشرق الأوسط إلى صراع واضح بين بعضها فالكل يتهم الكل بالخيانة، وأخرجتهم من تحت عباءة النداءات الوطنية، وتمكنت من تشويه الثورة السورية، وعتمت على مفاهيمها، وأغرقت الصراع السوري في عنصرية طائفية وقومية ومذهبية.
5- أفادت السلطة السورية بأن خففت عنها العبء، وذلك بمحاربتها قوات من الجيش الحر وربيبتها النصرة والتي لا تقل عنها شذوذا، وإلهائهما بمعارك جانبية، إلى جانب مهمات أخرى متعددة كلفت بها، كالفساد الاجتماعي والاقتصادي بين الشعب تحت شريعة الإسلام.
6- إضفاء الصبغة اللا وطنية واللا قومية إلى الطائفة السنية، لمناداتهم بتشكيل الإمارة الإسلامية المتجاوزة الحدود الدولية المعتبرة. وبالمناسبة هناك قوى سياسية سنية لا تمانع من بناء دولة سنية تخترق حدود سايكس بيكو.
إنها منظمة تشكلت من المجموعات التي دربت في المعسكرات السورية أيام تواجد القوات الأمريكية في العراق، لكن مهماتها كانت ضبابية عند الكثيرين، لغرابة الأهداف الملقاة على عاتقها كمنظمة إسلامية سنية تكفيرية السمعة، دربت على الإجرام والشر والعنف نظرياً وفعلاً.
فبعد أن تمكنوا من بلوغ الأهداف التي خططتها لهم قادة الهلال الشيعي، أصبحوا على أعتاب مرحلة جديدة، فكان لا بد من الانتهاء منهم بطريقة تلقي تبعات جرائمهم على الطرف السني، وهذا ما تمكنوا منه، وذلك لجهالة البعض من قادة داعش، ولإخلاص البعض الأخر من أمرائها لبشار وقادة إيران. وعلى الأغلب انتقال المنظمة اليوم إلى جانب القوى السنية مثل عشائر الأنبار، دفعوا إليها لأجندات، سهلت العملية لتلاقي مطالب الطرفين في محور ما كمطالبتهم بدولة سنية بعد أن استقلوا من إملاءات الأخرين، وعشائر الأنبار يريدونها ويتجاوزون في هذا مطلبهم السابق (الفيدرالية) منذ اكثر من سنتين، وهذا ما ستسهل لإيران مهمتها وغايتها من التدخل المباشر في المنطقة بدون تغطية أو تبريرات، فكانت المجازر بحق مجموعات الشيعة، والتي ربما ليست لها من الصحة إلا قليله، ليكتمل الصراع المذهبي، وكان للمالكي الدور الكبير في هذا، بإعطائه أوامر غير مباشرة لقواته لإخلاء موصل، قبل وصول داعش وعشائر الأنبار إليها، ولا يستبعد تحشيدهم ضد الإقليم الكردستاني.
إلى جانب خطته بنقل تجربة سوريا إلى العراق حيث المواجهة المسلحة مع المعارضة السلمية، كانت الرغبة بالحصول على دعم قادة التكيات الشيعية، وفعلا ولأول مرة يفتي السيد سيستاني بفتوى عنفيه جهادية، على بنية الدفاع عن الكيان الشيعي، وبالمقابل يدخل إخوان المسلمين عن طريق مجلسهم الوطني السوري في الخطأ نفسه الذي أدخلهم فيها سلطة بشار الأسد، وهم يعلنون التأييد عن مصالح السنة وثورتهم والتي هي في الواقع سيطرة تحت اسم منظمة إجرامية، كان الأولى أن يقوموا بها بدونها، والخطة سارت عليهم بنقل ثورتهم السلمية إلى صراع مسلح يستفيد منه قادة الهلال الشيعي، وفي الطرف الثالث بدأ الكرد بحشد قواتهم للدفاع عن كيانهم ومناطقهم المعرضة للتهديد من الجهتين.
عمليا، الصراع يدور وبهذا العنف، لتداخل الهدف من جهة، وعدم الجرأة على التصريح العلني عن الغاية بين بعضهم، فأطراف من القوى المتضاربة تنادي بالوطنية على بنية الدول السايكس بيكوية، وغايتها في الحقيقة الحفاظ على سلطتها، إلى جانب الغاية الأنانية بالدكتاتورية على الكل، وتكون بالحفاظ على الجغرافية المفروضة، تحت شعار وحدة الوطن، وهي التقسيمات المفروضة من القرن الماضي والتي ينتقدونها في كل مراجعهم حتى في أبسطها وهي الكتب المدرسية، وهي في كليتها، حتى بالنسبة للأنظمة المعرضة للزوال، لا تخفي الرغبة الداخلية على تغيير خارطة المنطقة التي بنيت على مصالح الدول الكبرى حينذاك، والتي لم تؤخذ اعتباراً لكيانات الطوائف الدينية أو القومية، والتي همش فيها الكل ضمن رسم حدود دول عشوائية، وما يتاجر به البعض تحت شعار الوطن اللاقومي واللاطائفي، والذي أصبح واقع مفروض ومعاش مع الزمن وعلى مضض، منطق مرفوض، والمطالبة بتغيير هذه الخريطة العشوائية ثورة في ذاتها ضد الإرغام والطغيان، والثورة رد فعل لجميع القوميات والطوائف الدينية التي تريد الحرية وبناء كيانها المستقل، إن كانوا الشيعة أو السنة أو الكرد، وفي الطرف المقابل تتحرك أطراف من أجل نفس الغاية وتصرح بها بشكل علني، رغم أن الثقافة المسيطرة على مدة عقود ترضخهم لسلطة مفاهيم الوطن والابتعاد عن اتهامات الخيانة لهم، لكن مع مرور الزمن وتفاقم الصراع، بدأت تبرز الغايات وتطفوا على الإعلام بدون مواربة، والقضية أصبحت تخرج من منطق التصريح به إلى واقع تحديد الجغرافيات القادمة المتداخلة ببعضها ديموغرافيا على مر الزمن، فرغبة القوى السنية المتعددة على بناء كيان سني عربي مستقل، قد تكون متداخل بين سوريا والعراق، يعتبر مطلب منطقي حتى وإن داعش يفسده بوجودها وحضورها وإجرامها وعمالتها لقوى دولية متعددة، وفي ثقافتها الإسلامية الراديكالية العنفية التي ترفض الأوطان خاصة القومية منها. فبناء الوطن الحقيقي يستند إلى مبادئ نقية يتبناها الشعب ويدافع عنها. فالوطن هو الجغرافية والثقافة التي يرغبهما الإنسان ويريد الانتماء إليها وتشربها، رغبة لا رهبة أو إرضاخاً.
والأغرب في الصراع الجاري، إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول المساندة لها، لا تزال في حرب مع القاعدة والمنظمات الإسلامية الراديكالية، وتغتال قادتهم في أعماق الصحراء اليمنية، أو جبال طورا بورا الأفغانية، مستخدمة أحدث الأجهزة العسكرية، وتسكت على جرائم وتحركات أبشع القوى الإسلامية راديكالية وإرهاباً، من القاعدة كالنصرة في سوريا أو داعش التي تجاوزت القاعدة بجرائمها والتي تجتاز حدود سوريا والعراق بكل أريحية وتحت المراقبة الأمريكية المستمرة. وهي قوى إرهابية وشريرة ثقافيا واجتماعيا، ولا حدود لأهدافها، وواضحة عسكريا ومتواجدة على أرض مبسطة تمتد بين جغرافيتين، ولا شك أن قواتهما معروفة لهم بأدق تفاصيلها، ولا يتعرضون لهم كلياً!
ومن المعروف حتى اللحظة أن الاختلاف بين تكتيك المنظمتين اللتين تشكلتا من جسم واحد وينتميان إلى ثقافة العنف نفسه، معروف انهما ينتميان إلى القاعدة، وهي تستهدف مصالح أمريكا وأوروبا أينما وجدت، خارج أو داخل جغرافية العالم الإسلامي، رغم أن داعش حتى الأن تحصر بشائعها وإجرامها في سوريا والعراق ولا تستهدف العالم الخارجي، إلى جانب عمليات إجرامية ميدانية تجاوزت حدود منظمة تطالب ببناء إمارة إسلامية سنية تنتهج الإسلام العنفي، وهذا ما ترفضه القاعدة، لأنها لا تبحث عن جغرافية محددة، لكنهما منظمات خطرة ليست على شعوب الشرق الأوسط فقط بل على العالم بأجمعه والدول الكبرى في مقدمتهم، ولا يمكن الركون إليهما حاضراً ولا يعرف ما سيكونوا عليه في القادم من الزمن. فلا بد وأن أمريكا ومعها روسيا وأوروبا متفقة على بقائهما وجرائمهما وذلك لهدفين:
1. ليكونا بالقدرة التي يتمكنا فيه من القضاء على الدكتاتوريات وإضعاف بعضهم البعض ضمن الجغرافية نفسها، ويبقيان اسمان لمنظمتان جهاديتان مضخمتان لجذب المجموعات الإرهابية من جغرافيتهم، فالكل يجب أن ينتهوا معا وبمواجهات ذاتية ضمن منطقة الشرق الأوسط.
2. لإعادة رسم جغرافية سايكس-بيكو للمنطقة، بطريقة تتلاءم وضرورات المرحلة الاقتصادية والسياسية، وهذه تحتاج إلى فترة تمهيد كالتي تجري في المنطقة من دمار وحروب.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق
- جدلية بقاء الأسد بالجهاديين
- أمريكا وروسيا والمنظمات الجهادية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)