|
طريق اليسار - العدد 61
تجمع اليسار الماركسي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 17:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طريق اليســـــار جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم / * العدد 61 ـ حزيران يونيو 2014 - [email protected] E-M: *
* الافتتاحية * - فشل (تيار الاسلام السياسي) في العالم العربي -
يقاس نجاح أوفشل التيار السياسي من خلال قدرته على تحقيق المهمات التي يطرحها. عند العرب،طرح العروبيون،بفرعيهم الناصري والبعثي،حمل مهمات ثلاث لتحقيقها،في الخمسينيات والستينيات:1- تحرير فلسطين،2- الوحدة العربية،3-مهمات التنمية والتحديث. كان فشلهم، بين يوم 5حزيرانيونيو1967عند الهزيمة ويوم سقوط بغداد في 9نيسانإبريل 2003بيد المحتل الأميركي،أكثر من واضح وجلي في تحقيق المهمات الثلاث أوأي منها. كان صعود (تيار الاسلام السياسي)في العالم العربي ناتجاً عن فشل العروبيين ونوعاً من ملء الفراغ ومن النزعة الرافضة،أكثر منه حالة مستقلة متسقة تصعد كبديل سياسي- فكري – ثقافي - اقتصادي- اجتماعي،كماكان الاسلاميون الأتراك بقيادة أرباكان ثم أردوغان في فترة1996-2002في وجه الأتاتوركية ،أوالخميني بين عامي1963و1979في وجه آل بهلوي الحاكمون في طهران،أوالأصوليون الهندوس عبر (حزب بهاراتيا جاناتا) كبديل عن (حزب المؤتمر) في نيودلهي أثناء صعودهم بفترة 1999-2004ثم عودتهم للسلطة عبر انتخابات 2014. من هنا،كان صعود (الاسلام السياسي)العربي بادئاً مع حرب1967لمابدأ العروبيون بتلقي هزيمتهم الأولى ،ولكن الكبرى،حيث لم يكن انفصال 28أيلولسبتمبر 1961للوحدة السورية- المصرية هزيمة بالنسبة لعبدالناصر وإنما ضربة مؤلمة استطاع تعويضها في صنعاء26سبتمبر1962,وأظهر العروبيون بعدها قوة دفع كبيرة من خلال وصولهم للسلطة في بغداد8شباطفبراير1963ودمشق8آذارمارس1963.كان واضحاً،بعد ترددات ظهرت عقب الهزيمة حتى أيلولسبتمبر1970 بين (اليسار الجديد)، الذي تمركس فيه الكثير من العروبيين في مساحة جغرافية تمتد من عدن إلى حلب ومن البصرة إلى بيروت من منتسبي ومناصري (حركة القوميين العرب) وفي سورية داخل (البعث)و(حركة الاشتراكيين العرب)،وبين (الاسلام السياسي)،أن الغلبة أصبحت في عقد السبعينيات للاسلاميين كموجة سياسية صاعدة،كانت ترجماتها واضحة في شوارع القاهرة ودمشق والجزائر ،وبعد زمن حتى الثمانينيات بتونس، على صعيد زي النساء،فيماكان هذا ملموساً على صعيد الاقبال على كتب التيار الاسلامي وفي صعود موجة ثقافية اسلامية. ترجم هذا على صعيد نمو التنظيمات الاسلامية وبالذات في فئة الطلبة الجامعيين،في القاهرة ودمشق والجزائر ثم تونس الثمانينيات فيماأخذت هذه الموجة بالعراق شكل صعود ل(حزب الدعوة)،الاسلامي الشيعي القريب في المنطلقات النظرية السياسية من فكر جماعة الاخوان المسلمين،على حساب الحزب الشيوعي منذ النصف الثاني للسبعينيات،في وجه سلطة البعثيين الحاكمين ببغداد. اصطدم الاسلاميون ،أواصطدمت السلطة بهم،في دمشق1979-1982،وبغداد نيسانإبريل1980،وقاهرة سبتمبر1981ثم بعد هدنة مع وصول حسني مبارك للرئاسة إثر مقتل الرئيس السادات في 6أوكتوبر1981عاد الصدام عام1990،وفي تونس مايو1991،وفي جزائر مابعد انقلاب11يناير1992. هزم الاسلاميون في مواجهاتهم كلها مع السلطات العربية الحاكمة. وصلوا للسلطة في خرطوم30يونيو1989عبر التنظيم العسكري ل(الجبهة القومية الاسلامية)بزعامة الدكتور حسن الترابي. استطاع (حزب الدعوة) الوصول لقيادة ائتلاف حكومي في فترة2006-2014ببغداد بعد أن أظهر أنه الرقم واحد انتخابياً في الوسط الشيعي العراقي. كانت ثنائية الترابي- البشير فاشلة حتى تحولها لصالح تفرد البشير بالسلطة منذ يوم12121999ولم يستطع الجنرال السوداني أن يمنع انفصال الجنوب ولامعالجة انفجارات دارفور2003،ومن ثم انفجار ولايتي كردفان الجنوبية والنيل الأزرق في مرحلة مابعد انفصال الجنوبيين في9يوليو2011. في10حزيرانيونيو2014انهارت تركيبة (العراق الجديد)،التي انبنت منذ مجلس حكم بريمر بعد ثلاثة أشهر من الاحتلال الأميركي لبغداد على ثنائية شيعية- كردية برعاية ايرانية- أميركية،في الموصل بعد قيادة مارسها نوري المالكي،زعيم حزب الدعوة،منذ أيارمايو2006.في مرحلة مابعد "الربيع العربي"وصل الاسلاميون للسلطة في قاهرة محمد مرسي وخسروها بعد سنة بيوم3يوليوتموز2013،وفي تونس2011-2013،وفي مراكش2011،وشاركوا بالسلطة في مرحلة مابعد القذافي بليبيا وصنعاء مابعد علي عبد الله صالح. في صيف2014لم يبقوا مستقرين بسلطة يشاركوها مع الآخرين، سوى في صنعاء مع الرئيس منصور هادي والأحزاب الأخرى ،وفي الرباط مع العرش عبر رئيس وزراء بدأ موقعه بالاهتزاز . كانت هزيمة الاسلاميين بالثمانينيات والتسعينيات أمام الأنظمة العربية لماكان العامل الدولي ضدهم،وفي فترة"الربيع العربي" جاؤوا بقطار أميركي ومن ثم ذهبوا به بعيداً عن السلطة،تماماً ،مثلما تحدث زعيم بعث العراق ،أي علي صالح السعدي،في فترة حكمه الأولى:8شباط1963-18تشرين ثاني1963بعد أن أسقط انقلاب عبد السلام عارف البعثيين، عن عملية مجيء البعثيين للسلطة واسقاطهم منها.في العراق حالة نوري المالكي هي أقرب لشركة أميركية- ايرانية مشتركة.البشير يعوم على بحر من الأزمات،ولايستمر سوى بسبب غياب البديل. في طهران 1979-2014وأنقرة 2002-2014: هناك نماذج ناجحة في بناء دولة قوية،وفي تطوير الاقتصاد ،وفي التحديث التكنولوجي،وفي التطور الاجتماعي. صعد الاسلاميون العرب للسلطة في الخرطوم في فلتة من الزمن كان فيها العالم ينتقل من (ثنائية الحرب الباردة)إلى(وحدانية القطب الواحد للعالم). في الحالات الباقية وصلوا للسلطة بعامل خارجي،وذهبوا منها بمفاعيله،ولن يكون المالكي وبن كيران في بغداد والرباط بمنجى من مصير مرسي. في الحالة الايرانية وفي الحالة التركية كان الانجاز الداخلي للاسلاميين يحمي أمام العواصف الخارجية،بينما عند الاسلاميين العرب كان الفشل في الأداء الداخلي دافعاً للسائق الأجنبي للقطار لكي يذهب بالراكب الذي أوصله للحكم بعيداً عن الكرسي الذي أجلسه عليه. في مرحلة مابعد 3يوليو2013ليست وضعية مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع بمثل وضعية حسن البنا أمام ضربة الملك فاروق بعامي1948و1949،أووضعية حسن الهضيبي أمام ضربة عبدالناصر عام1954،أووضعية سيد قطب أمام ضربة عبدالناصر عام1965، بل هي أسوأ منهم،حيث مرشد الاخوان الحالي في زنزانته يعاني الآن من فشل وهزيمة سياسية- تنظيمية- ثقافية - فكرية بعد فشل مدو في تجربة السلطة،فيماكان أسلافه يعانون من هزيمة تنظيمية- أمنية لم تستطع السلطة ترجمة انتصارها عليهم في المجالين الأمني- التنظيمي إلى الحقول الفكرية- الثقافية- السياسية ضد الاسلاميين.
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المكتب التنفيذي دمشق 11/6/2014 بــيــان صـحــفــي
عقد المكتب التنفيذي اجتماعه الدوري على يومين بتاريخ 7-8/6/2014 وناقش المواد المدرجة على جدول أعماله وأهم التطورات السياسية على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي وانتهى إلى الأمور التالية: 1- في الوقت الذي تستمر فيه الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في مناطق الحصار وتحت قصف البراميل المتفجرة وانعدام أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وشح المواد الغذائية، وتعرض أكثر من مكان لهجمات داعش على المناطق السكنية والخارجة عن سيطرة النظام، في نفس الوقت الذي تتعرض له هذه المناطق لقصف الطيران، تعيش مناطق أخرى حالات الفرح والاحتفالات، مما يدل على انعدام أبسط الروابط الوطنية والإنسانية بين من وراء هذه الاحتفالات وبين أبناء هذا الشعب المنكوب. 2- لاحظ تعمد بعض الدول لتعطيل أية مبادرة وطنية أو إقليمية تساعد على توفير عوامل نجاح الحل السياسي التفاوضي مما يشكل استمراراً للنهج الذي أدى إلى فشل مؤتمر جنيف 2. 3- يرى أن المسار الذي اتخذته الانتخابات الرئاسية (3/6/2014) وما نتج عنه، (من استمرار لنهج السلطة الاستبدادي وخاصة تكرار مظاهر الاحتفال المعهودة، والتي تأتي الآن في ظروف فيها الكثير من الاستفزاز لمشاعر المواطنين في مناطق منكوبة)، ويؤكد الموقف الصحيح الذي اتخذته الهيئة من تلك الانتخابات في بياناتها وتصريحات مسؤوليها لمقاطعة الانتخابات واعتبارها إجراءً انفرادياً من طرف النظام لا يلزم المعارضة الديمقراطية بآثاره ونتائجه. 4- تواصل الهيئة جهودها مع ممثلين عن القوى الديمقراطية في الداخل والخارج، من خلال لجنة تحضيرية مشتركة تمثل هذه القوى للتشاور والإعداد للقاء وطني، يُعقد في القاهرة لتوحيد رؤية المعارضة الوطنية الديمقراطية بمختلف أطرافها وأطيافها وبرامجها، لتشكيل أوسع تحالف وطني يعبر عن إرادتها المستقلة وبرنامجها التفاوضي للحل السياسي، وتشارك الهيئة في الخطوات المشتركة من خلال الإعداد للقاء الوطني الجامع لكل أطياف المعارضة وفي طليعتها المعارضة الكردية كما جرى في الشهر الماضي. 5- التأكيد على وحدة التاريخ ووحدة النضال والمصير للشعب السوري بكافة مكوناته وعلى رأسها المكون الكردي، وضرورة تكثيف الجهود والإسراع باتخاذ كافة الإجراءات التي تتطلبها وحدة المعارضة، كما تم التأكيد على أهمية الزيارة التي قام بها وفد هيئة التنسيق الوطنية لمنطقة الجزيرة، ولقاءاته مع القوى السياسية الممثلة للإدارة الذاتية الديمقراطية وضرورة استمرار اللقاءات وبذل الجهود لإنجاح ذلك، والانطلاق مع الإخوة الأكراد في الإدارة الذاتية في استكشاف آفاق الاتفاق معهم بشأن سوريا القادمة والمبادئ الدستورية لبناء دولة سوريا الديمقراطية التعددية عبر تشكيل وفدين مخولين بالتفاوض مع الأخذ بعين الاعتبار المبادرة المقدمة من الأحزاب الكردية. 6- يستنكر المكتب التنفيذي ويدين بعض التصريحات والأحاديث الصحفية التي تصدر عن شخصيات سياسية من معارضة الخارج، التي تطالب بالتعاون مع الكيان الصهيوني في إدارة الأراضي السورية المحتلة في الجولان، ومطالبته بالتدخل في الشأن السوري بفرض حظر جوي ونؤكد أن الخيانة الوطنية ليست وجهة نظر. 7- عبر المكتب التنفيذي عن ارتياحه لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر العربية وفوز المرشح عبد الفتاح السيسي بموقع الرئاسة، واعتبر أن نجاح المرحلة الثانية من خريطة الطريق من شانها توطيد عوامل الاستقرار والوحدة الوطنية في مصر، وتمهد لإنجاز المرحلة الثالثة عبر الانتخابات التشريعية، واستعادة دور مصر عربياً وإقليمياً ودولياً وتعزيز فرص نجاح الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية في المرحلة المقبلة، وعبر المكتب التنفيذي عن تهنئة الرئيس السيسي بهذا الفوز. 8- يرحب المكتب التنفيذي بالتقارب السعودي الإيراني والتقارب التركي الإيراني وبالدور المصري الذي يعمل لتعزيز التوافق العربي والإقليمي وانعكاساته الإيجابية على حل الأزمة السورية، وإمكانية عقد جنيف /3/ لإنجاح الحل السياسي التفاوضي بين وفد المعارضة وبرنامجها وفق بيان جنيف /1/، وبين الوفد الحكومي وتحقيق مطالب الشعب السوري وطموحاته المشروعة.
- دراسة حول (بيان جنيف1) - - مكتب الدراسات والتوثيق بهيئة التنسيق الوطنية -
1- مقدمة : - يأتي Geneva Communiqué بمعنى بيان جنيف أو إعلان جنيف, على اعتبار أنه بيان ل (مجموعة العمل من أجل سورية) التي توافقت على مجموعة من النقاط حول الحل في سوريا, وأنه على اعتبار شموله خطوات إجرائية, فجاء اعتماد مصطلح "بيان جنيف" في حين أن "إعلان" مصطلح يأخذ شكل إعلان مبادئ أخلاقية - حقوقية - سياسية. - Mutual Consent :جاءت في النص الانكليزي كقاعدة للاتفاق وتمت ترجمتها بمعنى "الرضا المتبادل", ولكن يمكن أن تأخذ معنى "عدم الاعتراض المتبادل". - (هيئة الحكم الانتقالي): transitional governing body هو شكل من أشكال الحكم المفتوح أمام النظام والمعارضة لاختيار الأنسب لهم, مايعني أنه هو الأكثر إشكالية بين النظام والمعارضة. 2- السياق الزمني : - في موسكو جرى لقاء كل من وزيري خارجية أمريكا جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتاريخ 7 أيار 2013 الذي كان المحرك الأساس ل(بيان جنيف1)،بعد عشرة أشهر وسبعة أيام من صدوره، والداعي من العاصمة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سوريا, ليأتي استعمال الكيماوي في سوريا في 21آب2013 وبعده عزم الإدارة الأمريكية لضرب مواقع في سوريا ما أبعد الدعوة للمؤتمر عن المشهد السياسي الدولي. - جاءت من بعدها مبادرة هيئة التنسيق الوطنية حول الكيماوي السوري في 6 أيلول 2013 والتي عدلت عليها الحكومة الروسية ليجري الاتفاق عليها بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي أيضاً في 14 أيلول 2013 ومن ثم اصدار قرار مجلس الأمن 2118 حول (الكيماوي السوري) وربطه ب(بيان جنيف1) في 27 أيلول 2013 والداعي أيضاً لضرورة عقد مؤتمر دولي حول سوريا. - وعلى خلفية الاتفاق حول النووي الإيراني في مجموعة دول 5+1 المنعقد في 24 تشرين الثاني 2013 جاء في اليوم التالي أي 25 تشرين الثاني 2013 الدعوة ل(مؤتمر جنيف2) على أساس تطبيق بنود( بيان جنيف1). - تم في المؤتمر الدولي في جنيف،أي(جنيف2) حول سوريا ،عقد جولتين في 22 كانون الثاني و 10 شباط 2014 لم تتوصلا إلى أي اتفاق ولم تخرجا إلا بتوقيع دول إقليمية كالسعودية على (بيان جنيف1) مع غياب لإيران عن المؤتمر جراء سحب الدعوة المقدمة لها بسبب رفضها اعتبار(بيان جنيف1)أساساً ل(جنيف2)كماجاء في نص دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للمدعوين, وموافقة كل من النظام السوري والائتلاف -الذي صدّر على أنه ممثل المعارضة السورية- على (بيان جنيف1)،باعتبارهما وافقا على نص الدعوة إلى(جنيف2). 3- نقاط الارتكاز : - صدر (بيان جنيف1) عن لقاء لم تحضره الأطراف السورية ولا حتى الأطراف الإقليمية الفاعلة مثل السعودية وإيران(مع تغييب ملفت لمصر), ما يشير على أنه ولد أساساً على أرضية توافق أميركي- روسي. خرج (بيان جنيف1) معتمدا في بعض مفاصله على خطة البنود الست التي كان قد قدمها المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان(استقال في آب2012ليخلفه الأخضر الابراهيمي الذي استقال بدوره في أيار2014) كحل للأزمة السورية حيث تتكون خطة كوفي عنان(المتبناة في البيان الرئاسي لمجلس الأمن يوم21مارس2012) من ست نقاط هي: 1- الالتزام بالعمل من أجل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون، 2- وقف جميع عمليات القتال، 3- هدنة لإدخال المساعدات الإنسانية، 4- الإفراج عن كل المعتقلين تعسفياً، 5- ضمان حرية الحركة للصحفيين، 6- واحترام الحق في التظاهر السلمي. تشكلت (مجموعة العمل من أجل سورية)، التي أصدرت (بيان جنيف1) من بعد اجتماع جرى في جنيف في يوم 30حزيران2012، من : الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية ، وتركيا ، والعراق ( رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية ) والكويت ( رئيس مجلس وزراء الخارجية العرب لجامعة الدول العربية ( وقطر ( رئيس لجنة المتابعة العربية حول سورية في الجامعة العربية (والممثلة للمفوضية العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بوصفهم مجموعة عمل من أجل سوريا ، برئاسة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية من أجل سورية. وهو يعني أغلب الدول المنخرطة في الصراع السوري بمافيه الدول الداعمة للنظام السوري والدول الداعمة للمعارضة إضافة إلى الأمم المتحدة والتي تشكل الغطاء الدولي للبيان وهو مايعكس الوزن الدولي المتنوع للبيان وأن بنود البيان تعتبر توافقية بالنسبة لهذه الدول. - ركز البيان في مقدمته على الاعتراف بوحدة سوريا واستقلالها مايجعل منه محورا لإيجاد النقاط المشتركة بين الدول الداخلة في الصراع السوري. - تركيزه على حقوق الشعب السوري والاستجابة لمطالبه يضفي شرعية على الخطوات العملية المتفق عليها. - قراري مجلس الأمن2042– 2043 في نيسان 2012 اللذان أعلنا عن وبإجماع الأعضاء كافة على تخويل الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال 300 مراقب عسكري مبدئيا على أن يكونوا غير مسلحين لمدة 3 أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية والنظر في التزام سائر الأطراف بخطة عنان للسلام. 4- أهمية البيان : - ويظهر التركيز جلياً حول خطة البنود الست على كل من البندين : الرابع والمتعلق بالافراج عن الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي وعن الناشطين السلميين, والبند الثالث المتعلق بادخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة, أي أنه للجانب الإنساني التركيز الأكبر في البيان , وعلى التوازنات الدولية لمجموعة العمل التي اوجدت نقاطاً مشتركة فيما بينها وعلى قرارات مجلس الأمن 2042-2043. - يضع البيان في حسبانه خطوطاً عريضة لمستقبل سوريا تتركز في : الشكل الديمقراطي التعددي لسوريا والمناخ الملائم لخلق بيئة سياسية مستقرة تخلق فرص متساوية للانتخابات. وأيضاً, استقلالية قضائها والتزامها بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان ومحاسبة من هم في السلطة وأن تصبح دولة قانون والتركيز على ضرورة وضع خطوات عملية لتحقيق ذلك. كما أنه يركز على دولة المواطنة وحقوق الفرد بمعزل عن انتمائه دون الوطني. - يركز البيان عندما يتحدث عن خطوات المرحلة الانتقالية على أنها تبدأ عندما يتفق الأطراف جميعاً على أنه لا حل إلا الحل السلمي الذي يقود باتجاه إيجاد أرضية مشتركة للجميع وفق خطة محددة زمنياً, ومن ثم يتم إيراد خطوط عامة حول أي مرحلة انتقالية بحيث تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية تهيء المناخ المناسب لتأخذ المرحلة الانتقالية مسارها الصحيح. - وتكون هيئة الحكم الانتقالية لها كامل السلطات التنفيذية That means that the transitional governing body would exercise full executive powers (من دون التطرق لصلاحيات تعطى لهيئة الحكم الانتقالية ذات طابع تشريعي أولصلاحيات اصدار اعلانات دستورية)وقد تتألف من أعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة وجهات أخرى, لكن يجب أن تتشكل وفق الرضا المتبادل أو عدم الرفض المتبادل.في الدستور السوري لعام2012المادة83السلطة التنفيذية هي مجموع سلطات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء. - وأيضاً, يجب وعلى اعتبار أن مستقبل سوريا يحدده فقط السوريين, أن تطلق عملية حوار تشمل كل فئات المجتمع دون استثناء لأي جهة كانت وأن تكون نتائجها ذات تأثير حقيقي. - ومن بعد صياغة دستور جديد (من قبل لجنة لصياغة الدستور والقوانين تعينها هيئة الحكم الانتقالية)يجب على نتائج الصياغة أن تقر من قبل الشعب السوري( في استفتاء) حتى يتم التجهيز لانتخابات حرة ونزيهة تشارك بها جميع القوى السياسية حول الدستور والمؤسسات الجديدة المنشأة, مع التأكيد على أن تكون المرأة ممثلة في جميع خطوات المرحلة الانتقالية. تحتاج المرحلة الانتقالية استقراراً وأمان حتى تحدث التغيير المنشود ما يتطلب ذلك تعاوناُ تام بين القوى السياسية وهيئة الحكم الانتقالية وعليه يجب وقف العنف الدائم وإعادة ماسسة المؤسسة العسكرية مع المجموعات المسلحة ونزع السلاح. تحييد مؤسسات الدولة عن الصراع والتأكيد على استمرارية عملها على أن تعمل بمظلة هيئة الحكم الانتقالية وفق معايير حقوقية. وبالتأكيد أن تجري هيئة الحكم نظام محاسبة وإقرار للتعويض للأهالي المتضررين وصولاً إلى مصالحة وطنية. - لا يمكن الحديث عن تسوية سياسية إن لم يكن هناك التزام من قبل كل الأطراف بالبنود الست لكوفي أنان وإن لم يكن هناك وإن لم يكن هناك تعاون مع المبعوث الخاص المشترك, وعليه قد يؤدي إلى مساعدة المجتمع الدولي ومن ضمنه مجموعة العمل وتقديم الدعم حتى في إعادة الإعمار. 5- نقاط القوة التطبيقية : - إن تشكل مجموعة العمل من أغلب الدول المنخرطة في الصراع وصدور هذا البيان عنها يلزمها بتطبيق بنوده والعمل على تحقيقها, كما أن انضمام دول كالسعودية ومصر وانضمام النظام السوري لمؤتمر جنيف الدولي يلزمها أيضاً ببنود (بيان جنيف1) وفقاً لنص الدعوة الموجه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة إلى مؤتمر(جنيف2) مع استثناء إيران التي رفضت الالتزام بمنطوق نص الدعوة،وهو ماأدى لسحب الدعوة لايران من قبل بان كي مون. - يأتي القرار 2118 من مجلس الأمن في27أيلول2013 مؤكداً على( بيان جنيف1) ومطالباً بمؤتمر دولي لتطبيق بنود البيان ومتبنياً نص البيان كملحق للقرار وهو ماله قوة مساوية لمتن النص في قرارات مجلس الأمن.. 6- المسكوت عنه : - لا يوجد حديث عن شكل النظام القادم (رئاسي , برلماني ،مختلط على الطراز الفرنسي) ومصير الرئيس السوري الحالي خلال المرحلة الانتقالية وحتى مصير الدستور السوري الحالي وكذلك مجلس الشعب, مما يعني ترك هذه النقاط حتى تحل على أساس الرضا المتبادل (أو عدم الاعتراض المتبادل)وهو المبدأ الذي ،على ماينص (بيان جنيف1)، سيكون أساساً لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية وكذلك أيضاً مبدأ الآلية لاتخاذ القرار في هذه الهيئة. - عند تطرق البيان إلى آليات تشكيل هيئة الحكم الانتقالي, أكد على مبدأ الرضا المتبادل في التشكيل. ولكن لا يحدد آليات اتخاذ القرارات في هذا التشكيل الحكومي يعد إنجازه ما يدل على الأرجح أن الرضا المتبادل وليس أكثرية الأصوات هي التي ستنظم آلية اتخاذ القرار في هيئة الحكم الانتقالي.
7- الاستنتاجات: - (بيان جنيف 1) صدر في30حزيران2012بناء على توازنات دولية بعد أن مورس فيتو مزدوج روسي- صيني لمرتين في4تشرين أول2011و4شباط2012،أثبتت من خلالهما موسكو،ومن ورائها مجموعة دول البريكس(روسيا- الصين- البرازيل- الهند- جنوب افريقية)،بأنه لايمكن للانفراد الأميركي أن يكون في سورية كماكان في كوسوفو1999وعراق2003وليبيا2011.البيان هو أساساً حصيلة هذا التوازن الأميركي – الروسي ،وبالتالي هو حصيلة توازن دولي أساساً،وليس اقليمي مع غياب السعودية وايران عن (جنيف1)،وليس توازناً محلياً أيضاً مع عدم حضور السوريين. مع هذ وذاك،وبالتأكيد، هو لايمكن أن تغيب عن صانعيه ماتمخض عن مجابهة اقليمية شهدتها الساحة السورية بين محور ايراني(ومن ورائه العراق وحزب الله)ومحور تركي- خليجي طوال خمسة عشر شهراً من بدء الأزمة السورية منذ درعا18آذار2011،لم يستطع أحد المحورين التغلب على الآخر.الأمر كذلك أيضاً فيمايتعلق بالأطراف المحلية المتجابهة في الصراع السوري،عندما لم يستطع أحدهما كسر الآخر. في مرحلة مابعد اتفاق موسكو، في7أيار2013بين لافروف وكيري لتحويل بيان جنيف إلى مسار عملي، ثبت بأن رافعة تحريك الأزمة السورية ذات طابع دولي،وليست اقليمي أومحلي،وهذا مايفسر أن اتفاق موسكو هو الذي سمح بنشوء آليات عملية قادت إلى( جنيف2 ) في22كانون ثاني2014وخاصة بعد اتفاق جنيف الروسي-الأميركي حول الكيماوي في14أيلول الذي انبثق عنه القرار2118في27أيلول بمجلس الأمن الذي ربط بين تنفيذ الكيماوي وتنفيذ (بيان جنيف)1. التعطيل لمسار جنيف2حصل في21شباط2014بسبب الأزمة الأوكرانية ذات الطابع الثنائي الأميركي- الروسي،ويبدو من المؤشرات أنها ستؤدي إلى موت (جنيف2 )من دون (بيان جنيف1 )الصادر في30حزيران2012،وعلى مايبدو أن (بيان جنيف)1سيكون أيضاً أساساً ل(جنيف3) ولكن لايعرف إن كان هذا مع مراعاة المتغيرات الدولية- الاقليمية- المحلية التي تفصلنا عن يوم30حزيران2012،أم لا؟.............كمالايعرف إن كانت التقاربات الايرانية- التركية،ومحاولات التقارب الايرانية- السعودية،والمحادثات الجارية بين واشنطن وطهران لتحويل اتفاق24تشرين ثاني2013 من مؤقت إلى دائم،ستقود إلى التسريع في عقد (جنيف3)،مادامت الأزمة الأوكرانية مشتعلة بعد أن أدى ماجرى في كييف إلى موت(جنيف2) بشباط الماضي،وإلى الربط العضوي في الحسابات الأميركية- الروسية بين الأزمتين الأوكرانية والسورية؟............. - يلاحظ أيضاً من مسار الأزمة السورية أن الممسك بمفاتيحها هو (الدولي)،كماثبت من موت التعريب عبر فيتو 4شباط2012الذي مورس ضد المبادرة العربية الثانية،وهو ماأدى للدخول في التدويل مع مهمة كوفي عنان منذ آذار2012 ثم (بيان جنيف1). اتفاق7أيار2013هو الذي قاد إلى (جنيف2)والخلاف الأميركي- الروسي في كييف هو الذي أدى إلى موت (جنيف2)،وهذا يعطي أن المفتاح دولي للأزمة السورية فيما اليمن في2011كانت المبادرة الخليجية هي أساس الحل ثم جاء لاحقاً الغطاء الدولي عبر تبني مجلس الأمن لها.في لبنان – الطائف عام1989كان الحل أميركي – سعودي- سوري،وعندما جرى حل محلي بغطاء سوري عبر الاتفاق الثلاثي بين إيلي حبيقة ووليد جنبلاط و نبيه بري في كانون أول1985تم دفع أميركي لسمير جعجع لافشال الاتفاق بعد ثلاثة أسابيع من خلال حركة عسكرية في(القوات اللبنانية)أطاحت بقيادة حبيقة.في(الطائف)كانت بنوده استمراراً لاتفاق1985ولكن الرافعة وقتها كانت غير كافية. يبدو أن الأزمة السورية من نوع الأزمات التي تنحصر مفاتيحها في(الدولي)ولايستطيع الاقليمي أوالمحلي حلها لوحدهما ولاكليهما معاً من دون العامل الدولي. الأزمة الأوكرانية شبيهة بالسورية في هذا الخصوص.
الجدول الزمني للأحداث الرئيسية للانتفاضة السورية ابتداءً من 15 آذار 2011 حتى 31 آب 2013 إعداد : أسوشيتد برس 4 أيلول 2013 http://dyn.politico.com/printstory.cfm?uuid=2283D7D7-0767-A24C-5F18EB3697860A88 ترجمة حرفية من قبل : مكتب الدراسات والتوثيق بهيئة التنسيق الوطنية —15آذار2011—دعوة من ناشطين لـ "يوم الغضب "في جميع أنحاء سوريا, مستوحى من ثورات الربيع العربي. في فبراير تم اعتقال عدد من الشبان في محافظة درعا الجنوبية, جراء كتابتهم على الجدران لعبارات تدعو لسقوط نظام الرئيس بشارالأسد. —18آذار2011—قال ناشطون أن 5 أشخاص قتلوا وأن قوات الأمن قامت بتفريق الحشود في درعا – واحدة من عدة مظاهرات في أنحاء البلاد – في أول أعمال العنف الموثقة في الانتفاضة. اضطرابات تعم البلاد في الأشهر اللاحقة. —26نيسان2011—آلاف الجنود مع الدبابات والقناصين يطلقون النار على المدنيين في درعا وفي موقعين آخرين, وفقاً لشهود عيان. عناصر الأمن تقوم بتمشيط المنازل. قطع الأحياء ونشر الحواجز. قطع خدمات الماء والكهرباء والاتصالات. مقتل 11 شخص على الأقل ووجود 14 شخص ملقى في الطريق بين قتيل وجريح بجروح خطيرة. —18أيار2011—الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات على الأسد وكبار مسؤولين جراء انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا. —7حزيران2011—تفاصيل عن تمرد مسلح من قبل جنود سوريين في بلدة جسر الشغور ،و في رواية مغايرة عن أحداث جسر الشغور تقول الحكومة: مقتل 120 جندياً هناك على يد مسلحين .ظهور فقدان السيطرة مع تصدعات لدى النظام وفي قدرته على سحق الاحتجاجات الجارية. —5آب2011—بعد أيام من هجوم عنيف على مدينة حماة, بؤرة الاحتجاجات المناهضة للنظام, مئات القتلى بأيدي رجال الأمن السورية المدعومة بالدبابات والقناصين. يسمي الرئيس باراك أوباما هذه التقارير بالـ "مرعبة" —18آب2011— طالبت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي الرئيس بشارالأسد بالاستقالة. —4تشرين الأول2011—الفيتو الروسي-الصيني على قرار مجلس الأمن المدعم من الاتحاد الأوروبي والقاضي بالتهديد بفرض عقوبات على سوريا إذا لم تتوقف على الفور الحملة العسكرية بمواجهة المدنيين. —24تشرين الأول2011—سحب الولايات المتحدة لسفيرها جراء مخاوف أمنية. —8تشرينالثاني2011—مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يحدد عدد ضحايا الانتفاضة بـ 3.500 ضحية. —12تشرينالثاني2011—تصويت الجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا, وانتقاد لاذع من النظام السوري الذي يعتبر نفسه معقل القومية العربية. —27تشرين الثاني2011—توافق الجامعة العربية وبأغلبية ساحقة على فرض عقوبات على سوريا وذلك للضغط على دمشق لإيقاف حملة القمع, وهي خطوة غير مسبوقة ضد دولة عربية. —12كانون الأول2011—تقول نافي بيلي, مسؤولة ملف حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن ضحايا الصراع في سوريا بلغ 5.000 ضحية. —23كانون الأول2011—انفجارات لسيارات مفخخة بالقرب من مراكز استخبارات سورية في العاصمة دمشق و مقتل ما لا يقل عن 44 شخص, في هجمات تعتبر الأكبر في دمشق. اتهام التلفزيون السوري الذي تديره الدولة لنشطاء تنظيم القاعدة في تنفيذ الهجوم. —28كانون الأول2011—قوات الأمن السورية تطلق النار على آلاف المتظاهرين في مدينة حماة, قبل يوم واحد من زيارة مراقبي جامعة الدول العربية وفق المهمة الموكلة لهم لوقف حالة العنف. الحكومة السورية تطلق سراح 755 سجيناً عقب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش تتهم فيه السلطات السورية بإخفاء مئات المعتقلين عن أعين المراقبين. —2كانون الثاني2012—تفجير خط غاز وسط سوريا تتهم فيه الحكومة السورية الإرهابيين. والمعارضة تتهم النظام السوري باللعب على وتر المخاوف من التطرف الديني والإرهاب لحشد الدعم للأسد. —28كانون الثاني2012—الجامعة العربية توقف مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد تصاعد أعمال العنف في معركة بين قوات موالية للأسد وعناصر منشقة في ريف دمشق. —3شباط2012—هجوم قوات الحكومة في حمص يودي بمقتل 200 شخص وجرح المئات, بحسب نشطاء. —4شباط2012—الفيتو الروسي-الصيني ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يؤيد خطة الجامعة العربية الداعية إلى تنحي الأسد. الفيتو المزدوج يقلق أعضاء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن من آثار تشجيعه لنظام الأسد. —6شباط2012—إدارة أوباما تغلق السفارة الأميريكية في دمشق وتسحب جميع الديبلوماسيين الأمريكيين. —26شباط2012—سوريا تطلق الاستفتاء على دستور جديد, في لفتة من الأسد للتهدئة المعارضة. والغرب يصف عملية التصويت ك "خدعة". —1آذار2012—القوات السورية تسيطر على حي "باب عمرو" المدمر بعد هجوم استمر لأسابيع. المعارضة الرئيسية, "المجلس الوطني السوري" ،يشكل المجلس العسكري لتوحيد وتنظيم المقاتلين المحليين. —8آذار2012—نائب وزير النفط السوري يعلن انشقاقه وبذلك يكون أعلى مسؤول كان قد تخلى عن نظام الأسد منذ بدء الانتفاضة. —13آذار2012—أفادت أنباء بسيطرة القوات السورية على معقل للمتمردين شمال ادلب على الحدود مع تركيا, ويعد القاعدة الأساسية للمنشقين عن الجيش لأشهر مرت. —15آذار2012—في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الانتفاضة, الآلاف في مسيرات مؤيدة للأسد في دمشق. الدبابات والقناصات تستمر في محاصرة درعا. الأمين العام للأمم المتحدة يقول أن أكثر من 8.000 ضحية قضوا نحبهم جراء عمليات القمع. —11نيسان2012—سوريا تعد بالامتثال لتوسط الأمم المتحدة في وقف اطلاق النار ولكن تضع شرطاً مهماً ــ أنه مازال للنظام الحق بالدفاع عن نفسه في مواجهة الإرهابيين الين بحسب قوله هم من يقفون وراء هذه الانتفاضة. فشل عقد الاتفاق بالنهاية. —16حزيران2012—مراقبو الأمم المتحدة يعلقون نشاطهم في سوريا جراء تصاعد أعمال العنف. —18تموز2012—انفجار في مبنى مكتب الأمن القومي بدمشق يؤدي إلى مقتل وزير الدفاع ونائبه, والذي هو صهر الأسد, ويؤدي إلى جرح وزير الداخلية. المتمردون يعلنون مسؤوليتهم عن التفجير. —23تموز2012—سوريا تهدد باستعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية فيما إذا تعرضت لهجوم خارجي, وهو أول اعتراف لها على امتلاكها أسلحة دمار شامل. —2 آب 2012 — كوفي عنان يعلن استقالته كمبعوث مشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا بعد فشله في التوسط لوقف إطلاق نار على الرغم من وضعه لخطة سلام وافقت عليها الحكومة السورية مبدئياً لكنها لم تنفذ. - 15آب -مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يصدر تقريراً يتهم فيه قوات الأسد والقوات الموالية له بارتكاب جرائم حرب في مجزرة الحولة والتي راح ضحيتها أكثر من 100 مدني نصفهم من الأطفال وذلك في شهر أيار. كما قال التقرير أن المتمردون مسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب فيما لا يقل عن 3 مجازر أخرى.
—20 آب 2012 —يقول أوباما بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعيد النظر في معارضتها لتدخل عسكري في سوريا فيما إذا نشر أو استعمل النظام السوري أياً من السلحة الكيميائية أو البيولوجية واصفاً إياه بـ "الخط الأحمر" بالنسبة للولايات المتحدة. —11 تشرين الثاني 2012—وصول مجموعات المعارضة إلى اتفاق لتشكيل قيادة موحدة تضم ممثلين عن الفصائل المختلفة التي تكافح لإسقاط نظام الأسد, استجابةً لدعوات متكررة من داعميهم الغربيين والعرب لإنشاء قيادة ممثلة لأغلب الفصائل ومتماسكة: "الائتلاف الوطني". —3 كانون الأول 2012—في الحديث عن الأسلحة الكيميائية, يقول أوباما "أنه على الأسد أن يعرف أنه سيرتكب خطأ مأساوي في حال استعمال الأسلحة الكيميائية, حيث سيكون هناك نتائج". —6 كانون الثاني 2013 —الأسد متحدياً يحمل "المجرمين القتلة" مسؤولية العنف في سوريا, متجاهلاً المطالب الدولية بالتنحي ومتوعداً باستمرار المعركة "طالما هناك إرهابي واحد باقي" في سوريا. —12 شباط 2013 — مسؤولة ملف حقوق الإنسان بالأمم المتحدة تقول بأن استمرار الحرب الأهلية في سوريا أودى بمقتل حوالي 70.000 ضحية وتلقي اللوم على مجلس الأمن لفشله في وقف القتال الدائر. —25 نيسان 2013 —البيت الأبيض يقول أن الاستخبارات الأمريكية تشير لاستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية لمرتين في الحرب الأهلية في سوريا, ولكنه يقول أن المعلومات ليست صلبة بمايكفي لتبرير تدخل أمريكي سريع في صراع بلغ عامه الثاني. —27 أيار 2013—أنهى الاتحاد الأوروبي حظره على إرسال أسلحة للثوار السوريين. —13 حزيران 2013—أوباما يسمح بإرسال أسلحة للمتمردين السوريين بعد أن أفصح البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لديها أدلة مقنعة على استخدام حكومة الأسد للأسلحة الكيميائية على نطاق ضيق في مواجهة قوات المعارضة. مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يحدد عدد ضحايا الحرب الأهلية بـ 93.000 ضحية حتى نهاية نيسان 2013. —21آب2013—النظام السوري يتهم باستعمال الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق ما أودى لمقتل عدد كبير من المدنيين, من بينهم أطفال كانوا نائمين. تنفي الحكومة السورية استعمال الأسلحة الكيميائية. —30 آب 2013— إدارة أوباما تقول بأن لديها "ثقة عالية" بأن الحكومة السورية هي من نفذت الهجوم الكيميائي الذي راح ضحيته أكثر من 1.400 شخص خارج دمشق. —31 آب 2013—أوباما يقول بأنه قرر أخذ اجراء عسكري في سوريا كرد فعل على استخدام الأسلحة الكيميائية،لكنه يضيف بأنه سيسعى من أجل تفويض الكونجرس الأمريكي لاستخدام القوة.
ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ..... أﻧﺎ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻹﻣﻼﺋﻲ أحمد العسراوي
ﺳﻮﺭﻳﺔ : ﺗُﻜﺘﺐ (ﺑﺎﻟﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻃﺔ) ﻷﻧﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻣﺆﻧﺜﺔ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﺳﻤﺎً .. ﻷﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺟﺬﺭ آرامي قديم ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺃﻋﺠﻤﻴﺔ ﻟﺘﻜﺘﺐ ﺑﺎﻷﻟﻒ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻭ ﺭﻭﺳﻴﺎ. ﻭ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺓ " ﺳﻮﺭﻳﺔ " ﻫﻮ " ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﻋﺸﺘﺎﺭ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺩﻳﻨﻲ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ .. ﻭﻋﺸﺘﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ ﺑﻞ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ، ﻭﻫﻲ : ﺳﻮﺭﻳﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ « ﺳﻮﺭﻱ » ﻫﻮ " ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺷﺘﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ ـ ﺳﻴﺮ ـ (SIR) ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻛﻠﻘﺐ ﺃﻭ ﺻﻔﺔ ﻟﻠﺮﻓﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ « ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ » SYRIANS ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ عمومة اﻵﺭﺍﻣﻴﻮﻥ . ﻟﻬﺬﺍ ... ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﻻﺗﻨﺴﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻧﻜﻢ " ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ " ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻧﺎﺯﺣﻴﻦ ..! ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺩﻭﻣﺎً .. ﻻﻳﺨﺬﻝ " ﺳﺎﺩﺓً " ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ .. ﺇﻻ" ﻋﺒﻴﺪﺍً " ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ ..
أسعد كنجو - إلى عبد العزيز الخيِر –
مدين أنا بالاعتذار لك منذ زمن حاولت تجاهله مراراً والمكابرة، فلم يتجاهلني، لذا سأعترف أعترف إني في ذاك الوقت لم أملك جرأة إدانة من لكمك ولم أملك جرأة الصراخ في وجه من أضحكهم منظر البيض على ثيابك ولم أجرأ على المطالبة بمحاسبة من حاول إهانتك ولم أتخيل حينها إني استطيع المطالبة بإدانة ماجرى فحينها كان يتشكل للثورة أرباب يمنحون صكوك الثورة وخير الثائرين لديهم هم المزاودين وحينها كان يتشكل إعلام مع أبواقه ليصنع قيوداً جديدة مغمدة بشعارات حلمنا بها فلم نستطع أن نحطم تلك القيود منذ بدايتها وحينها بدا يعود زمان تكون فيه القيم والمبادئ مدعاة للسخرية من جديد أجزم إن من لكمك حينها يقاتل في صفوف داعش اليوم .. إن لم يكن قد بدأ بتخوينها وانتقل لجماعة أكثر تطرفاً ومزاودة وأجزم ان من هلل لضربك يومها من سياسيين ومدعي المعارضة هو من سيهلل للجبهة الاسلامية غداً، ويهلل للنصرة اليوم، وكان يهلل لداعش البارحة قد يعرفك البعض أو لايعرفك لايهم المهم أن يصلك أنت مدى أسفي وسلامي إليك وأنت تنير ظلمة السجن ------------------------------------------------------------------------------- هل تراجع دور هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي ؟!! عمارة علي
يشترك في الترويج لفشل أو ضعف أو تراجع هيئة التنسيق الوطني أطراف كثيرة خارجية وداخلية.فمن جهة هناك مؤيدو النظام-الذي رغم انهماكه في الصراع الدائر علي ساحته وحوله لم يغمض العين لحظة واحدة عن متابعة الهيئة إما لإضعافها كما يحصل من خلال اعتقال رموزها البارزة كاعتقال عبد العزيز الخير ورجاء الناصر وغيرهم أو تصفية البعض الآخر..أو لشقها أو تطويعها من خلال استغلال بعض الشخصيات السياسية التي كانت في الهيئة أو معها ثم غادرتها لمصالح سياسية أو شخصية أحيانا،ومحاولة تقريبهم وإعطائهم دورا ًفي إنتاج تشكيلات قريبة منه أو مؤيدة لسياساته –يضاف إلى ذلك الترويج الإعلامي الذي لا يتوقف من قبل مؤيدي النظام لإظهار الهيئة على أنها كيان سياسي هزيل وهي لا تمثل عمقاً شعبياً ولا تمثيلاً سياسياً لأي طرف مسلح معارض كما أنها لم تحظ بتأييد مهم من الأطراف الدولية وهي قد نبذت من مؤتمري جنيف 1و2 رغم أنها من أشد الداعين للمؤتمر الدولي والحل السياسي .كما أنها لم تحظ أيضاً بتغطية من دول إقليمية فاعلة--- إلى الحد الذي يثير الدهشة أنه إذا كانت الهيئة على هذا الضعف فلماذا هذا التركيز عليها!! .ويتفق مع هذا الرأي أطراف تتسمى بالمعارضة إذ تنسب إلى الهيئة أيضاً محاولة تفردها بتمثيل المعارضة الداخلية, كما لم تستطع أن تدمج أنصاراً ومؤيدين لها من شخصيات وطنية وسياسية ومن القطاع الشعبي وتنظيمات من المجتمع المدني في إطار مشروع وطني جامع .لا بل على العكس الهيئة تعاني نزيفاً وهجرة لشخصيات سياسية مهمة كانت في الهيئة . يضاف أنها لم تقبل دخول هيئات حزبية وشخصيات وطنية وإعطائها دورا ًفي منظماتها ,وعلى الصعيد العربي والدولي هي لم تحرز أكثر من الظهور الإعلامي المحدود.أما موقف الائتلاف الذي يتخبط في مكانه أو يتراجع ورغم أن الهيئة لم تتخل ولو مرة واحدة عن الاعتراف به كشكل لمعارضة خارجية ومهاجرة مع انتقادها لبرنامجه وبنيته التنظيمية المتناقضة وارتهانه في مشروعه السياسي لمصالح دولية وإقليمية ورغم كل محاولات التقارب التي بادرتها الهيئة في القاهرة 1و2 وآخرها مشروع الإتفاق بين الجربا وعبد العظيم والتي لم تحقق تقدماً باتجاه وحدة المعارضة أو اتفاقها على برنامج تفاوضي ووفد موحد ,إلا أن الإتلاف بالمحصلة لم يخرج عن الاعتراف بالهيئة كشكل لمعارضة ضعيفة وغير مستقلة, لا بل اعتبرها بعض مسؤوليه ملحقة بالنظام وعميلة له. أمام هذه اللائحة من الانتقادات والافتراءات والكثير مما لم نذكره ماذا يمكن القول ؟: مما لا شك فيه أن هيئة التنسيق الوطني بتركيبتها السياسية وخطها وبرنامجها هي مشروع وطني بامتياز ولا يجادل في هذا الأمر إلا فاقد الحكمة.ومعلوم أن هذا المشروع نهض على حاجة تقتضيها متطلبات الصراع الداخلي في سورية بين النظام من جهة وشعبه من جهة ثانية وبالرغم من الأشكال العنفية والتدخلات الدولية التي حاولت أن تحرف الصراع عن هدفه الجوهري في إسقاط النظام وإجراء التغيير الديمقراطي الجذري والشامل مختصرة إياه على موضوع السلطة وما يدور حوله من مصالح، ولهذا نشأت الحاجة إلى مشروع وطني مستقل يرسم ملامح سورية القادمة ويحافظ على وحدتها أرضاً وشعباً.هكذا تشكلت هيئة التنسيق الوطنية التي صاغت مشروعها بعد قراءة متأنية وبعد أشهر من متابعتها للحدث السوري بتداخلاته الإقليمية والدولية وأقامته على ركيزتين داخلية تدعو إلى نبذ العنف الديني الطائفي والعرقي والعشائري وخارجي يرفض التدخل العسكري الأجنبي وبهدف إعادة الصراع إلى شكله السياسي والاجتماعي والعقلاني مدركة بحسها السليم أن العنف المسلح عقيم ولن يحقق أكثر من الخراب والدمار إضافة إلى ما يمكن أن يكون له من تداعيات إقليمية ودولية سلبية وهذا ما يعطي بالمحصلة أنه لا بديل عن الحل السياسي التفاوضي وبرعاية دولية. ولقد بذلت الهيئة ما بوسعها من نشاط سياسي قي الداخل والخارج لإنجاح هذا المشروع اليتيم آنذاك والذي كان يلاقي معارضة من جميع الأطراف .فالنظام ومنذ البداية لجأ إلى العنف كحل لا بديل له- بالرغم من كل المناورات السياسية والأمنية في محاولة منه للتمويه على جوهر عملية الصراع - ولا زال يراهن عليه حتى الآن رغم موافقته الشكلية على جنيف والحل السياسي- وهو ماض في انتخاباته وآخر ما قال الرئيس -الحسم في النهاية على الأرض-. الائتلاف كان أيضاً مع الحسم العسكري مدركاً منذ البداية أنه لا حسم عسكري مع ترسانة النظام والدعم الذي يتلقاه إلا بدعم خارجي وبأسلحة نوعية وهذا ما لم يتحقق له فناور بالحل السياسي وإذن لدينا طرفان أرادا أخيراً ما لا يريدانه حقيقة وهما النظام والائتلاف .أما أطراف من كانت تقول عن نفسها معارضة فقد كانت تتخبط بين من اقترب من مشروع النظام مثل تيار الدولة والتيار السلمي أو تعاون معه مثل جبهة الإرادة والتغيير يضاف إلى ذلك المعارضات التي بعضها حسم أمره مع الائتلاف مثل اتحاد الديمقراطيين والبعض الآخر لا زال يفتش عن موقع له في لوحة الصراع محكوماً بالطموحات الشخصية أو بأمراض المعارضة وعقد النقص أو بالخوف والتأثيرات الأمنية.والآن هل فشلت هيئة التنسيق هل تراجع دورها ..ماذا؟ أولاً:هيئة التنسيق واحدة من ثلاث قوىً مشهود لها وهي النظام والائتلاف وهيئة التنسيق .وهي جسم مكون من أحزاب معارضة لأعضائها تاريخ في المعتقلات والصمود ومن شخصيات وطنية ومنظمات شعبية مستقلة. ثانياً: هيئة التنسيق راهنت على جنيف والحل الدولي وجنيف يبقى رغم تعطله هو الإمكانية المطروحة لحل الموضوع السوري ولقضايا المنطقة .مع ذلك الهيئة لم تضع كل أوراقها في جنيف ولديها البدائل التي يمكن أن تطرحها في الوقت المناسب على خلاف بعض أطراف المعارضة التي تؤيد الحل التفاوضي المباشر مع النظام والتي تعتبر مثل النظام أن جنيف هو رهان فاشل.كذلك الائتلاف المرتهن في بدائله لتطورات الوضع الدولي والإقليمي محاولاً الاستقواء بورقة المعارضة المسلحة الداخلية والذي لا زال يحلم بدعم خارجي وبأسلحة نوعية تقلب الموازين الأمر الذي يترك باب الصراع مفتوحاً على مصراعيه. ثالثاً:الطرف الوحيد الذي لم يخسر خلال مسار العملية السياسية في جنيف هو هيئة التنسيق التي لم تدع إليه بصفتها الرسمية وكانت أوضحت في مذكرة للأخضر الإبراهيمي وفي أدبياتها أن جنيف بالإعداد والترتيب الذي تم هو فاشل حتماً وهذا ما حدث. رابعاً:الهيئة إذا لم تحقق المزيد من التقدم على الصعيد السياسي والإعلامي على أقل تعديل هي حافظت على نفسها وعلى خطها المستقل ولم ترهن مشروعها لأي طرف دولي أو إقليمي ولم تساوم عليه النظام على العكس كلما انكشف عجز السلاح -سوى عن تدمير البلاد -وعجز القوى الإقليمية والدولية ونفاقها كلما تحسن وضع الهيئة ونالت المزيد من التأييد الشعبي والسياسي إضافة على ما تناله من احترام لفكرها ورؤيتها للحل من أطراف دولية وعربية .أما على الصعيد الداخلي فإن معيار شعبية أي طرف سياسي هو ساحة العمل المدني ‘وفي هذه الحال فإن لا أحد يستطيع أن يزايد بشعبيته على الهيئة بما فيه النظام .والساحة الآن تحت سيطرة السلاح. خامساً :إن خط الهيئة يشق طريقه رغم كل الصعاب ومشروع رؤيتها للحل السياسي وجد توافقاً ولو شكلياً من معظم الأطراف حتى التي كانت تعارضه.وهذا انتصار للهيئة التي لا تهمها الهدايا ولا المديح الإعلامي ولا عدد الوزراء في الحكومة الانتقالية إن دور الهيئة يتجلى أكثر عندما ينتقل الموضوع إلى السوريين أنفسهم وتطرح القضايا التي تخصهم . سادساً:الهيئة دائماً تقدر عالياً الملاحظات والانتقادات من أي طرف كان وهي تعترف أنها ليست بريئة من الأخطاء البيروقراطية أو التكتيكات السياسية التي ما انفكت تصححها .وهي دائماً جاهزة لقبول الملاحظات وللحوار والعمل المشترك مع الشخصيات الوطنية ومع أحزاب وهيئات المجتمع المدني من خلال وبإطار منظمات الهيئة المنتشرة في محافظات سورية كلها تقريباً . أخيراً إن من فشل ليس هيئة التنسيق بل المشروع الدولي والائتلاف وأفشل الفاشلين هو النظام الذي وضع البلاد في طريق الخراب لأجل أن يحافظ على كرسي الحكم حتى ولو نجح في ذلك وهذا أمر عسير . الهيئة ماضية قي طريقها بخطها وحلمها الوطني مهما تساقط من شجرتها من أوراق صفراء إن هذا لن يزيدها إلا قوة واخضراراً. ------------------------------------------------- محمد وائل السخني - الموصل - سيكتب التاريخ بأنه في ليلة 9 على 10 من حزيران (2014) سقطت مدينة الموصل ثالث أكبر المدن العراقية في ساعات بيد مسلحين اختلف على البنية الأساسية لتشكلاتهم وبشكل متضارب اعلاميا (عشائر -بعث عراقي قديم -"نقشبندية "- داعش )ولكن تبقى الراية الأكثر وضوحا هي راية داعش وذلك من غير ان تحصل معركة بينهم وبين قوات الجيش العراقي المسؤول عن حمايتها. ان المنطق في تفسير ما حدث لا يستقيم الا بالقول ان ما حصل هو (عملية تسليم) لها احتمالان لا ثالث لهما: اما:خيانة من كبار قادة الجيش وهذا الجيش له سابقة ابان الاحتلال الامريكي عام 2003 مما أدى الى سقوط بغداد خلال 3 أيام او:تلقيهم تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة بالانسحاب. لكن المؤكد ان قادة الجيش هربوا،وقد اظهرت الصور التلفزيونية ذلك..فان كان هروبهم خيانة او جبنا..فهل يعقل ان هؤلاء الجنرالات يرتضون لانفسهم ان ينهزموا امام مسلحين وليس امام جيش اقوى منهم؟.وهل انعدمت الغيرة فيهم لهذا الحد المهين والمذّل!!؟ ومع ان هذا الاحتمال وارد الا انه يكون ضعيفا امام الاحتمال الثاني، بان هؤلاء القادة تلقوا تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية بالانسحاب، وانهم نفذوا التعليمات وما كان تركهم المدينة هروبا بل انسحابا عسكريا..بأمر. فان صح هذا ،فان له ثلاثة اسباب، الأول: ان الحكومة وقتتها قبل فترة من انتهاء عمرها لتخلق ظرفا يفوضها بالاستمرار. الثاني:عقوبة من حكومة المالكي ضد اهل الموصل مستخدمة تكتيك محاربة الخصم بضده النوعي. الثالث:بداية تنفيذ مخطط يتبناه فريق من الساسة العراقيين المؤدلجين طائفيا وقوميا "التقسيم " وقد تكون هذه الاسباب الثلاثة مترابطة وهي تمثل رغبة امريكا التي اعلنتها قبل ثلاثين عاما...وباتساق مع الرعاة الاقليميين (ايران وتركيا ) غير ان هذا المخطط لا يكتسب (مشروعيته) ومقبوليته بين الناس الا بعد ان تدعي حكومة المالكي انها استنفذت كل الوسائل لاستعادة مدينة الموصل التي قد تستغرق اشهرا او تطول ان استمر زحف المسلحين الى صلاح الدين وحدود كركوك..وحتى الى بغداد كما يدعون !!وهو مرجح ان يكون سهلا لارتفاع معنوياتهم بعد انتصارهم الخرافي في الموصل،ولسبب سيكولوجي اكثر منه عسكري هو أن المسلحين يقاتلون وفق رؤية محددة فيما صار الجندي العراقي مشوشا..مرتبكا لانعكاس ارتباك العملية السياسية عليه..ولا يمتلك وضوحا عن اية قضية يقاتل،ولأن الناس على اختلاف الوانهم صاروا بعيدين جدا عن حكومة طائفية تأكد لهم ،بعد صبرهم عليها،انها منشغلة بأمرين:الحفاظ على السلطة والحصول على المزيد من الثروة. فضلا عن ان المسلحين حسب ما فهمت من بعض الاصدقاء العراقيين المستقلين تتعامل مع اهل الموصل (عاصمة دولتهم!) كما لو انهم جاءوا ليعيدوا لهم كرامتهم ويخلصونهم من التعامل المذل والمهين والاعتقالات العشوائية المبنية على اساس طائفي من قبل افراد القوات المسلحة العراقية،وانهم سيؤمنون لهم حياة كريمة..بعد ان عانوا من التهميش والاقصاء والبطالة..وهو وضع سيريح كثيرين على قاعدة المثل المعروف "لا حبا بعلي ولكن كرهابمعاوية "وتأتي كصفعة بوجه من ادار وجهه عن مدينة لها ثقل حضاري وديني كبير وموقع استراتيجي للعراق ودول الجوار. ان ما حصل جاء نتيجة نظام منتج للأزمات ،وكتل سياسية وضعت مصالحها فوق مصالح الناس والعراق ، وفساد صار فيه العراق ينهب من المسؤولين عنه،وفشل متكرر لحكومة ركبتها عنجهية وعناد عصابي وخصومات شخصية وفقدان حكمة ولاتخلوا احيانا من بعد طائفي ومثل هذه الحكومات لن تعتذر..(وستجد من يكون كبش فداء)،وطبعا لن تستقيل حيث ان الامر في عمقه قد تستعمله لصالحها لاعادة تاهيلها كامر واقع ،وستظل تمارس سايكولجيا الاسقاط بترحيل فشلها على الآخرين،وانها ستلجأ الى قصف بالطائرات والمدفعية برغم انها فشلت في استخدام ذلك في الفلوجة التي لا تعادل ربع مدينة الموصل حجما وسكانا..لهذا كلّه فان الأيام المقبلة ستكون حبلى بكارثة وكما حصلت الامور في ساعات فأمامنا ساعات فيها دراما مليئة بالمفاجاءات..لا تستبعدوا ان تكون احدى حلقاتها عن كائنات خرافية تنزل في بغداد باتجاه المنطقة الخضراء..والناس يتفرجون بعين تبكي حزنا واخرى تضحك فرحا ...في حالة من الفصام العاطفي عاشها العراقيون يوما بعد احتلال بغداد.وكان السؤال يومها هل نفرح لسقوط نظام صدام أم نجزن لاحتلال العراق ......!! منقول من عدة مصادر بما فيها اصدقاء عراقيين في "الموصل وبغداد "
حقائق واوهام! ميشيل كيلو - 16 حزيران 2014 (المدن)
ما أن بدأ الهجوم الأخير ضد مؤسسات الحكومة وجيشها في العراق ، حتى تعالى الحديث في الغرب عن تنظيم "داعش" وانفراده بالقتال ضد النظام العراقي ، وبدأت التخمينات والتقديرات تتباين بين تدخل أميركي مباشر ومحدود فيه ، وبين الاكتفاء بدعم عن بعد للمؤسسات الحكومية وأجهزتها الأمنية ، ردعا للإرهاب وضمانا لأمن واستقرار العراق، وتفاديا لحرب إقليمية . والغريب أن أحدا لم يفكر بأحد هذين الاحتمالين بعد هجمات "داعش" المتنوعة في سورية ، ولم يقم بأية مبادرة لدعم الجيش الحر ضدها، حتى بعد أن شرع يقاتلها ويطردها من مناطق واسعة شمال سورية ، ما لبثت أن عوضتها من خلال احتلال مناطق سورية تقع في أماكن أخرى ، دون أن يتحرك أحد في العالم ، مع أن ما حدث جرى تحت سمع وبصر الغرب عامة وأميركا بصورة خاصة . والأغرب أن هذه المنظمة الإرهابية لم تعتبر خطيرة عندنا، رغم أن وضعها هنا مرتبط بوضعها العراقي، وربما يكون مساويا له أو أفضل منه ، وأن العالم لم يستنفر ضدها في العراق، بل شجل على رصيدها الخاص كل من يحمل السلاح ضد عصابة المالكي وقتلته من : عشائر غربي العراق ، التي تعرضت لعدوان النظام طيلة فترة ما بعد عام 2003، وحرمت من حقوقها الطبيعية والسياسية ، وشن عليها جيش المالكي الحرب تلو الحرب، وقتل منها من قتل ، ونكل بمن نكل ، وأهان شيوخها وانتهك حرمات أفرادها واقتحم قراهم ومدنهم ، وسرقهم واعتقلهم ومزق أجساد الآلاف منهم ، فللا عجب أن يكون معظم الذين يقاتلون المالكي منهم ، وأنهم قاتلوه بعد أن وجهوا إليه إنذارات متعاقبة تهدده برد عنيف، إن هو لم يقلع عن قصفهم وقتلهم ، وواصل تسليم قراهم ومدنهم ل"داعش"، في سياق اتهامهم كذبا بالأصولية والإرهاب. تنظيم بعث العراق ، الذي يقاتل منذ نيف وعشرة أعوام ، ولا يعقل أن يكون فرعا من "داعش" ، التي لا يعقل أن ترفع صور صدام حسين بكثافة على الطرق التي انسحب منها جيش المالكي. وهو تنظيم قوي تمرس على القتال خلال حقبة ما بعد الاحتلال وإسقاط رئيسه ونظامه، ولا تنقصه القدرة على التخطيط والتنفيذ ، كما لا ينقصه المقاتلون في صفوفه ، ما دام قد انفرد لفترة بالقتال ، بينما ترقب الآخرون التطورات قبل أن يقرروا مواقفهم. ضباط وجنود الجيش والأمن الذين لا يقرون المالكي على سياساته الطائفية والتمييزية ، ولا يرغبون في الدفاع عنه ، وشوهدوا بالآلاف وهم يحملون بنادقهم جنبا إلى جنب مع مقاتلي العشائر ومقاتلي البعث وغيرهم . "داعش" ، وهي منتشرة في صحراء العراق الغربية ومشغولة بالحرب في دولتين ، ومن المستبعد أن تكون قد احتلت بمفردها مدينة ضخمة كالموصل بكل ما فيها من مرافق عسكرية ومنشآت حكومية ، دون أن تستخدم غير عدد من مقاتليها يتراوح بين 500 و600 مقاتل ، كما قيل ،وأن تكون قد واصلت بهم هجومها نحو بغداد واكتسحت محافظات وأقضية عديدة . لا يعني هذا أن "داعش" ليست موجودة ، بل يعني أنها ليست من صنع الهجوم ، وانه ليس لديها القدرة على مواصلة الحرب وحدها ، كما توحي تصريحات غربية كثيرة تبالغ في قوتها انسجاما مع أطروحتها وأطروحة المالكي حول أصولية من يقاتلون النظام وإرهابيتهم . هذه هي القوى التي اجبرها نظام المالكي على قتاله ، لشدة ما استخدم ضدها من عنف ، رغم أنها حذرته مرارا وتكرارا من هجوم واسع النطاق تشنه ضد جيشه بأسلحة موازية لأسلحته، وحرصها على عدم زج بلادها في حرب تعمق التناحر الطائفي فيها ، وتؤدي إلى دمار واسع يطاول جميع مدنها وقاها وبلداتها ، ورغبتها المعلنة في تسوية سياسية متوازنة تعطيها حقوقها . لكن المالكي ركب رأسه ورفض أي حل وسط سلمي معها، مستندا على حسابات طائفية وسلطوية وعلى علاقاته مع إيران، التي شجعته على التدخل العسكري في سورية ، ومقاتلة المخالفين له طائفيا في العراق ، بما يملك من جيش كبير تعداده مليون جندي ؟. لم تفت بعد فرصة الوصول إلى حل سياسي يخرج المالكي من السلطة ، ويجعل العراقيين مواطنين يتساوون في حقوقهم وواجباتهم أمام القانون وينعمون بالعدالة . ولم تفت بعد الفرصة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد النظر في الدستور وإستراتيجيات الحكم، وتستعيد استقلالية القرار الوطني العراقي من قادة إيران، وفي ارتباطات بغداد الدولية، فيرتاح شعب العراق وتنجو المنطقة من حرب بلا نهاية لا يعرف أحد نتائجها ، يؤكد نموذجها السوري أنها لن تكون غير كارثة رهيبة لا مثيل لها في تاريخ دولنا وشعوبنا !
خواطر صباحية داعشية محمود جديد
- قال ضابط عرّف عن نفسه باسم اللواء الركن «منتصر الأنباري» في اتصال مع جريدة «الحياة»، مؤكداً أنه يتحدث من داخل مدينة الموصل، إن قرار تشكيل مجموعات سنية مقاتلة اتخذ بعد اجتماع شمل كل الفصائل المسلحة السنية والعشائر ورجال الدين، ماعدا تنظيم «داعش» في أيار (مايو) 2013 وبعد أسابيع من «مجزرة ساحة اعتصام الحويجة» التي نفذتها قوات رسمية وخلفت عشرات القتلى والجرحى.. وعن العلاقة مع «داعش»، أوضح أن التنظيم لم يكن ضمن جهود تشكيل المجموعات السنية في بداية الأمر، الا أنه قدم بعد عدة شهور وعبر مندوبين عنه أن يكون جزءاً من التحرك العسكري وجزءاً من التحرك السني. وكانت هناك ممانعات وتحفظات كثيرة، لكن الاتفاق تم في النهاية أن تشكل وحدات عسكرية مشتركة تضم فصائل مختلفة تحت ظل «المجالس العسكرية الموحدة» منها: الجيش الإسلامي، وكتاب ثورة العشرين، وجيش النقشبندية، وكتائب سعد، ومتطوعون من العشائر، وحركة ضباط الجيش السابق، تحت ظل «المجلس العسكري» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى .. .. " وأوضح : «الاتفاق أن لا تتصرف عناصر داعش بشكل منفصل، لكنهم رفضوا من البداية تلقي أوامرهم من الهيئة العسكرية التي شكلت، وطالبوا بأن تكون الأوامر عبر عضو يمثل داعش داخل تلك الهيئة، لكن حجمهم لا يتعدى 30 في المئة من القوة المسلحة على الأرض» حسب قوله." إنّ نسبة ٣٠ ٪ من مسلّحي داعش ضمن تحالف يضمّ تسع قوى كافية لأنّ يصبحوا الطرف القائد والمهيمن في هذا التجمّع المعارض لحكومة المالكي ، وخاصة أنّهم معروفون بتنظيمهم و عقائديتهم المتطرّفة وخبرتهم القتالية ، وقدراتهم المالية .. هذا إذا سلّمنا بدقة الرقم المذكور .. ومن المحتمل أن يكون أكبر من ذلك .. وهنا نلاحظ عدم توضيح اللواء الركن مصير طلب الداعشيين هل رُفِض أم تمّت الاستجابة له ؟ ويؤكد «الأنباري» أن «الوضع على الأرض اليوم يمثل قتالاً من قرية إلى أخرى، ولم تكن هناك حتى الآن مواجهات جادة، وكانت الأوامر صدرت مبكراً بعدم دخول أي مدينة شيعية مثل تلعفر في الموصل أو بلد والدجيل في صلاح الدين، أو حتى وسط سامراء حيث مرقد الإمامين لتجنب تحويل المعركة إلى حرب طائفية. وكان الهدف الوقوف عند حدود بغداد، لفرض الأمر الواقع على السياسيين من أجل تسوية وضع سكان المناطق السنية، واستعادة الحقوق المسلوبة " . والسؤال هنا : ألم تخرق داعش هذه الأوامر ؟ وما هو موقف مصدّري الأوامر من ذلك ؟ وهل سيتوقف هذا الخرق ؟ أسئلة بحاجة لإجابة ، واتّخاذ موقف واضح من انفراد داعش بموقف مستقّل وخاصة أنّها أصدرت " وثيقة المدينة " التي تُعتبر ( دستور ) الموصل الجديد حتى فرض بديل له من أصحاب الأوامر العليا من الجهات المخوّلة بإصادره إذا وُجِدٓت .. كما اقترفت داعش جرائم قتل تقشعرّ منها الأبدان ، وتدمير ونهب ونقل سلاح حصلوا عليه من القطعات العسكرية العراقية إلى الداخل السوري .. وهل من أمل أو وعد بالتوقّف عن تلك الممارسات .. ؟ وهناك تساؤل أخير ، ألم يتوقّع منظمّو هذا التحالف على أساس طائفي بأنّ خطوتهم هذه ستترك صدى ما في نفوس الطوائف الأخرى ، وستكون عاملاً في زيادة التأجيج الطائفي الذي سيحرق العراق الحبيب إذا غاب الحل الوطني الديمقراطي عن ساحته .. ؟ وأخيراً ، يلاحظ عدم وجود مظاهرات تأييد أو ماشابهها في المدن والبلدات التي سقطت بيد هذا التجمّع المسلّح المعارض الذي هيمن على مساحات واسعة من أراضي ثلاث محافظات .. فما هو السبب ؟ وقد أكون أجهل وجودها .. ------------------------------------------------------------------------------- ملف: - حول الماركسية وتجربتها - - فاتح جاموس ومحمد سيد رصاص - شباط - نيسان2009 - في الحقل النظري- 1- مراجعة الماركسية , لماذا ؟ : ------------------------------ ربما تكون ( الشيوعية الماركسية ) هي من أكثر المنظومات الفلسفية والفكرية والنظرية ، التي تحتاج لإعادة نظر وتقييم، أي مراجعة ، فهي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي غدت(أكثر مرة في تاريخها) في موقع الشك ، والهجوم عليها ، ( من داخلها وخارجها ) , والمراجعات السيئة ، ومن جهة ثانية ساهمت المرحلة الستالينية في جعل المنظومة الماركسية ذات طابع عقائدي جامد ، كما أن الماركسية من جهة ثالثة لم تتطابق الكثير من تنبؤاتها ، وأيضاً بعض مقولاتها ، مع التطور التاريخي اللاحق . ولكن نرى أن ( الشيوعية الماركسية ) ، في مواجهة ذلك ،يجب أن تخضع لمراجعات شاملة ، وهي منظومة معرفية تخضع لقانون الحركة والتغير ، ولعوامل التقادم والشيخوخة في بعض مقولاتها ، مثلها مثل أي ظاهرة اجتماعية إنسانية ، الشيء الذي يشمل الحقول الذهنية المعرفية . إننا لا نزال نعتقد بأن الماركسية ، في جوهرها ، ما زالت صالحة ، كمنهج ، في التحليل المادي التاريخي ، لمعرفة حركة الظواهر الاقتصادية – الاجتماعية – الثقافية – السياسية ، وبسبب هذا ، ولكونها منحازة للإنسان في توقه للإنعتاق ، والذي تمنع الرأسمالية حصوله ، فإننا نرى صلاحية الماركسية في استنباط برامج سياسية تقوم على تلك الأسس السابقة . وهذا كله يفترض مراجعة شاملة للكثير من المفاهيم على ضوء تطورات القرن ونصف الماضي من الزمن , وعلى ضوء تجارب الماركسيين في السلطة وخارجها ، ونحن ندرك جيداً أن هذا يتطلب جهداً شاملاً لجميع الماركسيين ، إلا أن هناك ضرورة لأن نتقدم بمساهمتنا مهما بدت أولية ومكثفة ، فهي أساسية ومفتاحية للعديد من المسائل الأخرى المتعلقة بمشروعنا . 2 – ما هي ( الشيوعية الماركسية ) ؟ : =========================== - في المصطلح : نحن لا نطرح مصطلحاً جديداً بل نعيد الاعتبار إلى مصطلح وُجد فعلياً مع شيوعية ماركس ، الذي وضع حداً فاصلاً بينها وبين كل الأفكار التي سبقتها أو عاصرتها ذات الطابع الطوباوي ، ونحن نعتقد أن المصطلح على درجة من الدقة العالية ، فهو يشير إلى الهدف بشقه الأول الذي نعني به الاشتراكية المتطورة التي تفتح آفاقاً لانعتاق الإنسان ، ويشير من جهة أخرى في شقه الثاني إلى المنهج الذي وضعه ماركس في لحظة تطور تاريخي فاصلة عما قبلها من زاوية العلوم والتشكيل الاقتصادي- الاجتماعي الرأسمالي ، معتمداً على ما سبق من تراكم في الفكر الإنساني وخاصة عند هيجل ، ومكتشفاُ على عكسه أن المنهج في قلب التاريخ المادي الواقعي لحياة البشرية ، وبهذا المعنى هو منهج مفتوح دائماً على التطور ( الذي يعني الحركة بكل أشكالها وتعقيداتها ) .
دفاع عن الماركسية ، لماذا ؟ : ===================== نعتبر أنفسنا أننا كنا في إطار المنظومة ، الفكرية – السياسية ، التي تأخذ بالماركسية منهجاً للتحليل والممارسة، ونقول بأننا لا نزال كذلك ، وبهذا المعنى تستحق هذه المنظومة الاهتمام والدفاع عنها ، والأسباب الرئيسية لذلك هي ثلاثة : 1- الأثر التاريخي الكبير ، على مدى قرن ونصف من الزمن ، الذي تركته الماركسية في الفكر والمعرفة والسياسة ، وقناعة جماهير واسعة ونخب سياسية وفكرية بها على مدى زمني طويل وفي أغلب بلدان المعمورة . 2- المجابهة الكبرى التي فتحتها الرأسمالية ، منذ القرن التاسع عشر ، ضد الفكر الماركسي وكل ما يتعلق به من تجارب وأحزاب ، حتى حصول هزيمة 1989- 1991 , ونعتقد بأن هذه المواجهة لن تتوقف أبداً ، حيث يتعلق الأمر أولاً ببنية الرأسمالية ومقدساتها ، وثانياً بمعرفتها أن الماركسية هي البديل التاريخي الذي يعرف حقيقتها . 3- محتوى هذه المنظومة في أساسياته ما زال صالحاً . - ( الشيوعية الماركسية ) هي الأساس الفكري – النظري في عملنا النظري والسياسي والتنظيمي ، وهي المنهج في التحليل والممارسة عندنا ، وهي كمنهج فكري ، في نواته الأساسية ومن منظور تاريخي علمي ، متشكل مع كارل ماركس ، وهو باعتباره هكذا ، مع إسهامات جميع الماركسيين اللاحقين وتجارب الحركة الاشتراكية العالمية ( أي الماركسيات المختلفة ) ، يصبح مخزوناً للتعليم النقدي المقارن ، أما النتاجات التطبيقية للمنهج في الحقول المختلفة ( اقتصاد ، اجتماع ، ثقافة ، سياسة .. الخ ) فهي تخضع للنسبية التاريخية ، وهذا يشمل نتاجات كارل ماركس إلى آخر الماركسيين ، وتقضي الضرورة الراهنة أن يجري التعامل مع هذه النتاجات بصورة نقدية دائمة . في هذا الإطار ، يمكن تسجيل عدة إشارات : *- تمكنت الماركسية ، وما زالت تملك القدرة على استنباط برامج سياسية لخوض الصراع السياسي في إطار المصالح المتناقضة ، وبشكل خاص في مواجهة النظام الرأسمالي . *- إن الاكتشاف الرئيسي للماركسية ، هو تحديد طبيعة القوانين الداخلية لنمط الإنتاج الرأسمالي ، وأنه لا بد من النظام الاشتراكي الذي هو النقيض له في المسائل الأساسية . *- الماركسية منهج معرفي صريح في كشف تناقضات المصالح والإيديولوجيات التي تقف وراءها أو تستوعبها ، وهي بذلك تمسك معرفياً بمستوى الحيدانات في الإيديولوجيات وعدم تطابقها مع الوقائع ، وبشكل خاص الإيديولوجية المزيفة وأوهامها ، والماركسية ، بعكس هذا المعنى ، هي إيديولوجية منحازة لصالح القوى المنتجة والإنسان في مواجهة الرأسمالية . *-بعد قرن ونصف من الماركسية، وعلى الرغم من ضرورة المراجعة ، يمكن أن نشير إلى بعض المقولات التي ما زالت تثبت صلاحيتها في التحليل من حيث الأساس ، رغم التطورات العاصفة التي جرت في القرن الماضي ولامست هذه المقولات ، مثل مقولات ( الصراع الطبقي ) و ( العلاقة بين البنية التحتية والبنية الفوقية ) و ( فضل القيمة ، التي برأينا تشمل عصر الصناعة وما بعده من الرأسمالية المعاصرة والأتمتة ) و ( مفهوم الحزب ، ودوره كأهم مؤسسة في المجتمع المدني رغم تنوع اجتهادات الماركسيين في هذا الإطار: لينين ، روزا لوكسمبرغ ، إدوارد برنشتين ودوره في التعبئة السياسية ، وباعتباره التعبير الأساسي عن الطبقات والفئات الاجتماعية على تنوع مواقعها وبرامجها ) . 4- في تاريخ الماركسية : =============== أ- في الأزمة : عرف التاريخ الماركسي أزمات عديدة ، قبل أن يتحول إلى تشكل نظم رسمية باسم الماركسية ، وبعدها ، ونعتقد أن هذا أمر طبيعي وموضوعي ، ناتج أساساً عن قوة النظام الرأسمالي وتطويره لذاته ، وإدارته الناجحة لتناقضاته ، حيث طرحت الوقائع القوية تساؤلات أمام الماركسية والماركسيين ، ولّدت أجوبة مختلفة ، انعكست في خلافات وانشقاقات ، ليصل الأمر حد الأزمة في الفكرعبر الشك به ، والقتال والصراع حول نصوص الماركسية والتحول إلى غيره أحياناً . أهم هذه الأزمات ، هي أزمة 1898 ، بين إدوارد برنشتاين مؤسس الاتجاه الاشتراكي الديمقراطي وخصومه ( كاوتسكي – روزا لوكسبرغ – لينين – بليخانوف ) . والثانية هي أزمة 1914 المتعلقة بالموقف من الحرب العالمية الأولى : هاتان الأزمتان رسمتا الملامح الأولى لانشقاق الماركسية إلى أممية ثالثة وأخرى ثانية في عام 1919 ، على إثر ثورة أوكتوبر عام 1917 . الأزمة الثالثة حصلت بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي في عام 1956 ، والخلافات التي أعقبت بين السوفيات والصين ، وما تزامن مع ذلك لاحقاَ من نشوء تيارات ماركسية سواء منها الماوية و(اليسار الجديد)أو(الشيوعية الأوروبية)،عبرت جميعها كأعراض عن أزمة كبرى تعانيها الحركة الشيوعية العالمية ،ماأنذر باقتراب انهيار 1989- 1991 ، هذا الانهيار الذي أدى إلى أكبر أزمة واجهتها الماركسية في تاريخها ، كتجربة وفكر ، تمثل في انتقالات وارتدادات ومراجعات سيئة ،و تبديل أسماء الأحزاب المعبرة عن تحولات إيديولوجية – سياسية ، وإحباطات واسعة وصلت حد ترك مجموعات واسعة للعمل السياسي والفكري . ب- في التجربة السوفياتية : كانت ثورة أوكتوبر 1917 تسللاً في لحظة غفلة تاريخية بالعالم الرأسمالي ، اعتمد على انتصار التصور اللينيني لمفهوم ( الحلقة الضعيفة في سلسلة الإمبريالية )داخل الحزب البلشفي ، كما اعتمد على قوة ذلك الحزب وتنظيمه وعلاقته مع الطبقة العاملة الروسية ، ليقوده لينين من خلال هذا إلى ثورة وسلطة سياسية لبناء النظام الاشتراكي في بلد متخلف مستنداً إلى مشكلتي ( السلم) و (الأرض). استيقظت الرأسمالية العالمية والمحلية على خطورة ما جرى في التاريخ بعد نشر المراسيم الأولى ، وفتحت في حينه حرباً ضد السوفيات ، أما في الداخل ، وعلى الرغم من القوانين ذات الطابع الاشتراكي في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة ، والشروط الداخلية ، وطريقة إدارتها ، أساساً ، والخارجية لم تسمح ببناء الأسس الحاسمة لانتصار الاشتراكية كنظام في بلد واحد . تجسد الأمر في أن البنية السياسية لم تعد معبرة عن إرادة وطموحات مشروع القوى الاجتماعية التي رفعت ثورة أوكتوبر 1917 ، فهذه البنية السياسية انفصلت لتصبح معبرة عن مصالح فئات بيروقراطية ( الهرم الحزبي – الإدارة .. الخ ) لتحل بديلاً عن سلطة موعودة أساسها الديمقراطية الثورية بشكلها الانتخابي السوفياتي الحر ، وفي نفس الوقت لم تتمكن هذه الإدارة من الإيفاء بوعودها في التنافس الاقتصادي والعيش مع الرأسمالية ، حسب ما وعدت به منذ خرتشوف حول المباراة بين الرأسمالية والاشتراكية ، بينما دخلت في سياق أرادته الرأسمالية العالمية ( أي سباق التسلح ) الذي أرهق الاقتصاد السوفياتي لعقود أربعة ، وكان ( مركب السلطة – الدولة ) قد غدا جاهزاً لمثل ذلك ، مما أدى إلى فجوة كبيرة بين المجتمع وطموحاته وبين البنية الفوقية السياسية . ج- في التجارب المتحققة بالسلطة :كما في التطور الرأسمالي ،فإنه أيضاً يحصل في التطور الاشتراكي أن اختلاف الشروط الخاصة تفرز طرقها الخاصة في التطور : شكل هذا أساس التجربة الصينية وما يميزها عن الطريق الروسي ، سواء قبل 1949 ، أو بعده ، بشكل خاص موضوع الفلاحين ، والموضوع الوطني ، وطريقة تعامل الحزب الشيوعي معهما قبل الوصول إلى السلطة في عام 1949 ، وبعده .هذان الموضوعان يلامسان تعامل الحزب الشيوعي مع بنية رأسمالية متأخرة ، ومع مجتمع يعاني من مشكلة قومية ، تتعلق بالعلاقة مع الخارج الإمبريالي ، ومع مشكلة الوحدة القومية . هذا فرض اختلافاً في تركيبة السلطة السياسية في الصين كان مختلفاً عما جرى في الاتحاد السوفياتي . هذان الطريقان المختلفان طرحا تناقضات وأسئلة لم يتم استيعابها وإدارتها بطريقة موحدة من منظور مصالح مشتركة كما هو مفترض في مواجهة العالم الرأسمالي ، مما أدى إلى انفجارها بصورة شاملة عام 1960 ، وخلق تأثيرات على مستوى العالم ، وخاصة في الحركة الشيوعية العالمية . د- دروس واستنتاجات من التجارب المختلفة : كانت الظاهرة الستالينية نتاج تطور غير ديمقراطي في السلطة السوفياتية ، والدول الأخرى المشابهة ، مما أدى إلى جمود فكري ونظري ( ظاهرة الجمود العقائدي ) ، وإلى تعويم أطروحات ، وطمس أطروحات أخرى ، من منطلق أولويات ، تتعلق بالمصالح ، وتعبيراً عن انتصار جناح على آخر ، عبر تصفيات سياسية وحزبية ، وإلى قمع على صعيد الحركة الشيوعية أصاب أهم المفكرين في أحزاب هنا وهناك ( تروتسكي – لوكاش – كارل كورش ) ، وأصاب مدارس مثل (مدرسة فرانكفورت) ، ماساهم بقوة في خلق أسباب الانقسامات الفكرية والسياسية والتنظيمية التي أصابت الحركة الشيوعية العالمية لاحقاً . التجارب السابقة تطرح كما طرحت سابقاً نقاشاً ضرورياً حول معنى النظام الاشتراكي : هل يقوم مثلاً على غياب السوق الرأسمالي بكل معانيه ؟ .. أم أن هذا غير كاف ؟ .. وماذا يسمى نظام عندما يحل حزب أو سلطة في حق التصرف بالملكية وإدارة الإنتاج والتوزيع ، محل الطبقة العاملة ، مع فساد وامتياز وبيروقراطية ؟.. نحن نميل للإعتقاد ، بعد كل ما جرى ، أن ما يحدد النظام الاشتراكي ، أو التوجه نحو الاشتراكية ،هو الموقف من الملكية الخاصة المستغِلة ، والسوق الرأسمالي الموافق لها . في النظام الرأسمالي توجد شبكة أمان ، تتمثل في أشكال مختلفة للنظام السياسي ، بين الرئيسي الذي يتحقق بالإنتخاب ، وبين الاستثناء الذي يقوم بتضافرالرأسماليين ، ليصبح من "حقهم" ممارسة العنف لمنع التغيير الاقتصادي – الاجتماعي ، فيما لا مشكلة مع أشكال السلطة ( بونابرت – الفاشية – النازية – الديكتاتوريات العسكرية في فترة الحرب الباردة ) حيث كان العنف يستخدم في لحظات الاستثناء ، ثم تتم إعادة الشكل الديمقراطي بعد انتهاء الأزمة المهددة . في التجارب الاشتراكية لم يتم إنشاء شبكات أمان مماثلة ، حيث كان الاستثناء هو الشكل الدائم ، حتى الافتراق عن القوى الاجتماعية الأساسية التي صنعت أوكتوبر 1917 ، وصولاً إلى انهيار النظام في 1991 . هنا لايزال السؤال مطروحاً : كيف يمكن بناء شبكة أمان لنظام اشتراكي مقبل في ظل عالم رأسمالي معادٍ وقوي وتميل التوازنات الدولية لصالحه ؟ هنا، دمرت التجربة الاشتراكية المتحققة ، بتناقضاتها وسلبياتها ، فكرة التضامن الأممي بأشكاله المختلفة للرد على مؤسسات النظام الرأسمالي ، واستراتيجيته الموحدة ، التي بدت أرقى بكثير من الخصم الاشتراكي ، ولا يزال غياب الوضوح يطرح ضرورات الحوار من أجل بدائل مناسبة ، مع الأخذ بعين الاعتبار كل السلبيات والأخطاء التي رافقت تجربة المركز الأممي ، منذ تأسيس الكومنترن عام 1919 . ﻫ- مدارس واتجاهات الفكر الماركسي : وجود المدارس في الماركسية هو تعبير عن واقع موضوعي ، يفرض نفسه بحكم اختلاف الظروف في كل بلد ، ما يفرض على كل حزب ( أو مفكر ماركسي ) طرح أسئلة مختلفة ، وإجابات متعددة ،كما أن الخلافات قد حفزت وبلورت اتجاهات ومدارس ، أحياناً ، بشكل موضوعي وتحت ضغط الحاجات والضرورة ، وأحياناً أخرى تتعلق بالحاجات الإيديولوجية والسياسية للمراكز المختلفة ( السوفياتي ، الصيني ، التروتسكي .. إلخ ) . هذا يشمل محطات في تاريخ الماركسية منها 1898 ( برنشتين ) و1917 ، و1956 ( المؤتمر العشرون ) ، و1960 ( الخلاف الصيني السوفياتي ) ،ثم مدارس تحددت بعناوين التروتسكية ، الماوية ، الشيوعية الأوربية ، اليسار الجديد ، ، وأسماء مفكرين كبار منهم : جورج لوكاش ، وماو تسي تونغ ، وكارل كورش ، وغرامشي ، وألتوسير ، وسمير أمين ، وبولانتزاس . ونحن نعتقد أن الماركسية كمنهج ومنظومة أفكار مفتوحة ، تتحمل مثل هذه الخلافات والمدارس والاتجاهات وقادرة على أن تكون مظلة لها ، ونحن نميز بين الاتجاهات والخلافات ، وبين المدارس ، تحت السقف الذي تستوعبه الماركسية ، وتلك المحاولات لتكييف الماركسية مع نتائج وأفكار أخرى ( ويلهلم رايخ ، ماركوز ، ألتوسير ، غارودي ) التي رأت جميعها أن الماركسية تعاني من ضعف في تناول الجوانب الروحية وموضوع الفرد . و- التجربة الشيوعية والماركسية العربية : بدأ الأمر عبر نشوء الحركة الشيوعية العربية الرسمية التي تحددت دلالاتها من خلال حدث ثورة أوكتوبر 1917 ، وليس بتطور موضوعي وذاتي محلي من حيث الجوهر . هذا أدى إلى أن سياسات الأحزاب الشيوعية العربية ( وبرامجها ) لم تكن تعبيراً عن البيئة المحلية ، وإنما كانت أساساً تعبيراً عن استراتيجية وتوجيهات المركز في موسكو . وبالتالي لم يكن هذا تبييئاً للماركسية مع البيئة المحلية وقضاياها ، وفي حالات نادرة تطور الوعي الماركسي ، لبعض أطراف الحركة الشيوعية الرسمية ، بصورة معاكسة لما سبق ، وذلك تحت ضغط القضايا القومية وحركة التحرر الوطني وأخطاء المركز ، وضغط قوى يسارية جديدة انتقلت بأحد وجوهها الأساسية من الواقع القومي إلى الماركسية في مرحلة ما بعد هزيمة 1967 ( الحزب الشيوعي السوداني – الحزب الشيوعي اللبناني بعد مؤتمر 1968 – الحزب الشيوعي السوري / المكتب السياسي / بعد انشقاق الحزب عام 1972 ) . وعلى الرغم من التطور العالي للنفوذ السياسي والشعبي لبعض أطرافها ( العراق – سوريا – السودان ) إلا أنها لم تستطع قطف الثمار أساساً بسبب علاقة الارتباط مع المركز السوفياتي ، كذلك بسبب التآمر الشديد لقوى طبقية وسياسية محلية معادية . شكًل الموضوع القومي والقضية الفلسطينية ، وخاصة بعد هزيمة حزيران 1967 ، وعجز الأحزاب الشيوعية الرسمية عن التعاطي الصحيح مع الأمر – أساساً موضوعياً لنشوء ظاهرة ( اليسار الجديد ) المتشكلة عن حراكات وانشقاقات، بشكل خاص في ( حركة القوميين العرب ) ، وبعض الحركات والأحزاب القومية الأخرى ( حزب البعث – حركة الاشتراكيين العرب ) ، وكذلك عن انقسامات داخل الحركة الشيوعية الرسمية ( العراق – سوريا ) . لكن هذه الظاهرة تزامنت مع انحسار عالمي ومحلي لقوى اليسار وصعود الموجة الإسلامية ، كما تعرضت لقمع شديد من قبل الأنظمة ، بينما كانت الحركة الشيوعية الرسمية بأطرافها الرئيسية ( سوريا – العراق – الجزائر ) في حالة تحالف مع الأنظمة بتوجيهات السوفييت ، وعلى الرغم من تطور سرعة انتشارها وتأثيراتها الفكرية والسياسية إلاأنها سرعان مادخلت في الضعف والتراجع ، ليأتي الإنهيار السوفياتي ويزيد ضعفها ضعفاً ويفاقم من تعقيد شروط تطورها . إن ما ذكرناه ، لسياق تطور الحركة الشيوعية والماركسية العربية ، يطرح آفاقاً وشروطاً جديدة لتطور الوعي الماركسي العربي ، في النطاقين القومي والمحلي ، كذلك قضية البرنامج ومفهوم الحزب ومسائل أساسية أخرى . الماركسية والبرنامج : ================== الماركسية ليست مجرد منهج وتحليل سياسية ، وإنما هي حركة سياسية للتغيير ، تحدد أعدائها وأصدقائها الطبقيين والسياسيين في المستويات المحلية والإقليمية والعالمية . بهذا المعنى هي تطرح برنامجاً ، يكون متعيناً بالشروط التاريخية للتطور العالمي كتشكيلة ونمط علاقات إنتاج ، ووقائع طبقية وسياسية وثقافية على الأرض ، وتوازن قوى متحرك ، وللشيوعيين برنامجهم الخاص دائماً ، الإنتقالي والاستراتيجي ، بالعلاقة التناقضية والصراعية مع النظام الرأسمالي والدفاع عن مصالح طبقات وفئات الشعب الرئيسية ، وأولها الطبقة العاملة ، كما لهم في نفس الوقت ولزمن غير قصير برنامج تحالفي على المهام المرحلية يتقاطعون عبره مع قوى أخرى سياسية لها مرتكزات طبقية مختلفة ، ويتحدد هذا البرنامج أيضاً من خلال التحليل الملموس للوقائع وحركتها . وفي كل حال ، يناضل الشيوعيون من أجل ميزان قوى طبقي- سياسي لصالح برنامجهم الخاص ، وتطور دورهم في العملية السياسية . مراجعة أولية للماركسية : ===================== نعتقد أن هناك خيطاً رفيعاً قاد من ماركس إلى بقية الماركسيين في حقل النظرية والتفكير ، وبشكل خاص في التجارب التي جاءت باسم الماركسية ، والممارسات السياسية الكبرى التي حصلت داخلها . جاء ذلك من النزعة الغائية والحتمية للتاريخ في المقولات الفلسفية الموروثة من هيجل إلى ماركس ، ما ولد نزعات طليعية ونخبوية عند معظم الماركسيين وتفاؤلية تقوم على حتمية التطور باتجاهات محددة ، وهو ما أدى إلى محاولة إعادة هندسة المجتمع والأفراد عبر الدولة ووسائلها . على ضوء هذا ،هناك ضرورة للعودة إلى ربط الأهداف بالوقائع التاريخية والقوى الاجتماعية المتناقضة التي يمكن أن تقدم الحركة التاريخية أو تعيقها ، أكثر من ربطها بالتجريد الفلسفي والنظري . هناك ضرورة لتخليص الماركسية من كل ما يمت إلى مفهوم الديكتاتورية وأنظمة الاستثناء ، ومنها مفهوم ( ديكتاتورية البروليتاريا ) ، والمفاهيم المتعلقة به مثل ( مفهوم الطليعة ) و ( الحزب الواحد ) و ( العلاقة الموجودة في مفهوم التنظيم اللينينيأوغيره بين الحزب والطبقة ) . في هذا المجال كانت الماركسية ( ولا تزال ) ترى في مفهوم ( الثورة ) شيئاً يقوم على استحالة الولادة الطبيعية للاشتراكية ، كتنظيم سياسي – اقتصادي – اجتماعي ، ما دامت الرأسمالية تلجأ إلى قطع طريق التطور السلمي وصندوق الاقتراع عبر العنف ونظم الاستثناء كلما تهدد نظامها ومقدساتها : إن هذه الشروط ما زالت قائمة ، ورغم ذلك نعتقد بأن طريق صندوق الاقتراع ( وتداول السلطة سلمياً ) يجب أن يصبح قناعة مبدئية واستراتيجية للماركسيين ، وأنهم لن يلجأوا إلى طريق الثورة إلا إذا حاولت الرأسمالية قطع نتائج الاقتراع بالعنف والاستثناء . من جهة أخرى ، أثبت التطور التاريخي أن هناك مقولات في الماركسية لم تكن مطابقة للوقائع : 1- نظرية ( الإفقار المطلق ) بوصفها سمة - تصورها ماركس- ملازمة للتطور الرأسمالي ، وما آلت إليه حركة تطور الرأسمالية من خطأ تحليل مؤسس الماركسية بأن هذا التطور سيقود إلى وجود طبقتين ، واحدة رأسمالية تمثل قلة عددية ، وطبقة بروليتارية واسعة جداً ، حيث أثبت التطور الرأسمالي أن هناك تنضداً طبقياً مختلفاً جعل صف قوى العمل أكثر اتساعاً من البروليتاريا ، وتحديداً ( الفئات الوسطى ) المتسعة التي تقع تحت علاقة الاستغلال الرأسمالي .هذا يفترض مراجعة وإعادة تطوير في مسألة المصالح الطبقية ، وأهداف صف العمل ، وبالتالي استراتيجيات جديدة للماركسيين في التحالفات السياسية ، وفي تجاوز نزعة الثنائية الإيديولوجية . 2- ما يتعلق بأزمات النظام الرأسمالي ودورها في زواله ، وعدم مسك الماركسية جيداً لقدرة الرأسمالية على تجديد نفسها للتكيف . في إطار المراجعة نعتقد أن هناك ضرورة لاستكمالها بطروحات تبتغي عصرنة الماركسية : 1- على الرغم من أن المفاهيم والشرائع الدولية المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان لا تزال في الطور الانتقالي التاريخي المحكوم بمصالح الرأسمالية ، إلا أنه يجب تبنيها بشكل صريح وأبعد من تكتيكي من قبل الماركسيين . 2- على الصعيد القيمي والمبدئي، يجب أن تطرح قضية الديمقراطية والنظام السياسي الديمقراطي بصفتهما قيمة غير مرتهنة باشتراطات ، مثلما يقول ممثلوا الرأسمالية بتلازم الديمقراطية مع الرأسمالية ، فهذا جوهره إلغاء للآخر . 3- القناعة المبدئية بأهمية قضايا البيئة ، والتهديد الذي تتسبب به ممارسات الرأسمالية المعاصرة للطبيعة والإنسان . 4- التأكيد على مبدأ ( نزع أسلحة الدمار الشامل ) من كل الأطراف كافة . 5- أهمية الاتجاه نحو تطوير العمل – عند الماركسيين – في حقول المجتمع المدني ومؤسساته ، وتثبيت دوره المستقل تجاه مركب ( الدولة – السلطة ) في أي نظام رأسمالي أو اشتراكي . ----------------------------------------------------------------------------------------- حتى نلتقي ..... " سورية ".. رمال متحركة مستنقعة * الشيخ *
أنّى وجهتَ انتباهك ، سواء لوسائل الإعلام - الموالية أوالمعارضة - فهي وجهان لعملة واحدة . والضحية .. في الحالتين هي الإنسان ، المستلب باسم ( الوطن ) تارة من قبل هذا الطرف ، وباسم ( الله ) من ذاك الطرف . الأول : استباح الأرض والسماء والبشر ( لأجل الوطن ..؟! ). وكأن الوطن لا يهنأ له عيش إلا إذا استباح دماء وحياة الناس . الثاني : استباح روح الإنسان وجماله باسم الإله وكأن هذا ( الإله لا يعيش وهناك روح جميلة ترفرف في الفضاء ..؟! ). للحديث تتمة
تجمع اليسار الماركسي " تيم "
تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007. يضم (تيم) في عضويته: 1- حزب العمل الشيوعي في سوريا . 2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي . 3- الحزب اليساري الكردي في سوريا . 4- هيئة الشيوعيين السوريين . الموقع الفرعي لتجمع اليسار الماركسي في الحوار المتمدن: htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715
ملاحظة هامة :
هيئة التحرير تدعوكم للمساهمة في محاورها القادمة ومنها :
( قضايا اليسار الماركسي )
سورياً وعربياً
يرجى مراسلتنا على الإيميل الجديد :
[email protected]
#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريق اليسار - العدد 60 أيار / مايو 2014
-
بيان توضيحي من الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي
-
من أجل اللقاء التشاوري للمعارضة السورية في القاهرة
-
تقرير سياسي لدورة المجلس المركزي المنعقدة بتاريخ14-1532014
-
طريق اليسار - العدد 59 نيسان / أبريل 2014
-
طريق اليسار - العدد 58
-
طريق اليسار -العدد 57
-
طريق اليسار - العدد 56 كانون ثاني / يناير 2014
-
طريق اليسار - العدد 55
-
طريق اليسار - العدد 54
-
طريق اليسار - العدد 53
-
طريق اليسار - العدد 52
-
طريق اليسار -العدد 51
-
طريق اليسار - العدد 50 تموز / يوليو 2013
-
القرارات الصادرة عن اجتماع المكتب التنفيذي
-
طريق اليسار - العدد 49
-
طريق اليسار - العدد 48
-
طريق اليسار -العدد 47
-
طريق اليسار - العدد 46
-
وثائق اجتماع المجلس المركزي
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|