حكم السيسي --- يبيع النيل

عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حكم السيسي يبيع النيل
فوجى المصريين مع انتخابات الرئاسه بان تغييرا واضحا قد لحق بالموقف الاوروبي من حكم السيسي خصوصا مع اعلان اللجنه الاوروبيه التي راقبت الانتخابات عن مدي رضاها بنتائج هذه الانتخابات التي جري تزويرها علي عينك يا تاجررغم مقاطعة الاغلبيه الكاسحه لها بصوره عنيده لم يفلح معها التهديد بالغرامه مع كل فقر الجماهير كما لم يفلح معها استجداء اصوات الشعب بعد مدها يوما ثالثا رغم كل طبل وزمر ورقص النظام.فوجئوا اكثر بمدي ليونة الموقف الامريكي الذي اتضح انه يدرس الشراكه الاستراتيجيه مع مصر( الانقلاب) كما كانوا يرطنون المفاجئه الثالثه اتت سريعا من جانب الاتحاد الافريقي الذي تدعمه وتحتويه واشنطن حيث انهي هذا الاتحاد اي حظر كان قد جري فرضه علي حكم السيسي باعتباره ايضا ( انقلاب) تحول بقدرة قادر الي نظام ديموقراطي.فرغم كل الفتور العالمي الذي لحق بحفل تنصيب الديكتاتور الا ان تغييرا في الموقف منه ومن حكمه قد لحق بموقف اطراف الثوره المضاده العالميه. التفسير الاقرب الي تفكير الوهله الاولي قد يلجأ الي احالة الامر الي تاثير الضربه العاصفه التي فرضت الثوره الحاقها بالاخوه الاعداء للنظام اي الاخوان المسلمين وتيارهم الديني الرجعي باعتبارهم الاداه التي كانت تعتمد عليها هذه الاطراف في تصفية الثوره والتي صارت الآن وتحت تأثير هذه الضربه لا تملك من امرها شيئا سوي ملاينة الجنرال ولكن التفكير علي هذا النحو يهون في الحقيقه من احساس هذه الاطراف بمدي قيمة رضاها السامي عن سلطه خسرت قلب الشعب بسرعه لافته وصارت الان محاصره بغضب شعبي معلن لا يقلل من خطورته كونه ما زال غضبا مكتوما فانفجاره لن يعني الا ان الجنرال سيكون امام بركان محموم فهذا الضعف الذي الحقته المقاطعه الشعبيه بسلطة جنرال تسلم الايادي التي كادت تتحول الي نشيدا قوميا يشكل بالتاكيد فرصه ذهبيه لواشنطن لفرض اكثر الشروط والمطالب تشددا عتي حكم السيسي وليس مد الايادي علي هذا النحو البادي. وفي حقيقة الامر فان عنصرا اخرا في الصوره قد يوفر مفتاحا لما يبدو لغزا واقصد به التواجد الاثيوبي المفاجئ اللافت في مشهد حفل التنصيب الباهت بكل ما يشكله من انتقاله حاده ومباغته من حالة التصريحات الحاده التي بدت عسكريه تماما وهي تحذر من ضرب سد النهضه وتعلن توصل اديس ابابا الي اتفاقيات دفاع مشترك مع سودان البشير وايضا مع اريتريا قبيل اسابيع معدوده من الحلول بفنادق القاهره كما اكدت علي بناءا لسد المشئوم في موعده المعلن( يونيو 2015) واشارت الي بدء تخزببينه للمياه وتوليده للكهرباء بصوره كامله مع نهاية الفيضان وهو ما يعني بدء توقف حصة مصر المائيه مع هذا التاريخ المؤكد عليه و بالاضافه الي ذلك الحضور الاثيوبي في القاهره فان الرئيس السيسي بشحمه ولحمه يستعد للقا ء قمه مع الرئيس الاثيوبي. الربط اليقظ بين هذا العنصر الاثيوبي وبين برنامج السيسي يفضح بصوره جليه ما يبدو مستورا لدي حكم الجنرال الذي كان قد سبق له القول ان نشر برنامجه الانتخابي يتعارض مع الامن القومي للبلاد في سابقه لا يوجد لها مثيل علي اي صعيد انتخابي وعلي اي الاحوال فان السيسي اضطر في احاديثه الاعلاميه للافصاح الاضطراري عن بعض ملامح هذا البرنامج السري كما اضطر وحملته الانتخابيه علي نشره مختصرا علي الانترنت في موقع الحمله وهو الاجراء الذي جري شطبه تماما مع ذيوع امر المقاطعه الشعبيه في مسلك مشين لا يليق الا باعداء الشعوب ويناسب الطبقات اللصه والحكام الخونه .لقد حصلت وبصراحه بالصدفه علي نسخه مطبوعه من هذا الذي يسمي برنامج انتخابي ونعمل الان علي تقديم نقد شامل له ولاهدافه المشبوهه تحت عنوان:الاقتصاد السياسي للتفريط في نهر النيل سيصدر خلال ايام .واختصارا لائقا بالمقال والمقام فان هذا البرنامج عباره عن خطه تفصيليه لتهاويم اقتصاديه تتضمن اعادة صياغه لمصر الطبقيه مع جفاف النيل الذي تقوم هذه الخطه علي اساسه دون التصريح اللفظي به ولو علي سبيل الافتراض او حتي الخطأ وتشمل الخطه السيساويه عدة عناصر: اولا:تحويل مليون فدان من السته مليون فدان التي تشكل الاراضي الزراعيه المصريه التي تروي بالغمر الي الري الحديث اي بالرش والتنقيط ودون تحديد لمصير بقية الاراضي. ثانيا:تاسيس محافظات جديده ومدثمانية محافظات من الاجمالي الي شواطئ البحر الاحمرو البحر الابيض المتوسط مع انشاء 26 مدينه علي مستوي 21 محافظه وانشاء 22 مدينه للصناعات التعدينيه خلال عامين ومد العاصمه حتي خليج السويس ثالثا: اقامة اوسع شبكه من محطات تحليه المياه وطبعا علي الشواطئ من اجل زراعة 16 مليون فدان مستهدفه في جميع المحافظات رابعا: مد شبكات واسعه من الطرق تصل الي 5000 كيلومتر وكذلك شبكه واسعه لانابيب المياه. خامسا:اصدار قانون للمياه يهدف الي ترشيد استخدام المياه بمايسمح بتوفير استصلاح اربعه مليون فدان. سادسا: تامين السد العالي باعتباره بنك المياه الاستراتيجي لمصر اي تامين بحيرة ناصر التي يبلغ ما تخزنه قرابة 110 مليار متر مكعب من المياه حال توقف حصتنا المائيه. يتضمن برنامج اعادة بناء مصر الطبقيه غير ذلك عناصر اخري الا ان هذه العناصر الست هي ما تتعلق بموضوعنا والتي تشكل العمود الفقريي لبرنامج السيسي .اي قراءه سريعه لهذه العناصر المترابطه للبرنامج لن تجد في ذلك شرا مستطيرا ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل فهذه المحافظات المختاره تنقسم الي اربع بؤر جغرافيه هي( اسوان+الاقصر ) و(القاهره+ بني سويف ) و (محافظات سيناء) و (الوادي الجديد+ مطروح+الواحات+ سيوه ) وما هو مشترك بينها ينحصر تقريبا في: 1 :القرب من البحرين الاحمر والابيض وبالتالي امكانيات اقامة محطات تحلية المياه 2: تركز الثروه المعدنيه 3: وجود مساحات واسعه من الاراضي القابله للزراعه 4: وجود اقل مساحات من الاراضي الزراعيه القديمه حيث لا تتجاوز المساحه 970 الف فدان تروي بالغمر وهي المليون فدان التي نص البرنامج عتي تحويلها للري الحديث 5: تميزها بكثافه سكانيه منخفضه فيما عدا القاهره ( وليس القاهره الكبري) 6 : اعتبارها اللوجيستي كاماكن تمركز القوات المسلحه 7: احتواءها علي اهم مصادر المخزون الجوفي المائي في البلاد 8 : اشتمالها علي اماكن الزراعه المطريه. كما يمكن ان نرصد شيئا اخر هو ان نصف الاراضي القابله للزراعه في هذا المخطط وتحديدا ( 8,2 مليون فدان) تقع في اسوان والاقصر فقط اي في اقرب مسافه من بحيرة ناصر . وهكذا فان برنامج السيسي هو باختصار مكثف برنامج مصر طبقيه جديده برنامج لا علاقة له بالنيل برنامج مصر الشرقيه الشماليه الجنوبيه الكماشه التي لا تتسع لاكثرمن 20 مليون مصري والتي يامل السيسي بها محاصرة مصر ال70 مليون ان برنامج الجنرال هو برنامج الاستعداد لتقسيم البلاد والاعداد لتعطيش شعب ثورة يناير الذي لا مهرب له كما يتصورون الا الخضوع لسياسات الثوره المضاده في مصر الطبقيه المستهدفه ان الجغرافيا هنا تغازل التاريخ وتوسوس للسيسي واسياده بامكانيه شن حرب اهليه مائيه ولن يتطلب الامر اكثر من جدار عازل او خط مدرعات بارليفي مصغر خصوصا وان الجيش المصري يتمتع بهذه الخبره الاجراميه حيث صار قنص الفقراء الافارقه عبر الاطلاق علي الرؤوس احد اهم انشطته حماية للكيان الصهيوني خلال السنوات الاخيره من حكم مبارك ان السيسي باختصار يحلم بصنع سندان امام مطرقة التعطيش الاثيوبي فيستثمر جفاف النيل في تجفيف الثوره وضياعه في تضييع الثوره . ولكن هذا الرجل المذعور سارع كاي معتدي اثيم وكاي لص علي سحب هذا المخطط الاجرامي فور وضوح امر المقاطعه الشعبيه الواسعه العنيده واخفائه من الانترنت لماذا؟ لان هذا الاجرام جري تحديد الاقدام علي ارتكابه علي اساس محدد في تقديرنا مفاده القدره علي شن حرب اهليه محدوده تعتمد علي تاكتيك القضم والهضم وتتحاشي المواجهه الشامله الواسعة النطاق السورية الطابع يستمر خلالها نظام الثوره المضاده في استثمار مواجهة الاخوان التي تطلبها استيعاب الغضب الجماهيري من هذه الجماعه وتىارها الديني الرجعي وذلك عبر رفع يافطة الحرب ضد الاخوان والحرب ضد الارهاب فوق سماء هذه الحرب الاهليه المحدوده ولقد جري سحب البرنامج لان المقاطعه الشعبيه قالت قولا جديدا علي تقديرات الثوره المضاده التي كانت علي ما اتضح مهونه من شأن الثوره مثلها مثل حواشيها الليبراليه واليساريه شبه الحكوميه التافهه لقد صرخت المقاطعه في وجه الجنرال الذي لا ينقصه الذعر ان ارض الثوره اشد التهابا مما يتخيل او يتمني وان حربه الاهليه ان جرأ علي اللجؤ اليها لن تبقي ولن تذر حتي لو احاط نفسه وطبقته و عصاباته العسكريه ببروج مشيده وان الفقراء والعمال لن يخسروا الا اغلالهم واستغلالهم والراسماليه المصريه بكل اشكالها ستخسر وجودها وليس مجرد ثرواتها المنهوبه من الشعب.فلقد وضعت جمعة الغضب سورا حديديا مكهربا امام هذا النوع من التفكير الاجرامي منذ اولي لحظات الثوره وكان ذلك عملا عبقريا كشف مبكرا عن عمق وحجم الثوره ميزهاعن شقيقاتها العربيه ولقد اتت المقاطعه الشعبيه الهائله العنيده لانتخابات الرئاسه لتؤكدعلي مدي حيوية الثوره وتقطع الطريق مرة اخري علي التصورات البائسه لقائد الثوره المضاده الذي يستعد للقمه التي ستجمعه مع اللص الاثيوبي لوضع اللمسات الاخيره للصفقه التي سيقدم فيها اللص المصري النيل بكل اعتباره علي طبق من ذهب للراسماليه العالميه وممثلها الاثيوبي علي حساب حياة اغلبية المصريين وليس من قبيل الصدفه ان تسبق هذه الزياره المشئومه زياره اخري لاتقل شؤما " لملك العرب" الي مصر لتدشين" مؤتمر اصدقاء واشقاء مصر" الذي هو في حقيقة الامر مؤتمر مصاصي دماءها او بالاحري مصاصي مياه نيلها التي ينوون تحويلها للمساهمه في حل ازمات هيكليه مصيريه تهدد بقطع الطريق امام التراكمات الراسماليه العالميه تتعلق بالطاقه و الغذاء والمياه العذبه.ان الدعوه الي مؤتمر العميل الامريكي السعودي تلوح للعميل المصري بالثمن مقدما في حث مباشر وصريح علي تسليم النيل الذي يحتاج مياهه الخلايجه قبل اي احد حيث يسبق النفسي الاقتصادي فهذا النيل الذي يقاتلون وجوده بكل هذه الحميه هو الذي كانت تشعرهم حضاراته السامقه انهم مهما اغتنوا فانهم لا يتعدون وضع حداثة النعمه وحداثة التحضر في عيون ابناء هذاالنهر العريق. الذي تقدمه الان وتقدمهم راسمالية الكاكي وجميع نفايات راسمالية مبارك قربانا لاستمرارها في التراكم والسرقه والاستغلال علي مذبح المصالح الراسماليه العالميه والافريقيه والخليجيه وتهديد الشعب بالعطش والحرب الاهليه المائيه .ان السعوديه والامارات تنظران الي التهام النيل علي انه مكافئتهما علي اسنادهما للسيسي في مواجهة الاخوان من وجهة نظر مصالحهما الاستثماريه الزراعيه الكبيره في اثيوبيا اما من الناحيه السياسيه خساره مصر لهذا النيل فهي بالقطع الجائزه الكبري التي ينتهي معها التاثير المصري التاريخي في المنطقه العربيه برمتها مهما تكن طبيعته السياسيه فهذا ما يشيعه الجنرال مع دفن النيل.
والامر الذي تؤكده الوقائع والملابسات ويحاول السيسي اخفاءه هو ان البرنامج المخفي لم تجر صياغته واعداده بعيدا عن الدوائر الاستعماريه الغربيه ولا بعيدا عن دول الخليج بل تحت اشرافها وان التفريط في نهر النيل باعتباره مرتكز هذا البرنامج ومنطلقه الكئيب قدحل محل مسالة العلاقه بالاخوان في العلاقه بين " الانقلاب " واسياده الغربيين ونعتقد ان قصة الاخوان قد انزوت كثيرا ازاء هذه التنازلات الفظيعه والتي سيكون كل ما كان الاخوان مستعدين للتنازل عنه مجرد شيئأ بسيطا ازاء كارثية تنازل حكم السيسي الذي سيتفوق علي اخوته الاعداء في الركوع المطلق امام اسيادهم جميعا بعد ان وضع السيسي رقبته ورقبة طبقته تحت اقدام واشنطن واديس ابابا والرياض . وهكذا تكون البلدان الغربيه الاستعماريه قد حققت ليس فقط ضمان موقف رسمي متخلص من اي اوهام حول التهديد بضرب سد النهضه او حتي ازعاج تحويل الملف الي التحكيم الدولي علي تفاهته بل حققت الاطمئنان الي تسليم البهلول لنهر بلده ومصدر حياتها وسر وجودها دون كثير ضجيج بكل ما يعنيه ذلك من دفعه كبيره دائمه لزراعة الوقود الحيوي في اثيوبيا واخضاع المنطقه والقاره للاستراتجيه الرئيسيه المعتمده منذ عدة سنوات والتي تهدف الامبرياليه العالميه( الاستعمار ) من خلالها الي الحصول علي اكبر مصدر للطاقه بعد النفط الوشيك النضوب من الزراعه حيث تولد المحاصيل السكريه( قصب سكر _ ذره¬¬ _ قمح ) الايثانول وتولد الاشجار الزيتيه (جوز هند_جاتروفا _النخيل ) الديزل الحيوي وهي السياسه التي ترتبت عليها هجمه استعماريه لتاجير وشراء الاراضي علي المستوي العالمي والتي كان لافريقيا وفي مقدمتها اثيوبيا نصيب الاسد فيها حيث اجرت وباعت قرابة ال 10 مليون فدان وحيث تستهدف حاليا تاجير وبيع 100 مليون فدان من المراعي الاثيوبيه وهي مساحه يحتاج ريها ما لا يقل عن 200 مليار متر مكعب من المياه تشكل مياه انهارها الدوليه ( النيل الازرق _ السوباط _ عطبره_ الرهد _ الدندر) نحو نصف هذه الكميه المستهدفه من المياه وتشكل مياه الانهار الداخليه النصف الاخر ويعوض مخزونها الجوفي اي نقص محتمل.ان حاجة اثيوبيا للمياه والطاقه لم تعد مرتبطه بالاحتياجات القديمه المحدوده بل اصبحت وثيقة الصله بالطموحات المسعوره لزراعة الوقود الحيوي التي صارت استراتيجية الراسماليه العالميه المأزومه هيكليا ومصيريا.ان حكم السيسي الذي يبدو برنامجه ( المسحوب ) شديد الوضوح فيما يخص الاستعداد للتخلي عن نهر النيل وشديد التحدد فيما يتعلق ببناء اقتصاد راسمالي مصري جديد قائم علي اساس هذا التخلي الاجرامي يشكل الان موقف راسمالية الكاكي و النفايات الطبقية المتحالفه معها من العدوان الراسمالي العالمي علي نيلنا بل الاستثمار في الكارثه الوطنيه الرهيبه بما يضاعف تراكمات هذه الفئه الطبقيه التي لم تنجح فقط في تحصين منصب وزارة الدفاع بل التهمت منصب رئاسة الجمهوريه تحت الحاح هذه الطموحات وبل الاستعداد البربري لشن حرب اهليه مائيه علي الشعب الذي سيقبع معظمه خارج محافظات السيسي المستهدفه لتصبح جنة رضوان الثوره المضاده. لقد قرر الجنرال علي ما يبدو مقايضة حياة الطبقات المستغله بحياة اغلبية المصريين فقرر خصوصا بعد رحلة موسكو التحريكيه التفريط في نهر بلادنا الاوحد و الخضوع لاعداء الشعب التاريخيين الذين انتابهم سعار نهب النيل ومبادلة الغنيمه النيليه بتخلي اسياده عن تهمة الانقلاب والعمل علي مساعدته في بناء مصر طبقيه جديده بدون نيل وبشعب من العبيد.واذا كانت المقاطعه الشعبيه الهائله قدنجحت في وضع احجارا كبيره وثقيله امام اي اوهام للثوره المضاده عن حرب اهليه سهله ورخيصه وفرضت علي السيسي المعتدي المسارعه الي سحب وثيقة البرنامج التي تكفي وتزيد لتوجيه تهمة الخيانه العظمي الي واضعيها ومعتنقيها وجنرالهم فان هذه المقاطعه الثوريه تفرض علي السيسي وطغمته تسول اسيادهم واولياء ثورتهم المضاده من الدول الغربيه والخليجيه مساعدته للضغط علي اديس ابابا من اجل تاجيل قطع مياه النيل ولو عاما واحدا يتصور الرئيس القديم المتجدد للثوره المضاده المصدومه من مقاطعة الاعيبها الشرعيه من جانب اغلبيه المصريين ان يكون مدي زمني كاف لاجهاد ثورة يناير والدفع بشعبها الي العطش والفناء ونعتقد ان رد الاثيوبيين سيكون شديد الحده لأن ذلك المطلب المفاجئ قد تشكل الاستجابه له الانتقال بخطر الثوره الي شوارع اديس ابابا بعد التعبئه الهستيريه التي قام بها الدرج الاثيوبي التيجيري الحاكم للشعب الاثيوبيه حول رخاء سد النهضه الوشيك وفي ظل اقصي الضغوط والاغراءات من جانب الوسطاء المطروحين فان التعويض الذي قد يطلبه الاثيوبيين لن يقل عن مليارات الدولارات وهو ما يشكل حصارا ماليا لمشروع السيسي المعتمد علي ذات المصادر الماليه الغربيه والخليجيه من اجل تحويل محافظاته الموعوده الي مصر الطبقيه الجديده غير المعتمده علي النيل بكل ما يعنيه ذلك من مليارات هائله يتطلبها تحويل مليون فدان كما حدد البرنامج الي انظمة الري الحديث الذي يحتاج الي تسويه ليزريه مكلفه وتتطلبها الحليه المكله جدا للمياه وايضا من اجل الاستعداد لمجابهة شعب المقاطعه واحتياجات تلك المجابهه بدءا من توفير الطاقه حتي توفير القنابل المسيله للدموع وقواذفها بالاضافه الي الخرطوش. ان ضعف المصادر الماليه علي هذا النحو سيحول محاولة السيسي الهروب الي الامام الي عناءا وعنتا شديد تتهدده احتمالات الانفجار الثوري كما لم تتهدد الثوره المضاده من قبل ومهما يكن من امر فان حكم السيسي يستجير من الرمضاء بالنار في محاولة هروبه الي الامام فلا عاما ولا مئات الاعوام يمكن ان يتاح بعدها لاحد كائنا من كان ان يمنع عن مصر نهرها وان يحرمها من مياهه دون ان يهتز استقرار هذا العالم كله وليس استقرار اي بدائل هنديه حمراء كالتي يتخيلها الجنرال ويزينها له اسياده ليس فقط من زاوية جسامة الكارثه وليس فقط لا ن زمن ابادة الشعوب علي هذا النحو السيساوي الامريكاني الخليجي الاثيوبي قد ولي بل قبل ذلك لان مصر الان في حالة ثوره كبيره يبدو ان التاريخ قد دفع بها خصيصا لحماية نهر النيل.لقد قطعت المقاطعه الشعبيه الطريق بحده علي برنامج الثوره المضاده وباتت تهدد السيسي بعاما مشئوما عليه ان يحاول خلاله ذبح الثوره كمقدمه لذبح النيل ونظرا للصعوبه التي صارت تكتنف ذلك بعد المقاطعه والخطوره المؤكده بالنسبه للنظام من التحام الموجه الثوريه المقبله بقضية قطع مياه النيل التي ستتحول الي خطر سافر ومعلن في يونيو 2015 مع استكمال سد المهضه وبداية الفيضان في اثيوبيا بكل ما يعنيه هذا التاريخ الذي صار علي مرمي حجر من ان الوقت بيعمل ضد الثوره المضاد ه ومخططاتها من اجل تصفية الثوره فان حكم السيسي الان يندفع الي مناوره مع الجماهير عبر سحب البر نامج بسرعه مذعوره في اللظه التي ليس امامه سوي العمل بسرعه علي تنفيذه بالصوره التي يظهر بها هذا التنفيذ كمجرد سياسات عاديه تقوم بها الوزارات ولا يربطها رابط خصوصا ان ما قد يشىر منها الي مسالة المياه يمكن تبريره بالعجز المائي الراهن وبعيدا عن سد النهضه كما يندفع حكم السيسي الي المساومه المشار اليها مع اسياده وشركاءه من اجل الحصول علي مهله عام اخر لقطع مياه النيل حيث لا يوجد اي حل اخر يمكن ان يتعلق مثلا بكمية المياه التي تحول وتمنع هيدرولوجيا النهر اي تخفيض لها فاما ان تاتي المياه كامله او لا يمكن لها ان تاتي لسبب يتعلق بقوة دفع النهر وعزمه التي لا يستطيع النيل في حدودها الوصول اصلا الي اسوان الا بعد تجديد هذا العزم المائي مع مرور مياه النيل عبر منطقة الشلالات التي تقوم شلالاتها الخمسه بهذه المهمه بعد وادي حلفا .واذا كان برنامج السيسي هو الوجه الاخر لتقدير الحرب الاهليه المحدوده فان مناورة السيسي التي تستهدف استمرار الشعب والثوره علي عماهما بخصوص ما يحيق بنهر النيل وكذلك مساومته مع الاثيوبيين هما الوجه الاخر للحرب الاهليه الواسعه المفتوحه التي تفرض اشباحها فرضا انانية وخيانة نفايات راسمالية مبارك بقيادة بيروقراطيتها العسكريه للوطن ونهره الوحيد الذي تتوقف عليه حياته.ان دولة الثوره المضاده تامل في ابعاد نظر الثوره عن قضىة النيل من ناحيه فتضعف وتشتت اي مناهضه لعملية تحقيق برنامج دفن النيل ومن ناحية اخري تهدف الي اقصي توحيد وبالتالي تقويه لقبضة الثوره الضاده محليا واقليمياودوليا ومن هذه الزاويه الحاسمه تاكتيكيا واستراتيجيا فان كعب اخيل هذه التوجهات الاجراميه هو فضحها امام اوسع الجماهيروالكشف المتواصل لمراميها المعاديه للشعب وثورته ونيله وادراك الثوار ان تقدم الدعايه والتحريض الثوريين علي هذا الصعيد الحيوي ليس فقط كفيل بافساد الطبخه وتعطيل الثوره المضاده بل يشكل فرصه تاريخيه لدعم الثوره الشعبيه المستمره بحرب فلاحين نادره ومتميزه تحتل فيها المياه مكانة الارض في حروب الفلاحين القديمه. حرب تضع اساس متين للكفاح المشترك بين العمال والفلاحين الفقراء المصريين من اجل التطويح النهائي بسلطة راس المال الذي تستحيل بدونه حمايه البلاد ونهرها الخالد. حرب فلاحين تصنع اساس راسخ بين الشعب كله لوضع نهايه للتبعيه الاستعماريه البغيضه بعد ان انتقل الاستغلال الاستعماري والنهب الامبريالي الرأسمالي من نهب فائض القيمه وسرقة ثروات الشعب الي التهديد الصريح بالموت عطشا لعشرات الملايين من المصريين .حرب فلاحين كفيله باختصار بالدفع بثورة يناير الي عنان السماء وتحويلها الي بركان يقذف بحمم ملتهبه غير متخيله في وجه حكم السيسي ووجه اسياده من كل صنف ولون دفاعا عن النيل والثوره واستقلال الوطن. عدلي محمد احمد . الاشتراكيون المصريون 24|6|2014

#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات