عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ح2
من المعروف أيضا أن التركيبة الديموغرافية التي تكون المجتمع في دولة أل سعود هي في الحقيقة خليط غير متجانس من الناحية العنصرية لكنه الغالبية الدخيلة هي التي وحدها يمكن أن نصفها بالمتجانسة ليست لأن لها مشتركات أجتماعية لكن العنصر المذهبي هو الذي يجمع بينها كون الداعم لتواجدها وتكوينها هو الأنتماء للمذهب الوهابي كعقيدة , لذا لا تستغرب أن تجد الأفريقي مع الزنجباري مع اليمني والبنغالي والباكستاني والبخاري متوحدين تقريبا ضد أهل البلاد الأصلين من أهل القبائل العربية بنصفيها الشيعي والسني وحتى الأقلية الأباظية .
القيادة الدينية بيد أهل نجد المعروف عنهم الفظاظة والتجلف والخشونة وعالم السياسة بيد أهل مكة الذين يديرونها من خلال فرعي مكة السياسيين جدة والرياض , أما المؤسسة الأقتصادية مركزها ومخططها ومحركها جدة التي لا تدخر شيئا في سبيل دعم المؤسسة الدينية التي تحمي أيضا نفسها بالولاء المطلق واللا محدود للعائلة المالكة والتي تأسست أصلا على مقولة أن أل سعود هم أختيار الله ليكونوا خلفاء للرسول ص , هذا التحالف السياسي الأقتصادي الديني المدعوم من القوة العسكرية التي تشكلت قيادتها العليا وأركانها من هذه المناطق الثلاث مكة وجدة طرف ونجد وأنحائها والرياض وما تضم من مزيج غير متجانس وغير محدد الهوية لكنه يتبع مركز الحركة والسياسة في البلد .
أما البدو والذين يشكلون القاعدة الغوغائية التي تسير بدون هدف إلا مجاراة ولي الأمر وتحت قيادات قبلية غارقة وفي القروسطية المتخلفة والتي تحرص على تعليم أبنائها الخضوع للملك والمملكة والنظام دون أن تتخذ ولو مرة موقفا وطنيا محددا بفصح عن خياراتها الخاصة أو تنحاز للشعب , فهي مغيبة وتقاد كالقطيع بمنح مالية وعلاقات تعود في شكلياتها للقرون الغابرة , يفرض قادتها تحت عناوين القبلية والأعتزاز بالماضي والتراث مواقف تجهيل وتسخير لوجودها لتحقيق إرادة الأسرة الحاكمة ولو خرجت عن كل الشرائع تحت عنوان أخر هو طاعة الملك من طاعة الله .
الشيعة الجزء المغيب في المشهد السياسي والأقتصادي والفكري تحت سطوة الوجود الفكري الوهابي الذي يعتبرهم كفرة وخارج نطاق المجتمع وعليهم أن يكتفوا بمجرد بقائهم أحياء في دولة أـل سعود فهم محرمون من المناصب الدينية وليس لهم ممثل مثلا في هيئة كبار علماء الدين وليس لهم حق الترشح للوظائف الخاصة المدنية والعسكرية , فلم يشهد تاريخ هذه الدولة حالة أستيزار واحده للشيعة وحتى في المناصب المتوسطة أو الإدارية , كما أن سياسة التفقير التي أتبعتها السلطة ضدهم جعلت منهم أن يقبلوا بأي وظيفة تعرض اتقاء للفقر المزمن .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟