دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 10:03
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
حينما تتقلص جغرافية الوطن لتصبح زنزانة وقضبان ، يطل الحاكم سجانا لايرى في الشعب سوى سجينا تتوحد فيه السمات واللغات ، حينئذ يصبح الحديث عن الوطن حلما قيد التحقق ومعشوقة تضم مفردات التأنيث وقصائد الرجال .
وفي ليل فاشي تحاول ان تسترجع صدى صوتها عبر مفخخة تبحث عن الجسد العراقي المعبق بالشعر والحضارة لم نعشق سوى ( العراق ) . وفي تفاصيل عشقنا كنا نحاول وعبر الصوت الإنساني وامتداد الخلية الحزبية وجغرافية الجبال والأهوار التي ما جفت في ذاكرتنا على إلغاء الحدود ما بين الخنادق والبنادق ، مابين الأحلام والطبقات ، كنا نجمع شتات الوطن المبعثر مابين حراب الأعداء وسكاكين الأصدقاء .
كانت الخنادق ومفردات الخطاب السياسي قد تشكلت عبر تفرد اللون وتضخيم اللهجةِ ، وقلنا من اجل العراق اجعلوها تجاورا للألوان قزحا أو اجمعوها لوحةً ، لان الحاكم يريدها حواجزا ما بين الخنادق وأسوارا تحاصر المدن ، وكاد ان ينجح بمطابقة المتناقضات بجعل العربي في كوردستان العراق رديفا لأداة القمع من خلال جعل اغلب العاملين في الأجهزة القمعية وبالذات التنفيذية منها بيد شيعة علي المضطهدين مرتين وحرصوا على ان يبرزوا منهم اجمل الأسماء ( علي ، عباس ، حسن ، حسين …) .
وكاد ان ينجح بمطابقة المتناقضات بجعل الكوردي المضطهد مرتين رديفا لأداة القمع من خلال جعل اغلب أدواته في الوسط والجنوب وبقية الأجزاء من الكورد ويحملون اجمل الأسماء ( كوردو ، ازاد ، كاوة ،..) .
وفشل النظام لان الرفاق والشهداء من العرب أمثال (معتصم عبد الكريم و ناظم عبد الرزاق ومحمد عبد الجبار وعلي منصور الحسن ومحسن لفتة ووهاب عبد الرزاق وظافر السلامي وسمير يوسف كامل ونزار ناجي يوسف وعلي حسين بدر وغسان عاكف حمودي وناصر عواد وعلي عبد الكريم النعيمي وكاظم ورور وابو يسار وابو قيس ) وقائمة الأسماء تبقى مفتوحة بلا انتهاء.
كانوا يجوبون قرى كوردستان العراق ويبشرون بحق الكورد بتقرير المصير وفق منطق العصر وحقوق الإنسان وكان الفلاحين وكادحي المدن يقولون :- ( لا لجواز سفر حينما نزوركم في الحلة وكربلاء ، لا لجواز سفر حينما نحمل لكم شقائق العشق والنعمان في البصرة وسامراء ) .
وفي مدن الفرات وجنوب الكدح وغرب العراق كان احمد رجب وملا احمد بانيخيلاني وعمر علي شيخ ومحمد كرمانجي وابن خانقين الشهيد سلام عبد القادر واشتي عطا الطالباني ومنيرة ملا فرج والشهيد سوران وقائمة الأسماء مفتوحة بلا نهايات .
كانوا يجبون مدن متخمة بالشعر وبهندسة الشناشيل ، مدن البرتقال والقباب المقدسة وحافات الصحراء ، يحملون طريقا مازال للشعب واغاني للفقراء، تشكلوا في هندسة الخلية الحزبية وبشروا لسلطة الكادحين ، فلغة الكدح كانت وستبقى مشترك الإنسان .
في الخلية وامتداد المدن قال جيش الفقراء والمستضعفين :- ( وهل في تقرير مصيركم خروج عن وزن القصيدة ومشترك الأحلام ، إننا نريد ان نغني معكم وانتم أحرار فالعبيد والمضطهدين لا يعرفون الغناء).
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟