الاستاذ عدنان
حسين طرح في الشرق الاوسط 4/12/2002 تصوراته لمؤتمر المعارضة القادم في لندن، ورغم
المقدمات التي اقرها الا انه ينصح بحضور هذا المؤتمر.
من حق كل
عراقي ان يقرأ هذه البديهيات التي يسوقها هذا الكاتب المحترم
ولكن النتيجة لن
تكون الحضور لمؤتمر اقل مايقال عنه انه مهزلة اميركية بوجوه عراقية
(صحيح ان
هؤلاء المقاطعين هم من اكثر احزاب وشخصيات المعارضة العراقية وطنية واصالة وكفاءة
سياسية واحتراما وتقديرا بين صفوف الشعب العراقي، ومن اكبرها تضحية في سبيل
العراق.
وصحيح ان الاعتبارات الوطنية كانت وراء قرار المقاطعة، لكنهم، مع
ذلك، مخطئون في مقاطعتهم للمؤتمر والاستنكاف عن المشاركة فيه.
صحيح ان اللجنة
التي شُكلت للتحضير للمؤتمر لم تراع فيها الأسس الموضوعية التي تجعل من اللجنة تمثل
التيارات السياسية الرئيسية في البلاد (اسلامية، شيوعية واشتراكية، قومية عربية،
قومية كردية ـ تركمانية ـ اشورية، ليبرالية، ومستقلين).
.. وصحيح ايضا ان
المؤتمر العتيد سيعكس في تشكيلته التشكيلة المشوهة، المعيبة، للجنة
التحضيرية.
صحيح كذلك ان المؤتمر سيشارك فيه، بل سيجلس في مقاعده الأمامية،
جلادون وقتلة سابقون وعناصر أمن ومخابرات واستخبارات سابقون وخدّام اذلاء لصدام..
وسيشارك فيه ويتصدر صفوفه الأولى ايضا اشخاص لا يعرفون من العراق شيئا ولم يعيشوا
فيه، واخرون هم سرّاق مال عام وخاص داخل العراق وخارجه.. واخرون كانوا تجار
حرب.
صحيح ايضا وايضا ان المؤتمر حددت اجندته وأملتها الولايات المتحدة ووضعت له
شروطا، بعضها مُذلّ ومهين يشبه الشروط التي أمليت على صدام حسين في قرارات مجلس
الأمن منذ القرار 687 (1991) حتى القرار 1441 (2002) وقبل بها صدام صاغرا من اجل
الاحتفاظ بكرسي الحكم. (احد الشروط الاميركية لمؤتمر المعارضة ان «يقبل ـ المؤتمر ـ
من دون قيد أو شرط القرار 687 وقرارات مجلس الأمن الأخرى»، وهو ما يعكس مساواة
اميركية بين صدام ومعارضيه.. بين صدام وخلفائه.. بين الجلاد والضحية)!!
هذا كله
صحيح..
وصحيح ايضا غيره من الملاحظات والاعتراضات والتحفظات التي يوردها
المقاطعون للمؤتمر.)