أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - رمال يثرب...حمار الناعور














المزيد.....

رمال يثرب...حمار الناعور


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رمال يثرب...حمار الناعور
عبد الجبار خضير عباس
منذ أكثر من 1400 عام فصلت الذات الجمعية العراقية بمخزونها الأسطوري والفلكلوري والثقافي والمعرفي، إذ جرت أكبر عملية تغيير قسرية، خلخلت ارتكاز الفرد في بناه وانساقه السوسيولوجية. فتشكلت له منذ ذلك الوقت ذاكرة مشوهة يثربية رملية، حلت بدلاً عن ذاكرته التي ظلت تنزاح عن نقطة ارتكازها....فأصبحت الجزيرة هي المركز المعرفي والجذر (الجيني الافتراضي) في آن، فابن المدينة العراقية التي عمرها أكثر من 6 آلاف سنة يدعي أنه جاء من اليمن أو من القبيلة الفلانية....! أي قبل تشكل القومية العربية بمفهومها الحديث بآلاف السنين....وانقلبت الكثير من المفاهيم حيث غُيب تاريخ (الحيرة) عاصمة ومركزية النعمان بن المنذر بوصفه (سيداً على العرب) إلى أن نكون طرفاً، وإن الأقوام التي بنت الحضارة هي قادمة من الجزيرة، وكذلك اللغة العربية! فالغزو الصحراوي لوادي الرافدين أحدث زلزالاً في نسيجه الأثني، والعرقي، والديني، واللغوي، والثقافي.... فضلاً عن تمثلاته، وانساقه، ورموزه، وتقاليده وعقائده، التي جُرفت، أو تنحت، أو ظلت تعيش في تجاويف العتمة الاجتماعية ...يقول يونغ" "ليس صحيحاً أن لا وعي الكائن الإنسانى الفردى هو فقط جماع تجربته كفرد، بل فيه أيضاً خبرات النوع الإنسانى ككل، بكامل مخزونه من الأساطير والعقائد والتقاليد والعوائد المعرفية والسلوكية التى تبلورت طيلة آلاف السنين." فأختلت مركزية الذات العراقية، وكذلك الذات الجمعية التي تشكلت عبر آلاف السنين من علوم ودين وأساطير وتلفيقات وفلكلور.... لذا تتنازعه هويتان هوية الغالب المنتصر التي ارتدت قناع الدين والقومية، وهويته الحقيقة ذات العمق الحضاري العظيم وتضاريسه المعرفية التي تشكل نقطة ارتكاز كونية، لا خلاص منها.
إذاً الآن نحن نعيش حالة قلقلة اصبح فيها المركز طرفاً والطرف مركزاً عبر الانتماء الطائفي الذي ابتلع الهوية الوطنية بأنساقها ورموزها وتمثلاتها. فمثلاً السنّي هو سنّي قبل أن يكون عراقياً رافضاً آلاف السنين من رصيده الحضاري وكذلك الشيعي هو شيعي قبل أن يكون عراقياً، والمثير للغرابة أنهما يلتقيان في مقابر قريش عند البحث عن حلول لهم في اللحظة الراهنة، حلولاً صحراوية لحضارة مائية طينية! وما زالت مهيمنات المعنى للفقه الصحراوي، ومعايير يثرب تشتغل كمفاتيح لقراءة شفرات اللحظة الراهنة على الرغم من الثورة المعلوماتية والتكنولوجية في زمن الألفية الثالثة! وما يحدث الآن في العراق هو امتداد طبيعي لهذا الدور التاريخي الخرافي لإجهاض أية فرصة للعراق في استرداد وعيه الحضاري، ليظل العراقي يدور ويدور في ثقافة داحس والغبراء كحمار الناعور. حتى اصبحنا وقوداً لمخلوقات داعشية انتجتها مختبرات الموت الصحراوية المعادية للحياة، والفن، والجمال، في تناقض صارخ مع قوانين التطور والحياة في الألفية الثالثة.



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناصات توراتية.. ملحمة كلكامش (الجزء الثاني)
- تناصات توراتية ..ملحمة كلكامش (الجزء الأول) عشتا ...
- الآخر .. المختلف .. الغير مقاربة مفاهيمية
- خنزير غسيل الأموال .. منْ يعلق الجرس في رقبته؟!
- علي الوردي ..ذم صبغة الحزن في الاغنية
- تفاحة انيوتن
- قراءة في كتاب الفيليون
- سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟
- تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..
- مكانية التغيير سردية زمانية مفارقة
- ازمة حلم
- التعديلات المرتقبة مقاربة معرفية في كتابة الدستور
- العراقيون الأصليون يتآكلون
- ارث الخوف
- بصرياثا
- قراءة في المادة 41
- اعادة انتاج العنف
- يهرف بما لايعرف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - رمال يثرب...حمار الناعور