|
للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
حسين القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 04:40
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
اثيرت الضجه، من قبل الشيعه هذه المره، بنفس الاسلوب التكفيري الذي شطح في الوسط السني (مع اعتذاري عن التصنيف المذهبي) حول الوجود الفارسي في العراق، وكان بقايا فلسفة (الفرس المجوس) التي كلفت العراق حرب 8 سنين عجاف ماتزال راسبه في قعر اذهان البعض منا للاسف. ويبدوا ان الاذهان غير مؤهله بعد لقبول العراق الجديد، الخالي من التمييز والدمغات العنصريه التي ختمت على جباه الاقليات، والتي اعتبر مجرد وجودها جريمه، كون العراق، كل العراق لا يصلح الا ان يكون عربي اسلامي، مثلما هي الفلسفه البعثيه في سوريا التي تسمع خلالها مفردات اصبحت مضحكه بالتزامها العروبي مثل المواطن "الكردي العربي السوري"، او "الارمني العربي السوري"! لاستعير ما قاله رئيس الجمعيه الوطنيه بالامس "النظام السابق رحل بعض من العراقيين على اساس اصولهم الفارسية الا ان هذا الشي الان غير موجود وان هؤلاء استعادوا عراقيتهم فبالتالي ليست هناك قومية في العراق تسمى الفارسية". ولا اضن ان السيد حاجم الحسني نفسه سيفهم زبدة من تصريحه هذا اذا ما راجعه، فمع اعترافه بوجود الفرس العراقيين، ومع اعترافه بان المرحلين منهم قد استعادوا عراقيتهم الا انه يصل الى ان ذلك يعني ان لا وجود لقوميه فارسيه في العراق؟ النجفي والكربلائي وابن الكاظميه يعرف من هي العوائل الفارسيه في العراق، والتي تعايشت مع العرب لمئات، ان لم نقل لألاف السنين، بل ان في قلب الجنوب، في البصره والناصريه والعماره وغيرها الكثير من العوائل التي تعرض بعضها لحملات التهجير البعثيه وبعضها اضطر لتغيير قوميته شكلا ايام النظام المتخلف النظره سابقا. صحيح ان هنالك ادعاء من قبل بعض الجهات العربيه سواء في داخل العراق او خارجه تدعي ان الشيعه كلهم من اصول فارسيه، وصحيح ان هذا الرأي خاطئ، بل كان وسيله غير بريئه لاضفاء بعد قومي للنعرات الطائفيه، الا ان انكار وجود فارسي في العراق هو خطأ ايضا. لا اريد ان اذكر اسماء الكثير من الشعراء، والكتاب، بل والممثلين والسياسيين والوجهاء من ابناء القوميه الفارسيه منهم الذين حولوا انتمائهم الى "عربي مخفف" ومنهم من المشاهير واعلام العرب، ولا اريد ان اذكر من الشخصيات المشاركه في الحكم الان. الا انني لا استطيع تجاوز احد اوائل الشهداء وهو الراحل سلام عادل، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي اعدمه البعثيون تعذيبا بعد 8 شباط 1963. وقد لا استطيع تجاوز الكثير من ايات الله العظام الذين يمتد وجودهم في العراق، بالقرب من الاماكن المقدسه لعصور لم يكن فيها العراق الحديث على الخارطه. بل اجنح الى التأريخ. هل هنالك من ينكر عراقيه الشاعر ابونؤاس، ابن رشد، الامام الشافعي، جعفر البرمكي وزير الرشيد وعميد قبيلة البرامكه الفارسيه العراقيه، وابن سينا والكثير من الشعراء والعلماء الذين نباهي بهم الامم من الفرس العراقيين؟ بل اني لا اريد ان اثير حاله من النقاش اللامجدي مع ابناء المدرسه الصداميه حول النقاء العروبي لكنى لا استطيع ان امر على الموضوع دون الايغال في التاريخ اكثر، فهل الوجود الفارسي اقدم في العراق ايام كانت بغداد (تيسفون) هي عاصمة الامبراطوريه الشرقيه منذ ما قبل الميلاد بينما لم يسجل وجود عربي سوى في الصحراء (المناذره) التي ظهرت بقرنين فقط قبل الاسلام، والا اعطني اسم شاعر، او عالم او شخص عربي في اي بقعه اخرى في العراق ما قبل الميلاد. انا لست فارسيا، ولا اريد ان ادمغ كذلك كوني شيعي، لكنني اعتقد ان الدماء الساسانيه تجري في عروق العراقيين، كردا او عربا، شاء البعض منا ام ابى، اي ان العراقيين الذين سكنوا وادي الرافدين لم تبتلعهم الارض، بل تغيرت لغتهم واضظر الكثير منهم الانضواء تحت اسماء العشائر العربيه في العديد من الفترات التاريخيه المنصرمه، بل ان موروثنا البابلي والسومري والايلامي وغيرها من التشكيلات القوميه السابقه في ارض الرافدين هي السبب الرئيسي في تمايز العراقي اليوم عن الشعوب العربيه والاسلاميه المجاوره.
الوجود الفارسي غير غريب عن العراق واعتراف الدستور بوجود فارسي في العراق، للمره الاولى هو النقطه الحضاريه الابرز التي جاء بها، لانصاف ابناء هذه القوميه الذين تعرضوا لحمله بشعه من كراهية السلطه لعقود عجاف، ولو نص ايضا على حق العراقية لليهود، الذين رحلوا عن ارض الرافدين بعد ثلاثة الاف سنه من العيش، لخطى بالاتجاه الصحيح.
اذا كانت هذه القوميه او غيرها تصيب البعض بحساسيه، خصوصا اولئك الذين اعتادوا على التنظير للعداء المشروع، وفلسفة الفرس المجوس فان من الافضل للدستور، والاكثر كمالا هو ان لا يذكر وجود الاقليات القوميه في العراق، لان لا بلد متطور، يريد اللحاق بركب القرن الواحد والعشرين يحدد اقلياته بخمسه او سته، ولان شخص واحد غريب، من شرق اسيا مثلا، كان يكون مهندس ياباني، اذا اقام في البلد، وقدم له الخدمه بفترة الاقامه التي يسمح بها الدستور للحصول على الجنسيه، فانه سيضيف اقليه جديده للنسيج الاجتماعي.
#حسين_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما لهم اصابهم الســعار؟
-
متى يحتسوا القهوه؟
-
الجعفري وكاس البيره
-
انتخابات ايران ... حكومه للجنه، وشعب للنار
-
هل تريد الام السوريه عيدا للكراهيه؟
-
هل المستوطنون هم فعلا من يعيق بناء العراق الجديد؟
-
قطه في بيروت واسد في القامشلي
-
نصف متعلمة اخطر
-
فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه
-
منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟
-
مفارقات انتخابيه
-
الكورد الفيليه، درس في الانتخابات
-
هذيان بالتركي .. حول الانتخابات
-
الكورد الفيليين والقائمه الكوردستانيه
-
من تنتخب؟.... ورطه
-
روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين
-
اكتشاف اسمه الديموقراطيه
-
سنه اولى انتخابات
-
متى تشترك ايران في دورة الخليج
-
الحق و الانتخابات، سؤال...ـ
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|