ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 19:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يخيم العجز على القوى السياسية العراقية، للإتفاق على تحديد موعد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، ففي الوقت الذي يصر فيه إئتلاف دولة القانون على التوقيتات التي حددها الدستور، وهو ما يعني أن تعقد الجلسة الأولى في بداية الشهر القادم، فإن بعض الكتل السياسية، تدعو لتأجيلها الى ما بعد الإتفاق على شكل الحكومة القادمة ورئيسها، وبقية التوافقات الخاصة بتشكيلة الحكومة.
تعنت رئيس الوزراء كونه الفائز الأكبر في الإنتخابات النيابية، يجعل الأمر صعبا على حلفائه في البيت الشيعي، ناهيك عن حلفائه في بقية الكتل.
إذا ما أخذنا بالحسبان دعوة المرجعية الدينية، بالإسراع في تشكيل حكومة شراكة حقيقية، لكي لا تتحول الأزمة الراهنة، والتي ترافقت مع نهاية حكومة السيد المالكي الى حرب أهلية، لن يستطيع أحد التكهن في عواقبها الخطيرة، ليست على العراق وحده؛ بل على دول الجوار، بما يعني ظهور شرق أوسط جديد، يتألف من دويلات صغيرة، بما يذكرنا بالقرون الوسطى لأوربا، وكيف أن القوي يأكل الضعيف.
ضيع السيد المالكي على نفسه، كما على العراقيين أفضل فرصة يمكن أن تسنح بيد أحد ليعيش الجميع في وئام وسلام، فكانت بيده أموال النفط، ومساعدات أمريكية عملياتية يستطيع من خلالها القضاء على أي تحرك للإرهابيين، لكنه بدلا من ذلك فضل تهميش الجميع والتفرد برأيه، فكان أن قرر مجموعة من المحسوبين على السنة، للمطالبة بحقوقهم كونهم مهمشين في هذا البلد، ويبدو أن الجيل الجديد من السياسيين العراقيين بعد سقوط صدام، كالطفل الذي يضربه والده في الصغر، وعندما يكبر يقوم هو بضرب صغاره.
أوربا وبعد قرون عديدة من الإحتراب الديني، وبعد محاولات كثيرة للتطهير العرقي، ومرورها بفترات إصلاحية، نجدها الآن أكثر الأمم تجانسا
الذي يجري في المحافظات السنية، هو محاولة لتقسيم البلد على أساس طائفي، لكن هل تستطيع هذه المحافظات أن تعيش بمعزل عن محافظات الجنوب والوسط الشيعية؟، وهل يستطيع الشيعة أن يعيشوا بدون السنة؟ هي فرصة أن يعيش كل منهم منفردا، ليرى حاجته للأخر، وأن من زرع في عقله فكرة الإنفصال والتمرد لا يعرف طبيعة الإنسان العراقي من شماله الى جنوبه، كما يجب على الجميع خاصة السنة، ملاحظة بأن الولايات المتحدة، لن تقبل بوجود يهدد مصالحها وأمنها وأمن حلفائها الأوربيين، وهذا التهديد يتمثل بالمتشددين السنة.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟