|
بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
.قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 18:41
المحور:
المجتمع المدني
بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي د.قاسم حسين صالح في 23 حزيران الجاري نقلت فضائيات (الحرة عراق..مثلا) تصريحا للمرجعية الدينية في النجف يحمل اشارة صريحة الى التحالف الوطني (الشيعي) بأن عليه ان يختار لرئاسة الوزراء شخصا آخر غير السيد نوري المالكي يحظى بالمقبولية السياسية. والملاحظ ان هذا التصريح جاء متزامنا مع لقاء وزير خارجية امريكا جون كيري بالسيد المالكي،وانتقاده سياسة حكومته (واستياء الكرد والسنّة وبعض الشيعة من القيادة الحالية) ودعوته لتشكيل حكومة وطنية تمثل اطراف العملية السياسية كافة،وتلقي سياسيين عراقيين لرسالة من امريكا مضمونها انها توافق على رحيل المالكي. والحق يقال ان المرجعية الموقرة ما كانت راضية عن اداء السيد المالكي من سنتين لاسيما بخصوص عدم تأمينه الخدمات الحياتية الاساسية للناس، واستشراء الفساد الذي وصفته في خطب الجمعة بأن (في الحكومة لصوص وحيتان). غير ان عدم رضاها كان يدخل في باب الزعل(الأخوي) واسداء النصيحة الصادقة من اجل التصحيح مع ان السيد المالكي كان قد ادار لها ظهره السياسي..وكان السياسيون الوطنيون يتمنون عليها ان تحذره بداية عام 2013 حين ماطل وتغاضى عن تلبية مطالب التظاهرات في المحافظات الغربية التي وصفها بـ(الفقاعات)..مع ان لدى المرجعية مؤسسات بحثية علمية يفترض فيها ان تدرس شخصية المالكي وعقليته السياسية بأنه يسير بالعراق في طريق محفوف بمخاطر يتهدد حتى وجوده كدولة وكيان..فالرجل كان قد وقع في وهم قاتل تشكل لديه من ثلاثة مصادر: الاول: تشكّيله جيشا غالبيته المطلقه من الشيعة،بمشاعر طائفية.فلأول مرة في تاريخ الجيش العراقي ترى مسميات خاصة بطائفة معينة تطلق على تشكيلات عسكرية ونقاط سيطرة..وأهازيج طائفية من ضباط وجنود تستفز مشاعر طوائف ومكونات اجتماعية وتثير انتقاد كثيرين من الطائفة نفسها.فضلا عن أن أفراد هذا الجيش لا توحدّهم روح عسكرية وانتماء لكل العراقيين ،وأنه ولّى على آلاف الجنود،ضباط (دمج)تعوزهم الخبرة الميدانية ولا يحظون باحترام منتسبيهم..ورقّى الى مراتب عليا افرادا لا يتمتعون بمواصفات القائد العسكري. الثاني:اعتماده مبدأ الولاء والثقة في اسناد المراكز الاساسية في الدولة الى المنتمين لحزب الدعوة، معظمهم يفتقد الخبرة والكفاءة وبينهم فاسدون،حماهم المالكي بمقولته الشهيرة (لدينا ملفات فساد لو كشفناها لانقلب عاليها سافلها) التي فسرّها العراقيون بأن بين شركائه فاسدون كبار لو كشفهم فانهم سيكشفون الفاسدين المحسوبين عليه ،فسلك طريقة (اسكت وانا اسكت)التي تعتمد في المافيا لا عند الرجل المؤتمن على ثروات البلاد. الثالث:اعتماده مبدأ ترحيل الاخطاء والتقصير الى المشاركين معه في العملية السياسية.ومع ان بينهم من كان يتقصد عمدا عرقلة المالكي وارباكه،وان بينهم من يتهم بالتعاون مع جماعات ارهابية (او مقاومة) وآخرين لهم ارتباطات بدول اجنبية،فانه كان قد راهن على ان الغالبية المطلقة من العراقيين سيكونون الى جانبه.وزاده ذلك ثقة في نفسه انه كان الفائز الاول في الانتخابات الاخيرة وباكبر عدد من الاصوات..دون ان يدرك ان الأصوات التي حصل عليها لا تعادل عشر سكان مدينة بغداد..وأن حجم معارضيه يزداد قوة ومساحة فيما تتقلص مساحة مؤيديه وتقتصر على كتلته والمنتفعين من السلطة والمعتقدين عن حسن نية بوجوب دعمه وبأنه يمثل ضرورة مرحلة. والسيد المالكي معذور ليس فقط لعدم امتلاكه النضج السياسي،وتورطه مع شركاء سياسيين بين مشاكسين وبين من وضع مصلحته ومصالح كتلته فوق مصلحة الوطن،ومجلس وزراء الوزير فيه يتلقى التعليمات من رئيس كتلته لا من رئيس وزرائه.بل هو معذور ايضا لأن العراقيين انفسهم هم اصعب خلق الله في علاقتهم بالحاكم،وان تاريخ العراق هو تاريخ عنف دموي من ثلاثة آلاف سنة. الحقيقة المؤكدة ان المرجعية الدينية قد حرقت ورقة السيد المالكي..ولكن ليس (بعد خراب البصرة)..بل بعد خراب العراق الذي صار مصيره الآن على فوهة بركان..لن يخمده الا توحّدنا أمام خطر يتهددنا جميعا بعقلية جاهلية وأفعال بربرية همجية ،وان ندرك أن داعش لا تمثل أهل السنة،وأن تقسيم العراق لن يكون في مصلحة أحد ،وان على رجال الدين السنّة والمرجعية الدينية في النجف تهدئة الانفعالات الطائفية لجماهير واسعة مشحونة بدوافع الانتقام وأخذ الثأر،وأن على الجميع اسناد القوات العسكرية والأمنية ورفع روحها المعنوية..والوقوف مع الحكومة الحالية في ادارة المعركة لحين تشكيل حكومة جديدة..نأمل ان يسرع السيد المالكي في تسهيل امرها..ليكون بذلك قد قدم ما يعد الأفضل في خواتيم اعماله.
#.قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثابت والمتحول في المجتمع العراقي المعاصر 2-5 جيلان ونوعان
...
المزيد.....
-
إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
-
عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
-
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25
...
-
الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج
...
-
اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
-
تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
-
قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا
...
-
قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم
...
-
ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي
...
-
الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|