أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - نظرة أولى على مسودة الدستور














المزيد.....

نظرة أولى على مسودة الدستور


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 09:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشرت جريدة الصباح نص آخر مسودة للدستور العراقي الدائم والمعروضة للنقاش.
المعروف أن للدساتير أهميتها الكبرى في حياة الأمم. ومع أن العبرة دوما هي في تطبيق النصوص والقوانين الجيدة فإن الصيغ والمواد الدستورية مؤشر على اتجاه الحكم ومسيرة المجتمع.
إن في هذه المسودة كثيرا من النقاط الإيجابية المأخوذ معظمها من قانون الإدارة الانتقالي. هذا ما لا ينكر. غير أن القضية الحقيقية هنا هي في النصوص والمواد السلبية التي هي في رأيي تهددنا بقيام نوع من الدولة الدينية باسم حكم الشريعة.
كما بينا في العشرات من المقالات فإن للدين مكانة كبيرة في المجتمع بوصفه يمثل قيما سامية لو أحسن القوامون عليه التوعية بمفاهيم المحبة والتسامح ورفض التفسيق والتكفير واحترام الحياة الخاصة للمواطنة والمواطن. وكما بين العديدون من كتابنا العرب والعراقيين فإنه رغم مكانة الدين في المجتمع فإنه يجب فصله عن شؤون الدولة والسلطة.
في قراءتين للمسودة يبدو لي ما يلي:
1 ـ التراجع عن هدف "العراق الديمقراطي الاتحادي" لهدف "العراق الإسلامي الاتحادي"ليست مجرد تسمية عابرة بل لها قصدها ومعناها حيث الحديث عن الدولة الإسلامية يجر للحديث عن الدولة الدينية؛
2 ـ مما يعزز يقيننا بخطورة ذلك اعتبار الإسلام "مصدرا أساسيا للتشريع" بعد أن كان الدستور المؤقت ينص على كونه واحدا من المصادر؛
3 ـ وفي تأكيد الاتجاه الإسلامي للمسودة فإنه ينص فوق ذلك على تطبيق حكم الشريعة في الأحوال العامة، أي العودة للقرار 137 المشؤوم والمهزوم.
لم أجد شخصيا كلمة "ديمقراطية" في المشروع بل تكرر النص على القيم "الدينية" و"الأخلاقية" و"المواطنة الصالحة".
أترك لفرصة أخرى الحديث عن الفيدراليات وصلاحياتها كما وردت في المسودة ومن تلك الصلاحيات كما فهمت حق حكومة كل إقليم مع دول أخرى، وموضوع توزيع العائدات. فالفيدرالية مبدأ صحيح للإدارة اللامركزية ووفقا لخصائص المناطق الجغرافية. وكانت القوى الوطنية المعارضة في التسعينات قد تبنت الفيدرالية لكردستان بسبب خصوصيتها المتميزة جغرافيا وتاريخيا وقوميا. وبرغم وقوع مآس وأخطاء كبيرة في منتصف التسعينات فإن تلك الفيدرالية لم تمس وحدة الأراضي العراقية والوحدة الوطنية العراقية. واليوم وقد اعتمدنا الفيدرالية كقاعدة للحكم على النطاق العراقي فلابد من الحديث عن الظروف السياسية والاجتماعية السائدة في المناطق الجنوبية. اعني هنا سيادة الحكم الديني وتوسع النفوذ الإيراني في منطقة هي أغنى مناطق العراق اليوم بالثروة النفطية وحيث تقوم منذ عامين عمليات تهريب النفط لإيران بتواطؤ بعض المسؤولين والتنظيمات والميليشيات هناك.
لقد أحسنت المسودة بتعداد مختلف التكوينات الدينية والقومية العراقية وحتى الفرعية، ولكنها لم تنصف لا القومية التركمانية ولا القومية الكلدو آشورية. وهنا فمما يلفت النظر إدراج"القومية الفارسية" ضمن المكونات القومية للمجتمع العراقي. فمن المقصودون؟!
هذه ملاحظات أولى دون أن أدعي كوني من خبراء القانون والباحثين المختصين في شؤون الدساتير. ولكنني من منظور سياسي ديمقراطي أجد في السلبيات الخطيرة المارة تهديدا لمجمل العملية السياسية. فهل ستقبل القيادات الديمقراطية من مختلف الاتجاهات والقوميات والأديان بمثل هذا الدستور؟ أم إن هذه القوى سوف تتفق في الجمعية الوطنية وخارجها، ومن نساء ورجال، للوقوف معا لإلغاء النصوص المعنية وحمل روادها على التراجع عنها وعن المواقف التي تمثل انحرافا عن القانون الانتقالي وعن التعهدات والالتزامات السابقة بين القوى الوطنية؟؟




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات ونقاط عن رجال الدين والسياسة في العراق
- إيديولوجية التطرف الإسلامي: إرهاب بلا حدود!
- حذار، حذار من الدستور إسلاميا!
- عن ندوة اليونسكو حول الثقافة في العراق
- لابسو الأكفان يزحفون من لبنان!
- تحالف الأضداد ضد الشعب العراقي..
- الضجة المغرضة
- -مقاومة- حرق الجثث و-جهاد- قطع الرؤوس ونبش القبور!!
- العراق بين الإبراهيمي والعرب!
- خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!
- سياسة -اجتثاث البعث- في خطاب بول بريمر
- الشارع العراقي وجريمة البصرة..
- نقل السلطة وضمان أمن العراقيين
- التاسع من نيسان يوم التحرير وعيد العراق
- القانون فوق الجميع
- لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!
- قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل
- مجموعة مقالات
- هل أصبح مجلس الحكم أسير الإسلاميين ورجال الدين؟
- تجمع ديمقراطي عراقي متميز في وضع سياسي معقد..


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - نظرة أولى على مسودة الدستور