أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي














المزيد.....

العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقيتُ دعوة من مركز «كارنيجي» للشرق الأوسط منذ شهر تقريباً للمشاركة في إدارة حوار بعد تقديم مداخلة حول النهضة العربية والإصلاح المنشود. وقد استجبت لهذه الدعوة الكريمة، التي عقدت في مدينة بيروت لبنان بتاريخ السابع عشر يونيو الجاري. ولما كان الأمر يتصل بالملف الثقافي على مدى زمني ليس قصيراً، فقد تعين علينا وضع هذا الملف في علاقته الوثيقة مع الملف السياسي، في ملابساته وتحولاته الكثيرة والعميقة.

لقد غابت سوريا أو غيبت عن السياسة، واندلعت بعد ذلك حركات عسكرية انقلابية، وانتشرت بعدها الاعتقالات والسجون، وظهرت جدلية السلطة والثقافة في صيغة الاستئثار بالرأي، وتضييق الحياة الثقافية والسياسية في سياق نظام الحزب الشمولي الواحد، ثم في سياق الدولة الأمنية. ولقد قدم شكسبير في أعماله المسرحية أفكاراً هائلة في أهميتها، خصوصاً منها في مسرحيته (يوليوس قيصر). ها هنا نواجه فكرة ذات دلالة وأهمية على صعيد المسألة السياثقافية، وهي ما نصطلح عليه ب «جدلية السلطة والثقافة». فهذه الأخيرة تفصح بوضوح قاس عن محاولة السلطة السياسية الأحادية الجانب (الاستبدادية) إقصاء الثقافة من حياة الناس، أو العمل على تأسيس ثقافة تكرس كل ما يسهم في خنق أفكار الحرية والاستقلالية وأفكار الدفاع عن حقوق الإنسان: لقد أعلن القيصر «يوليوس» لصديقه أنطونيوس الغارق في فساده الأخلاقي والمالي وغيرهما، بأنه (أي ذاك المذكور) هو الأحبّ إلى عقله وقلبه وصحبته، أما ذاك «بروتوس» فهو خطر عليه، على القيصر، لأنه يقرأ ويمحص ما يقرأ ويدقق ما يقرأه، حتى لا يقع ضحية أفكار سيئة فاسدة تستفيد منها السلطة القائدة، يقول القيصر معلناً أن أولئك الذين يدققون ويمحصون فيما يقرؤون، يريدون أن يوظفوا ما يقرؤونه في خدمة اللصوص والمارقين والمرتزقة.

نلاحظ من ذلك المشهد الطريف أن أمثال «بروتوس» يقرؤون ويسهرون الليالي الطويلة، للوصول إلى ما يرون أنه مهم للبشرية. لقد كان ذلك بمثابة فعل باتجاه التنوير الثقافي، والتطوير الذاتي، وخدمة من هم بحاجة إلى تعميم الثقافة في أوساطهم وأوساط أمثالهم هنا وهناك. ولنضع في الحسبان أن حضور الثقافة والمثقفين في العالم العربي راهناً ربما نزل إلى مستوى خطير، وذلك على صعيدي الأمية الأبجدية والأمية الثقافية. فمحور الثقافة المطروح في تقرير كارنيجي إذا أريد له أن يصل إلى المجال الحواري المثمر من الضروري أن يوضع مع محور السياسة جنباً إلى جنب، فتكوين مؤسسات جادة لمعالجة الثقافة والأمية والتخلف الثقافي (والديني) التنويري، يبرز هنا بمثابته واحدة من النقاط الحاسمة في الإصلاح الثقافي، ومن ثم في المشروع العربي الحضاري.

ونلاحظ أن ذلك كله ينبغي ربطه بملف الإصلاح الديني بهدف تحرير الخيارات الحياتية التي تستند إليها مشاريع البحوث والدراسات اللازمة، لنقض المحاور الخطيرة في المشروع الحضاري - الثقافي العربي، من أمثال محاور المرأة وكفاحها من أجل تحررها واستقلالها وإيصالها إلى مستوى المواطن الحر فكراً وعملاً، وذلك في نطاق ذلك المشروع، أما المهم الحاسم ها هنا فيبرز في المقولة الأكثر أهمية في المجتمعات العربية، فيتمثل في المجتمع المدني والدولة المؤسساتية والقضاء الحر واستقلال السلطات، وسيادة القانون.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي