حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 09:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ذكرت الصحافة العراقية بأن السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني ، قد تبرع بمبلغ قدره 100 ألف دولار من مخصصاته !! ، لجامعة بغداد لتغطية إشتراكات الإنترنيت للكليات التابعة لها ، وكذلك خدمات التبريد وتوحيد الزي لحرس الجامعة .
نتمنى أن تهتم الحكومة العراقية وتقدم كل المساعدات من أجل تطوير الجامعات والمعاهد والمدارس ، لأنها المنبر الحقيقي والمنتج للطاقات والثروة الوطنية العلمية والإبداعية .. في جميع المجالات المتنوعة والمختلفة .
ولكن أن هذا العنوان يذكرني ، وبألم شديد بزمن دكتاتورية الموت والحرب والتهجير .. عندما كانت الصحافة العراقية تنشر كل يوم تقريبا على صدر صفحاتها الإولى ، عن تبرع ومكرمة وهدية ( الرئيس القائد ) للعراقيين ، وكأن أموال العراق وثرواته هي ملك لهذا المسؤول أو ذاك .
وإذا كان الرئيس جلال الطالباني يستطيع أن يتبرع من مخصصه بهذا المبلغ الخيالي ، فإذن من حقنا كمواطنين ونعتبر أن هذا المبلغ يمكن أن نعتاش منه كل حياتنا أو أكثر من ذلك، أن نسأل رئيسنا المنتخب السيد جلال الطالباني !! ، فكم راتبه الشهري إذن ؟؟ .
وهذه التبرعات والهبات من القادة ، تعيد بي الذاكرة أيضا الى ذلك الزمن الكريه الدامي ، عندما كان الدكتاتور صدام ، يعين حتى بعض رجال الدين المزيفين طبعا ، في بعض المحافظات بدلا من رجالاتها المعروفين من أبناء المدينة نفسها .
حيث روى لي أحد الأشخاص ، بأن النظام الصدامي بعث لهم شخصا ليكون إماما لهم في صلاة الجمعة ، ولكن أبناء المدينة إعتبروا أن هذا الشخص غير مرغوب به ، فعندما حضر الى المسجد للصلاة ، علق أحدهم ورقة على ظهره دون أن يعلم، كتب عليها بأن هذا الشيخ مكرمة وهدية من ( الرئيس القائد ) ، أتمنى أن لا تتكرر مثل هذه المهازل في زمننا الحاضر .
لأن لا هبة ولامكرمة ولا تبرع من رئيس أو مسؤول الى شعبه ، لأنها من خيرات الشعب نفسه ، ولا منة لأحد على الشعوب ، فلذلك أقول للرئيس جلال الطالباني ، أن لا يكرر تجربة هؤلاء الذين أرادوا أن يقدموا لشعوبهم مكرمات وهبات ، ولكن الشعوب جعلتهم في خندق الأعداء ، لأنهم إستغلوا السلطة والثروة والمكانة ، والمثال على ذلك مجرم العصر صدام وزمرته المنهارة .
حيث جعلوا حتى من تبليط الشارع وبناء المدرسة هي مكرمة من ( قائد الأمة المنصور ) ، وکأن شعب العراق يعيش في مقاطعة الدكتاتور صدام وهو الذي يعطي ويوزع الخيرات على المحتاجين .
لا نريد رئيسا يتبرع بأموال الشعب وخيراته بإسمه الخاص ، لأنه يجب أن يكون كباقي أبناء الشعب العراقي ، إذا أراد أن يكون مخلصا لشعبه ووطنه .
ولا يريد شعبنا تبرعات وهبات ومكرمات من الرئيس الحالي ولا حتى من الرئيس القادم ، لأن الشعوب تحصل على ما تريد من خيراتها في ظل تحقيق حريتها وإختيارها للنظام السياسي الإجتماعي الذي تريد .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟