خالد قنوت
الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 01:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان دخول مسلحي المعارضة إلى مخيم اليرموك بكل المقاييس العسكرية خطأ تاريخي أضيف إلى العديد من الاخطاء القاتلة للعمل العسكري المسلح المرتبط بالثورة السورية, و للأسف مازالت قائمة في مناطق واسعة من سورية في الدخول بمعارك هنا و هناك دون هدف محدد و ليست ضمن استراتيجية سياسية عسكرية مشتركة و دون قيادة موحدة.
مخيم اليرموك كان يمثل مع بداية الثورة عمقاً استراتيجياً للعمل الثوري سلمياً كان أم عسكرياً حيث هب أهله بكل محبة و إخلاص لنصرة الثورة السورية لإحساسهم العالي بالظلم من النظام نفسه تجاههم و تجاه اخوتهم السوريين على مر عقود من الزمن و ليقينهم أن قيام سورية وطنية حرة و كريمة سيعيد الصراع العربي الاسرائيلي إلى سكته الصحيحة.
قدم أهل اليرموك المساعدات المادية و العينية و الطبية و اللوجستية لثوار الثورة السورية في بداية العمل السلمي و حتى مع بداية العمل العسكري دون حساب و بتفاني عالي رغم محاولات قطعان النظام الأمنية و عناصر أحمد جبريل العميلة لتوريط أهالي اليرموك مباشرةً في الصراع.
فجأة, تقتحم عناصر اسلامية المخيم و تبدأ بقصة تحرير المخيم كما حصل مع عدد كبير من المناطق السورية, في استراتيجية عسكرية متواضعة الأداء و أقرب ما تكون للاعلامية منها لتحقيق تحرير كامل من سلطة النظام و خلق بدائل ثورية وطنية تحقق أهداف الثورة الحقيقية التي طالب بها الشعب الثائر, فكيف يعلن عن تحرير لا يمكن الحفاظ عليه و ترسيخه للانطلاق لمناطق أخرى. بينما حرب التحرير الشعبية و حرب العصابات كانت وصفة أكثر فعالية لمثل هذا النظام القوي عسكرياً و المنضبط بيد امنية من حديد.
اليوم و بعد زمن طويل عانى منه أهل اليرموك الصامدين من الحصار و التجويع و القنص و الاذلال على أيدي النظام المجرم إضافة لجور بعض التنظيمات الاسلامية المتطرفة و استباحة بيوتهم و ارزاقهم من الطرفين, كان على أهل المخيم كما يفعل اخوتهم السوريين المحاصرين من المناطق الأخرى, أن يجدوا طريقهم في الصمود في ظل غياب كامل لقيادة معارضة سورية فاعلة بالاضافة لقيادة فلسطينة موغلتان بالفساد و الخذلان و الخيانة.
بقائكم يا أهلنا في اليرموك و صمودكم هي بقاء و صمود للثورة السورية و استمرارها و استعادة اليرموك كعمق استراتيجي وطني و توعوي و إغاثي بعد فتح حواجز النظام و قطعان شبيحته التي كانت عليكم أقسى من حواجز اسرائيل و قطعان مستوطنيها.
قضية حريتنا و حريتكم واحدة و انت سوريون كما انتم فلسطينون كما نحن فلسطينون كما نحن سوريون.
النصر لثورتكم السورية.
#خالد_قنوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟