أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - أبعاد الحملة العسكرية الاسرائيلية و أثرها على اقتصاد الضفة الغربية














المزيد.....

أبعاد الحملة العسكرية الاسرائيلية و أثرها على اقتصاد الضفة الغربية


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 20:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد عملية اختطاف المستوطنين الاسرائيليين الثلاث التي حدثت بالقرب من مستوطنة غوش عتصيون بالضفة الغربية في تاريخ 12-6-2014 ، بدأت قوات الجيش الاسرائيلي بشن حملة عسكرية كبيرة في كافة أنحاء الضفة الغربية تحت عنوان "عودة الاخوة " ، حيث استهدفت تلك الحملة العسكرية الاسرائيلية الموسعة بشكل مباشر أعضاء حركة حماس في الضفة الغربية ، و حاصرت تلك القوات الإسرائيلية بشكل مشدد مدينة الخليل ، لدرجة أنها منعت جميع سكانها من السفر عبر جسر اللنبي الأردني.
و من الجدير بالذكر، أن من أهم أسباب هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية هو رغبة الجيش الاسرائيلي بالانتقام من حركة حماس التي تشتبه بها الحكومة الاسرائيلية وتتهمها بأنها المسئولة عن عملية خطف المستوطنين بالرغم من عدم تبني الحركة لحتي الأن عملية الخطف ، إلا و أن اسرائيل مازالت تُصر على تحميل حركة حماس كامل المسئولية عن اختفاء الشباب الثلاث ، بل وانتهزت اسرائيل تلك الفرصة من أجل محاولة تدمير البنية التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية ، حيث لم يتردد كبار المسئولين في الجيش الاسرائيلي من الاعلان بشكل صريح عبر وسائل الاعلام العبرية عن رغبتهم الجدية بالقضاء على حركة حماس بالكامل في الضفة الغربية وتدفعيها ثمنا باهظا.

إن هذه العملية العسكرية الاسرائيلية الكبيرة التي لم تنل حتى الآن أي استنكار دولي أو عربي، حيث التزم الجميع بالصمت دون اصدار أي تعليق أو حتى ادانة ، لذا لابد و أن تنعكس أثار الحملة الاسرائيلية بشكل مباشر وسلبي على اقتصاد الضفة الغربية ، حيث قامت اسرائيل مؤخراً بإلغاء كافة التصاريح الاسرائيلية الممنوحة للعمال و كبار التجار ورجال الأعمال في الخليل ، بالإضافة إلي منعهم من السفر عبر الجسر الأردني ، الأمر الذي سيؤثر سلبيا على التجارة الفلسطينية و سيزيد من معدلات البطالة في الضفة الغربية ، فمن المعروف أن مدينة الخليل تٌعد من أهم المناطق التجارية في الضفة الغربية ، وهي تشتهر بمنتجاتها المحلية في قطاعي الجلود و الصناعات الغذائية التي تصدرهم الي كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية و إلي بعض الدول العربية أحياناً ، لذلك بإغلاق مدينة الخليل ستتكبد التجارة الفلسطينية العديد من الخسائر الضخمة.

لم تكتفي اسرائيل فقط بحصار الخليل بل امتد الحصار الاسرائيلي إلي كافة أراضي الضفة الغربية عن طريق فرض طوق أمني جزئي على الضفة الغربية و زيادة عدد الحواجز الأمنية الاسرائيلية بين مدنها و فرض مزيد من القيود الأمنية المشددة على حركة المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية ، تحت ذريعة البحث عن المخطوفين والتحقيق مع المشتبه بتورطهم في عملية الخطف.

وهاهو شهر رمضان مقبل خلال أيام قريبة و يطرق الأبواب ، حيث يتميز عادة هذا الشهر الكريم بانتعاش الأسواق المحلية الفلسطينية مما يُدر دخل وفير للتجار الفلسطينيين في الضفة الغربية و القطاع ، لكن هذه المرة سيكون الوضع مختلفا ، وذلك في حال استمرت الحملة العسكرية الاسرائيلية بالضفة الغربية و في حين تكرر اغلاق معبر كرم أبو سالم على حدود قطاع غزة ، عندها سيتكبد تجار الضفة الغربية والقطاع مزيد من الخسائر التجارية بسبب الحصار وتدهور الأوضاع الأمنية وصعوبة نقل البضائع التجارية بين مدن الضفة الغربية جراء زيادة عدد الحواجز الأمنية و اغلاق مدينة الخليل.

إن مما لا شك فيه ، هو أن الحملة العسكرية الاسرائيلية في الخليل و باقي مدن الضفة الغربية سوف يكون لها أثار خطيرة على اقتصاد الضفة الغربية ، حيث سيكون من أهم تبعاتها هو زيادة أعداد البطالة في صفوف العمال الفلسطينيين بالضفة الغربية و اعاقة عمليات الاستيراد و التصدير للشركات الفلسطينية عبر الموانئ الإسرائيلية ، بالإضافة إلي فرض مزيد من القيود الأمنية على حركة رجال الأعمال في الضفة الغربية و اعاقة سفرهم إلي الخارج.

و أخيرا ، نستطيع أن ندرك هنا بكل وضوح أن هناك رسالة مباشرة تريد الحكومة الاسرائيلية ايصالها عبر حملتها العسكرية لسكان الضفة الغربية ، مفادها أن اسرائيل لن تسمح بحدوث انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية و لن تتهاون مع من يجرأ على الاعتداء على أحد مواطنيها لأي سبب كائن ، لذلك أعتقد بأن الأوضاع الأمنية و الاقتصادية بالضفة الغربية ستشهد تطورات دراماتيكية من شأنها أن تحدث تغيير في شكل خارطة الضفة الغربية في المستقبل القريب أو البعيد و ربما ستجعل اسرائيل الضفة الغربية تعود الي عدة سنوات للخلف مع زيادة القيود الأمنية الاسرائيلية ، فالأنباء الواردة في كل لحظة عن مدى التوغلات الاسرائيلية في أراضي الضفة الغربية لا تدعو للتفاؤل بل تتجه الأمور نحو تصعيد أكثر من قبل الجيش الاسرائيلي من أجل تحقيق أهداف بعيدة المدى تكمن بالقضاء على عناصر المقاومة في الضفة الغربية وتجريد الضفة الغربية كليا من الأسلحة.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثرياء فلسطين و التغيرات السياسية
- لعبة الشطرنج بين عباس و نتاياهو، لعبة التحدي...
- عرب ال48: صراع نفسي و أزمة هوية...
- لماذا تهتم اسرائيل بالاقتصاد الرقمي و الالكتروني ؟
- حكومة المصالحة والتحديات الاقتصادية المقبلة
- عمال غزة يكادون أن يشيخوا من شدة البطالة ....
- الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بال ...
- فشل المفاوضات و عقاب إسرائيل الاقتصادي للسلطة الفلسطينية !
- غزة : مختبر تجارب حربيه!
- عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً
- مفاوضات السلام و عقدة الأمن الاسرائيلية
- أخلاقيات الحروب و النزاعات
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - أبعاد الحملة العسكرية الاسرائيلية و أثرها على اقتصاد الضفة الغربية