عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 00:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إسلام سلام وإسلام حرب . ح1
الدين المقوم الروحي الذي نجح عبر التاريخ بشد الإنسان إلى أخيه الإنسان بدرجات تقترب من الشمولية أحيانا وتختصر العلاقة على الانتماء أحيانا أخرى من خلال ربط الواقع بالفضيلة والخير والمحبة والعمل الصالح , كل الأديان من مشرق الأرض لمغربها بنت ثقافة الربط على أساس خير الإنسان أو ما يجعل الإنسان يتلمس الخير ,هنا شعر بجدية الحفاظ على الدين والتصديق بما يريد ليس كاستجابة عمياء قد تنطلي على فرد أو مجموعة أفراد بل لأنه لمس فعلا من خلال المعايشة أن ضروريات الدين واحدة من أهم ضروريا الأنتظام والأستمرار في الوجود المتحرك بل وأحبانا يكون هو الدافع الأساس لذلك .
لا ننكر أن بعض الصيغ الدينية قد جرت على الإنسان الكثير من الويلات ولكنها من خلال الفحص والرد نرى أنها أساسا صيغ هجينة وغير أصيلة من صيغ الدين بل وأحيانا تكون معادية لأهداف الدين ذاته ومتناقضة مع الغائية التي يسعى لها كونها وخلقها وصنعها فكر منحرف , فكر لا يؤمن أساسا بحل الدين ولا يؤمن بالإنسان فهو مناقض للغاية والوسيلة ولكن عليه أن ينتسب لأحدهما كي يقنع بعض الإنسان أنه ما عمل ذلك إلا تطبيقا لمفهوم ديني غاب عن الكثيرون وهو الذي أكتشف هذا السر وجعله أمام الناس كي يصلح المسيرة الدينية.
حدث هذا في القرون الغابرة كما حدث في القرون الوسطى وما زالت المسيرة المنحرفة تتوالي في أنتاج مشروعها التدميري مشروع الكراهية لله أولا وبالتالي للدين وللإنسانية , فمثلا الصيغ الدينية التي تؤمن أن الفئة الفلانية من الناس هم شعب الله المختار وما على بقية الإنسانية إلا الإنصياع لهذه الرؤية تساوي وتماثل دعوة البعض من الفرق الإسلامية أن الله ما أنزل الدين وما بعث الإسلام إلا لكي تسود قريش ومنهجها المحافظ على الناس حتى لو تناقض هذا المنهج مع أسس الدين وبديهياته ومنها إنا خلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم , هنا النص لا ينفي الرؤية بل يضع قاعدة الإنسانية أولا وقبل كل شيء إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .
هل يعني أن وجود منهج الإنحراف واللا إنسانية في بعض المفاصل ومن بعض الأصوات الشاذة التي لا ترى في الإنسانية قاعدة كلية تجتمع عندها البشرية ومنها تنطلق للقيم الروحية تحت خيار الحرية مثلما أراد الله , أن نجعل من الدين والانتماء للإيمان بقيم السلام الروحية خيارا طوباويا معاديا للحياة , العقل السليم يقول أن المعرفة الإنسانية المحضة أنتجت رؤى وأفكار أكثر فظاعة من هذه مثل النازية والفاشية وغيرها من التطرف الفكري الذي يقوده العقل المنحرف وليس المعرفة ولا الدين هو السبب , السبب الحقيقي هي الأنا المريضة المتضخمة التي تعاني من عقدة التفوق أو عقدة النقص المزمن .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟