|
أشكالية الفهم الانساني, مالك بارودي,كل شيئ عنده صابون
عبد الحكيم عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 14:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أشكالية الفهم الانساني, مالك بارودي,كل شيئ عنده صابون السلام عليكم ورحمة الله: المشكلة التي تعاني منها المجتمعات هو سوء الفهم ,وهي العقبة الاساس التي تقف امام توافق المجتمعات وانسجامها والذين يعانون من سوء الفهم هم قلة في المجتمعات الانسانية ومنهم وابرزهم وعلى رأس هذه القلة الكاتب مالك بارودي فتجد سوء الفهم لديه واضح في مقاليه خرافات إسلاميّة - صكوك الغفران وبيع الجنّة في الإسلام في جزئيه الاول والثاني وربما الثالث وربما ما لانهاية ففي جزئه الاول حاول الصاق التهمه بالمسلمين انهم من اتهموا وفبركوا على المسيحية ظاهرة صكوك الغفران, وحاول تبرئة المسيحية منها,فنسب هذه الظاهرة الى بعض رجالات الدين المسيحي من تلاعبت بهم الاهواء والرغبات والمصالح الذاتية والمنفعة والكسب المادي, ثم عاد اثبت هذه التهمة على المسيحية بعد ان حاول ان ينفيها في بداية مقاله من جزئه الاول وهذا نص ماجاء في مقاله : فلا أظنّ أنّ هناك من المسلمين من لم يسمع عن إتّهام المسيحيّة ببيع صكوك الغفران للأحياء والأموات. يحاول في هذه الجمل الكاتب مالك بارودي التروج بان صكوك الغفران المسيحية مجرد تهمه حاول المسلمون الصاقها بالمسيحية. ثم يعود في النص التالي من مقاله في الجزء الاول ليثبت انها حقيقية وليست تهمه اخترعها المسلمون: المسيحيّون لا يُنكرون ذلك، فهو مدوّن في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وفي كتب كثيرة. بل أكثر من ذلك، هم معترفون بأنّ بيع صكوك الغفران كان موجودا في الكنيسة ثم ياتي الكاتب مالك البارودي معتبرا ان ظاهرة بيع صكوك الغفران ماهي الا بدعه وكانه البابا الفتيكاني او ابن الرب. ويقولون صراحة أنّ هذا الفعل كان بدعة وهرطقة أتت متأخّرة في تاريخ الكنيسة وكان نتيجة إنحراف بعض رجال الدّين وطمعهم وجشعهم، الشيء الذي جعلهم يختلقون الأسباب والحكايات لكسب المال والإثراء بالضّحك على ذقون المؤمنين. وإحقاقا للحقّ، من الطبيعي أن نُصدّق ما قالوه من أنّ هذا الفعل لا يمتّ للمسيحيّة بصلة، أوّلا لأنّ صكوك الغفران لم يرد ذكرها في الأناجيل لا باللفظ ولا بالمعنى ولا وجود لها في النّصوص الأولى للمسيحيّة، وثانيا لأنّ هذه البدعة كانت هي نفسها سببا في مشاكل كثيرة في الكنيسة نفسها وإعترض عليها الكثير من رجال الدّين المسيحيّين لعلّ أشهرهم "مارتن لوثر". طيب ياسيد مالك عندما يعترض المسلمون على فتاوى بعض رجالات الدين لديهم ويقولون ان فعلهم لايمت للاسلام بصله وان فعلهم هذا ناتج عن سوء فهم واستنباط مغلوط لاايات الله لماذا لاتقبل منهم ذالك لماذا تكيل بمكيالين؟ ثورة عارمة انطلقت في المسيحيه ضد ماتفعله الكنيسه ومن اسباب هذه الثورة صكوك الغفران وتقول انها تهمه حاول المسلمون الصقها بالمسيحية ,قاد هذه الثورة القس ارثر. ويقول الكاتب مالك بارودي انه لايوجد في الانجيل نصوص قد تؤيد ظاهرة صكوك الغفران ,نقول له الايمكن ان نعتبرالنصوص التاليه في الانجيل اشارة الى صكوك الغفران/ انجيل متى: ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته
25 :42 لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني
25 :43 كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني
يعني من يطعم المسيح فهو الى الجنه يعني من يكسوا المسيح فهو الى الجنه
حالها حال دفع مبالغ لمناجاة الرسول لدى المسلمين , الايمكننا ان نعتبر النصوص التالية التي وردت في انجيل متى اشارة الى ظاهرة صكوك الغفران: تقدمت اليه امراة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على راسه و هو متكئ
26 :8 فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الاتلاف
26 :9 لانه كان يمكن ان يباع هذا الطيب بكثير و يعطى للفقراء
26 :10 فعلم يسوع و قال لهم لماذا تزعجون المراة فانها قد عملت بي عملا حسنا
26 :11 لان الفقراء معكم في كل حين و اما انا فلست معكم في كل حين
26 :12 فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك لاجل تكفيني
26 :13 الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها الانتعتبر هذه النصوص في الانجيل اشارة الى ظاهرة صكوك الغفران اوتأسيس لها: احترزوا من ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم و الا فليس لكم اجر عند ابيكم الذي في السماوات
6 :2 فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع و في الازقة لكي يمجدوا من الناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم
6 :3 و اما انت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك
6 :4 لكي تكون صدقتك في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية بما انك يامالك بارودي اعتبرت الصدقات التي حث القرآن المسلمين على اعطائها للفقراء تأسيس لصكوك الغفران لدى المسلمين. الايمكننا ان نتعتبر ماجاء عن دفع الصدقات في المسيحية تأسيس لظاهرة صكوك الغفران التي انتشرت بين المسيحين قبل ثورة ارثر لناتي الان لمناقشة الفرق بين صكوك الغفران في المسيحية وما اعتبرته صكوك غفران في الاسلام . صكوك الغفران او ظاهرة صكوك الغفران في المسيحية او لنقل توافقا مع رؤية الكاتب مالك بارودي انها ليست لها اصول في المسيحية وان من ابتدعها نفر ظال من رجالات الكنيسة ,رغم اننا قدمنا نصوص من الانجيل قد توحي لااصحاب الفهم السيئ من رجالات الكنيسة انها تؤسس لظاهرة صكوك الغفران,كما ترى جانبك ان الايات التي اوردتها من القرآن الكريم تؤسس لظاهرة صكوك الغفران في الاسلام حسب ماتدعي/ فابالتأكيد انت شرحهم في الفهم السيئ. لنتعرف على صكوك الغفران التي كانت تمنحها الكنيسة الكاثوليكية لاتباعها: وهي صكوك الغفران هي الإعفاء الكامل أو الجزئي من العقاب على الخطايا والتي تم العفو عنها. يتم ضمان صكوك الغفران من الكنيسة بعد أن يعترف الشخص الآثم وبعد أن يتلقى الإبراء. كانت تمنح من قبل الكنيسة الكاثوليكية مقابل مبلغ مادي يدفعه الشخص للكنيسة يختلف باختلاف ذنوبه. وهذه الصكوك تكون على شكل وثائق يستلمها من يدفع ثمنها الى الكاهن تؤكد حصوله على مكان في الجنة. اما في الشريعة الاسلامية لو توافقنا مع طرح الكاتب ان هناك في الاسلام ظاهرة يمكن تسميتها بيع لصكوك الغفران فلانجد المسلم يذهب الى المسجد ويعترف امام ,شيخ المسجد بذنوبه ثم يقوم شيخ المسجد بغفرانها له ولايدفع المسلم مباشرة لشيخ المسجد اي مبالغ لقاء ذالك ولايحصل المسلم من امام المسجد على وثائق تثبت حصوله على مكان له في الجنة. ولايمتلك رجل الدين في الاسلام الصلاحية وليس لديه اي تخول لغفران الذنوب وليس هناك في الاسلام شيئ اسمه الاعتراف بالذنوب امام رجالات الدين الاسلا مي ,كل مافي الامر هناك مايسمى في الاسلام الصدقات وكذالك الزكاة وهي لتزكية المال وليس للحصول على الجنة مقابل هذه الصدقات او الزكاة التي يدفعها المسلم للفقراء وللمساكين وللمعتازين فلا يتم دفع الصدقات او الزكاة في الاسلام لرجالات الدين لانفسهم ولايتم اخذ صكوك مقابل دفعهم لتلك الصدقات او الزكاة تدخلهم الجنة بعد دفعها , وهذا فرق شاسع بين صكوك الغفران في المسيحية وبين ان اعتبرنا ان هناك في الاسلام صكوك غفران ,فكما في المسيحيه او كما توجب المسيحية على تباعها دفع صدقات كذالك يوجب الاسلام على اتباعه دفع الصدقات ودفع الصدقات في الاسلام اختياري ولكن دفع الزكاة في الاسلام اجباري لمن توفر لديه المال اما على الفقراء فلا صدقات ولازكاة لانهم هم الشريحة الذين من اجلهم شرعت الصدقات والزكاة, فعليه سيد مالك بارودي لايمكن اعتبار ان لدى المسلمين صكوك غفران باي حال من الاحول لااختلاف جوهري (ان اعتبرنا ان هناك في الاسلام صكوك غفران كما اسأت الفهم) بين صكوك الغفران في المسيحيه عنها ان افترضنا ان هناك صكوك غفران في الاسلام كما وضحنا الفرق الشاسع بين صكوك غفران المسيحية وبين ما تعتبره صكوك غفران في الاسلام ياسيد اشكالية الفهم الانساني, ولك التحية
#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سامي لبيب,اثبت لنا بالمنطق والادلة ان الطبيعة او الانفجار ال
...
-
اشكالية الفهم الانساني
-
سامي الذيب,اشفع كتبك ,بكتاب احكام التلاوة
-
اجابات توكد للكاتب داود سلمان الكعبي ان طوفان نوح حقيقة وليس
...
-
اشكالية الفكر السامي(نسبة للكاتب سامي لبيب)
-
والمسيحيين يقتلون بعضهم بعضا قديما وحديثا ياداود ياسلمان الك
...
-
ليس كل شيئ عند العرب صابون ,العرب في اللغة يُلزِمُهم قانون,
...
-
اخطاء ترجمة الكتاب المقدس(التوراة والاناجيل) اللغوية والانشا
...
-
اخطاء ترجمة الكتاب المقدس اللغوية/نظرية التضمين
-
ماهي نظرية التضمين في الادب العربي؟
-
سامي الذيب واين هي النظرية التي تستند اليها و تضاد نظرية تضم
...
-
ليش قالوا عنك كل هذا سامي كاب
-
مالك بارودي وهل نفت ناسا وجود انشقاق في القمر؟
-
نحمد الله,نحمد الرب,نحمد الانفجار الكوني العظيم ,ان صفحة كوك
...
-
Michael Kristaino/ give the title
-
أذا انت لست صاحب تخصص سامي الذيب
-
سامي الذيب دعك من الاحتمالات وقدم لنا الادلة والاثبات على ما
...
-
الفسق في القول كأحد ابرز قواعد كتابات مالك بارودي
-
صديقي ديلمور دليمي
-
نبيل عداون لاتكتفي بهذا القدر ولكن صحح عباراتك
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|