أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم الموسوي - الاخوان المسلمون من البديل الى النزيل















المزيد.....

الاخوان المسلمون من البديل الى النزيل


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التيارات الفكرية المعروفة في العالم العربي منذ بداية القرن الماضي كانت وما زالت موزعة بين الحركات الاسلامية والقومية واليسارية والليبرالية. ومارست منفردة او متحالفة او متحاربة دورها في السلطات المتنفذة، مباشرة او غير مباشرة، وكان لبعضها فرصة اكبر من غيرها في الحكم والتسلط السياسي. وفُسح لغيرها مجال للمعارضة السلمية او العنفية او التصارع بينها. بينما بقي التناحر هو الابرز في حقب تاريخية مما ولّد ضغائن وأحقادا وكراهية بينية لم تتمكن من التخلص منها حتى في نضجها السياسي والفكري، او لم تتعظ من عِبّرها ودروس الحياة وتجارب الشعوب الاخرى. ولعل التيار الاسلامي تاريخيا نموذج بارز منها. خاصة احزابه التي تسمت بتيار الاسلام السياسي، بطوائفه ونوازعه. وبرز الاخوان المسلمون كحركة وجماعة اسلامية دعوية منذ تأسيسها عام 1928 في مصر الانشط سياسيا. وتاريخها حافل بالصدام مع السلطات وأعمالها تشهد عليها، والانقسامات داخلها تكشف بنيتها الرئيسية. سواء في مصر او في تفرعاتها التي انتشرت في البلدان الاسلامية الاخرى، العربية والأجنبية. ومع سياسات المسايرة والمهادنة.. وطيلة تلك الفترة ظلت محتفظة بقوتها وتنظيمها الحركي، كأوسع تنظيم سياسي استخدم الدين وسيلة للتأثير والسيطرة السياسية، ومارس المعارضة بأشكال متعددة، سلمية وعنفية، واغتيالات ونشاطات اخرى وتعرض جراءها للسجن والأحكام المختلفة.
رغم ايديولوجية الحركة الدينية وتعارضها مع التعاون والعمل مع القوى الاستعمارية والدول الاجنبية كما وصفتها ادبياتها بدول كفار ودار حرب، سعت قيادات بارزة في الحركة الى التحالف مع تلك الدول والتشارك مع خططها المعلومة وغيرها، ومع مؤسساتها الاستخبارية، التي تتجهز لها او تستعد للتعامل وطلب التخادم عبر وسائلها المتنوعة، وحسب تنوع المراكز والعواصم الغربية توجهت تلك العلاقات. وفي الفترة الاخيرة حاولت الارتباط بالأجهزة الامريكية، مباشرة عبر السفارة الامريكية او عبر وسطاء، كما كتب اكثر من مرة الدكتور سعد الدين ابراهيم، وغيره طبعا، وقال ابراهيم في مقابلة صحفية معه: "منذ 2003- 2010 حدث أكثر من 10 لقاءات بين الإخوان والأمريكان، وأذكر (وأشار الى الذي قابله) أنك والمهندس محب زكي حضرتم اللقاء الأول، ورويدا رويدا انزعج النظام من تلك اللقاءات، فكانت السفارة الأمريكية بالقاهرة تدعو نواب برلمانيين، ومن ضمنهم الإخوان، وهكذا تعمقت اللقاءات، وبعد خروجي من السجن أذكر أن خيرت الشاطر كان الأصدقاء من الصحفيين والحقوقيين الغربيين وبعض المسئولين يزورونه، وبعد خروجه من السجن اعتمد الغرب والأمريكان على خيرت الشاطر وعصام العريان في الكثير من المهام".
وقبل اندلاع الحراك الشعبي في العديد من البلدان العربية، وبعده كان جواب او تحذير الحكام العرب من ما سموه "خطر" الاخوان المسلمين. وكان الرئيس الهارب زين العابدين بن علي قد تبجح اكثر من مرة بان كل الحراك الشعبي والغضب العارم الذي هز شوارع المدن التونسية هو تظاهرات يقودها الاخوان المسلمون، حركة النهضة، وانه سيلمها بالقوة وطلب من سفيره في اليونسكو الذي اذاع استقالته احتجاجا، بالعودة عن الاستقالة. وهذا ما قاله السفير في لقاءات تلفزيونية مباشرة من باريس.
تكررت الحالة نفسها في مصر، وسبقتها في تحذير الغرب اساسا، وفي تصريحات رسمية من الرئيس المتنحي والمعتقل حاليا حسني مبارك نفسه، بان البديل، اذا فتحوا السبل للشعب في انتخابات ديمقراطية حرة، هو مجيء الاخوان المسلمين الى السلطة. وحاول احتواءهم في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 والسماح لإدخال 88 نائبا منهم الى قبة البرلمان. ولكن لم يتحمل ذلك فنكث وعده لهم وتخلى عنهم في انتخابات 2010 ليمنع رسميا وبالتزوير الصارخ من الحصول على أي مقعد في البرلمان. الامر الذي ادى الى رفع الاحتقان الشعبي والتصادم مع الحركة واعتقال عدد من القياديين فيها. وتنوعت العلاقات بين السلطة والحركة حتى تنامي الغضب الشعبي العام وانطلاق ثورة 25 يناير 2011. وقد احجم الاخوان من المشاركة في الحراك اولا ومن ثم انضموا متفرقين معها بعد يومين من انطلاقها. مرة الشباب منهم وأخرى مع القيادات السياسية المنتفضة او المشاركة في الانتفاضة الشعبية المستمرة في الميادين المصرية.
التجربة المصرية مع الاخوان او الاخوان في التجربة المصرية نموذج واضح للعلاقة بين الاخوان والسلطة. والتحول المتواصل في دور الاخوان ومكانهم في العملية السياسية. فمن التهديد بهم كبديل والتحذير منهم، الى استلامهم السلطة وإدارتهم لها، ليحققوا تلك المواقف والتصريحات منهم وحولهم وعنهم.
فطبقا لقوانين ومناهج ومبادئ الجماعة فان الإخوان المسلمين، حسب نص وثائقهم، "يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الإخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية والتي تعتبر حركات مقاومة في العالمين العربي والإسلامي ضد كافة أنواع الاستعمار أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق، وغيرها من الحركات التي تنشد الإستقلال لبلادهم. وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمي أمانينا".
لكن خلال عام من حكمهم المباشر في مصر لم يتمكنوا من تجسيد شعارات الانتفاضة والثورة الشعبية وأهدافها وأحلام الشباب والوفاء لدماء الشهداء. ولم يتعلموا من دروس التجربة والتاريخ. وصدق المفكر الراحل جمال البنا (شقيق الامام المؤسس للحركة حسن البنا، حسب توصيف الحركة له) حينما قال إن الإخوان مثل الأسرة الملكية الفرنسية من البوربون خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، (لا ينسون شيئا ولا يتعلمون شيئا). بعد ان قص ما مر به البوربون وعبر التاريخ الفرنسي معهم. وهو ما تتشابه به مع غيرها من الحركات ايضا.
والسؤال: هل حققوا ما ادعوه ونشروه وهل تمكن "مكتب الارشاد" والمرشد العام لهم من ادارة الدولة والحركة في بناء الحكومة الاسلامية في بلد مثل مصر؟.
رد الشارع المصري في احتجاجاته الكبيرة ضدهم يوم 30 حزيران/ يونيو 2013 ورسم نهاية دورهم وتجربتهم واعلن في يوم 3 تموز/ يوليو 2013 يوم اسقاطهم. ومن ثم اخراجهم من البديل والسلطة الى النزيل في السجون المصرية ومن ثم المحاكمات الدورية لهم، وإصدار حكم قانوني عليهم، بالتحريم والتجريم. ولكن لا يعني هذا ان الحركة انتهت، وتلاشت. انها صفحة من صفحات التاريخ، وعلى الاعضاء والقيادات، سواء من الاخوان او الاحزاب السياسية الاخرى الاتعاظ بها ومنها.
تحويل قيادات الاخوان من البديل والحاكم الى نزلاء في السجون اعطى درسا بليغا لغيرهم. خصوصا لفروع الحركة في البلدان الاخرى. بدأت في تونس مع الاشارة الى دور الحركة العمالية والحركة السياسية التونسية التي تمكنت من تحديد دور حركة النهضة وحجمه في القيادة السياسية للبلاد والتغييرات. كما انعكس هذا في بلدان اخرى وفي تغير توجهات الحركة وفروعها التي انتعشت عاما وأرادت "التمكين" بسرعة ورفضت المشاركة والعمل من اجل المصالح الشعبية والوطنية العامة. ومع كل ذلك ما زالت اطراف من الحركة او انقسامات منها تنشط في الجماعات المتطرفة او تمد لها خيوط التواصل والتأثير والتهديد بها.
القضية التي لم تتعلم منها الحركة في التجربة المصرية وغيرها انها لم تعتبر من التجربة الجزائرية المأساوية وما الحقته من كوارث دموية، وقامت بإعادة انتاج الاعلان السريع عن استثمار العملية الديمقراطية وصندوق الانتخابات للوصول الى السلطة اولا ومن ثم العمل على "التمكين" والهيمنة على السلطة والتسلط الاستبدادي بعدها كما رأت وتمردت عليه في فترات سابقة. (ينبغي عدم نسيان تصريحات رئيس الوزراء التونسي الاول حمادي الجبالي وإعلانه عن نفسه بالخليفة وكذلك حوار راشد الغنوشي مع السلفيين الذي نشر في يوتيوب عن التمكين). فهل يستفيد من تبقى منهم، سواء في مصر وخارجها، من تلك الدروس والعِبر والتاريخ!.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى بغداد.. وان طال السفر!
- اليسار ونكبة العرب
- الانتخابات الرئاسية استحقاق أم رد فعل!
- في الاول من ايار/ مايو *
- صفحات من التاريخ السياسي/ مظاهرة شباط/ فبراير 1928
- وثبة كانون الثاني 1948*
- الاسلام السياسي والثورات الشعبية
- دور العسكر في السياسة
- من يفخخ السيارات؟
- تشويه المفاهيم هدف مرسوم
- استطلاعات الرأي وكلاب الحرب
- قبعة موفق
- العراق: جيش وسياسة
- العراق: البعبع! *
- العراق: تحالفات سياسية*
- العراق: أحزاب وسلطة *
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة


المزيد.....




- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم الموسوي - الاخوان المسلمون من البديل الى النزيل