حسين الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 23:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجهاد الكفائي... وجهاد النكاح.
الحديث عن مشارف العلماء، والعظماء حديث طويل عريض، ربما لا تكفي لإحصائه دواة، او قرطاس؛ بما يمتلكوه من علم، ومعرفة، وانسانية في هذا الكون، والوارثون الحقيقيون للأنبياء، والأولياء، والصالحين على مر التاريخ.
قد لا يتبادر الى اذهان الاخرين نحن نتكلم عن كل من استطاع ان يشحذ على جزء يسير من المعرفة بشيً ما، ولا يعد هذا من كابينة العلماء، او ضمن مقياس"الربيون"، الذي ذكرهم القران الكريم، وانما العلماء الحقيقيون هم الذين قال عنهم الرسول الكريم(صلواته تعالى عليه وعلى آله) العلماء ورثة الانبياء، او علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل، وبهاذين القولين من سيد الخلق اجمعين، يتبين لنا ان من لم ينهل من صروح العلم، والمعرفة الالهية، ويتربى في احضان الامامة الاثني عشرية فقد يكون خارج الكابينة التي ارادها الباري عز وجل، والنبي الكريم، واهل البيت(عليهم السلام).
وقد نقبنا في صفحات التاريخ، والقرون السالفة، عن دور العلماء في العالم الانساني، والمعرفي؛ حيث وجدنا ان العلماء الذين تغذوا من بحر المعرفة االالهية، وترعرعوا في احضان المدرسة المحمدية، قد سجلهم التاريخ على صفحاته بكل فخرا واعتزاز؛ كونهم قضوا جل حياتهم من اجل الرسالة السامية، والحفاظ على الامه من الانحراف، والتشظي، وصححوا كثير من السلوكيات الخاطئة؛ والتي تؤدي في نهاية الامر الى انحراف الامة بالكامل، وتجعلها تعيش على مفهوم القتل، واستباحة الدماء، وهتك الاعراض، ولا يمكن لها ان تتقدم، وتواكب العالم؛ تحت هذه المفاهيم، والسلوكيات التي ركزها تجار السقيفة، في كبد الامة الاسلامية.
ان علماء، وفقهاء، ومراجع الجعفرية لم يكونوا يوما ليصدروا فتوى لمصلحتهم الشخصية، او حسب الطلب الاوربي، او مقابل رصيد في البنوك الاسرائيلية، كما يعمل بها المتمرجعين في الاسلام، والذين تتطاير يوميا عشرات الفتاوى من افواههم كاللعاب، وانما الفتوى لدى المرجعية الحقيقية هي مصير امة، ودين، ووطن، ولا تتعلق بطائفة، او قومية، او حزب؛ ولذلك نجد بين فتوى واخرى عقود، وهذا التوخي والحذر الشديد والدقة المتناهية في الفتوى تجعلها فلسفة كبيرة، لم ولن يفهمها علماء جهاد النكاح، والاسلام الداعشي.
فنجد اليوم شتان بين الاثنان بين من يفتي بمحاربة الكفر، والطغيان، والحفاظ على حماية الشعب، ومقدرات البلاد، والوقوف امام المخططات الارهابية؛ التي تريد حرق البلدان، وجعلها ساحة لنحر المسلمين، وانتهاك حرماتهم، وسلب مقدراتهم، وبين من يفتي بهتك الحرمات، وسلب المقدرات، واحتلال البلدان؛ تحت مفهوم الغنائم"وجهاد النكاح"...
#حسين_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟