أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة: مسائل ضدّ الدين والتدين [2]














المزيد.....

لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة: مسائل ضدّ الدين والتدين [2]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 18:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


# الفصل الثاني: {لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة}
~~~~~~~~~~
أغلب الديانات التي تمتلك أتباعاً، قد تطوّرت عن أشخاص جهلاء أو شعوب أمية جاهلة منذ أكثر من مئات أو آلاف السنوات. وجميع الديانات تقريباً قائمة على أفكار ومفاهيم هؤلاء البدائيين.
تعود جذور الديانة اليهودية إلى حوالي أكثر من 6000 سنة. الديانة المسيحية قائمة على مفاهيم تعود لأكثر من 1900 سنة. الديانة المحمدية ظهرت منذ حوالي 1100 عام وتقوم في أغلب مفاهيمها على أفكار ومعتقدات مستمدة من ديانة سامية أو يهودية، والتي كانت هي الأخرى مزيجاً من شذرات فلسفية وأسطورية من حضارات أقدم كالآشورية، الكلدانية، المصرية، والهندوسية.
كتبنا وأفكارنا الدينية تعود في تاريخها إلى تلك الأزمنة الغابرة، ويتوقع منا رجال الدين أن نتّبع تعاليم ووصايا إله قديم يعود في تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، بل حتى 10000 عام.
هؤلاء الكتّاب القدماء لم يكونوا يملكون أي معرفة بالعلوم الحديثة. لم يكونوا يمتلكون تلسكوبات ليتعلّموا مبادئ علم الفلك، لم يكونوا قد أدركوا بعد حقيقة أنّ هناك الملايين من النجوم. لم تكن لديهم أي أدوات علمية. تعليمهم كان بدائياً. ولم يكن يعرف القراءة والكتابة سوى بضع أشخاص بارزين ومهمّين منهم. كان الكهنة والقساوسة هم الكتّاب الوحيدون تقريباً. أمّا العوام فلم يكونوا يعرفون سوى القليل ما عدا ما قاله لهم حكّامهم وكهنتهم.
كانت الآفاق العقلية محدودة بسبب انعدام الاتصال مع الشعوب الأخرى. وهؤلاء الذين كتبوا الكتاب المقدس لم يكونوا يعرفون أنّ الأرض كروية أو أنّ هناك قارة موجودة بكاملها هي أمريكا. لم يكونوا يعرفون شيئاً عن قطب الأرض الشمالي أو القطب الجنوبي. والطوفان الذي كان يضرب منطقتهم المحدودة كانوا يظنّون أنّه ضرب الأرض كلها. جميع من يعرفونهم ابتلعهم الطوفان، لأنّ الوحيدون الذين كانوا يعرفونهم كانوا على مقربة منهم. لم تكن هناك طائرات أو قطارات أو سيارات أو سفن. كانت الطرق عبارة عن سبل ضيّقة، وكان السفر إمّا على ظهور الأحصنة أو الجمال أو البغال أو الثيران أو سيراً على الأقدام. وكان السفر لمسافة تقارب العشرين ميلاً يعتبر رحلة شاقة وطويلة.
ولهذه الأسباب بالضبط كان الأشخاص الذين ذهبوا في رحلات بعيدة عن منازلهم أو قراهم قليلون جداً. لم يكن النظام البريدي قد اكتشف بعد. أمّا النظام الذي لدينا اليوم لم يكشف إلا عام 1840، أي منذ حوالي مئة عام. كان الحكّام والولاة يرسلون رسلاً إلى نقاط محددة ليستلم رسول آخر عنه الرسالة، لكن سيارة واحدة اليوم بإمكانها أن تغطي وخلال نصف ساعة منطقة أكبر من تلك التي كانوا يغطونها خلال يوم كامل.
لم تكن هناك مجلات، صحف يومية، أو مكتبات عامة. لم يكن هناك راديو. بل كانت قرية الإنسان، أو مجموعة رفاقه من الخيالة أو الصيادين، كانت تلك فرصته الوحيدة لنيل المعرفة وتحصيلها مهما كان نوعها.
كانت عقلية الإنسان آنذاك تتطور بشكل بطيء وشحيح. وكانت الفرص ضيّقة وضئيلة أمام أي تطور عقلي غني ومثمر. العقول البدائية لم يكن لديها أي مخزن للمعرفة تستمدّها منه وتتغذّى عليه. بل مارسوا تأملهم لحقائق الحياة وخمّنوا حولها. الطبقات الأذكى كانت لديهم متسع من الوقت والكثير من الراحة ليتأمّلوا كيف بدأ العالم، وما هي القوى المسيطرة والفاعلة فيه، وما الذي يجب أن يفعله الناس. كانت الحصيلة اللغوية والمفرداتية لدى الإنسان العادي محدودة وفقيرة. والأعراق البدائية اليوم في الأقاليم والمناطق التي ولدت فيها دياناتنا هم من أكثر الشعوب بدائية وتخلّفاً على وجه الأرض [صحيح فعلاً]
ومن داخل دهاليز عقول تلك الشعوب البدائية المتخلّفة والجهالة ولدت مفاهيمنا وأفكارنا عن الآلهة، الشياطين، العفاريت، الجان، الملائكة، وجميع الكائنات الخفية المتلاعبة والخبيثة التي طاردت الإنسان وتلاعبت بمصيره وقدره. إذن هل نحن على هذه الدرجة من التخلّف والرجعية العقلية لنكون بحاجة للاعتماد على خيالات وأفكار وخرافات عقول جاهلة، متخلفة، بدائية، خرجت للتو من مرحلة البربرية، لتحدّد لنا الغرض من حياتنا الهدف منها وطرق تفكيرنا في هذا الزمان الذي ينيره التقدم العلمي والفرص المتاحة والمفتوحة على مصراعيها للبحث والدراسة وتحصيل المعرفة؟
الأشخاص الأذكياء والعقلاء لا يقبلون بهذه التعاليم البدائية ولا يؤمنون بها.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين متوارث: مسائل ضدّ الدين والتدين [1]
- حالات صرع الفص الصدغي عبر التاريخ/ محمد: سيرة سيكولوجية[21]
- حالة فيل ديك/ محمد: سيرة سيكولوجية [20]
- الوحي الذي أوقع الجمل على ركبتيه/ محمد: سيرة سيكولوجية [19]
- أصل ومصدر تجارب محمد الدينية/ محمد: سيرة سيكولوجية [18]
- محمد وليلة الإسراء والمعراج/ محمد: سيرة سيكولوجية [17]
- صَرَع الفص الصدغي/ محمد: سيرة سيكولوجية [16]
- أفكار انتحارية/ محمد: سيرة سيكولوجية [15]
- محمد يشعر بالنشوة/ محمد: سيرة سيكولوجية [14]
- مقارنة بين الإسلام وطائفة النرجسي/ محمد: سيرة سيكولوجية [13]
- ۞-;- فضلات محمّد المقدّسة/ محمد: سيرة سيكولوجية [12]
- إيمان محمد بقضيّته/ محمد: سيرة سيكولوجية [11]
- أثر خديجة على محمد/ محمد: السيرة السيكولوجية [10]
- محمد: سيرة سيكولوجية [9]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [8]
- الأصول البدائية للدين والأخلاق
- محمد كان هو أول من خالف القرآن [تعقيب على قارئين]
- مصادر القرآن: بحث في مصادر الإسلام، وليم غولدساك، الجزء [4]
- مصادر القرآن: بحث في مصادر الإسلام، وليم غولدساك، الجزء [3]
- مصادر القرآن: بحث في مصادر الإسلام، وليم غولدساك، الجزأين [1 ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة: مسائل ضدّ الدين والتدين [2]