أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - مفاهيم مُشوهة ~ الخوارج















المزيد.....

مفاهيم مُشوهة ~ الخوارج


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التاريخ يكتبه القَتَلة ، أما المقتولين فتاريخهم يُكتب بأيدي قاتليهم .

وأياً كانت القيم السامية التي قُتل لأجلها القتيل ، فهي تُقتل بقتله ، بل لا يُكتفى بقتلها ، فتُشوه، ويُمثل بها ، لتصل مُشوهة لمن يأتي من بعده .

الإعلام الذي يتصدره غِلمان وجواري البدو ، والذي يُسيطر على الفضاءات المرئية والمسموعة ، يستند في مرجعيته لثقافة أؤلائك البدو ، ويُسقط مُفردات تلك الثقافة الهابطة على كل ما يستجد من أحداث .

لذلك نرى شيوع إستعمال مُفردة خوارج ، في وصف الدواعش والقواعد ، وغيرهم من قاطعي الرؤس وحارقي الأكباد ، لإظهارهم بمظهر الخارجين عن ثقافة البداوة ، رغم أنهم مُنتج أصيل من مُنتجات ثقافة العربان الهابطة. ولا يستقيم أبداً وصفهم بالخوارج.

الخوارج تاريخياً هم فئة من أبناء الأمم المقهورة، التي إجتاحها وباء البداوة ، وتم إستلاب أوطانها ومُقدرتها ، وطمس هويتها القومية ، وسرقة ألسنتها وثقافتها ، لتُجبر على إعتناق ثقافة البداوة، والتي قُدمت لها على أنها دين سماوي المصدر، والحديث بلسان البدو الذي قدم لها على أنه لسان جنة البدو المزعومة.

الخوارج كانوا هم الفئة الأكثر وعياً من أبناء تلك الأمم ، والذين أدركوا في وقت مُبكر جداً ، المؤامرة البدوية التي حيكت ضد أوطانهم فخرجوا عنها.

تَحتَ عنوان الدعوى إلى الى الله ، إنساقت هذه الفئة شأنها شأن بقية أبناء وطنها وراء الدعواى البدوية ، لتجد نفسها طرفاً في صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل.

صراع بين أبناء العمومة من أؤلائك البدو الأجلاف، الذين نقلوا أحقادهم وثاراتهم من وراء كثبانهم الرملية ، إلى شواطئ الحضارات الإنسانية على ضفاف دجلة والفرات .

قاتلت تلك الفئة تحت رايات البدو المُهترئة مواطنيها ، لنصرة أحد زعماء أؤلائك البدو في حربه الأولى، والتي خاضها ضد زوجة إبن عمه ، ونبيه ، ورسوله، والتي يُلزمه كتابه المُقدس بأن يجعلها أُماً له .

وبعد أن نصروه في حربه القذرة تلك ضد أُمه ، وجدوه يرفض إقامة قوانين الحرب على أمه المهزومة وفريقها ، تلك القوانين التي كان يطبقها على أبناء وطنهم ممن هزمهم ، ليعيد أُمه الشمطاء تلك ، مُعززة مُكرمة إلى ديار البدو ، بعد أن تسببت في نحر ما يزيد على عشرين ألفاً من مواطنيهم في تلك الحرب .

بمُجرد إنتهائه من حربه تلك ، نقلهم لحرب أخرى ضد أحد أبناء عمومته ، ولما قاربوا على تحقيق النصر له، إستفاقت فيه دمائه البدوية ، وأراد الجُنوح للسلم الذي دعاه إليه إبن عمه ، وهنا أدركت هذه الفئة أنها إنما كانت تُستغل ، وتُتستعمل لصالح نزوات ذاك البدوي ، وأن حروبها تلك ، لم يكن الله أبداً طرفاً فيها كما أوهمهم البدوي ، الذي يتبعونه ويحاربون تحت رايته ، فخرجوا عنه وقالوا قولتهم الشهيرة : لا يحكما أبد الدهر مُضري .

فكانوا أول من أسقط تلك المقولة ، التي جعلها اؤلائك البدو مُقدسة ، بنسبتها إلى نبيهم الذي لاينطق عن الهوى بحسب زعمهم ، والتي تقول أن الإمارة لاتكون إلا في قريش.

لو قُدر لتلك الفئة أن تنتصر في حربها ، وأن تُسقط تلك المقولة ، لجنبت هذه المنطقة الكثير من الخراب والدمار ، والذي كان سببه الأساسي هو تحكم أجلاف قريش في مُقدرات هذه الأوطان.

لو أُسقطت تلك المقولة لحُكمت هذه الأوطان بواسطة أفراد من أبنائها ، والذين سيحملهم إنتمائهم لأوطانهم إلى العودة إلى ثقافة أوطانهم الأصيلة ، والخلاص شيئاً فشيئاً من ثقافة البداوة القبيحة.

لكن البدو والمُستغفلين من أبناء تلك الأوطان المُستلبة ، تالبوا على تلك الفئة وقضوا عليها ، لترزح هذه المنطقة بكل أوطانها تحت سطوة الأمير القرشي البدوي ، الذي ظل لايراها إلا غنيمة وهبها إلهُه المُتجبر له ، حتى وصل الأمر مع ضعف دولة البدو تلك ، إلى أن يسعى كل ساعي للسلطة للبحث عن بدوي قرشي ليحكُم بأسمه ، الأمر الذي أوصل هذه الأوطان إلى حالة من التردي ، صارت فيه تُحكم بغلمان من بدو قريش لم يبلغوا الحُلم ، يتم تنصيبهم وخلعهم وفق أهواء من كانوا خدمهم وعبيدهم ، ولانزال حتى يومنا هذا ، ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين ، نُعاني من أثار تلك المقولة الشريرة، فكل حاكم من حكام اليوم ، يجتهد قدر إستطاعته ، ليجد له نسباً لبدو قريش ، ليعطي الشرعية لحكمه وإستبداده .

فمِنَ القابِع على مملكة الدعارة والحشيش على ضفاف الأطلسي ، والذي يُلقب نفسه بأمير المؤمنين ، ومروراً بالمخبول القذافي ، الذي كانت كل وسائل إعلائمه تؤكد نسبه الشريف لبدو قريش، وحتى مبارك مصر ، الذي حين أدركه الغرق أبان التمردات التي قادت لخلعه ، جند من يدعو بهذه الدعوى ، ووصولاً لإبن أم ولد الإنجليزية ، والذي يسمي مملكته بالهاشمية ، وحتى أصحاب العمائم السود في بلاد فارس ، الذين يُميزون أنفسهم بعمائمهم السود على بقية أبناء وطنهم ، لأنها تدل على أصولهم البدوية القُرشية. فكل من أراد أن يمتطي ظهور الحمقى والمغفلين بحث له عن نسب في بدو بني هاشم ، لتذل له أعناق السفهاء وتخضع.

الدواعش وملحقاتهم ليسوا خوارج هذا العصر ، ولا يستحقون حمل هذا الشرف ، بل هم دواخل هذا العصر ، الذين يدخلون في دين البداوة أفواجاً ، وينتمون طوعاً لتلك الثقافة البدوية المُنحطة، ويريدون الإحتكام لخلاصة إفرازاتها النتنة.

خوارج هذا العصر ، هم من يرفضون أن يُحكموا بواسطة بدوي متخلف من قريش ، يدعى أن يحمل نسباً شريفاً بإنتسابه لتلك القبيلة المُتوحشة.

خوارج اليوم هم من يرفضون الإحتكام لتعاليم أؤلائك البدو ، ويرفضون أن تُدار حياتهم وفق تعاليم التوحش والإنحطاط البدوي القُرشي.

خوارج الأمس ، هم من أسسوا لما نراه اليوم من ثورة وتمرد ، يقودها المتنورين ، والمثقفين ، من أبناء الأوطان المُستلبة ، على الهجمة الجديدة لتلك الثقافة البدوية القذرة التي تعود اليوم بدعم البترودولار .

إن جاز لنا إستدعاء مُفردة الخوارج من كتب التاريخ لنصف بها طائفة ما ، فهي ولا شك ستكون طائفة الليبرالين واليساريين والعلمانيين ، الذين يرفعون اليوم ذات الشعار الذي رفعه خوارج الأمس ، والذي يقول لن يحكمنا أبد الدهر قرشي بدوي إعرابي مُتخلف ، ولن تكون حياة أبنائنا رهناً لمشيئة تلك التعاليم الفاسدة، التي صاغتها قبيلة مُتوحشة ، لا تَمت إلى الحضارة الإنسانية بصلة.




#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهم الخاطئ للإسلام
- العَورة لا تُنجِب إلا أعور
- مريم يحيى تتحدى بجيدها الجميل قُبح إلهكم
- العسكرجية شرٌّ لابد منه
- Turd sandwich ~ سندويتش الغائط
- بين النعل والبيادة
- نُصوص بدوية ~ الإله الماكر والحياة الضنكا
- نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة
- نصوص بدوية ~ البركة المسروقة والمُغتصبة
- البداوة والمواطنة _ 3
- البداوة والمواطنة _ 2
- البداوة والمواطنة
- الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل
- دمشق العصّية
- البحث عن الله بين أنقاض الأديان الفضائية
- سرطاناتنا الحميدة
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - مفاهيم مُشوهة ~ الخوارج