|
إجعلوها شعارا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 21:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إجعلوها شعارا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) مقدمة : تعليق معاصر أثناء نشر كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية .. ) 1 ـ أثناء نشر حلقات هذا الكتاب الذى تمت كتابته فى القاهرة 26 يونيه 2001، تضطرنى فظائع ما يحدث اليوم فى العراق وسوريا الى التعليق للتنبيه مُجدّدا ، مع أننى سبق وأن حذرت من هذا من قبل .. ولكن العرب المحمديين قوم لا يفقهون . 2 ــ إن ( داعش ) ( الدولة الاسلامية للعراق والشام ) تسير على سُّنة إخوان عبد العزيز ، وتحاول أن تُنجز ما عجز عنه ( الأخوان النجديون ) فى عهد عبد العزيز . وقد إختلف إخوان عبد العزيز معه بسبب أنهم يريدون مواصلة جهادهم السّنى الوهابى بقتل أطفال ونساء العراق والشام ، وكان عبد العزيز يرى أن الوقت لا يلائم هذا ، وألأفضل تأجيله الى وقت لاحق . وأنشأ عبد العزيز تنظيم الاخوان المسلمين ليقوم عنه بهذه المهمة خارج مملكته فى الوقت الملائم . وجاء الوقت الملائم فى عصرنا البائس، حيث تفرع ويتفرع عن الاخوان عشرات التنظيمات الارهابية ، ومنها الآن تنظيم داعش الذى وجد مساعدات مالية ولوجيستية من مختلف الدوائر المحلية والاقليمية والدولية من السعودية والقاعدة والبعث وقطر والاخوان المسلمين وأمريكا ، إختلفوا فى الكثير ولكن إتفقوا على تدمير العراق والشام كيدا فى ايران . 3 ـ داعش تمثّل هذا التحالف الشيطانى ، وبؤرته فى السعودية الوهابية ( محور الشّر فى العالم ) وبدايته فى الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) ، وواسطة عٍقده فى الدولة السعودية الراهنة التى أسسها عبد العزيز آل سعدود بسيوف الاخوان النجديين ، ثم قضى عليهم وأعطى هذه الدولة إسم أسرته عام 1932 . 4 ـ لن نقول جديدا ، بل لمجرد التذكير بما قلناه خلال ثلاثين عاما وفى مئات المقالات والأبحاث ، وموجزهُ بالنسبة الى داعش هو هذا العنوان : (داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) . قد لا يُجب هذا العنوان القارىء . ولكنه أقل ما يُقال فى مجموعة من الوحوش تقيم المذابح للأبرياء باسم الاسلام ، وتُوصف بأنها ( حركة اسلامية ) ومن ضمن فعاليات ( الاسلام السياسى ) . كفى إمتهانا للاسلام أيها المحمديون ..!! 5 ـ ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : ـ إجعلوها شعارا ، يُقال عند سماع أى نبأ عن داعش ، وعند مشاهدة أى صور أو فيديو تنشره داعش فى قتل المدنيين ، وفى ارهاب المدنيين ، بل اكتبوه على الجدران والحيطان ، واجعلوه شعارات لمظاهرات حتى تسقط أسطورة داعش . هذا أقل ما يقال دفاعا عن الاسلام ورعاية لحق الضحايا المساكين .! أولا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : 1 ـ هناك كفر سلوكى : بالاعتداء المسلح ظلما وعدوانا وبالاكراه فى الدين . وهناك كفر قلبى ( عملى : تقديس الأضرحة ، علمى تقديس الكتب والأئمة ) . عندما يجتمع نوعا الكفر ( السلوكى والقلبى ) فهذا هو حضيض الكفر . الأسوأ ـ وهو أسفل السافلين ـ عندما يجتمع الكفر السلوكى والقلبى ثم ينتسب أولئك الكافرون الغُلاة الطُّغاة أنفسهم الى الاسلام .! . 2 ـ الاسلام دين الرحمة ، الذى أنزله أرحم الراحمين ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأرسل رسوله رحمة للعالمين : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) )الأنبياء ). إن أنبياء الله جل وعلا يدعونه بوصفه ( أرحم الراحمين ) : قالها يعقوب عليه السلام : ( قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) يوسف ) وقالها يوسف عليه السلام ( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) يوسف ) وقالها موسى عليه السلام ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) الاعراف ) وقالها أيوب عليه السلام : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء ). 3 ـ إن رب العزة هو ( أرحم الراحمين ) الذى أرسل رسوله رحمة للعالمين ، ولكن داعش وأخواتها من محور الشّر ــ الوهابية ــ يعبدون إلاها آخر غير الرحمن الرحيم ، يعبدون الاها فظّا غليظ القلب ، وقد إخترع لهم أسلافهم السنيون الحنابلة ( نبيا ) جعلوه فى ( السيرة النبوية ) يقتل الأسرى ويغتال المُعارضين ويعتدى على الآمنين ، وجعلوا دينه فى أنه مأمور أن ( يقاتل الناس ) حتى يُكرههم فى الدين . كل هذا بالمخالفة للقرآن الكريم . ثم ينسبون أنفسهم بكل فجور الى الاسلام العظيم . 4 ـ لذا نقول لهم : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) ثانيا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : 1 ـ من سوء حظ إقليم الشام والعراق الغنى بالأنهار والزراعة والحضارة أن يقع شمال الصحراء العربية ، وخصوصا منطقة نجد القاسية فى مناخها ، وبأهلها الأعراب الموصوفين فى القرآن الكريم بأنهم أشد الناس كفرا ونفاقا . وأوضحنا علاقة الأعراب باقليم الشام والعراق. ومن خلال تاريخ ( المسلمين ) نجد موجزا لهذه العلاقة : أن هجمات الأعراب تعتدى على اقليم الشام والعراق ، إما بتسويغ دينى مزور يستبيح قتل المدنيين والنساء والأطفال وسبى النساء ، باستخدام شعار الجهاد (السُنّى أوالشيعى ) ، وإما هجمات عادية تحترف السلب والنهب . بدأ هذا بالخوارج ، ثم حركة الزنج ، ثم القرامطة ، ثم أخيرا الوهابية ، وربيبتها داعش . 2 ـ كل هؤلاء انتهوا فى قمامة التاريخ ، مجرد صفحات تصرخ فيها ملايين الضحايا الذين لا ذنب لهم ، والذين لا يابه أحد بهم . انتهى أولئك البُغاة الطُّغاة ، ولكن بعد أن قتلوا وسلبوا و سبوا واسترقوا وظلموا الملايين من الضحايا المساكين . وعلى سنتهم تسير داعش واخواتها من الوهابية السعودية محور الشّر . وستنتهى داعش والوهابية كما انتهى السابقون فى نفس صندوق الزبالة . 3 ـ داعش تكرر نفس جرائم السابقين ليس فقط فى إنتحال إسم الاسلام العظيم بل أيضا فى السلب والنهب للمصارف والبنوك ، وفى السبى والاغتصاب ( جهاد المناكحة ) وقتل الجميع بلا تمييز عشوائيا أو مع سبق الاصرار والتعمد . 4 ـ هل نُذكّركم بقوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)) النحل ) ؟ أرجو عندما ترون فيديو لهم وهم يقتلون الضحايا المساكين أن تقولوا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : ثالثا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : 1 ـ سبق أن نشرنا هنا مقالات عن نشأة الحنبلية وتأثيرها فى تدمير العراق. ثم جمعناها فى كتاب منشور فى موقعنا ( أهل القرآن ) بعنوان : ( الحنبلية ــ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) . أوضحنا قيام شيوخ الحنابلة فى العراق بتحويل العوام والرعاع واللصوص وقطاع الطُّرق ( العيارون ) الى قادة وجنود للتطرف . وأسهم الحنابلة فى تأخر الحياة العقلية للمسلمين ، وفى استئصال المعتزلة أئمة المنهج العقلى وفى اضطهاد العلماء السنيين من الطبرى الى أئمة الأشاعرة . ثم قامت الوهابية منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن بنشر ( الجهل الدينى ) والتزمت الحنبلى جنبا الى جنب مع الجهاد بالتوسع والاحتلال وقتل النساء والصبيان والمدنيين . وبتجنيد العوام وبأموال البترول والصراع على نفط الخليج اقليميا ودوليا تتولّد تنظيمات وحشية ينتظم فيها آلاف العوام من الشباب اليائس والناقم ، يجدون فرصتهم فى الزعامة والانتقام من مجتمع تتركز فيه السًّلطة والثروة ، ويجدون فى قتل المخالف لهم فى الدين والمذهب وسيلة لإطفاء إحباطاتهم المُزمنة وعُقدهم النفسية . 2 ـ مستحيل أن نتخلص من الارهاب بالحلول الأمنية والعسكرية ، حتى لو جمعنا كل الارهابيين والمتطرفين فى العالم كله وأقمنا لهم أفران الغاز حرقا .. الفكر لا يواجهه إلا فكر . سيظل الفكر الارهابى سائدا وعاتيا يقتل ملايين البشر ويُفسد فى الأرض طالما يظل ينسب نفسه الى الاسلام دون مناقشة . سيظل هذا الفكر لارهابى يُنتج أجيالا وأجيالا من الارهابيين . لذا لا نملُّ من الدعوة الى تأسيس حركة فكرية إصلاحية تعضدها تشريعات تؤكد الحرية المطلقة فى الدين والفكر والابداع للجميع حتى الوهابيين أنفسهم . بدون هذه الحرية ستظل الوهابية مُحصنة من النقد والنقاش بحجة أنها الاسلام . الوهابية تحتاج الى سُلطة تحميها من النقاش . فإذا تعرضت وحدها للنقاش بعيدا عن عصا السًّلطة سقطت . 3 ـ وطال نُطلق على داعش وأخواتها من الوهابية مسمى ( حركة اسلامية ) و ( الاسلام السياسى ) وطالما نمنحهم إسم الاسلام العظيم ـــ ظلما وعدوانا ـــ فأبشروا بالمزيد القادم من بحور الدماء للعلمانيين والمسيحيين والشيعة والوهابيين وغير الوهابيين وسائر العوام المساكين . 4 ـ لذا أرجوكم : إرفعوا شعار : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ). مع الاعتذار للكلاب .!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ق1 ب 3 : الأعراب والاخوان وقتل النساء والصبيان :
-
ق1 ب 3 : تثقيف البدو ليكونوا اخوانا يقتلون النساء والصبيان
-
ق1 ب 3 : التحالف بين العلماء والاخوان ضد عبد العزيز
-
ق1 ب 3 : فكر إبن عبد الوهاب مصدر البناء الايدلوجي للاخوان
-
ق1 ب 3 : مشكلة ( الأمر بالمعروف وتغيير المنكر ) فى الوهابية
...
-
ق1 ب 3 : مشاكل البناء الايدولوجى للإخوان الوهابيين النجديين
-
ق1 ب 3 : مدخل الفصل الثالث عن التكوين الايدلوجى للاخوان الوه
...
-
زواج المتعة من تانى
-
ق1 ب 2 : الصدام المسلح الأخير ونهاية الاخوان الوهابيين فى عه
...
-
الصدام المسلح الأول بين عبد العزيز آل سعود والاخوان الوهابيي
...
-
ق1 ب 2 : مؤتمر الرياض العام قبيل الصدام العسكرى بين الاخوان
...
-
ق1 ب 2 : رد عبد العزيز آل سعود على مؤتمر الارطاوية وبداية ال
...
-
معذرة : تعليق معاصر على ماسبق فى موضوع ( المعارضة الوهابية .
...
-
ق1 ب 2 : أول مؤتمر للمعارضة الوهابية لعبد العزيز آل سعود
-
ق1 ب 2 : الظروف التاريخية لمؤتمرات المعارضة الوهابية لعبد ال
...
-
ق1 ب 2 :المرحلة الأولى من معارضة الاخوان الوهابيين لعبد العز
...
-
ق 1 ف 1 الاخوان الوهابيون وتحديد حدود المملكة السعودية
-
الأخوان الوهابيون وتأسيس ملك عبد العزيز : ( المملكة السعودية
...
-
ق1 ف 1 الأخوان الوهابيون قوة عسكرية:
-
ق1 ف 1 أولا :تكوين الأخوان ( الوهابيين )وتأسيس الهجر (مستوطن
...
المزيد.....
-
جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
-
عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
-
العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق
...
-
المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
-
عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت
...
-
بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ
...
-
الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش
...
-
الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش
...
-
بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
-
العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|