|
لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟
صادق إطيمش
الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 17:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟ حينما تعرضت مدينة سامراء في اوائل شهر حزيران من هذا العام إلى هجوم شرس وواسع من قبل عصابات إرهاب داعش وكل القوى المتآمرة معها على الإخلال بأمن العراق وقتل اهله بدءً بالبعثفاشية الإسلامية الجديدة ومروراً بكل عصابات الجريمة وجيوش الإرهاب الطائفية لقوى الإسلام السياسي وانتهاءً بزمر الإرهاب النقشبندية التي لا تقل تخلفاً وهمجية عن قريناتها في الجريمة ، وكاد هذا الهجوم الواسع والشرس على اهل هذه المدينة التي يعلم الجميع عن إنتماءهم الديني ان يبلغ هدفه في نشر الرعب والقتل والإرهاب، إلى جانب الخطة الموضوعة بهدم المرقدين المقدسين لدى كثير من المسلمين داخل هذه المدينة وخارجها ،وكاد الأمر ان يصل ايضاً إلى ذلك الإحتقان الطائفي الذي سببه نسف المرقدين عام 2006 من قبل هذه العصابات ايضاً ، وإن اختلفت اسماءها إلا ان معدنها الإجرامي واحد لا يتغير، بعد ان حدث كل ذلك قبل إحتلال الموصل من قبل هذه العصابات باسبوع واحد لم يستطع الإرهاب الوصول إلى ما كان يريده في مخططه الإجرامي هذا . وبذلك تجنب وطننا وأهلنا فتنة طائفية جديدة قد تكون اشد وادهى من الفتنة الطائفية التي اثارتها تفجيرات المرقدين آنذاك. السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا فشل هذا المخطط الإرهابي في سامراء ؟ ولماذا توجه الإرهابيون بعد فشلهم في سامراء إلى الموصل اولاً وإلى تكريت ثانياً ونجحوا في توجههم هذا ؟ ولماذا لا زال الإرهابيون يعشعشون في اكثر من مدينة في محافظة الأنبار وعلى الحدود العراقية السورية بشكل خاص ؟ جميع هذه الأسئلة بحاجة إلى اجوبة صريحة وواضحة لا تأخذ بنظر الإعتبار سوى الوصول إلى الطريقة المثلى لحماية ارض الوطن والمحافظة على حياة اهله من كافة الصراعات مهما لبست هذه الصراعات من ثوب وعلى اي فكر إرتكزت. أعتقد ان الإجابة على السؤالين الأخيرين فيما يتعلق باسباب سقوط الموصل وتكريت بيد الإرهابيين والسؤال المتعلق بوجود عصابات الإرهاب في مدن متعددة من محافظة الأنبار يحتاجان إلى المزيد من التحليلات السياسية والعسكرية التي صدر قسم منها من هذا المسؤول او ذاك والتي تكاثرت وتناقضت في الفترة الأخيرة بحيث إنتشرت التكهنات والتأويلات التي لابد لها وأن تُدرس دراسة مستفيضة لتحليل اسباب هذه الأزمة وما رافقها من إنتكاسة عسكرية وسياسية لمجمل العملية السياسية في العراق ولكل القائمين عليها وفشل هؤلاء في مواجهة التحديات التي يواجهها المواطن العراقي كل يوم بسبب سياساتهم الطائفية المقيتة ومحاصصاتهم اللصوصية التي يمارسونها مع احزابهم الدينية وغير الدينية منذ سقوط دكتاتورية البعث وحتى يومنا هذا. أما الإجابة على السؤال الأول والمتعلق بفشل الإرهاب في تحقيق مخططاته الإجرامية في سامراء اثناء هجومه الواسع عليها في اوائل شهر حزيران الحالي فهو من البساطة والسهولة بمكان بحيث لا يستطيع اي مشكك بالإجابة ان ياتي بجواب بديل . الجواب يتعلق وبكل سهولة بموقف اهل هذه المدينة البواسل من الإرهاب وتصديهم الحاسم والقوي لعصاباته بحيث افشلوا بصمودهم كل ما اراد هؤلاء الإرهابيون تحقيقه في مدينتهم هذه. لقد دافع السامرئيون عن مدينتهم كعراقيين ، ولم يدافعوا عنها كسنة او شيعة او عرباً او كورداً . لقد دافع السامرئيون عن المقدسات التي تضمها المدينة والتي يعتبرها الكثيرون انها مقدسات للطائفة الشيعية فقط ، في حين اثبت اهل سامراء الأبطال بان هذه المراقد هي مقدسات عراقية دافع عنها ابناء هذه المدينة لأنهم قفزوا على كل المسميات الأخرى غير ان يكونوا عراقيين اولاً. لقد دافع السامرئيون عن هذين الإمامين وعن مرقديهما لانهم يحسبون انفسهم ينتمون إلى هذين الإمامين تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً ودينياً ايضاً . واخيراً وليس آخراً فقد دافع السامرئيون عن اهلهم وعرضهم فقدموا مثالً لنضال الشعب العراقي من اجل هذه القيم التي ارادت الوحوش الداعشية البعثفاشية وكل من تآمر معها على هذا الوطن واهله الإنقضاض عليها وانتهاكها اسوة بما عملته في سوريا وفي افغانستان وفي اليمن وفي غيرها من كل ارض تقع تحت انياب هؤلاء الوحوش الضارية . لقد قدم اهل سامراء الأبطال في هذا الموقف العراقي الصميمي المثل الأروع بالإنتماء للهوية العراقية والقفز الأمثل على كل الهويات الأخرى التي اراد لها فقهاء الإسلام السياسي ودهاقنة التعصب القومي وشيوخ الإصطفاف العشائري ومريدو التمحور المناطقي ان تسود وتطغى على هويتنا المشتركة دوماً ، هوية الإنتساب للعراق ولأهل العراق اينما وُجدوا ولأي قومية انتموا وبأي دين تدينوا. هذا الإنتماء الذي تجلى لدى اهل سامراء نريده ان يكون الإنتماء الأساسي لقواتنا المسلحة وكل قوى الأمن الداخلي حينما تقف اليوم دفاعاً عن الأهل والشرف والمقدسات . حينما تقف دفاعاً عن الأرض المشتركة لنا جميعاً بكل إنتماءاتنا والتي يريد المجرمون إستباحتها والنيل منها ، ارض العراق . العراق وطننا جميعاً وهو لنا الملجأ والمستقر الواحد الأحد وليس هناك من وطن شريك له في هذه الوحدانية . وكما نطلب ذلك ونرجوه من قواتنا المسلحة نطلبه ايضاً من كل اولئك البواسل الذين دفعتهم مشاعرهم الوطنية للدفاع عن ارض الوطن سواءً بفتوى دينية او بغير هذه الفتوى ، فالدفاع عن الأرض والعرض لا يحتاج إلى توجيه من الآخرين ، إذ انه شعور مكنون يهيج كالبركان إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك. إن ما نريده ونطلبه ونرجوه من هؤلاء البواسل ان يتمثلوا باهلهم في سامراء ويقفزون على كل إنتماء آخر غير الإنتماء العراقي . يكفينا فخراً ان نهتف باننا ابناء العراق ، وهذا لا ينتقص من إنتماءنا إلى اي اسم آخر او اية جهة او طائفة او قومية او عشيرة اخرى، بل يزيد كل هؤلاء فخراً بان من ينتمون إليهم لا يفكرون بانفسهم فقط ، اي انهم ليسوا انانيين ، انهم عراقيون فقط . ولتكن كل ارض العراق ســـــــــــــــــــــا مــــــــــــــــــــــــــــــراء الدكتور صادق إطيمش
#صادق_إطيمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
-
أيها الناس ... إنه العراق . . .
-
حربنا مع الإرهاب
-
من المسؤول ...؟
-
صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق
...
-
الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
-
التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
-
حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني
...
-
الشيخ قال كِدَه ...
-
ثمانون عاماً
-
عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
-
وسنظل نواجه التخلف الفكري
-
مغالطات اليعقوبي
-
نعم ... نحن لها
-
مَن سيكسب الرهان ...؟
-
وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟
-
نواب ام أذناب ؟
-
سوريا بين مآسي الحاضر وآفاق المستقبل
-
البعثفاشية والإسلام السياسي وقاموسهما المشترك
-
الثلاثي المتآمر على إغتيال ثورة الرابع عشر من تموز
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|