أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد علي عبود - الاستراتيجية الامريكية تجاه العراق دراسة في البعد النفطي















المزيد.....



الاستراتيجية الامريكية تجاه العراق دراسة في البعد النفطي


شهد علي عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملخص البحث :
سيظل العراق ولعقود قادمة مركز شدٍّ وجذبَّ دوليين للعديد من الأعتبارات والأسباب المتنوعة، منها الأقتصادي ومنها الجيواستراتيجي، ومنها الحضاري والثقافي. أذ شهد التاريخ السياسي للعراق الكثير من المتغيرات كانت نتيجة تداخل وتشابك المصالح الإقليمية والدولية في منطقة تعتبر من اشدِّ المناطق حساسية في العالم. فمن الناحية الأقتصادية يشكل العراق ثاني أحتياطي في العالم من النفط، والذي يُنظر إليه على أنه حجر الأساس لمكونات الأقتصاد العراقي، ومن هذه الزاوية بالتحديد سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى تفعيل وتركيز مكوناتها السياسية والأقتصادية بأتجاه العراق بالتحديد سعيا لتسويق ما تعتبره أساسا لحضورها الدولي وأستمراريته.
وإذا كان الأقتصاد يُعد عصب السياسة الدولية، فإن العامل الجيواستراتيجي للعراق، لا يقل أهمية عن أي عامل مؤثر في عمليات الجذب الدولي تجاهها. وهذا ما فعلته الإدارة الأمريكية من الناحية العملية عند تنفيذها لعملية أحتلال العراق، إذ هدفت أن يكون العراق المرتكز الرئيس لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يمتد من المغرب العربي إلى اليابان والفيليبين وأندونيسيا، على أن يكون الخليج العربي قلب وعصب هذا المشروع من خلال التحكّم بالرئة التي يتنفس منها العالم وهو النفط. أذ لم تعد خريطة النفط و الآبار والإمدادات وتأمين الطرق، مسألة تقع ضمن أهتمام شركات صناعة النفط ودوائر التجارة والمال والأقتصاد خارج الإدارة وداخلها، بل بات النفط محل أهتمام دوائر الدفاع والأمن القومي والمخابرات والشؤون الخارجية، هكذا أصبح النفط شأناً مرتبطآ بالنفوذ الدولي، وقيادة النظام العالمي، ولم يعد مجرد أمر يتعلق بضمان الرفاهية للشعب الأميركي فقط, أذ أدركت الإدارة الأمريكية أن لا مفر من حكم العالم إلا عبر بوابة الخليج وهذا ما فعلته بأحتلالها للعراق.
وعلى الرغم من كل محاولات إدارة جورج بوش الأبن في التقليل من الأعتماد على النفط العربي وبخاصة الخليجي ، لكن الهدف تحوَّل من السعي لتقليل الأعتماد على النفط العربي، إلى أستهداف السيطرة على منابعه للتحكّم في تدفقه وتقدير وأسعاره. أذ إن الأستغناء عن النفط العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، والعراقي بدرجة أخص، أمر مستحيل. أذ أنَّ معظم الأحتياجات ولمدى زمني غير قليل سوف تكون من منطقة الخليج العربي ولأكثر من سبب، فاكتشاف النفط وإنتاجه هناك أقل تكلفة من أي منطقة أخرى في العالم، ثمَّ أنَّ جودته عالية، ولا بديل مناسب، وقد جربت واشنطن الأستغناء تدريجيا عن وارداتها النفطية من الخليج، لكنها فشلت، وأدرك أركان الإدارات المتعاقبة قبل وصول جورج بوش الأبن، أنَّ الأعتماد على النفط الخليجي حقيقة لا يمكن تجاوزها. أمَّا البديل فيتمثل في السيطرة، والهيمنة على مصادر الطاقة يبدأ من الخليج، والحلقة الأخطر في ذلك المخطط تبدأ من العراق.
ولهذا أولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن، أهتماما لافتاً لملف القضية العراقية، وطرحت برنامج العقوبات الذكية بهدف تضييق الخناق عليه وأستنزاف قدراته وإمكاناته الأقتصادية. ففي مارس/ أبريل 2003م، قامت الولايات المتحدة وبالتعاون مع بريطانيا بغزو العراق في مارس/ أبريل 2003 بهدف فرض هيمنتها على دول المنطقة والسيطرة على مصادر النفط.
إن أختيار العراق هدفاً، المقصود منه التطبيق الأمثل لقدرة النظام العالمي للتعامل مع الدولة المناوئة، ولا سيما تلك التي تقع في مراكز الثقل من العالم، أذ أنَّ العراق يشكل منطقة إستراتيجية مفصلية هامة تربط ما بين دول الخليج العربي وتركيا، وهو الأقرب إلى دول آسيا الوسطى، ويمثل الحدود البرية مع كل من إيران وسوريا, وهذا يعني أحتلال العراق يكمل حلقة السيطرة على الشرق الأقصى والأوسط، ويحد من أمتداد نفوذ كل من روسيا الأتحادية والصين، كما يحد من أنتشار المصالح الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط.
إضافة إلى أن موارد العراق، ويأتي في مقدمتها النفط الذي يمثل أكثر من 12% من حجم النفط العالمي، أذ يحتل نفط العراق المركز الثاني من حيث الأحتياطي العالمي بعد السعودية, والمخزون الحقيقي أعلى بكثير من الأرقام المتداولة، مع جودته العالية, وأحتمالات الأكتشاف الجديدة هائلة، مع قلة التكلفة الإنتاجية. والمحصلة النهائية تؤكد أن السيطرة على العراق تعني التحكم فيما يقارب نحو ربع إجمالي أحتياطي النفط العالمي، ثمَّ أنَّ العراق بموقعه الأستراتيجي يجعل من يسيطر عليه، يسيطر على ثلثي الأحتياطي العالمي للنفط الذي يتركز في الخليج العربي. ولعلَّ ذلك يضمن للولايات المتحدة تحقيق أكثر من هدف جزئي في سياق أهدفها الأساسية التي تتركز في :
1. السيطرة على نفط العراق تقلل من أعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على النفط الخليجي.
2. السيطرة على ثروة نفطية بهذا الكم تساعد على التحكّم في أسعار النفط والتصدير والأنتاج.
3. التأثير بقوة في المصالح الاقتصادية للقوى الطامحة في لعب دور في النظام الدولي، عبر التحكّم في إمداداتها من النفط الخليجي. فالسيطرة على العراق تمثل الحلقة الأخطر في مخطط الهيمنة على مصادر الطاقة العالمية، عبر التأثير في الاقتصاد العالمي لعقود عديدة قادمة.
أن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بأتخاذ العديد من الأجراءات في إطار تنفيذ إستراتيجيتها، الهادفة لتحقيق الهيمنة في إطار النظام العالمي الجديد، سواء للسيطرة على مصادر الطاقة في العالم، أو للوجود العسكري في هذه المنطقة الإستراتيجية الهامة من أجل إعادة رسم الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط. وإضعاف العالم العربي لصالح أمن (إسرائيل)، وكسب موضع قدم داخل آسيا سواءً في الوسط أو الشمال على الحدود الروسية والصينية، والأقتراب من إيران وسوريا أستعدادا لاستئناف الطريق التي بدأته من أفغانستان للوصول إلى محطات ودول أخرى تمانع وتقاوم النهج الأمريكي، وكلها نوايا قائمة وأهداف غير معلنة للإستراتيجية الأمريكية المبنية على القوة والغطرسة والمصالح النفطية. وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على نفط الشرق الأوسط، تعني تكامل العولمة الاقتصادية، ووضعها تحت سيطرة النظام العالمي الجديد إلى جانب السيطرة السياسية والعسكرية.

المقدمة :
سيظل العراق ولعقود قادمة مركز شدٍّ وجذبَّ دوليين للعديد من الأعتبارات والأسباب المتنوعة، منها السياسية والأقتصادي والجيواستراتيجية، ومنها الحضارية والثقافية. أذ شهد التاريخ السياسي للعراق الكثير من المتغيرات كانت نتيجة تداخل وتشابك المصالح الإقليمية والدولية في منطقة تعتبر من اشدِّ المناطق حساسية في العالم. ومن هذه الزاويا بالتحديد العامل الاقتصادي واخص به وجود النفط في العراق سعت الولايات المتحدة الأمريكيةالى تفعيل وتركيز مكوناتها السياسية والأقتصادية بأتجاه العراق بالتحديد سعيا لتسويق ما تعتبره أساسا لحضورها الدولي وأستمراريته.
إن أختيار العراق هدفاً، المقصود منه التطبيق الأمثل لقدرة النظام العالمي للتعامل مع الدولة المناوئة، ولا سيما تلك التي تقع في مراكز الثقل من العالم، أذ أنَّ العراق يشكل منطقة إستراتيجية مفصلية هامة تربط ما بين دول الخليج العربي وتركيا، وهو الأقرب إلى دول آسيا الوسطى، ويمثل الحدود البرية مع كل من إيران وسوريا, وهذا يعني أحتلال العراق يكمل حلقة السيطرة على الشرق الأقصى والأوسط، ويحد من أمتداد نفوذ كل من روسيا الأتحادية والصين، كما يحد من أنتشار المصالح الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط.
إضافة إلى أنَّ موارد العراق، ويأتي في مقدمتها النفط الذي يمثل أكثر من 12% من حجم النفط العالمي، أذ يحتل نفط العراق المركز الثاني من حيث الأحتياطي العالمي بعد السعودية, والمخزون الحقيقي أعلى بكثير من الأرقام المتداولة، مع جودته العالية, وأحتمالات الأكتشاف الجديدة هائلة، مع قلة التكلفة الإنتاجية. والمحصلة النهائية تؤكد أنَّ السيطرة على العراق تعني التحكم فيما يقارب نحو ربع إجمالي أحتياطي النفط العالمي، ثمَّ أنَّ العراق بموقعه الأستراتيجي يجعل من يسيطر عليه، يسيطر على ثلثي الأحتياطي العالمي للنفط الذي يتركز في الخليج العربي. ولعلَّ ذلك يضمن للولايات المتحدة تحقيق أكثر من هدف جزئي في سياق أهدفها الأساسية التي تتركز في :
1. السيطرة على نفط العراق تقلل من أعتماد الولايات المتحدة الأمريكيةعلى النفط الخليجي.
2. السيطرة على ثروة نفطية بهذا الكم تساعد على التحكّم في أسعار النفط والتصدير والأنتاج.
3. التأثير بقوة في المصالح الاقتصادية للقوى الطامحة في لعب دور في النظام الدولي، عبر التحكّم في إمداداتها من النفط الخليجي. فالسيطرة على العراق تمثل الحلقة الأخطر في مخطط الهيمنة على مصادر الطاقة العالمية، عبر التأثير في الاقتصاد العالمي لعقود عديدة قادمة.
ولهذا أولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن، أهتماما لافتاً لملف القضية العراقية، وطرحت برنامج العقوبات الذكية بهدف تضييق الخناق عليه وأستنزاف قدراته وإمكاناته الأقتصادية. ففي مارس/ أبريل 2003م، قامت الولايات المتحدة وبالتعاون مع بريطانيا بغزو العراق بهدف فرض هيمنتها على دول المنطقة والسيطرة على مصادر النفط. نظراً للأهمية المتعددة الوجوه التي يحضى بها العراق الجيوستراتيجية والاقتصادية والسياسية تاتي مدخلاتها الاهتمام الامريكي بالعراق فالسيطرة عليه تعني السيطرة على مفصل جغرافي حيوي في المنطقة وما حولها والسيطرة على ثرواته لاسيما النفط تعني التحكم في متغير استراتيجي اقتصادي مؤثر في ترتيب هيكلية النظام الدولي بالاضافة الى الحاجة الاقتصادية الذاتية له كما أنَّ احتواء العراق تعني احتواء دوره السياسية الفاعل في المنطقة.

أهمية البحث :
أن أهمية البحث تكمن في دور النفط في صياغة الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق, وكيف أصبح النفط مسوغ أساسِ لغزوا العراق وأحتلالهُ, وما آلت اليه هذه الحرب في تغير النظام العراقي وتدمير البنى التحتية وتأثيرات هذه الحرب على منطقة الشرق الأوسط وتحقيق أهداف وغايات الولايات المتحدة الأمريكيةفي دعم أستراتيجيتها تجاه هذه المنطقة.

مشكلة البحث :
تكمن مشكلة البحث في كون أنَّ الغزو الأمريكي للعراق، قد سهّل من عملية تحقيق أهداف كانت تسعى إليها الولايات المتحدة الى تحقيقها عن طريق موقع العراق الجيوستراتيجي من أجل الهيمنة والأستحواذ على نفط الخليج العربي والسيطرة الفعلية على منطقة الشرق الأوسط والتحكم عن قرب بأيران وسوريا لخدمة الحليف الأستراتيجي, إلا وهو (أسرائيل).

فرضية البحث :
يفترض البحث وجود نظرية مفادها : من يحتاج الى من؟ هل العراق كان بحاجة الى الحرب من أجل التخلص من النظام السابق وتحرير الشعب العراقي؟ أم أنَّ الولايات المتحدة الأمريكيةكانت محتاجة الى هذه الحرب لتحقيق أهداف وغايات ومساعي كانت تطمح الى تحقيقها عن طريق الحرب؟

هدف البحث :
يهدف البحث الى معرفة مدى تاثير الحرب على العراق في وصول الولايات المتحدة الأمريكيةالى القمة في تحقيق اهدافها من خلال سيطرتها على العراق الذي يتمتع بالنفط كثروة هائلة وموقعه الجغرافي المتميز الذي يتيح للولايات المتحدة الأمريكيةأنَّ تحكم السيطرة على منطقة الشرق الأوسط من نواحي عدة وخصوصا بشان موضوع السلاح النووي الأيراني ودعم دور (أسرائيل) في المنطقة وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.

هيكلية البحث :
تتناول الدراسة الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق دراسة في البعد النفطي, متناولة أهمية العراق الجيوستراتيجية كمحور أول, والمحور الثاني يتناول موضوع الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق قبل أحداث 11/ أيلول/ 2001م كمطلب أول وبعد أحداث 11/ أيلول/ 2001م كمطلب ثاني لكي يكون البحث ملم بكل التوجهات الأستراتيجية تجاه العراق, في حين يناقش المحور الثالث مكانة النفط العراقي في الأستراتيجية الأمريكيةأذ يناقش المطلب الاول دور النفط في الغزو الأمريكي, ويطرح المطلب الثاني دور الشركات النفطية في دعم الأستراتيجية الأمريكيةفي العراق, والمحور الرابع يتناول دراسة مستقبلية حول آفاق التعاون الأمريكي العراقي بشان مواضيع متعددة (الأقتصادية, والسياسية, والعسكرية).
 -;-
المحور الأول : أهمية العراق الجيو- أستراتيجية :-
يعد الموقع من أهم المقومات الجيو- أستراتيجية التي يعتمد عليها في تقويم قوة الدولة بسبب تأثيره الواضح على وضع الدولة الحالي ومستقبلها، رغم الأتجاه العام الذي يدعو إلى تقليل هذه الأهمية بسبب عوامل عديدة منها، التطور التقني الذي يكتنف عالم اليوم لأن الموقع الجغرافي ليس مجرد أرض تقل أهميتها بالتطور الحاصل في ميدان الأسلحة وقدرتها التدميرية بل يتكون من مجموعة عناصر ذات إبعاد إقليمية ودولية ويعد الموقع مورداً من موارد الثروة القومية وفي بعض الأحيان يكون رأس المال الوحيد للدولة.
وترجع أهمية العراق لموقعه المميز وقدراته المادية والمعنوية, أذ أنَّ أهمية العراق الأستراتيجية تكمن في النفط والموقع الجيوبوليتكي والتكوين السكاني والعمق التاريخي, هذه العوامل تمنح العراق قيمة أستراتيجية كبرى, أذ حظي العراق بموقع جغرافي ذي أهمية أستراتيجية بالغة فهو يقع في القسم الجنوبي من قارة اسيا والقسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي, فقد شكل هذا الموقع جسراً أرضياً يربط الخليج العربي بالبحر المتوسط عبر سوريا التي تعد مدخلاً للشرق الأوسط من جهة وبالبحر الأحمر عبر الأردن من جهة ثانية (1).
وللعراق أطلالة بحرية على الخليج العربي يبلغ طولها ( 55,56كم ) من رأس البيشة إلى أم قصر، فإذا ما أخذنا بنظر الأعتبار هذه الإطلالة البحرية الضيقة والطبيعية الخاصة لمنافذ الخليج العربي، وخصوصاً مضيق هرمز الذي يتصف بالضيق مع إشراف إيران الشرقي عليه, يتبين لنا أنَّ العراق يعاني من ضيق المنافذ البحرية من خلال هذا الموقع، وعلى الرغم من ذلك فقد أستفاد العراق من هذا المنفذ في توسيع تبادله التجاري، وعلى الرغم من ضيق الإطلالة العراقية على الخليج العربي إلا أنها تكتسب أهمية من الناحية السوقية.
أذ أنَّ أطلالته على الخليج العربي أعطته أهمية أستراتيجية وهذه الأهمية نابعة أساساً من الأهمية الأستراتيجية للخليج ذاته, أذ يتمتع الخليج العربي بمركز أستراتيجي مهم ودور أقتصادي متميز أضفى على الطريق الملاحي فيه أهمية خاصة, فالسيطرة على هذا الطريق تعني السيطرة على حركة الأساطيل العسكرية والتجارية ومن ثم السيطرة على الخليج, كما أنَّ وقف الملاحة فيه يعني من الناحية العملية وقف أمدادات النفط الى العالم وهذا يؤثر في اقتصاد الكثير من دول العالم بما فيها الدول الكبرى, ومن هنا يأتي أهتمام الدول بهذا الطريق الملاحي الأستراتيجي وضرورة المحافظة عليه (2).
أما في ما يخص الأهمية الأستراتيجية للعراق في المدرك الأستراتيجي الأمريكي, فنراها قد تزايدت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لكونه يتوسط القوس الممتد من وسط وشبه الجزيرة الأناضول حتى بحر العرب جنوب شبه الجزيرة العربية التي أرتكزت عليه الأستراتيجية الأمريكيةلتربط بين منطقة الدفاع الأطلسي والتواجد في القرن الأفريقي من جهة, فضلا عن وقوعه في منطقة الأمتداد الجغرافي البري من منطقة القوقاز حتى مشارق المحيط الهندي, أي أنه يتحكم في الارض التي تفصل الخليج العربي عن الأقليم الروسي من جهة اخرى, أضافة الى أنه يتمتع بموقع جغرافي أستراتيجي يقع على حدود مع أيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت (3).
أن الموقع الجغرافي المميز للعراق أعطاه أهمية أستراتيجية كبيرة ولهذا تزايد الأهتمام الأمريكي للعراق نظراً لأهميته الأستراتيجية المؤثرة على صعيدين الأقليمي والدولي على حد سواء, وتتضح هذه الأهمية من النواحي الآتية :- )4)
1. وقوع العراق على رأس الخليج العربي وعلى الطريق الأقصر الذي يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.
2. يشكل الخليج العربي ووادي الفرات طريقاً سوقياً مهماً بامتداده إلى مواني البحر المتوسط.
3. يقع العراق على أقصر الطرق الجوية التي تربط بين غرب أوروبا وجنوبها من جهه وجنوب شرق أسيا واستراليا من جهه اخرى.
4. تعد بغداد مركزاً مهماً لملتقى الطرق البرية في الشرق الأوسط.
5. أنه دخل كمنطقة استراتيجية للولايات المتحدة الامريكيه لتامين أمدادات النفط لها ولحلفائها الاوربيين، فضلاًعن انه أصبح بمثابة منطقة وثوب ستستخدمها القوات الامريكيه للتحرك نحو وسط وشرق أسيا، بعد أنَّ بدأت تباشر عمليات تامين مصالحها بنفسها دون الاعتماد على حليف كما كانت تفعل في السابق بمناصرتها إسرائيل على مدى أكثر من نصف قرن منذ عام 1948م.
6. أنه يقع على منطقة الفصل بين الحضارات المختلفة العربية والفارسية والتركية والكردية ومن ثم فان قرب الولايات المتحدة من هذه الحضارات ومحاولة تحريك القوميات التي تنتمي لهذه الحضارات بما يخدم مصالحها جعلها ترجح أنَّ تكون قريبة من هذه المنطقة وتباشر هذه المصالح بنفسها دون الاعتماد على غيرها.
وعلاوة على ذلك يمثل العراق الجهـة الشرقية لمشروع أسرائيل الكبرى المزعوم "من النيل الى الفرات" سواء كانت هـذه المساحة مطلوبة على نحو الأنتشار المباشر أو السيطرة العملية، وكونه يمثل عمـقاً استراتيجياً لدول جوار اسرائيل وكونه وسوريا وايران يمثلون قوس الفصل بين جناحي أنتشار قوات حلف الناتو, يمثل العراق أفضل موقع تستطيع القوات الأمريكيةأنَّ تنطلق منه الى أهـدافهـا دون أنَّ تقدم أية تنازلات فيما أذا أرادت من دول آخرى تقديم تسهيلات لوجستية لـهـا في حركتهـا. أنَّ موقع العراق مطلوب بشدة في مشروع الشرق الأوسط الكبير الممتد الى الهند كونه الفاعل الافضل على الشركاء في المنطقة كأسرائيل وتركيا.
أكملت الولايات المتحدة بأحتلالها لموقع العراق الجغرافي الجدار الذي رسمته لمصالحها الذي يبدأ من منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط وصولا الى تركيا و شمال أوروبا حيث قسمت بهذا الجدار العالم الى قسمين قسم يؤثر بشكل خطير في مستقبلهـا السياسي وهيمنتها على العالم وجعلته تحت سيطرتهـا بشكل أو بأخر والعراق جزء منه, وقسم آخر تتدخل فيه حسب مقتضيات مصلحتـهـا السياسية. أنَّ أهمية موقع العراق الجغرافي تصل الى مدى من يسيطر على هـذه الأرض تسهل عليه السيطرة على منطقة الجزيرة العربية ومن تكن له السيطرة على الجزيرة العربية يسيطر على منطقة الشرق الأوسط ومن ثم على العالم(5).

 -;-
المحور الثاني : الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق :
منذ نهاية الحرب الباردة وأنهيار الأتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكيةتسعى لأن تحافظ على مكانتها في أنَّ تتربع على عرش النظام الأحادي القطبية عن طريق وضع أستراتيجيات خاصة لكل منطقة في العالم, أذ تعتمد جميع أستراتيجيات الولايات المتحدة على نهج محدد وهو أستخدام نقاط القوة والضعف لكل منطقة وأستغلاله الأستغلال الأمثل بما يتماشى مع أهدافها وغايتها. ولا شك فأن منطقة الشرق الأوسط هي على رأس قائمة تلك المناطق لما لها من أهمية كبرى في الأستراتيجية الأمريكية.
ففي عهد (تورمان) تبنت الأدارة الأمريكية"استراتيجية الأحتواء" وفي عهد الرئيس (ايزنهاور) تبنت الأدارة الأمريكية"استراتيجية الأنتقام الشامل" وفي عهد (كندي) كانت هناك "استراتيجية الأستجابة المرنة" وفي عهد (جونسن) تبنت الأدارة الأمريكية"استراتيجية التدمير المؤكد" اما في عهد (نكسن) كانت هناك "استراتيجية العامودين أو الحرب بالوكالة" وتبنى (كارتر) بعد ذلك "استراتيجية التدخل المباشر والانتشار السريع" وفي عهد (ريغان) تبنت الولايات المتحدة "استراتيجية حرب النجوم والدرع الفضائي". وعندما تولى (بوش الأب) رئاسة الولايات المتحدة رفع شعار "النظام الدولي الجديد" واستراتيجية تكيف بقية الدول الكبرى والاقليمية مع الواقع الدولي الجديد وفي عهد (كلنتون) كانت هناك "استراتيجية الأحتواء المزدوج" لبعض الأنظمة التي ترى فيها الولايات المتحدة ما يهدد مصالحها. وفي عهد (بوش الأبن) تبنت الأدارة الأمريكية"استراتيجية الضربة الوقائية ومحاربة الأرهاب",(6) وفي عهد (باراك أوباما) نجد بأن الولايات المتحدة قد لجأة الى أستخدام القوة الذكية في مواجه متغيرات النظام الدولي, وربما يكون الدافع وراء تبني مثل هذه الأنماط من الأستراتيجيات هو طبيعة الواقع الدولي والاقليمي سواء كان أثناء الحرب الباردة أو بعد أنتهائها بعد زوال الأتحاد السوفيتي وبقاء الولايات المتحدة كقوة قائدة للنظام الدولي وما رافق ذلك من اتساع الحيز الجغرافي لمفهوم الحيوية مما يفرض على الولايات المتحدة تبني أستراتيجيات مختلفة لمجابهة أنماط متعددة من التحديات.
من خلال الأطلاع على الأستراتيجيات السابقة للولايات المتحدة نجدها تختلف بأختلاف الحدث الدولي القائم وبأختلاف القيادات السياسية التي حكمت الولايات المتحدة وهذه الأستراتيجيات تتماشي مع أهداف وغايات هؤلاء القادة والذي بدوره يتماشى مع أهداف ومصالح الولايات المتحدة في فرض هيمنتها على العالم.
ولما تم توضيحه سابقاً عن موقع العراق الجيو ستراتيجي في الشرق الأوسط ولما يمتلكه من موقع متميز وثروات طبيعية أهمها البترول فقد حظى العراق بجانب كبير من الأهمية في أستراتيجيات الولايات المتحدة منذ بدايات قرن العشرين والى يومنا هذا, أذ أنَّ للعراق قيم أستراتيجية مهمة في معادلة التوازن الدولي وهي :(7)
1. أن العراق يمثل الدعامة الأمامية للمعسكر الشرقي لا من حيث التوجهات السياسية, فالسياسة هي فن المتغيرات وأنما من حيث البعد الأيديولوجي من جهة والبعد الجغرافي والتأريخي من جهة آخرى فأن الأسس الفكرية لغالبية المجتمع العراقية هي أقرب الى التلاقي مع المدارس الشرقية دينياً وثقافياً ومجتمعياً.
2. أن العراق يمثل خياراً استراتيجيا يستثير غريزة المعسكر الغربي اولا لان من خلاله يمكن التأثير على قوة المعسكر الشرقي وثانيا لانه يشكل عمقا اقتصاديا هائلا له اكبر الأثر في تغيير معادلات الصراع من جهة اخرى.
وبشيئ من الأيجاز سوف يتناول البحث جانب من الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق قبل وبعد احداث 11/2001م.

 -;-
المطلب الأول : الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق قبل أحداث 11/أيلول/2001م :
كما هو معروف أنَّ الإستراتيجية الأمريكيةتعتمد على مبدأ اغتنام الفرص من أجل تحقيق مصالحها الإستراتيجية العليا على المستوى الدولي ، فانهيار الاتحاد السوفيتي أعطى الولايات المتحدة الفرصة للهيمنة عالمياً ولا سيما على المناطق ذات الأهمية الجيوستراتيجية، ويأتي العراق في مقدمة هذه المناطق ضمن منطقة الخليج العربي.
أحدثت حرب الخليج الثانية نقطة فارقة فى الفكر الأستراتيجى الأمريكى بصورة كان من شأنه إعادة الولايات المتحدة الى قلب الحدث العسكري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وينطوى هذا التحول على فائدة جوهرية أمام التحليل العسكرى, أذ أنَّ القوة التقليدية أكتسبت مكانة وأولوية متقدمة فى الأستراتيجية العسكرية الأمريكيةخلال التعامل مع حالات الصراع المسلح, أذ أنَّ القوة التقليدية الأمريكيةأستخدمت فى عاصفة الصحراء ضد خصم أتسم أدائه بالضغف السياسى والعسكرى، أذ أنَّ هذا الخصم هو الذى هزم نفسه بنفسه بالدرجة الأولى منذ البداية، من خلال أتباعه لإستراتيجية عسكرية أكبر من قدراته المتوفرة لديه وخصوصاً وأن العراق قد خرج من الحرب ضد أيران منهك القوى العسكرية والاقتصادية والذي خلق عدم تكافئ بين الطرفين من خلال عدم إدراك النظام السابق الأختلال في موازين القوى مع الطرف الأخر.
لقد أدت تداعيات حرب الخليج الثانية عام 1991، والفترة التالية لها إلى تحول كبير في شكل الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج تحديدا، في أتجاهين:(8)
الأول: اتساع نطاق التسهيلات العسكرية المقدمة للقوات الأميركية في قواعد ومحطات وموانئ ومطارات ومعسكرات ومراكز الغالبية العظمى من دول المنطقة ذات العلاقة بالولايات المتحدة، وتتضمن تلك التسهيلات حق أستخدام المجال الجوي وزيارة الموانئ واستخدام المطارات العسكرية وعمليات النقل الجوي والأنتشار المتقدم وخدمات الوقود والصيانة وتخزين الأسلحة إضافة إلى المناورات العسكرية المشتركة.
الثانى: تزايد عدد القواعد العسكرية الرئيسية بشكل غير مسبوق، وتأتى أهمية تلك القواعد من أنها تشكل مراكز عمليات عسكرية رئيسية شبه متكاملة، تتمتع باستقلالية نسبية، وقدرة عامة على دعم عمليات قتال جوية أو برية أو بحرية، ومكن ذلك القوات الأميركية من إدارة عمليات عسكرية رئيسية بشكل سريع في اتجاهات مختلفة دون حاجة لخطط حشد كبرى، أو إتمام ذلك الحشد بشكل سريع.
وبهذا خرجت الولايات المتحدة الأمريكيةمنتصرة من هذه الحرب بما مكنها من أنَّ تخلق حجة لوجود مجموعة من القواعد العسكرية الأمريكة في منطقة الشرق الأوسط بدافع وجود خطر يهدد تلك المنطقة حيث تنتشر القواعد العسكرية الأمريكيةفي 130 بلداً تقريباً في العالم بعدد يتجاوز (1000) قاعدة عسكرية, فوفقا للبيانات الأميركية تتضمن خريطة تمركز أو تحرك الوحدات العسكرية التابعة للولايات المتحدة ما يزيد عن 63 موقعا عسكريا في 11 دولة من دول الشرق الأدنى في منطقتي الخليج والقرن الأفريقي(9)، هذه الذريعة مكنتها من أنَّ تكون قريبة من ثلاث مناطق حيوية في منطة الشرق الأوسط اولها العراق ومن ثم (أسرائيل) وأخرها أيران رغم أنها لم يكن لها ذلك التأثير الكبير وخصوصا بعد هزيمتها على يد العراق وأتباعها سياسة العزلة من اجل بناء هيكلها الداخلي من جديد.
وبعد نهاية حرب الخليج الثانية مباشرة، أشرف بول وولفيتز نائب وزير الدفاع السابق على إعداد مجموعة من الخطوط الإرشادية سميت بـ "دليل تخطيط الدفاع" "Defense "Planning Guidance تضمنت أسلوب التعامل مع النظام العراقي السابق وبقية العالم في عصر ما بعد الحرب الباردة، أذ تضمنت هذه الخطوط الارشادية بأن على الولايات المتحدة أنَّ تنهي أستراتيجية الاحتواء لانها تعد من مخلفات الحرب الباردة وأن أمريكا ينبغي أنَّ تستخدم قوتها العسكرية الضاربة بصورة استباقية وعليها أنَّ تمنع الأخرين من استعمال الأسلحة النووية والكيماوية أو البيولوجية, وجاءت أحداث 11 أيلول 2001 لتعطي هذه الأفكار قوة دفع هائلة.
وفي عام 1997 تأسس مشروع "القرن الأمريكي الجديد" "The New American Century" على يد مجموعة من أبرز قادة التيار اليميني الجمهوري الأمريكي ويرأسه ويليام كريستول، وضم كذلك ريتشارد بيرل (الرئيس السابق لمجلس سياسات الدفاع أحد أقوى أجهزة التخطيط والتوجيه السياسي في البنتاجون), وينادي المشروع بتحقيق السيطرة الأمريكيةعلى العالم. وقد طالبت هذه المجموعة الرئيس بيل كلينتون وأعضاء الكونجرس في العام 1998 في رسالة مفتوحة ببدء العمل على "تغيير النظام في العراق والسيطرة على البلاد". واتباع سياسة تستند إلى استخدام القوة العسكرية لتغيير الخارطة السياسية في الشرق الأوسط (10). والمبادرة بشن الحرب حتى لو فشلت الولايات المتحدة في حشد حلفاء لها عبر الأمم المتحدة (11).
وفي عهد الرئيس السابق بوش الأبن أصبح أعضاء المجموعة الآنفة الذكر التي تضم بالإضافة إلى بيرل وولفيتز وراندي شومان رئيس لجنة تحرير العراق، وبعض رؤساء تحرير الصحف الذين يتمتعون بنفوذ كبير بفضل العلاقة الوثيقة التي تربطهم بوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني. وسبق لأفراد هذه المجموعة أنَّ ساندوا الحملة الأنتخابية للرئيس جورج بوش، وأسهموا في إيصاله إلى سدة الرئاسة عن طريق انتخابات تشوبها الشكوك بغية جعله وسيلتهم لتنفيذ خطة إسقاط النظام العراقي السابق، وكانت تلك الخطة تنطلق من عدة خيارات رئيسة : (12)
1- الخيار الدبلوماسي: المتمثل في العمل بوساطة الأمم المتحدة لفرض عقوبات ذكية على العراق، والضغط على صدام حسين للسماح لمفتشي الأسلحة الدوليين بالعودة إلى العراق بعد أنَّ منعوا من دخولها منذ عام 1998 ومواصلة البحث عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والذرية التي تزعم الولايات المتحدة بأنها موجودة بحوزة العراق والعمل على تدميرها.
2- التضييق السياسي: على نظام صدام حسين وممارسة المزيد من الضغوط عليه من قبل الدول المجاورة بهدف عزله، ودعوة هذه الدول لمناقشة تكوين حكومة عراقية تخلف حكومة صدام.
3- الاعتماد على قوى المعارضة العراقية: بقيادة (المؤتمر الوطني العراقي) الذي يتزعمه أحمد الجلبي، إذ كانت قواته وعناصره ووكالة المخابرات المركزية الأمريكيةالتي تدعمه قد اضطرت للانسحاب من شمال العراق منذ عام 1996 أمام هجوم قام به الجيش العراقي واتخذ المؤتمر الوطني آنذاك مقراً له في لندن إلا أنَّ إدارة الرئيس بوش بدأت، وتحت تأثير مجموعة وولفيتز، تفكر باعادة الأعتبار له بوصفه قوة معارضة رئيسة.
4- الخيار العسكري: الذي يقوم على شن حملة عسكرية على العراق تعتمد على القصف الجوي المؤثر، الذي يمكن أنَّ يؤدي إلى الأنشقاق داخل المؤسسة العسكرية العراقية، ويدفع بالضباط والجنود العراقيين إلى التمرد، على غرار ما حدث إبان حملة (عاصفة الصحراء) والعمل على تنظيم هؤلاء كقوة معارضة إضافية وفاعلة ضد صدام حسين.
وكان وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول فرصة ذهبية لأنصار المشروع من أجل تقديمه إلى الرئيس بوش وإقناعه به خاصة في ظل ما أصاب الكبرياء الأمريكي من جراء هذه الهجمات، حيث قدم المحافظون رسالة موقعة من كل من: كريستول وفوكوياما وروبرت كيجان وبيرل وغيرهم، وذلك في 20/9/2001م.(13)
ولم يعد هناك شك بأن الأحتلال الأمريكي للعراق كان جزءاً من رؤية استراتيجية أمريكية متكاملة لإعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط من منظور المصلحة الأمريكية, والتي تقوم على محاولة إبقاء الهيمنة الأمريكيةعلى العالم وإدامتها أطول فترة ممكنة، والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة على الساحة الدولية. وفي الوقت نفسه، فإن احتلال الولايات المتحدة للعراق واحتفاظها بوجود عسكري كبير فيه يحقق أهدافاً سياسية وعسكرية واقتصادية متكاملة يقوم العراق بدور محوري فيها.

 -;-
المطلب الثاني : الأستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق بعد أحداث 11/أيلول/2001م :
أتاحت أحداث 11 أيلول / سبتمبر للمحافظين الجدد تحت إدارة جورج بوش الأبن، أنَّ تأخذ الولايات المتحدة الأمريكيةللسير في مسار جديد في النظام الدولي، وان القراءة الدقيقة لوثيقتي إستراتيجية الأمن القومي الأمريكيةالصادرتين في العامين 2002 و 2006 توضح العديد من الرؤى الإستراتيجية التي حاولت فرضها على العالم وأبرزها :(14)
1. اعتماد مبدأ "الحرب الوقائية" في التعامل مع الأخطار، بدلا من سياسة الردع النووي، والدفاع الذاتي (العراق نموذجآ), وتدويل "الحرب على الإرهاب" وجعلها في صلب الدبلوماسية الأمريكية، حيث تتحكم بمستوى العلاقات مع الدول الأخرى والمساعدات ودرجة التعاون الاقتصادي، إلى جانب المزج بين الحرب الوقائية والإرهاب (أفغانستان نموذجآ).
2. فرض الهيمنة الاقتصادية من خلال التحكّم بمسار الطاقة والنفط على المستوى الدولي (محاولة الهيمنة على فنزويلا، السيطرة المطلقة على نفط الخليج، تطويق منابع النفط في بحر قزوين، احتلال العراق والسعي للإمساك بنفطه عبر الاتفاقية الأمنية).
3. إعادة النظر في تركيبة مجلس الأمن ونظام عمل الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الكبرى، بما يؤدي إلى منح الولايات المتحدة سلطة "حق النقض" الخاصة بها، دون باقي الدول الأربع الكبرى التي تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن.
4. إعادة النظر في الخارطة الجيو- سياسية في الشرق الأوسط، بما يتيح تفكيك بعض الدول المركزية في الشرق الأوسط وتمكين دول الأطراف من لعب دور مركزي بحماية أمريكية في مواجهة الدول الرئيسة في النظام الإقليمي العربي، وتساهم تلك الصراعات التي تمَّ نقلها من مستوى منخفض إلى مستوى عالٍ في شلِّ عمل مؤسسات النظام الإقليمي العربي وبخاصة جامعة الدول العربية والمنظمات المتفرعة عنها لصالح البديل الأمريكي.
5. الهيمنة على العراق وجعله نقطة الانطلاق المركزية في التحرك الإستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط, في مقابل توقّع حالة من عدم الاستقرار في منطقة الخليج خلال عملية تفكيك بعض الدول وإعادة تركيب أنظمة حكم جديدة ( كما يحدث في لبنان والعراق والسودان ودول الربيع العربي).(15)
6. تفكيك بعض مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية، التي تتعارض مع الأجندة الأمريكيةلصالح دعم مؤسسات وهيئات تتوافق مع الرؤية الأمريكيةتحت غطاء الليبرالية (نموذج ما يحصل في مصر والأردن ودول الخليج).
7. إعادة النظر في تركيبة الحلف الأطلسي ومبدأ الشراكة مع أوروبا، بما يضمن للولايات المتحدة دورا مميزا في الحالة الأوروبية، ويتيح لها استخدام العامل الاقتصادي الأوروبي في تخفيف العبء الواقع عليها في المساعدات الخارجية، وبخاصة مناطق النزاع.
8. الربط بين الخطط العسكرية والمنافع الاقتصادية التي تعود في الغالب لصالح شركات لها صلة بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع خصوصآ، ما ادى الى جعل الحروب التي تشنّها إدارة بوش لها صلة وثيقة بأطماع بعض الشركات الكبرى لجني المال، ولا شك أنَّ طريقة توزيع العقود النفطية في العراق تعزز تلك الشكوك.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكيةعن تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، رافقه تأييد دولي لتشكيله ، وقد تجاوبت الدول العربية مع هذا التحالف بالرغم من حساسية العالم الإسلامي إزاء مهاجمة دولة إسلامية (أفغانستان)، كان الهدف من وراء ذلك هو أصابع الاتهام الأمريكي للعرب لاشتراك مواطنين من الدول العربية في أحداث 11 أيلول / سبتمبر/2001م، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكيةفي تطبيق إستراتيجيتها لمحاربة الإرهاب ضمن تحالف دولي وتأييد عالمي بالهجوم على أفغانستان، لاتهامها بإيواء منظمات إرهابية وبخاصة تنظيم القاعدة.
لكن سرعان ما تبيَّن لدول العالم أنَّ الهجوم على أفغانستان لم يكن سوى المحطة الأولى في طريق طويل، ربما سبق التخطيط له منذ فترة، وكانت أحداث 11 أيلول / سبتمبر/2001م إشارة للبدء فيه, وكانت المحطة التالية هي العراق بخاصة والخليج بعامة.
حيث بدأت الولايات المتحدة في تصعيد الأزمة العراقية على المستوى الدولي، واتجهت للأمم المتحدة لتوفير الشرعية الدولية بما يخدم مخططاتها، كما أعادت الولايات المتحدة، صياغة إستراتيجيتها العسكرية فيما عُرف باسم "الهيمنة الأمريكية" والتي تتحدد في خلق مستوى عال من التوتر يصل إلى مستوى الأزمة، والتي تؤدِّي بدورها إلى الصراع العسكري أنَّ لم يستجب الطرف الآخر لمطالبها ، فعملت على إصدار القرار الدولي (1441)، من مجلس الأمن في 8/تشرين الثاني/2002م، كما قامت بالضغط على مفتشي الأمم المتحدة لإدانة العراق، والتحرّك داخل مجلس الأمن للتأكيد على أنَّ العراق لم ينفِّذ القرار (1441). وعندما فشلت في إصدار قرار جديد يتيح لها ضرب العراق، تجاوزت الشرعية الدولية، وبدأت في الحرب في عام 2003م.
الاسباب التي أستخدمتها الولايات المتحدة كحجة لغزو العراق :(16)
1- اﻻ-;-دعاء بامتﻼ-;-ك العراق ﻷ-;-سلحة دمار شامل وسعيه لتطوير أسلحة بيولوجية وبناء برنـامج لمثل هذه الحرب وبأن العراق على وشك أن يصنع أول قنبلة نووية.
2- اتهام العراق برعاية اﻹ-;-رهاب وبأنه يخطط لتزويد المنظمات اﻹ-;-رهابيـة وخاصـة تنظـيم "القاعدة" بأسلحة دمار شامل يمكن أن تستخدم في تهديد اﻷ-;-من العالمي بشكل عام وأمن الوﻻ-;-يات المتحدة بشكل خاص.
3- تهديد العراق لجيرانه كالكويت وإيران وسورية وتركيا.
إن الحجج الأمريكيةالمعلنة لإضفاء الشرعية على غزوها العراق واحتلاله هي حجج غير صحيحة، فكون العراق حسب ما تدعي الولايات المتحدة يملك أسلحة دمار شامل هو دليل غير مؤكد لأن جميع بعثات التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة وفي أثناء عملها الطويل على الأراضي العراقية لم تؤكد وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وهذا ما ثبت فعلاً عندما لم تتمكن القوات الأمريكيةمن جراء وجودها هناك بعد الغزو أنَّ تجد أي دليل يثبت ذلك.(17)
وما من شك في أن للحرب اﻷ-;-مريكية على العراق واحتﻼ-;-له في ربيع عام 2003 عدة أهداف متشابكة ومتداخلة بعضها ببعض على الصعيد السياسي واﻻ-;-قتصادي والعسكري ومعظـم هـذه اﻷ-;-هداف تلتقي مع اﻷ-;-هداف اﻹ-;-سرائيلية في السيطرة على مقدرات الشرق اﻷ-;-وسط. وهي: (18)
اولاً : السيطرة على نفط العراق : لكون العراق يملك أكبر مخزون احتياطي للنفط بعد السـعودية إذ من كـل اﻻ-;-حتياطـات تتراوح احتياطاته النفطية ما يقرب من 200 مليار برميل، أي ما يعادل 12% من الأحتياطي العالمي، أي باختصار يشكل النفط والسيطرة عليه أهم مصدر للطاقة للوﻻ-;-يات المتحدة على مـدى عشـرات السنين القادمة، كما يتيح لها الهيمنة على العراق وإضعاف نفوذ اﻷ-;-وبيك (OPEC) والـتحكم بأسـعار النفط، فضﻼ-;-ً عن أن حلفاء أمريكا مثل روسيا وغيرها سيضطرون لمفاوضة الولايات المتحدة من أجل الحصول على النفط. كذلك الصين واليابان يكونان بحاجة لعقد صفقات مع الوﻻ-;-يات المتحدة لشراء النفط العراقي, وعندئذ ﻻ-;- تكون الوﻻ-;-يات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم فحسب بل تسيطر على أهم موارد العالم وتتحكم بأسعار النفط وأسواقه.
ثانياً : قيام أمريكا بإعادة رسم خريطة الشرق اﻷ-;-وسط : لتتﻼ-;-ئم مع مصالحها الخاصة وتكون فيهـا إسرائيل حجر الزاوية, ففي سنة 1983، قدم المستشرق والمؤرخ اﻷ-;-مريكي اليهودي برنارد لويس مشروعاً إلى الكونغرس اﻷ-;-مريكي وافق عليه الكونغرس باﻹ-;-جماع يقضي بتقسيم منطقة الشرق اﻷ-;-وسط كلها إلى دويﻼ-;-ت بما فيها تركيـا وإيران وأفغانستان، وقد طرح جـورج بـوش اﻻ-;-بن هذا المشروع من جديد في آذار 2004 باسم الشرق اﻷ-;-وسط الكبير. وإن احتﻼ-;-ل العراق ما هو إﻻ-;- المفتاح الذي يفتح بوابة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ثالثاً : أستكمال بسط السيطرة العسكرية الأمريكية، والتي تمتد من آسيا الوسطى حتـى الخلـيج العربي وتهديد القوى الكبرى أو الناشئة مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية، وتهديـد دول أخـرى ﻻ-;- تتماشى مع المشروع اﻷ-;-مريكي – الصهيوني في المنطقة كسورية ولبنان، والتلويح بورقـة الضـغط العسكرية اﻷ-;-مريكية عليها لتمرير مخططاتها في المنطقة العربية.
رابعاً : الأستفادة من الحرب في إنعاش اﻻ-;-قتصاد اﻷ-;-مريكي الذي يعاني مـن الركـود والبطالـة وارتفاع نسب الفوائد، وللمحافظة على إنتاج مصانع اﻷ-;-سلحة وحماية الشركات الكبرى التي تعاني من الأنهيار، كما تغطي هذه الحرب على إخفاقات جهاز اﻷ-;-من اﻷ-;-مريكي FBI الذي يعاني مـن مشـكﻼ-;-ت عمﻼ-;-ئه في اﻻ-;-تحاد السوفييتي السابق.
إن مجمل هذه الأهداف السياسية والعسكرية والاقتصادية تصب في النهاية في إطار خدمة هدف أكبر وأكثر أهمية من المنظار الأستراتيجي الأمريكي، وهو تعزيز الهيمنة الأمريكيةعلى الساحة الدولية، وإضعاف دور الدول الأوروبية وروسيا واليابان والصين في الساحة الشرق أوسطية، وهو ما يضعف بالتالي من مكانتها الدولية. ويساعد ذلك بالضرورة على تمكين الولايات المتحدة من إدامة مكانتها كقوة عظمى وحيدة على الساحة الدولية لأطول فترة ممكنة مع محاولة إعاقة نمو أي قوى دولية أخرى منافسة وتطورها بكل الطرق الممكنة.
 -;-
المبحث الثالث : مكانة النفط العراقي في الأستراتيجية الأمريكية:
يمثل النفط احد المدركات الاساسية لحركة الاستراتيجية الأمريكيةفي التوجه ازاء العراق فالولايات المتحدة لديها المشروع الامبراطوري الذي يضمن لها الدور القيادي والمهيمن على المسرح الدولي وهي في سبيل تحقيق ذلك تدرك المنافسة العالمية من قبل دول اخرى تستند الى دائرة من عناصر القوة التي تمتلكها الادارة الأمريكيةوهذه القوى تسعى الى الوصول الى مستواها أو التفوق عليها في الدى المتطور.
وعلى الرغم من كل محاولات إدارة جورج بوش الأبن في التقليل من الأعتماد على النفط العربي وبخاصة الخليجي ، لكن الهدف تحوَّل من السعي لتقليل الأعتماد على النفط العربي، إلى أستهداف السيطرة على منابعه للتحكّم في تدفقه وتقدير وأسعاره. أذ أنَّ الأستغناء عن النفط العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، والعراقي بدرجة أخص، أمر مستحيل. أذ أنَّ معظم الأحتياجات ولمدى زمني غير قليل سوف تكون من منطقة الخليج العربي ولأكثر من سبب، فاكتشاف النفط وإنتاجه هناك أقل تكلفة من أي منطقة أخرى في العالم، ثمَّ أنَّ جودته عالية، ولا بديل مناسب، وقد جربت واشنطن الأستغناء تدريجيا عن وارداتها النفطية من الخليج، لكنها فشلت، وأدرك أركان الإدارات المتعاقبة قبل وصول جورج بوش الأبن، أنَّ الأعتماد على النفط الخليجي حقيقة لا يمكن تجاوزها. أمَّا البديل فيتمثل في السيطرة، والهيمنة على مصادر الطاقة يبدأ من الخليج، والحلقة الأخطر في ذلك المخطط تبدأ من العراق.
وعليه وبسبب المنافسة بين الدول ويعد النفط احد العناصر المجسدة لمفهوم القوة في عالمنا المعاصر فان سيطرتها على النفط العراقي سيعطيها المجال الاوسع لتحديد كميات الانتاج وكميات التوريد واسعار النفط وبالتالي اكمال حلقة السيطرة على نفط الخليج العربي والذي بدوره سيجعل تطور الدول الاخرى ونموها الاقتصادي خاضعين بشكل غير مباشر للاشراف الامريكي.
هذه التحديات ادركتها الولايات المتحدة الأمريكيةمنذ فترة طويلة, ولكي تضمن أستمرار تحكمها بالاسواق النفطية, صاغت الأستراتيجيات التي تستطيع سد احتياجاتها, فكان احتلال العراق والهيمنة على النفط السعودي والكويتي والأماراتي وقربها من ايران هي الركيزة الاساس في استراتيجيتها التي تضمن لها هيبة البقاء والسيطرة على العالم.
لذلك تركز أستراتيجية الولايات المتحدة على المتغير النفطي وتعارض اي خفض في حجم الانتاج النفطي, لأن هذا الخفض يؤثر على دينامية الاقتصاد الامريكي ويؤدي الى زيادة الأسعار التي من شأنها أنَّ تقود الى ركود الأقتصاد العالمي وهذا الركود يؤثر سلباً على الأستراتيجية النفطية للولايات المتحدة الأمريكية(19).
العراق كما هو معروف ثاني أحتياطي نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية أذ يقدر بحوالي 115 مليار برميل من النفط وفق تقارير منظمة أوبك وهو ما يكفي 148 عاما على مستوى الأنتاج الحالي 2,48 مليون برميل وهو ما يمثل نسبة 10,7% من الاحتياطات العالمية كما هو معروف طبقا لأحصاءات منظمة أوبك, كما تتوزع الأحتياطات النفطية في العراق على اثنتي عشر مجافظة عراقية, تحتل البصرة نسبة 60% من هذه الاحتياطات وحوالي 10% في كركوك أما الباقي فتتوزع على بغداد, والعمارة, والناصرية, وصلاح الدين, وأربيل, والموصل, وواسط, وديالى, وكربلاء, والنجف (20).
كما يرى بعض المختصين في شؤون النفط أنَّ أحتياطي النفط العراقي يتجاوز هذه الارقام بكثير, أذ ربما يتجاوز أحتياطي السعودية, وتشير نتائج الحفريات العميقة التي أجريت بصفة خاصة في منطقة الصحراء الغربية الى أنَّ المخزون النفطي الحقيقي للعراق أعلى بكثير من الأرقام المتداولة. أذ من المحتمل أنَّ تصل الى حوالي 250 مليار برميل نفط في العراق.
و أنَّ أهم ما يميز الحقول النفطية العراقية أنها تكون متعددة المكامن في الحقل الواحد فهي تقع على اليابسة وغير عميقة ومعظمها كبير جدا ولا يحتوي على تركيبات جيولوجية معقدة وتعد كلفة الاستكشافات والتطوير منخفضة جدا في العراق, اذ أنَّ تكلفة استخراج برميل النفط في العراق تتراوح بين (2-5) دولارات (21), أضافة الى غزارة انتاج النفط في العراق وخصوصا في المنطقة الجنوبية ويعود ذلك الى الأسباب الاتية :(22)
1- السمك العالي للمكامن النفطية ذات المسامية و النفاذية الجيدة.
2- و جود الصخور المصدرية المولدة لليهدروكاربونات.
3- وجود حوض جيوسنكلايني كبير ساعد على ترسيب العمود الطباقي و بسمك كبير والذي حافظ على المواد اليهدروكاربونية المتولدة من الفقدان.
4- و وجود التركيب الجيولوجية الواسعة والمؤهلة لأستيعاب كميات ضخمة من البيهدروكاربونات.
5- وجود المصائد النفطية التركيبية والطباقية المناسبة لتجمع و وقف هجرة النفط جحانبيا و عموديا.
أن كل هذه المميزات التي يتحلى بها النفط العراقي من ضخافة في الاحتياط النفطي وسهولة في الأستخراج وقلة في التكلفة شكلت دافع قوي في أنَّ يحتل النفط العراقي مكانة مهمة في أستراتيجية الولايات المتحدة في خوض حربها ضد العراق, وهذا ما تجلى واضحا بعد خوضها للحرب, حيث تسارعت الشركات النفطية الخاضعة تحت الهيمنة الأمريكيةالى توقيع العقود مع العراق بشان موضوع استثمار النفط العراقي وأستغلاله لخدمة مصالحها ودعم أقتصادها.
 -;-
المطلب الأول : دور النفط في الغزو المريكي :
إن النفط هو أهم سلعة في العالم, فبدون النفط، ببساطة سيكون مجتمع اليوم الصناعي مستحيلاُ, فالبترول والغاز الطبيعي هما وقود محرك الرأسمالية الحديثة. أذ يُسهم البترول بشكل كبير في إجمالي الناتج المحلي، وفي إيرادات الدولة، وميزان المدفوعات، والصادرات الخارجية, كما يلعب البترول والغاز دورًا أساسيًا في إنشاء صناعات وخدمات أخرى مرتبطة بهما، لعل من أهمها الصناعات البتروكيماوية والكهرباء، وتحلية المياه والصناعات الثقيلة ذات الكثافة العالية في استهلاك الطاقة.
فالنفط عماد الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي الولايات المتحدة ينام الناس ويصحون على أستهلاك البترول، حيث يبلغ نصيب المواطن الأمريكي من النفط عشرة أضعاف نظيره في أي بقعة من العالم، وحيث أنَّ سعر جالون البنزين يمثل لهم كل صباح اهتماماً يفوق أي أهتمام آخر بأحوال العالم (23). فالمواطن الأمريكي يختلف في أستهلاكه للطاقة عن غيره, فالمستهلك في اليابان يصرف نصف ما يصرفه الأمريكي في ذات القطاع وذات الحاجة وهذا يشرح الحاجة الأمريكيةالملحة للطاقة, كما أنَّ المستهلك الأمريكي لم يهتم للبدائل، فالسيارات تستهلك 14 مليون برميل يومياً وقود, وهذا رقم كبير جداً (24).
ولأهمية النفط في المدرك الأستراتيجي الأمريكي, لجأت الولايات المتحدة الأمريكيةالى تبني أستراتيجية نفطية مرتكزة على النقاط التالية :
1. أستمرار تدفق النفط رخيصاً إلى الأسواق العالمية، ويأتي ضمن هذا التوجه رفض أي تخفيض للإنتاج بهدف رفع الأسعار.
2. إضعاف منظمة أوابك ومنع قيام أي دور فعال للدول المنتجة.
3. تولي زمام القرار النفطي العالمي, وأستخدامه كأداة لفرض سيطرتها على العالم, ولتحقيق هذا الهدف، فإن ذلك يقتضي وضع النفط ضمن أولويات أمنها القومي, وبسبب أعتمادها على استيراد 60 % من احتياجاتها النفطية، فإنها يجب أنَّ تضع يدها مباشرة على منابع النفط الأساسية.
وعلى هذا الأساس فالأستراتيجية الأمريكيةربطت النفط بالمجال الأمني عبر تقوية الأقتصاد والتاكيد على تنع مصادره, اذ اعلن جورج بوش الابن عام 2002م (أن التنوع مهم ليس لامن الطاقة فحسب بل للامن القومي لان اعتمادنا على مصادر واحد للطاقة يجعلنا نتعرض الى انتكاسات وابتزاز)(25). ومن هنا رأى المفكر الامريكي هنري كسنجر مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأسبق, أنَّ خفض الأنتاج النفطي يعد تحديا للامن القومي الأمريكي(26), وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة المريكية الى أنَّ كل مليون برميل من النفط ينقطع عن السوق في اليوم, يؤدي ذلك الى أنخفاض في النتاج المحلي الأجمالي للولايات المتحدة الأمريكيةبنسبة تتراوح بين (0,3%-0,5%)(27).
ويتضح مما تقدم أنَّ النفط الخام ليس مجرد سلعة، ولكنه أداة من أدوات ممارسة النفوذ السياسي، وترى فيه الدول المنتجة للنفط مظهراً من مظاهر قوتها التي تستمد منها التأثير في مجريات الأمور العالمية، بينما ترى الدول المستهلكة أنَّ الاعتماد المتبادل بينها وبين المنتجين هو قناة أساسية من قنوات الحوار في إطار العلاقات الدولية للمحافظة على المصالح المشتركة وتطويرها, لهذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكيةأنَّ تضعف دور الدول المنتجة للنفط عن طريق فرض هيمنتها, وفقاً لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكيةتعيد ترتيب مناطق مختلفة من العالم وهيكلتها على قاعدة "تدفق إمدادات النفط والغاز" وذلك باستخدام آليتها العسكرية، خاصة أنَّ الإنفاق العسكري الأمريكي هو الأول في العالم، بالإضافة للنصيب الأعظم للولايات المتحدة من التجارة الدولية، مما أعطاها الثقة والقدرة على ممارسة الخيارات العسكرية بيسر في إدارتها لسياستها الكونية (28).
ويرى كثيرون أنَّ الولايات المتحدة قد خاضت حربي أفغانستان والعراق من أجل إيجاد موطىء قدم لها في مناطق غنية بالنفط كالعراق الذي يمتلك وحده أربعة أضعاف الاحتياطيات الأمريكيةبما فيها ألاسكا، أو متحكمة في مسارات خطوط الأنابيب كأفغانستان.
أذاً فالنفط هو المحدد المهم وراء الحرب الأمريكيةعلى العراق فإنه ليس بهدف إشباع الحاجة الأمريكيةالآنية له، بقدر ما هو أداة للسيطرة العالمية وبسط الهيمنة على واحد من أهم مصادر الطاقة في العالم، كي تكتمل مقومات الأمبراطورية الأمريكيةالمزمع بناؤها وفقاً لمشروع (القرن الأمريكي الجديد) الذي يرى دعاته، وعلى رأسهم "ديك تشيني" و "دونالد رامسفيلد" أنه لن يتحقق دون السيطرة على النفط. وإن الانتصار في العراق مَكن الإدارة الأمريكيةمن تحقيق مكتسبات على المستوى العالمي، إضافة إلى الهيمنة المباشرة على العراق.
 -;-
المطلب الثاني : دور الشركات النفطية في دعم الأستراتيجية الأمريكيةفي العراق :
مما هو معروف أنَّ المتغير النفطي أحتل جانبا من أهتمامات الأدارات الأمريكيةالمتعاقبة, وكانت أدارة الرئيس السابق جورج بوش الأبن هي الابرز, فقد شكل النفط احد اهم ركائز سياستها الخارجية, لذلك لم تخل أستراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكيةمنذ سبعينات القرن الماضي من وجود اهتمام وتخطيط واستثمار موارد النفط للتاثير أو احتكار سلطة القرار بما يتعلق بمختلف عمليات أنتاج النفط, بل وصل الامر الى أعادة أو ترتيب هيكلية مناطق مختلفة من العالم, على قاعدة ضمان تدفق الأمدادات النفطية (29).
لقد كانت الحرب ضد العراق نفطية بالأساس، لأن وفق الأستراتيجية الأمريكيةقد وضعت خطط وأهداف مسبقة للتحكم بنفط العراق ومن ضمن تلك الأهداف :(30)
1- إلغاء تأميم النفط العراقي الذي أنجزه صدام حسين في أوائل السبعينيات، عبر السعي إلى خصخصته في 24 شهراً مع منح الأفضلية المطلقة للشركات الأمريكية.
2- السعي إلى نزع صفة الكارتل عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وتغيير سوق النفط العالمية وذلك باستعمال العراق كأداة في هذه السياسة.
3- إغراق السوق بكميات تفوق حدود الأوبك، وإلى مستويات تدفع سعر البرميل إلى ما دون العشرين دولاراً في الفترة الأولى، ودفع العراق إلى ضخ المزيد من الكميات وبدون قيود، وقد أشار الى ذلك ديك تشيني بأن الإنتاج العراقي سيرتفع إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً في ستة أشهر.
4- إعادة إنشاء بؤرة مهمة للدولار الأمريكي عبر السيطرة على السلطة النقدية العراقية والجمارك وتمويل المشاريع المتعاقد معها في الخارج. وهذا من شأنه أنَّ يخلق ما يسمى في سوق النقد Band Wagon Effect مما يجبر دولاً أخرى على تهريب رساميلها إلى مظلة الدولار.
5- ربط المنشآت الصناعية الشرق أوسطية بشبكات إنتاج وتوزيع أمريكية.
6- تخفيف العبء عن الاقتصاد الأمريكي الذي يمر بأوقات صعبة نتيجة لحالة الركود والانكماش الاقتصادي التي يعيشها منذ بدء عام 2001 حتى الآن.(31) وتشير التقارير إلى أنَّ انخفاض سعر برميل النفط بمقدار دولار واحد يعني انخفاض مدفوعات الولايات المتحدة بمقدار 4 مليارات دولار في العام.(32)
7- إعادة هيكلة المنظمات الاقتصادية العالمية لتكون أكثر ملاءمة للمصالح الأمريكية.
من المعروف بأن هناك خمس شركات عالمية كبرى تسيطر على السوق العالمية للنفط، منها شركتان أمريكيتان، هما (إكسون موبيل، وشيفرون تكساسو) وشركتان بريطانيتان هما (البريطانية للبترول، وشل الملكية) بالإضافة إلى شركة (توتال الفرنسية). وتعد الشركة الأمريكية(إكسون موبيل) الكبرى بين الشركات البترولية العملاقة، حيث تبلغ قيمة الاحتياطيات 72 مليار لإكسون موبيل من بنك أنجلترا في نهاية عام 2007 ، وفي ذلك الحين أصبحت معدلات الإنتاج التي من المتوقع أنَّ تستمر لأكثر من 14 عاما, مع 37 من مصافي النفط في 21 بلداً تشكل مجتمعاً للطاقة التكريرية اليومية من 6.3 مليون برميل (33).
لم يشهد التاريخ الأمريكي تداخلاً في المصالح بين الإدارة والمجمع النفطي الأمريكي مثلما شهدته إدارة الرئيس السابق جورج بوش، خصوصاً في فترة حكمه الأولى، وهو ما لا يعد غريباً، من حيث أنَّ بوش نفسه "رجل نفطي" عمل قبل وصوله إلى البيت الأبيض في مجال التنقيب عن النفط في تكساس، وهو الذي جاء إلى الرئاسة بفضل دعم شركات النفط والسلاح التي تهيمن عليها القوى اليمينية المحافظة في الحزب الجمهوري. لذا لم يكن غريباً أنَّ تضم إدارة بوش الأولى ما يقرب من ستة أعضاء كانوا يعملون قبل توليهم مناصبهم العامة في شركات كبيرة للنفط.
حيث يعد ديك تشيني من أبرز الشخصيات التي جاءت من القطاع النفطي، حيث ترأس شركة (هاليبرتون للطاقة) حتى عام 2000، وهي ليست شركة واحدة بل مجموعة شركات تعمل في مجالات مختلفة كخطوط الأنابيب وتشييد السجون العسكرية وغيرها. حقق ديك شيني بفضل علاقاته السياسية أرباحاً خيالية من جراء صفقات بترولية قام بها في العراق لصالح شركة هاليبرتون في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء على أرباح كبيرة. وفي 26 يناير 2006 أعلنت شركة هاليبرتون "أن أرباحها عن سنة 2005 كانت أفضل أرباح حققتها في تاريخها الممتد عبر 86 سنة", أما شركة كي. بي. آر. (الفرع) فلقد تحصلت على عقود بقيمة 16 مليار دولار في نفس السنة في العراق (34).
وعملت وزيرة الخارجية الأمريكيةكوندوليزا رايس عضو مجلس إدارة في شركة "شيفرون تكساس" من عام 1991 إلى العام 2000. وتولى وزير الدفاع رامسفيلد منصب نائب رئيس شركة ويسترن النفطية، وكان شريكاً للرئيس بوش في شركة (إنرون)، وكذلك دونالد إيفانز وزير التجارة كان على رأس إحدى الشركات النفطية الكبرى، وأيضاً وزير الطاقة سبنسر أبراهام، ونائبة وزير التجارة كاتلين كوبر التي كانت رئيسة القسم الاقتصادي في شركة إكسون. إضافة إلى هذا فإن ما يقرب من مئة شخص من المسؤولين في إدارة بوش الأولى وضعوا استثماراتهم التي بلغت 144,6 مليون دولار في قطاع الطاقة (35). وهو ما دفعهم للضغط من أجل أنَّ تفوز شركات الطاقة الأمريكيةبنصيب الأسد من البترول العراقي لضمان الحفاظ على استثماراتهم. ومنهم توماس دايت وزير شؤون الجيش، وكان نائباً لرئيس خدمات إنرون للطاقة, وكذلك فرانسيس بلايك وهو نائب وزير الطاقة، كان نائباً للرئيس الأول لشركة كروبورت بزنس النفطية. وأيضا دان بروليت مساعد وزير الطاقة، له حصص في مجموعة شركات الباين النفطية, وغايل نورتون وزيرة الداخلية، كانت تعمل في مركز أبحاث محافظ تموله شركات نفطية.
وكانت أحداث 11 سبتمبر 2001 فرصة للولايات المتحدة الأمريكية، لتنفيذ خطة إستراتيجية تضمن من خلالها تحقيق وجود عسكري أكبر في المناطق النفطية. ووفقا لذلك فإن الولايات المتحدة تعيد ترتيب وهيكلة مناطق مختلفة من العالم على قاعدة "تدفق إمدادات النفط والغاز" ، وذلك باستخدام آلتها العسكرية، خاصة أنَّ الإنفاق العسكري الأمريكي هو الأول في العالم. وهذا ما جعل أدارة الرئيس السابق بوش الأبن تتبني إستراتيجية تتسم بالعدوانية وتهدف للتحكم والسيطرة على أماكن وجود النفط، و تصر على غزو العراق الذي يمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية. ومن المثير أنَّ خريطة الإرهاب والدول المارقة هي ذات الخريطة الرئيسية للمناطق الحيوية بالنفط والغاز(36)، سواءا في الشرق الأوسط أو أوراسيا أو القرن الإفريقي. ومن خلال هذا فإن الأمن القومي الأمريكي بعد 11/09/2001 مزج بين الإرهاب كمتغير تابع، والنفط كمتغير مستقل. ومعادلة الأمن والطاقة في الإستراتيجية الأمريكيةضرورية لتحقيق الأمن القومي والتفوق العالمي(37).
أن الولايات المتحدة أصبحت تعي تماما أنها ليست وحدها على الساحة الدولية خاصة من الناحية الاقتصادية, وأن هناك دولا عديدة تسعى للوصول إلى مستواها والتفوق عليها في المدى المنظور, وعليه كان لا بد للولايات المتحدة أنَّ تعمل على إفشال وصول الآخرين إلى مستواها أو التحكم في عملية صعودهم إليها, فكان النفط الخليجي والعراقي هو الوسيلة. سيطرة القوات الأميركية على نفط العراق والخليج سيمنع حتى إمكانية التفكير في استخدام سلاح النفط سواء ضد أميركا أو إسرائيل, وستكون القوات الأميركية جاهزة في قلب الآبار النفطية للدفاع عنها ذلك أنَّ معظم الدول الأوروبية واليابان والصين والهند تستورد نفط الخليج، ولحسن حظ أميركا أنَّ هذه الدول وخاصة أوروبا واليابان لا تمتلك نفطا صالحا للاستهلاك في أراضيها، وعليه فإن قوتها الاقتصادية ترتكز بالأساس على النفط المستورد من الخارج وبالتحديد من الخليج, وسيطرة أميركا على هذا النفط سيعطيها المجال أكثر لتحديد كميات الإنتاج وكميات التوريد وأسعار النفط.. إلخ، ما يجعل تطور الدول الأخرى ونموها الاقتصادي خاضعا بطريقة غير مباشرة للإشراف الأميركي. وبما أنَّ الولايات المتحدة تسعى لتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير أو غيرها من المشاريع الشرق أوسطية كمشروع بيريز, فإن ذلك يتطلب اندماج إسرائيل في المنطقة حيث يجب على العرب أنَّ يؤمنوا اليد العاملة والنفط لإسرائيل, وبما أنَّ خط "كركوك-حيفا" موجود ولا يلزمه إلا صيانة بسيطة ليعاد العمل به, فان نفط العراق كان حلقة مهمة في مشروع الشرق الأوسط الكبير وبالتالي في الإستراتيجية الأميركية.(38)
ففي 6/10/2002 نشرت صحيفة الأوبزرفر خبرا مفاده أنَّ شركة توتال قد دخلت بمفاوضات فعليّة مع الحكومة الأمريكيةحول إعادة توزيع نفط الأقاليم بين الشركات الرئيسية العالميّة التابعة للحكومات الصناعية الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا خلال العام نفسه، في عام 2004 أصدر المركز الدولي للضريبة والأستثمار الذي يضم 110 شركة نفطيّة عالميّة عملاقة تقريره تحت عنوان (النفط ومستقبل العراق) أوصى فيه بالأستثمار الأجنبي المباشر في الأقتصاد العراقي والأخذ بعقود مشاركة الأنتاج لكونها النموذج القانوني والمالي المناسب للشركات في بداية الأحتلال(39), وفي تموز 2006 عرضت مسودة القانون على الحكومة الأمريكيةوالشركات النفطية الرئيسية وصندوق النقد الدولي, في شباط 2007 عرض مشروع قانون النفط على البرلمان العراقي بهدف تمريره الاّ أنَّ الشعب العراقي اعترض على الاقرار على هذا القانون لعدة اسباب اهمها بعدم ضرورة اقرار قانون مهم في ظل ظروف فوضوية تحكم العراق اضافة الى وعي الشعب العراقي الى وجود اهداف خفية وراء اقرار هذا القانون نظر الى أنَّ بنود القانون المعلنة تنص على انتقال سلطة ادارة نفط العراق من الحكومة المركزية في بغداد الى الاقاليم والمحافظات الذي اثار حفيظة العراقيين نظر لانه بداية لمشروع تقسيم العراق.
يمكن عد حرب العراق بأعتبارها أكبر من مجرد الأستيلاء على النفط للأستهلاك المحلي الأمريكي فالامر اكبر من ذلك كونة يمثل عناصر ومكونات لخطة امريكية طويلة للسيطرة والهيمنة على امدادت النفط والغاز لأوروبا واليابان واسيا ومن ثم مستقبل الاقتصاد العالمي كما سعت الولايات المتحدة الى توظيف الحرب من خلال ما بات يعرف في الفكر الاقتصادي الامريكي ب (عملة النفط) وبذلك تهدف الى منع توجة الاوبك نحو اليورو كعملة موحدة ولايقتصر التوظيف الامريكي للحرب على العراق على النفط وانما اخذ يشمل موارد طبيعية مثل الفوسفات والغاز الطبيعي الذي تفوق معدلات نموة احتياطة مثيلاتها الخاصة باستهلاكة وفرضت الوالايات المتحدة استراتيجية اقتصادية على العراق قوامها (انفتاح المؤسسات العراقية التام على العالم - اعتماد حوافز قوية ومغرية لتطوير القطاع الخاص - تحقيق التقارب والتكامل الاقتصادي والمالي العراقي مع المؤسسات المالية العالمية فضلا عن السعي الامريكي لاعادة اعمار العراق لتنشيط الاقتصاد الامريكي وتعاملت معها بوصفها غنيمة حرب وصف برنامج اعادة اعمار العراق بانة اكبر مشروع للتعمير في العالم بعد مشروع مارشال الذي قامت به الولايات لاعادة اعمار اوربا بعد الحرب العالمية الثانية)(40).
 -;-
المحور الرابع : رؤية مستقبلية في أفاق التعاون النفطي الأمريكي العراقي :
تميزت علاقة الولايات المتحدة بالعراق الحديث منذ تأسيسه عام 1921 حتى عام 2003م بسيادة عناصر الصراع على عناصر التعاون فترات زمنية أطول، ولم تكن تلك العلاقة لتصبح جيدة إلا بعد احتلاله والانسحاب منه. وتعززت اكثر في فترة ما بعد الاحتلال من خلال تنفيذ أتفاق الانسحاب بنهاية عام 2011 واستمرار تنفيذ اتفاق الاطار الاستراتيجي للتعاون في عهد الرئيس باراك أوباما للسلطة في الولايات المتحدة.
أذ اخذت الولايات المتحدة تسلك منعطفا جديدا في علاقتها مع العراق عن طريق ربط العراق بعدد من الاتفاقيات الامنية والاستراتيجية وتحديدً اتفاقيتي انسحاب القوات الأمريكيةمن العراق واتفاقية الاطار الاستراتيجي عام 2008م, حيث جاءت هاتان الاتفاقياتان لتحقق الولايات المتحدة مكاسب استراتيجية منها توظيف العراق كقاعدة امريكية لمواجهة التهديدات القائمة والمحتملة للامن القومي الامريكي سواء كانت شبكات مسلحة كتنظيم القاعدة ام حزب الله في لبنان ام دول معادية كسوريا ولبنان - الاستفادة من ماحققته القوات الأمريكيةخلال السنوات الماضية بما فيها ضمان تدفق النفط في المنطقة وضمان امن اسرائيل - تحقيق الوجود المتقدم في الشرق الاوسط بوجود قاعدة أو مجموعة قواعد في العراق بموقعه الجيوستراتيجي في الشرق الاوسط.(41)
حيث ادركت الولايات المتحدة الأمريكيةأنَّ من أهم القطاعات المؤثرة على العلاقات العراقية – الأمريكيةومستقبلها ضمن اطار المتغير الاقتصادي وهي النفط والتبادل التجاري والديون الخارجية. يتحدد تأثير قطاع النفط في العلاقات العراقية – الأمريكية، بمدى حاجة الولايات المتحدة الأمريكيةالى النفط، وحجم الاحتياطات النفطية الموجودة في العراق، وكفاية الانتاج النفطي العراقي، واهمية النفط العراقي بالنسبة الى الولايات المتحدة الأمريكية. كما يتحدد ذلك التأثير أيضا بمدى حاجة العراق الى الولايات المتحدة الأمريكيةفي تطوير القطاع النفطي(42).
ومن منظور أفاق التعاون الأمريكي العراقي في مجال النفط فيرجح الباحث رؤيتين بشأن هذا الموضوع, أولهمها الأستمرار وتطوير العلاقات فيما بين البلدين وخصوصا بعد تغير طبيعة الاستراتيجية الأمريكيةتجاه العراق بعد أنَّ تولى بارك اوباما الرئاسة وتطويع تلك الاستراتيجية في خلق علاقات تعاونية بين الطرفين وهذا بدا واظحاً من خلال توقيع أتفاقية الأطار الأستراتيجي عام 2008م, وكذلك وجود افاق تعاون بين البلدين بشأن صفقات استيراد اسلحة متطورة للجيش العراقي من إجل محاربة الارهاب في العراق, وأيضاً بشأن ضمان بقاء تدفق النفط للولايات المتحدة.
أن كان هذا التعاون الغير مسبوق من قبل الولايات المتحدة تجاه العراق وخصوصا تجاه بعد عام 2008م يصب قليلاً في مصلحة العراق الأ أنَّ المصلحة الأكبر تصب في ميزان المصلحة الأمريكية, وهنا تتحق معادلة من يحتاج الى من, أذ من الواضح بأن هنالك فائدة كبيرة تصب في مصلحة الولايات المتحدة من عدة نواحي اهمها توطير العلاقات مع العراق يضمن لها وجود عسكري من إجل حماية (أسرائيل) والذي بدوره يؤمن توجيه ضربة مباشرة لكل دولة تهدد أو تحاول أنَّ تهدد الامن الأمريكي وخصوصا أيران.
هذا من ناحية, ومن ناحية آخرى فأن التعاون الأمريكي العراقي يدر بالارباح على الولايات المتحدة الأمريكيةمن ناحيتين العسكرية والاقتصادية, فتجارة الاسلحة أنتعشت من جديد بعد أنَّ باتت الحكومة العراقية تستورد الأسلحة المتطورة من أجل محاربة الأرهاب في العراق, والذي بدوره أعطى فصرة جيدة للاقتصاد الامريكي للانتعاش بعد الأزمة الاقتصادية التي حصلت عام 2008-2010م, وكذلك ساهم هذا التعاون في عقد صفقات بشأن استمرار تدفق النفط الى الولايات المتحدة وذلك لحاجتها الماسة اليه, وخصوصاً بأن الولايات المتحدة الأمريكيةتعتمد على أستيراد النفط بنسبة 75 % لتغطة حاجاتها البالغة 12 مليون برميل يومياً.
حيث يبلغ حجم الإنتاج الأمريكي من النفط الخام وسوائل الغاز نحو 5,7 ملايين برميل يومياً. وهو ما يشكل نحو 9,8 % من الإنتاج العالمي، كما تبلغ الاحتياطيات الأمريكيةالمؤكدة من النفط نحو 30,4 مليار برميل بنسبة تبلغ 2,9 % من الاحتياطي العالمي. وتستهلك الولايات المتحدة ربع الإنتاج العالمي للنفط تستورد نصفه، ومن المتوقع أنَّ يزداد الطلب الأمريكي على النفط إلى نحو 27،31 مليون برميل يوميا, ونحو 29،17 مليون برميل يوميا عام 2025 بزيادة سنوية تبلغ 1,7 % في المتوسط. ولذا فإن الولايات المتحدة ستضطر إلى تأمين أكثر من ثلثي احتياجاتها، وتحديداً 68% منها، بحلول عام 2025 وذلك مقارنة بـ 55% عام 2001م, وذلك وفق بيانات إدارة الطاقة الأمريكية.(43)
ونتيجة للحاجة الماسة للنفط فأن الولايات المتحدة الأمريكيةتسعى دائما الى تطوير علاقاتها مع البلدان النفطية بما يخدم مصلحتها وهذا ما حصل فعلا تجاه دول منطقة الخليج العربي وبالاخص الامارات العربية المتحدة والسعودية قبل احتلال العراق, وبعد الاحتلال اصبح للنفط العراقي مكانة هم واكبر نتيجة لأنخفاض تكليف أستراخه و جودة نوعيته أضافة الى أنَّ الأستراتيجية المتبعة من قبل وزارة النفط العراقية ساهمت على تطوير قطاع النفط العراقي نحو الأفضل, وحسب دراسة صادرة من معهد "ليغاتوم" البريطاني في لندن، والذي شمل 142 دولة حول العالم, احتل العراق المرتبة 130 عالمياً من حيث مؤشر القوة الاقتصادية وفقا للمؤشر العام لرفاهية الازدهار السنوي لعام 2013م(44).
أذ أنَّ الثروة النفطية العراقية تتقدم بشكل سريع أفضل مما هي عليه في دول المنطقة في مجال التعاقد مع الشركات النفطية العالمية وتوقيع جولات التراخيص التي درّت وسّتدر على العراق أرباح هائلة, حيث سيصبح العراق عما قريب جدا دولة نفطية منتجة ومصّدرة تتطلع إليها كل دول العالم وستكون قوة العراق الإقتصادية أكبر سلاح يواجه به التحديات القادمة وان انتاج النفط العراقي عام 2016 سيصل إلى 12 مليون برميل في اليوم(45). أنَّ هذا التطور الحاصل في القطاع الاقتصادي العراقي كلها مؤشرات تدفع البلدين الى دعم خطوط التواص فيما بينهما من اجل تحقيق المصالح المشتركة رغم أنَّ الفائدة الأمريكيةقد طغت على المصالح العراقية إلا أنَّ هذا التعاون صب في مصلحة العراق من ناحية التطور الذي يشهده القطاع الأقتصادي رغم أنه بطيئ ونتائجة غير واضحة على أرض الواقع إلا أنه لها ابعاد تطور نحو الأفضل في المستقبل القريب.
إن اللعبة الإستراتيجية الأمريكيةيتداخل فيها الإرهاب مع النفط، ومعادلة الأمن والطاقة في الإستراتيجية الأمريكيةضرورية لتحقيق التفوق الأمريكي على الدول الأخرى كافة في الهيمنة على الحصول على النفط والغاز، وعلى تدفقه ومعابره وطرق مواصلاته من المنبع إلى وصوله للمستهلك النهائي.
في ظل هذا الوضع النفطي للولايات المتحدة، يصبح منطقياً أنَّ تقع الإدارة الأمريكيةرهينة طرفين، أحدهما داخلي والآخر خارجي، الداخلي يتمثل في اللوبي النفطي الأمريكي الذي بيده مفاتيح إحداث التوازن في المخزون الاستراتيجي من جراء هيمنته على شركات النفط الكبرى، والثاني خارجي من جراء الاستيراد النفطي المتواصل من الخارج. لذا فقد وقعت الإدارة الأمريكيةرهينة للجهتين, فمن جهة، يعمل اللوبي النفطي على دفع الإدارة الأمريكيةباتجاه خوض مغامرات خارجية لضمان أكبر قدر من التأمين النفطي، وهو ما يصب في النهاية في دعم مصالح شركات النفط الأمريكية، وعلى رأسها شركتا إكسون موبيل وتشيفرون تكساسو. ومن جهة أخرى، ترتفع تكلفة التدخل الخارجي، بما يؤثر في الوضع السياسي للإدارة الأمريكية، والعراق هو أقرب مثال تطبقي على هذه الأستراتيجية.(46)
اما من ناحية تراجع العلاقات الأمريكيةالعراقية وخصوصا في موضوع التعاون النفطي فهذا يعود الى وجود سبب بسيط وهو كما معروف بأن أكتشفتات الولايات المتحدة الأمريكيةمؤخراً وجود ما يسمى بالصخور الزيتية أو الصخور النفطية كما تشير التوقعات لشركة "BP" ستكون الولايات المتحدة الأمريكيةقد حققت أستقلالاً شبه كامل في مجال الطاقة بعد توسيع قدراتها الأنتاجية المحلية من النفط والغاز وزيادة الاستيراد من كندا, مما يضعف من أهمية نفط منطقة الشرق الاوسط والنفط العراقي خصوصاً بالنسبة لها.
حيث تحتل الولايات المتحدة الأمريكيةالمرتبة الاولى في الاحتياطي النفطي من هذه الصخور تحت جبال روكي بما يقارب 1000 قدم. وهو يعادل كمية المكتشفة (8) مرات نفط السعودية و(18) مرة نفط العراق و( 21) مرة نفط الكويت و(22) مرة نفط ايران(47).
هذا الموجز النفطي البسيط يجعل من أحتمالية تغيير في أستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكيةفي الشرق الاوسط وهي مبنية بالأساس على المصالح العليا الأمريكية. كيف سوف تكون علاقة امريكا بالشرق الاوسط وخصوصا العراق اذا ما حققت الولايات المتحدة الأمريكيةالاكتفاء النفطي ولاسيما بظهور الصين كقوة اقتصادية قوية تتنامى قوتها العسكرية بوتيرة متصاعدة ونمو اقتصادي مرتفع علما أنَّ الصين سوف تصبح المستورد الاول للنفط التي تتنافس به مع الولايات المتحدة الأمريكيةفي منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً السعودية والعراق.
هذا الحدث الذي من الممكن أنَّ يؤدي الى تراجع العلاقات ما بين الولايات المتحدة ليس مع العراق فحسب أنما مع دول منطقة الشرق الاوسط النفطية ككل, ولكن على الرغم من هذا إلا أنَّ العراق ما زال يتمتع بالاهمية الكبرى ضمن أستراتيجية الولايات المتحدة.
 -;-
الخاتمة :
أن ما توصل اليه الباحث من خلال دراسته المتواضعة الى أنَّ الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكيةهدفها الرئيسي هو النفط الى جانب الاهداف المهمة الاخرى التي ادت بدورها الى صياغة استراتيجية وضحت اهمية العراق من الناحية الجيوستراتيجية والاقتصادية والسياسة وتفعيل هذه الاهمية بما يخدم المصالح الأمريكيةمن ناحية تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير وتأمين الحماية (لأسرائيل) وحماية الولايات المتحدة من أي تهديد متوقع الحصول بما تسميه من دول معادية لها فكريا مثل أيران وسوريا ولبنان.
أضافة الى ذلك فأن أحتلال العراق جعلها في قلب منطقة الشرق من اجل فرض هيمنتها على دول الخليج العربي وضمان تدفق النفط اليها وضمان وجود قواعد عسكرية تمكنها من أنَّ تكون قريبة من مواقع في حال حصول اي احداث متوقعة أو غير متوقعة تؤثر على امن الولايات المتحدة الأمريكيةأو امن المنطقة.
وفي النهاية يصل الباحث الى أستنتاج الى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكيةكانت بحاجة ماسة الى هذه الحرب ليس من اجل تخليص الشعب العراقي من النظام السابق أنما من أهداف أهمها أنها أعادت الولايات المتحدة الى قمة النظام الدولي ودعم فكرة النظام الاحادي القطبية بعد أنَّ ظهرت أستراتيجية الرئيس السابق جورج بوش الابن في مكافحة الأرهاب وتولي الولايات المتحدة زمام الامور في التحكم في مجريات أحداث هذه الحرب, والذي جاء بنتائج أيجابية للولايات المتحدة في فرض هيمنتها ومحاربة الدول التي تخالفها فكريا والتي أطلقت عليها بالدول المارقة وما ساعدت اليه هذه الحرب من انعاش الاقتصاد الامريكي لتجارة الاسلحة وتدفق النفط الخليجي والعراقي الى الولايات المتحدة بسهولة أكبر.
أن كل هذه الفوائد واكثر والتي تمكنت الولايات المتحدة الأمريكيةمن تحقيقها عبر أحتلالها للعراق جاءت عن طريق أستخدام الولايات المتحدة الأمريكيةغطاء الحرب على الارهاب في تحقيق خطط ومساعي عديدة اهمها السيطرة على منابع النفط في العالم وتحديد اسعاره بما يناسب المتطلبات الأمريكيةوافشال اي محاولة من الدول الاوروبية أو الاسيوية مثل الصين واليابان في محاولتهما الساعية لمنافسة الولايات المتحدة والسيطرة على الاقتصاد العالمي, وكان العراق احدى ضحايا هذه الحروب التنافسية.
المصادر :
1- خطاب صكار العاني جغرافية العراق ارضا وسكانا وموارد اقتصادية الكتبة الوطنية بغداد 1990 ص9.
2- حسين ندا حسين الاهمية الاستراتيجية والنظام القانوني للطريق الملاحي البحري في الخليج العربي, دار الرشيد للنشر, بغداد, 1980م, ص 47.
3- حامد ربيع, العراق ولعبة الامم حول تطور الوظيفة الدولية للعراق خلال الاعوام القادمة, منشورات الجمعية العراقية للعلوم السياسية, بغداد, كانون الثاني-1987م, ص40-41.
4- ظلال جواد, الأهمية السياسية للموقع الجغرافي للعراق, وكالة اسرار الشرق الاخبارية, بجث نشر على شبكة الأنترنيت بتاريخ 8/10/2011م, http://asrar-alsharq.net/news
5- سامي فريدي, الجغرافيا السياسية للعراق, الحوار المتمدن, العدد 3595, نشر بتاريخ 2/1/2012م, http://www.ahewar.org.
6- جميل عبد الله, دراسة في الاستراتيجية الامريكية, المؤسسة العراقية للتنمية والتطوير, نشر على شبكة الانترنيت بتاريخ 23-مايو-2013م, نشر على الرابط https://www.facebook.com/drjamil.abdulla2/posts/342498535876372
7- عدنان الحساني, المشهد الاقليمي وموقع العراق الجيوسياسي في دائرة الصراع, شبكة العراق الاخضر, مقال نشر على شبكة الانترنيت على الرابط http://www.iraqgreen.net/index.php/modules.php?name=News&file=article&sid=33954
8- محمد السيد غنايم, القواعد العسكرية في العالم العربي, قناة الجزيرة الفضائية, 2006م, نشر على الرابط http://www.aljazeera.net.
9- القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وأفريقيا, 27-يوليو-2012, تقرير نشر على الرابط http://www.arabic-military.com/t50858-topic
10- انظر : المحرر العربي، العدد 387، 20-آذار-2003، ص11.
11- Jason Leopold, The Origins of the Bush War Plan: The 1998 Rumsfeld and Wolfowitz Memo to Clinton. http://www.counterpunch.org
12- بادي شلغين، المشكلات الدولية الكبرى في العالم المعاصر، دمشق, مكتبة المناهل، 2005م, ص166.
13- أحمد ثابت، النزعة الإمبراطورية الأمريكية وإعادة هيكلة الوطن العربي، شؤون عربية، العدد 123، 2005م، ص62.
14- سول لانداو، الإمبراطورية الأستباقية الدليل إلى مملكة بوش, شركة الحوار الثقافي، بيروت، 2005م, ص78-ص79.
15- خليل حسين, الأستراتيجية الأمريكية تجاه العراق وخلفيات الأتفاقية الأمنية, مركز باحث للدراسات, دراسة مقدمة لمؤتمر العراق والأتفاقية الأمريكية-العراقية, بيروت, 25-5-2009م, نشر على الرابط https://iraqibeacon.wordpress.com/
16- محمد احمد, الغزو الامركي- البريطاني للعراق عام 2003م بحث في الاسباب والنتائج , مجلة جامعة دمشق, العدد (3+4), 2004م, ص 124.
17- محمد احمد, المصدر السابق نفسه, ص127.
18- شاهر أسماعيل الشاهر, أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بعد احداث 11-أيلول-2001م, منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب - وزارة الثقافة, دمشق, 2009م, ص 106-107.
19- د.عبد علي المعموري ود.مالك دحام الجميلي, النفط والاحتلال في العراق, مركز حمورابي للبحوث والدراسات الأستراتيجية, الطبعة الأولى, 2011م, ص67.
20- المصدر السابق نفسه, ص224- ص226.
21- عبد المطلب حسون المرسومي, البترول في وادي الرافدين, بحث مقدم الى جامعة البصرة - كلية العلوم – علم الأرض, نشر على الرابط [email protected]
22- سامان سيبيهري, الجغرافيا السياسية للنفط, مركز الدراسات الأشتراكية, مصر, 2001م, نشر على شبكة الأنترنيت http://www.e-socialists.net
23- إبراهيم عبد الجليل, من تكساس الى بغداد النفط مقابل الدماء, وجهات نظر, العدد 52, 2003م, ص40.
24- محمد السطوحي, الأستراتيجية النفطية الأمريكية, قناة العالم الأخبارية, برنامج الأمبراطورية السادسة, 29/11/2005, نشر على شبكة الأنترنيت http://www.alaalam.com
25- فيان هادي عبد كاظم, تطور الأستراتيجية الامريكية تجاه النفط والدول المنتجة, مجلة أبحاث عراقية, العدد (2), 2007م, ص39.
26- هنري كيسنجر, هل تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية الى سياسة خارجية؟نحو دبلوماسية للقرن الحادي والعشرين, ترجمة عمر الايوبي, دار الكتاب العربي, بيروت, 2002م, ص196.
27- anthony h.cordesman,geopolitics and energy in the middle east, washington, dc-center fo strategic and international studies, 1999, p-75.
28- Simon Tisdall – Reaching The Parts Other Empires, Could Not Reach – The Guardian, 18/jan/2002.
29- د.عبد علي المعموري ود.مالك دحام الجميلي, النفط والاحتلال في العراق, مصدر سبق ذكره, ص63.
30- كال ديب, النهب النفطي، جريدة النهار, تاريخ 20/4/2003، ص7.
31- خليل العناني، دور النفط في الأزمة العراقية- الأمريكية، السياسة الدولية، العدد151، 2003م, ص39.
32- أحمد السيد النجار, المكاسب الاقتصادية الأمريكية المحتملة من وراء ضرب العراق، الأهرام، 18أكتوبر 2002، ص4.
33- أسماء سعد الدين, أكسون موبيل أكبر شركة تكرير في العالم, المرسال, 1-2-2014م, مقال نشر على شبكة الأنترنيت على الرابط http://www.almrsal.com/post/88570
34- علاقة أدارة جورج بوش بالجماعات النفطية, أخبار مكتوب, 6-6-2007م, مقال نشر على شبكة الأنترنيت على الرابط http://news.maktoob.com/?q=node/625603
35- Seam Gonsalves, War on Terrorism Has Oily Under Current, Seattle post –Intelligencer, 3/9/2002.p.2
36- أمين هويدي، تغيرات في مفاهيم الأمن القومي، جريدة الأهرام, 2006م. http://www.ahram.org.eg/
37- محمد امين, أهمية النفط في صياغة الأمن القومي الأمريكي, مركز صقر للدارسات الاستراتيجية, 2007, شر على شبكة الأنترنيت على الرابط http://www.saqrcenter.net/index.php?page=477
38- علي حسين باكير, النفط العراقي في الأستراتيجية الأمريكية, الجزيرة, 29-7-2005م, نشر على الرابط http://www.aljazeera.net/
39- كمال القيسي, التدخل في رسم المصالح النفطية, جريدة الدستور, العدد 16819, 2-5-2014م, نشر على الرابط http://www.daraddustour.com/index.php/over-view/
40- هبة برهان العزاوي, احداث 11 ايلول 2001 واثرها في السياسة الدولية, الحوار المتمدن, العدد 4410, 31-3-2014, نشر على الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=408271
41- هبة برهان, أحداث 11/ايلول/2001م وأثرها في السياسة الدولية, الحوار المتمدن, العدد 4410, 31-3-2014, http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=408271
42- علي هادي حميدي الشكراوي, مستقبل العلاقات العراقية-الأمريكية/دراسة في المتغيرات المؤثرة, مركز انماء للدراسات والبحوث,2012م, http://www.enmaacenter.org
43- International Energy Outlook, Energy Administration Information (EAI) at: WWW.eia. doe.gov.
44- العراق يحتل المرتبة 130 عالمياً في مؤشر الازدهار الاقتصادي 2013م, 2013/11/10, تقرير نشر على الرابط http://www.almasalah.com/ar/news/19532/
45- ياسر طلال, السياسة النفطية أفاق التعاون, موقع كتابات, 25-أيلول-2013م, نشر على الرابط http://www.kitabat.com/ar/page/25/09/2013/17165/
46- حميدي العبد الله, المشروع الأمريكي بعد احتلال العراق, مقال نشر على شبكة الانترنيت http://www.kobayat.org/data/documents/arab_awlamat/awlamat31-32/ila_ayn.htm
47- علاء عبد الواحد الحسيني, السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد عام 2030م رؤيا مستقبلية, الحوار المتمدن, العدد 4351, 31/1/2014م. http://aynaliraqnews.com



#شهد_علي_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد علي عبود - الاستراتيجية الامريكية تجاه العراق دراسة في البعد النفطي