الأم امرأة ايضا

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 15:07
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

الأم امرأة أيضا

أم وأب_ هي أكثر الأدوار أثرا وتأثيرا في الحياة, سلبا أم إيجابا. وكما في مختلف أدوار الحياة, يحدث التباين في الأداء بين: دور وأداء جيد وطيب أو دور وأداء سيئ وخبيث. وبينها توزع لا نهائي من التدرجات, وإن أمكن توزيعها إلى قسمين رئيسيين ناجح أو فاشل. نمطان فقط للأم قابلتهما طوال حياتي, ويشكلان طرفي النواس: أم طاردة سادية وعدوانية أو أم خانقة سجانة ومقيدة. وببعض الجرأة الأولى سادية والثانية مازوشية وبين بين. وإلا كيف صارت الحياة_ حياتنا بهذا البؤس والرخص؟
.......
الدور الأبوي مركب ثلاثي يتعذر إنجازه بشكل مقبول, لأسباب تعقيده وحساسيته الفائقة وتداخله الدائم مع تأثريات المجتمع والأحوال النفسية والعقلية_ يشترط نجاحه النضج العاطفي والاجتماعي, والعقلي ضمنا. وهذا التركيب الثلاثي دينامي ويأخذ شكل مزيج دوما, ومحاولة تجزيئه وتفكيكه لهدف الفهم والتوضيح_ مع كل ما يتخلل العملية من مخاطر سوء التعبير والفهم, لا اعرف سبيلا آخر....
1_ طور_ دور الاصغاء والفهم.
2_ طور_ دور الدعم والمساندة العاطفية والعملية.
3_ طور الحب_ أن تحب ما هو مختلف ويقاسمك احتياجاتك الضرورية, وهو الانجاز الانساني الأكمل والأصعب.
.....
الأم الطاردة: تدفع الأولاد_ الفراخ خارجا, إلى مجاهيل العالم ومخاطره الفعلية,قبل ان يبلغوا طور الاستعداد والنمو اللازمين.
الأم الخانقة: تحجز الأولاد_ الفراخ, وتمنعهم من الانطلاق إلى العالم الرحيب, الذي يشكل المعلم والمدرسة والتعليم والحب والملعب وكل شيء.
النموذجان يستخدمان عقدة الذنب وأحاسيس الاثمية للسيطرة على السلالة, عبر هذا الموجود البائس.
وأكثر الأسلحة خبثا وفتكا, خلط الجنس والنظافة وربطها بالأمان والرضا, بعد تحويلها إلى اداة للسيطرة بسيطة, وبدائية. يتعذر تجاوزها.
........
امرأة سيئة ليس بالضرورة أن تكون أما سيئة؟
لكن نسبة تحقق الاحتمال_ تساوي بالضبط, نسبة أن تنتقل كتابتي من طور الهواية إلى الاحتراف, وان تجد فيها مؤسسة ثقافية فعلية ما يستحق النشر والتوصيل. وعندما تحول الأمومة امرأة غير ناضجة إلى انسان مسؤول وشخصية منتجة ومرنة ويكون الحب تحصيل حاصل بعدها. تساوي النسبة أيضا أن يرتقي إلى الحكمة زعيم عربي أو مسلم ...يشبه غاندي أو مانديلا
_ لماذا تسوق أغلب وسائل الاعلام ما نسبة تحققه تبقى وفي أحسن الأحوال أقل من واحد بالمئة...... وتهمل الاحتمال الكبير والذي يقارب اليقين؟
ليست مؤامرة.
بل ما هو أسوأ: اللامبالاة النرجسية.
عزلة الانسان داخل جلده. بعدها لا يكترث ولا يشعر أصلا... كيفما نظرت النماذج تغشي العيون
.......
الانسان المحجوز في الطور النرجسي_ الأناني, لا يستطيع أن يقوم بإنجازات وأفعال محبة. هي مسألة مقدرة ومهارة وليست أبدا مسألة رغبات وأماني. ولا يشكل أي فرق الدور الذي يكون فيه ويلعبه_ الاناء بما فيه ينضح.... والانسان يعمل ويفكر ويتشارك ويعبر عن شخصيته بمختلف أبعادها في كل سلوك وموقف.
من بين ألف شخص يتألم_ لا ينجح أكثر من واحد, في عدم تحويل ألمه إلى أفكار وأفعال خبيثة وعدوانية, ومع ذلك تدور أسطوانة العذاب والشقاء الانساني....الألم الجليل_ ثأر وانتقام
_ امرأة ناضجة يساوي أم جيدة
_ امرأة غير ناضجة يساوي أم مريضة
مرضى ويتألمون بشدة لا خبثاء ومتآمرون, ....هكذا علمنا التأمل وعلم النفس والحكمة وبقية ضروب التعاطف والمشاركة ......الانسانية.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات