محاربة الفقر ... لكن أي محاربة؟؟؟؟

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

لقد كثر الحديث عن الفقر ومحاربته، لكن كان من الأولى قبل ذلك التساؤل عن المسؤول عن انتشار الفقر ببلادنا. والأكيد أن المسؤول الأول عن الفقر المنتشر حاليا ببلادنا هي الدولة. لأنه عوض اتباع برامج اجتماعية حقيقية تتيح استفادة كافة المواطنين من الثروات التي يزخر بها المغرب، فإنها اتجهت إلى اعتماد سياسات عملت على إغناء الغني وإفقار الفقير. وهذه حقيقة لامناص من الإقرار بها لأنه إن لم يتم ذلك لايمكن تصور فعلا بلورة سياسة حقيقية فعلية لمحاربة الفقر. يقال الآن أن محاربة الفقر من أولويات الحكومة. يقال هذا وميزانية وزارة التنمية الاجتماعية والتضامن لا تتجاوز إجمالا 438 مليون درهم. أي 0.27 في المائة من الميزانية العامة للدولة تضاف إليها 0.20 في المائة الخاصة ببرنامج التعاون الوطني و1.9 في المائة المتعلقة ببرامج التنمية القروية. هل بهذه الميزانية تريد تحقيق الأولوية التي أخذت على عاتقها: محاربة الفقر، أم أنها تعول على الإجراءات الإحسانية من طرف محسنين يعطون صدقات للفقراء؟ وهذا أمر أول. كما أن الحكومة شرعت في تفكيك القطاع غير المنظم باعتباره ينافس بطريقة غير مشروعة القطاع المنظم وبذلك يلحق أضرارا بمصالح البورجوازية. لكن القطاع غير المنظم يقتات منه ملايين المغاربة ويعتبر موردهم الوحيد في العيش. فهل هذا الاجراء يمكن اعتباره يخدم الأولوية التي أخذتها الدولة على عاتقها وهي محاربة الفقر أم أنه سيساهم في المزيد من تضخيم صفوف الفقراء والمعدمين ببلادنا؟ وهذا أمر ثاني. وخلاصة القول أن الدولة هي المسؤولة على الفقر المنتشر حاليا، واعتبارا لذلك عليها فعلا بلورة سياسة حقيقية لمحاربة الفقر إن كانت تعتبرها فعلا أولوية. فلحد الآن ليس هناك مايشير أنها كذلك لاسيما وأن مختلف الاجراءات المعلن عنها تسير في اتجاه واحد ارتفاع عدد الفقراء والمهمشين.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات