أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر ابو السعيد غزة - ملعونة تلك القوائم المقدسة














المزيد.....

ملعونة تلك القوائم المقدسة


عمر ابو السعيد غزة

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


ملعونة تلك القوائم المقدسة
كثيرة ومتنوعة أوجاع شعبنا الفلسطينى وذات مصادر مختلفة بعضها متوقعا وبعضها ليس فى الحسبان .
ورغم ما ارتكبة الغير من أخطاء طالت جذور شعبنا ومستقبلة فقد حافظ على مناعة جسمة أمام تداعيات الوهن العربى ومتماسكا فى مواجهة رياح الخماسين.
ما يحزنة تلك الأوجاع الغير متوقعة الآتية من الأخوة القابعين خلف السد تلك الأوجاع المؤلمة تجسدت فى المرأة العجوز التى أنهكها مرض ألم المفاصل ولم تجد أمامها الأ التوجة الى مصر للعلأج على نفقتها الخاصة.
وقع نظرها على قطعة القماش فوق بوابة العبور المصرية ترفرف فى الهواء , وقد أفقدتها العوامل المناخية معظم ملامحها. غمرها الشعور بالطمأنينة والارتياح بدون مقدمات , وعادت بها الذاكرة الى ما قبل عام الهزيمة- لطالما أدت التحية لعلم العروبة فى مدارس قطاع غزة طيلة عشرين عاما. انتظرت اذن الدخول ما يقارب العشرة ساعات كى تلقى نفسها بين أحضان الشقيقة الكبرى.
لم تكتمل الفرحة- الفرحة التى لم تعرف لها لونا ولا طعما .
فاجاها المسؤول الأمنى فى المعبر بأنها مدرجة على القائمة – أى ممنوعة من دخول مصر وما عليها الا الانتظار حتى يتم ترحيلها فى اليوم التالى. لا جدوى من التسأول أو الاستفسار عن الأسباب ولا قيمة للتقارير الطيبة .
وتمضى المرأة ليلتها فى وضع سيئ – من حقها النوم على المقعد الخشبى التعس أو افتراش الارض – ما خفف عنها المأساة أنها ليست الوحيدة – ولا بد من نسيان البرد واضاعة الوقت بالتحدث مع الاخرين رفاق القائمة الملعونة.
ظاهرة عامة طالت الالاف من أهالى غزة ومن مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية – أسماؤهم جمعيا مدرجة على القائمة المقدسة – لا أحد يسأل عنهم أو يهتم بهم – البعض أمسك بالقشة, وتوجة لمراجعة السفارة المصرية فى غزة بدون جدوى والبعض أضطر للبحث عن أحد المحظوظين أو التجار العارفين من أين تؤكل الكتف لحل مشكلتة مع أحد المسؤولين فى معبر رفح المصرى – المسؤولين الذين تمتعوا بالبقاء فى مواقعهم الممتازة لسنوات طويلة.
للمأساة زمن طويل أمتد لأكثر من عشرون عاما, وجميع المعابر المصرية شاهدة عليها ابتداء من معبر رفح أو معبر السلوم حتى مطار القاهرة كلها تحكى ماسى قصص ترحيل الأسر الفلسطينية بحراسة مشددة وعلى نفقتها الخاصة بما فيها أجرة سيارة الترحيل المملوكة غالبا لاحد المسؤولين فى المعبر بالأضافة الى مصاريف العسكر من أكل وشرب وسجائر واكراميات مادية لم تشفع لهم ولم تخفف عنهم ايقاع الأهانات المعنوية التقلييدية – فاتورة عادية لقاء السماح لهم بالمرور فقط من الأراضى المصرية خلال أربع وعشرين ساعة ولا داعى لوجع الرأس ومحاولة فهم مغزى ومبررات تلك المعاملة. ربما تسمع اجابة خجولة تضعها فى سياق الأجراءات الأمنية حتى ولو ارتقت الى درجة الهوس الأمنى غير مدركين أن الشعب الفلسطينى هو الأكثر حرصا على شعب مصر وأمن مصر.
قد تصيبك لحظة ما لوثة الشجاعة وتفتح ملف حملة الوثائق الفلسطينية المصرية احدى أوجة المعاناة المزمنة – عندها حدث ولا حرج – دخول مصر للعلاج أو الدراسة أو حتى لصلة الرحم مجرد حلم مستعصى على التحقيق والتفكير بة رجس من عمل الشيطان – وامكانية المرور مرتبطة بشرط وحيد (تصريح زيارة مسبق من أسرائيل).
مواجع مؤلمة لكل فلسطينى لا يخفف من قسوتها تصريح لهذا الرئيس أو ذاك المسؤول فى بعض المناسبات يشيد فيها بصمود الشعب الفلسطينيى.
ومما يزيد من الطين بلة عدم اهتمام أى مسؤول فى السلطة الفلسطينية بهذا الملف .يكفى أنة يتمتع وأسرتة بحمل
V.I.P ومرتاح من وجع القلب, وقرف المعاملة والأهم بالنسبة لة أن يردد دائما ولو من باب الوفاء دور الشقيقة الكبرى فى رعاية ودعم صمود الشعب الفلسطينى لان القيم العربية علمتنا أنة من العيب على المرء أن يفتح عينة أو يطيل لسانة على ولى نعمتة.
ليس فى الامكان أكثر من اطلاق صرخة استغاثة من حنجرة مبحوحة لن نسمع لها صدى فى صحراء سيناء ولا الصحراء العربية .
واذا كانت حقوق الانسان ليست فى متناول الابناء فمن العبث أن يحلم بها الأشقاء.



#عمر_ابو_السعيد_غزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر ابو السعيد غزة - ملعونة تلك القوائم المقدسة