|
ماذا يجري في العراق ?ثورة أم مؤامرة ?
سيدة عشتار بن علي
الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحداث كبيرة وغامضة يشهدها العراق منذ يوم الاثنين العاشر من شهر جوان 2014.... ورغم ان الشعب العراقي تمرّس بالصدمات والهزات والحروب والدمار والمآسي الا ان الصدمة لم تكن بخافية نلمسها من خلال الاسئلة الحائرة وردود الفعل الانفعالية.. انها داعش وما ادراك ما داعش سليلة جبهة النصرة ووحوشها الذباحين, اكلي لحوم البشر وقلوبها.. انه الموت بابشع صوره حل على العراق اذن ماذا ينتظرنا ما مصيرنا? الا يكفينا ما مررنا به حتى تهل علينا داعش برايتها السوداء وتعلن ان الكثير من القتل والتنكيل بانتظارنا? لم يمض الكثير من الوقت جتى تعالت اصوات اخرى تعلن عن وجودها اصوات اعتقد اغلب العراقيين انه وقع استأصالها واجتثاثها منذ اعدام صدام حسين ...المشهد هنا ازداد التباسا وغموضا ماذا يعني هذا هاهي رغد صدام حسين تخرج لتعلن مباركتها لثورة العشائر ماذا يعني هذا? هو تحالف اذن بين البعث و داعشبمباركة العشائر ...اي مصير مظلم ينتظر العراقيين ?كنت اتابع المشهد وصدمتي لا تقل عن صدمة العراقيين فلا معنى لغزوة داعش للموضل الا ان مشروعهم اوشك على التحقق والي يبلّهم لازم يطشّنا دون شك تعددت القراءات واختلفت على اختلاف توجهاتها وخلفياتها السياسية او الدينية والطائفية ولم يكن بخاف ان اغلب القراءات يحكمها الانفعال واغلبها يخبط خبط عشواء ويعمس خارج الصحن ...اغلب القراءات كانت مرتبكة وتناقض نفسها بنفسها فبعضها يرى ان الجماعات الجهادية التي تنشط على نحو خطير في سوريا والعراق هي صناعة ايرانية سورية عراقيةوبعضها يرى ان تلك الجماعات هي امتداد للجهاد الافغاني الذي صنعته امريكا وحلفاؤها وكما قال رهين المحبسين أبو العلاء المعرّي ليت شعري ما الصّحيح..! اول قراءة اعترضتني كانت لكاتب سوري قراءته وجدتها مقنعة ومنطقية اضافة الى اسلوبه الجميل الذي يجعل القارئ يتابعه دون ملل او ارتباك فكيف قرأ المشهد? حسب رأيه داعش والنصرة والاخوان المسلمين هم في الحقيقة منتج واحد من صنيعة نفس المعمل التركي الناتوي .. وأن لافرق بين النصرة وداعش والاخوان المسلمين الا أن مهمة كل فصيل مختلفة عن الآخرى وما الاختلاف والخلاف الظاهر بينهما الا عملية توزيع للادوار وأنهم جميعا مسميات مختلفة لتنظيم واحد بمهام مختلفة فالغرب يريد من العنف الاسلامي ان يواجه الدول الوطنية والمجتمعات التي تريد أن تنهض والناتو هو المحرك لهذه الجماعات على اختلاف مسمياتها وهو من يحركها كالعرائس وخيوطها بين يديه ولا باس ان يكون في المسرحية موت كثير وانهار من الدم كي يكون الاداء مقنعا فالموارد البشرية كثيرة في اوساط الفقراء والارياف تتمنى الالتحاق بصفوف المجاهدين في سبيل الله والفوز الاعظم بالجنة وحور العين في العالم الاخر.. هناك.. فوق ...ويضيف الكاتب أن القدس العربي (اورشليم) التي تمتلكها قطر الآن - وهي صحيفة الاخوان المسلمين في المهجر - أسبغت على فتوحات داعش لمسة شاعرية ووطنية بالايحاء أنها من انجاز البعثيين القدامى وعزة الدوري وحسب رايه مجنون هو من يعتقد ان ايران هي التي تحرك داعش في الموصل فلداعش مهمة واحدة فقط في العراق وهي خلق حاجز بشري وجغرافي يقف كالسد بين سوريا والعراق ويقطع التواصل الجغرافي بينهما بعد أن بدا أن التواصل الجغرافي والنشاط البشري الكثيف بينهما سينتهي الى مزج الحدود يوما كما أن قيام داعش سيجعل تركيا قادرة على الاستغناء عن سورية وعن العراق في عملية نقل بضائعها وتجارتها نحو الخليج وآسيا .. ولاداعي لأن تمر من حلب .. بل تمر من الموصل الى الأنبار والبوكمال السورية ثم الى السعودية والخليج .. ومن ثم الى العالم ما يدعم هذه القراءة هو الاخبار المتداولة حول كشف المعارضة التركية عن وثائق تثبت تعاون اردوغان مع داعش فقد اتهم مسؤولون في حزب الشعب الجمهوري التركي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بتسليح داعش في سوريا والعراق مشيرين إلى أن هناك بعض المستشفيات الحكومية تقوم باستقبال المسلحين المصابين ومعالجتهم وأن عناصر داعش يدخلون للعراق وسوريا عبر تركيا وأن الحكومة تقوم بشراء النفط الذي يسرقونه.
أما القراءة الثانية فكانت لخبير في الجماعات الاسلامية في حوار اجرته معه قناة اردنية ذكر فيه ان ما يجري في العراق هو ثورة سنّية شاملة لمقاومة الاستبداد الطّائفي الدّكتاتوري الاقصائي ضد الطائفة السنية مضيفا في انفعال واضح ان العراق فيه عشرة آلاف سجينة عراقية من اهل السنّة فقط دون اي مبرّر ودون أي محاكمة وهذه الثورة وصمها المالكي ومن ورائه بشار الأسد بالارهاب وأيّ مقاومة للمشروع الايراني الشيعي الملالي سوف يعتبره ارهابا وتطرفا ومن هنا نفهم تلك الهبّة التي هبّها القرضاوي لمباركة الثورة السنية حسب رايه ..ثورة داعش اقنعتني القراءة الاولى للكاتب نارام سرجون لولا قوله ان اللعبة الناتوية اسبغت على داعش لمسة وطنية بالايهام ان فتوحات داعش هي من صنيع البعثيين ,لكن كل الاخبار والوقائع اليوم تؤكد ان البعثيين موجودين فعلا على الساحة بل قاموا باصدار العديد من البيانات الكتابية والمسجلة صوتا وصورة اضافة الى حوارات تلفزية وصحفية هويات اصحابها وانتماءها المؤكد لحزب البعث لا يمكن انكارها او تكذيبها ففي حوار اجرته جريدة المغرب التونسية مع د خضير المرشدي أمين عام الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق الدكتور خضير المرشدي اكد على ان ما يجري هو ثورة العراق وعشائره التي انطلقت لتصحيح الواقع الفاسد وإعادة العراق الى وضعه الطبيعي دولة وطنية ديمقراطية مدنية مهابة وقوية لتمارس دورها الوطني والعربي والإنساني ، ولن تقبل قوى الثورة بغير ذلك مؤكدا على انها ليست وليدة اليوم لكي يقال بأن الشعب قد تحرك الان ، بل ان المقاومة والثورة قد انطلقت منذ احتلال العراق عام 2003 ولا علاقة ولا تحالف بينهم وبين داعش ولن يكون وفي حوار له مع جريدة الرياض أكد على انه لم ولن يحصل تنسيق بين ثوار العشائر وفصائل الثورة من جهة ، وما يسمى داعش او غيرها من الحركات الارهابية المتطرفة من جهة أخرى وان عدداً من قادة ورجال الثورة والمقاومة الوطنية العراقية قد تم استهدافهم واغتيالهم من قبل هذه الحركات المتطرفة و إيران وحكومة المالكي متورطة في تهيئة البيئة المناسبة لوجود داعش ، منذ ان تم تهريب قادة القاعدة من سجن ابو غريب .. في عملية استخبارية مفبركة من قبل حكومة المنطقة الخضراء ، وزجهم في الثورة السورية لتشويه صورتها ، ومن ثم ارتد فعلهم وازداد عددهم باستقطاب كافة كوادرهم من مختلف دول العالم كما هو معلن ، لتشويه صورة الثورة في العراق والحراك الشعبي حينها ،، واتخاذها حجة ومبررا لضرب الثوار واجهاض الثورة دور داعش في الثورة العراقية المسلحة التي انطلقت من الموصل كان دورا محدودا ،، وهي ليست من يهيمن على المشهد العام للمدن المحررة ، والدليل هو قيام الثوار بعد تحرير المدن بتسليمها لإدارات مدنية من أبناءها لادارتها وتقديم الخدمات للمواطنين و تضخيم دور داعش هو عملية إعلامية مقصودة لتكون بعبعاً يخيف فيه المالكي أهلنا ( الشيعة ) حسب قوله وبالتالي يضمن التحشيد الجماهيري عبر فتاوي الفتنة الطائفية بحجة الدفاع عن المقدسات والمذهب وفي الحقيقة تصريحه هذا لا يتنافى مع وقع تداوله على صفحات التواصل الاجتماع عن اخبار لشهود عيان تقول ان المسلحين بعد يوم من سقوط الموصل كانوا يتجولون بسياراتهم المكشوفة ويدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه إلى دوائرهم محذرين السكان عبر مكبرات الصوت ايضا من النطق بكلمة "داعش" وتوعدالمخالفين بالعقاب وانا شخصيا استغربت وتساءلت عبر صفحتي على الفيسبوك ...لماذا يمنعون الناس من نطق كلمة داعش هل يخجلون من اسمهم ام ماذا?! اما عن مدى تغلغل ما يطلق عليه الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) فقد كانت اجابته بان ظهورهم كان بعد عام 2011 عندما هرب الأمريكان من العراق لكن أعدادهم ودورهم وفعلهم محدود في ثورة العشائر التحررية المستعرة في العراق الان فالحكومة الفاسدة والإرهابية في بغداد وإيران حسب تصريحه هما من هيأ الظروف لداعش وغيرها من الحركات التكفيرية المتطرفة سواءا السنية منها كداعش والقاعدة أو الميليشيات الحكوميةلاختلاق عملية صراع طائفي سياسي يتوكأ عليه المالكي في تثبيت حكمه وضرب كل محاولة للثورة عليه وقمع اي مطالب شعبية بالحديد والنار وقوله هذا يؤكده خروج السيستاني مطلقا صيحة فزع وداعيا الطائفة الشيعية الى الجهاد ضدّ السنة فحكومة المالكي عدوة للشعب العراقي باكمله وليس طائفة او قومية بعينها حسب قوله اما حركة المقاومة فهي ابعد ماتكون عن الطائفية بدليل ان تتضمن قيادات من السنة والشيعة على حد سواء فهل تستوجب الولاية الثالثة كل هذا الخراب او كما قال الكاتب علي السوداني على صفحته الخاصة مبروك نوري المالكي : مبروك نوري لك ولدواعشك الذين أطلقتهم من سجونك الفوق الارض وتحتها ، من أجل تخويف الأمريكان وتقليل ضغطهم على بشار الدمشقي ، كما قال ذلك وزيرك المطيع حسن الشمري صورة وصوتاًبربك الذي تعبد ، هل تستاهل الولاية الثالثة كل هذا الخراب وهذه الدماء ؟ ما يدعم هذه القراءة وهذه التصريحات للامين العام لحزب البعث د خضير هو التوافق الايراني الأمريكي حول الاستعداد للتدخل لمقاومة الارهاب كما يقول خصمي الامس صديقي اليوم امريكا وايران فاي دافع قوي هذا الّذي يجعل طهران تتعانق اخيرا مع واشنطن التي اصبحت مستعدة لغض الطرف عن الملف الننوي والتعاون مع ايران في القضاء على الارهاب داخل العراق بل ان هناك العديد من الأخبار تؤكّد ان عناصر من الحرس الثّوري الايراني موجودة حاليا في العراق وبصدد القتال ضدّ المجموعات المسلّحة هذا بالا اضافة الى التصريح الاخير لكلنتون التي خرجت لتعتذر وتعلن أن أمريكا أخطأت في حربها على سوريا ,فلا اعتقد انها صحوة ضمير مفاجئة لواشنطن وحرص منها ومنها ايران على مصلحة المواطن العراقي كما لا اعتقد أنّ الخوف من داعش وخطرها هو الدّافع فهي لم تقاتلها في سورية وغضت الطرف عنها بل دعمتها فهل هي صحوة الضمير هي التي جعلتها تهبّ اليوم لتضع يدها بيد طهران في سبيل القضاء على داعش وحماية العراق ليت شعري ما الصحيح !
#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا تردّ على الضّباع الغادرة
-
ما يجوز ولا يجوز في نكاح البهيمة والعجوز
-
القصيدة الّتي لم أقع في حبّها
-
الدّيمقراطية هي أن تمنحني الحق في تكفيرك واهدار دمك
-
حين شهق الزّهر بالنّدى
-
فينوس
-
استضعفوك فوصفوك
-
عاصفة وحنين
-
لن أحبّك
-
لنترك حديث الحب ....الى حين
-
حديث في استراتيجية افشال الدّول أو الجيل الرّابع من الحرب ال
...
-
لا شرعيّة تعلو على شرعيّة الثّورة
-
أجمل الذّنوب
-
حلم آثم
-
حديث في مفهوم الشرف عند العرب
-
رسم في العتمة
-
من شذرات عشتار
-
حين أخلع نقابي
-
حول الدّعوة الى العصيان المدني في تونس ...تعريفه ..جذوره ...
...
-
رسالة (الهارلم شايك )الى الحكومة التونسية ...هل وصلت الرّسال
...
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|