www.petitiononline.com/antiwar/petition.html
في حين تبدو نُذُر
الحرب وقد شارفت الانفجار، في ظل سعي الإدارة الأميركية المحموم للحصول على غطاء
دولي لمشروعها الإجرامي الذي يستهدف حياة الشعب العراقي ومقدراته الحيوية، والسيطرة
المطلقة على ثرواته، وبخاصة النفط، من ضمن هجوم مفتوح لاستكمال السيطرة على المنطقة
العربية وجوارها، وحتى على الاقتصاد العالمي ككل،
نلتقي من بلدان شتى، في الوطن العربي وأبعد منه، نساءً
ورجالاً، وكتاباً وفنانين وإعلاميين، ومدرِّسين ومهنيين، ونقابيين وعمالاً وفلاحين
وطلاباً، ومهتمين بالعمل السياسي والاجتماعي والثقافي، وبالإنتاج العلمي والمعرفي،
وذلك على المواقف والتوجهات الأساسية التالية:
1. اعتبار أن الحرب ضد العراق هي حرب من أجل النهب
المكشوف والمباشر للنفط ومشتقاته، من جهة، ومن جهة أخرى لضرب الطاقات البشرية
والمادية للشعب العراقي، ولمنع العرب من امتلاك قدرة مؤثرة يحمون بها استقلالهم
ويصونون ثرواتهم. كما أنها تهدف أيضا لتعزيز مقومات الهيمنة الأميركية على العالم
بأسره.
2. وهي حرب تحفل
بمخاطر وكوارث كبرى، فعدا الدمار الذي ستلحقه بالشعب العراقي، سوف تؤدي إلى تخريب
هائل للبيئة، وإلى نشر شتى أسباب المرض والبؤس والموت، بسبب استخدام الأسلحة الأحدث
والأشد فتكاً، الذي قد يصل إلى حدود استخدام الأسلحة النووية، حسبما تهدد بذلك
إسرائيل.
3. الإدراك الدقيق،
أيضاً، بأن الحرب لا تستهدف العراق وحسب، بل كامل شعوب المنطقة وثرواتها وطاقاتها
الحية، وبوجه أخص الشعب الفلسطيني المهدد بالتصفية النهائية لقضيته الوطنية، بما
فيها الترحيل الشامل عن أرضه. الأمر الذي يستدعي التشديد- فضلاً عن المناهضة
الحازمة لتلك الحرب التي تشترك إسرائيل والصهيونية العالمية مع الإمبريالية
الأميركية في التخطيط لها- على ضرورة القيام بكل المبادرات من أجل فرض الترجمة
الفعلية لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والمكتملة السيادة، كما
لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة القاضية بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين غير المنقوص
إلى مدنهم وقراهم الأصلية.
4. الإدانة الشديدة لتواطؤ غالبية الأنظمة العربية
شبه المعلن، وقد امتنعت إلى الآن عن أي تعبير عملي عن تضامنها مع الشعب العراقي،
عبر التهديد الجاد بقطع العلاقات مع الدول المساهمة في الغزو، وقطع النفط عنها،
وسحب الأرصدة من مصارفها، وإغلاق الممرات المائية والجوية والبرية في وجهها، وتفعيل
ميثاق الدفاع العربي المشترك ضدها، بدلاً من المساهمة البائسة في تأمين الغطاء
لغزوها. على العكس، فالعديد منها يقيم أوثق العلاقات مع الولايات المتحدة، بما فيها
العلاقات العسكرية. كما أنها رحبت جميعها تقريباً، في اجتماع وزراء الخارجية في
القاهرة، بالقرار 1441، الصادر أخيراً عن مجلس الأمن.
وليس أقل أهمية العمل على فك أسر المجتمعات العربية المكبلة
بقوانين الطوارئ والأحكام العرفية، وإطلاق أوسع الحريات الديمقراطية للجماهير، بحيث
يتيح لها ذلك امتلاك زمام نفسها وأبسط مقومات الكرامة والحياة الإنسانية، علاوة على
الاستعداد الحقيقي لمواجهة ظافرة للاجتياح الوشيك.
هذا ولقد تابعنا بإعجاب وتأثر جموع المتظاهرين ضد الحرب في
العديد من بلدان العالم، ولا سيما مئات الألوف في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا
وإيطاليا واليونان، وحتى الولايات المتحدة بالذات. ونحن نعتبر أن فرصة العمل مع تلك
القوى يجب اغتنامها، من أجل أن تتوسع المواجهة لتتخذ طابعاً أممياً.
5. دعوة الجماهير في شتى بلدان
المنطقة، للنزول الحاشد إلى الشوارع، واعتماد كل أشكال الاحتجاج الفاعل، كالاعتصام
والتظاهر وعقد المهرجانات الشعبية وتشكيل لجان العمل ضد الحرب، بحيث يشكل ذلك ضغطاً
مؤثراً للحيلولة دون تنفيذ المشروع الأميركي. وفي حال اندلاع الحرب فعلاً، ليكون
مرتكزاً لمواجهة فعالة ضد الغزو.
6. حض جماهير المنطقة للسعي، بشتى الوسائل، لإزالة
القواعد الأميركية من بلدانها كافة، وسواء في الأقطار الخليجية أو في تركيا
وغيرها.
7. التشديد على كون
السبب الأساسي الذي يتيح للولايات المتحدة وحلفائها استسهال ضرب العراق الآن، ودول
غيره لاحقاً، يرجع، بوجه أخص، إلى طبيعة الأنظمة في المنطقة، بما هي أنظمة
ديكتاتورية غاشمة، وفي مقدمتها النظام القائم في بغداد، مع التأكيد على ضرورة دعم
حق الشعب العراقي في إطاحة الديكتاتورية بوسائله الخاصة، ومن دون تدخل خارجي،
وإرساء ديمقراطية حقيقية، بين عناصرها الاعتراف للأكراد في كردستان العراق بحقهم في
تقرير مصيرهم، مع تثمين الموقف الديمقراطي والعقلاني الذي حددوه في الظروف العينية
الراهنة، موقف الحفاظ على وحدة العراق؛ علاوة على ضمان المساواة الكاملة والحقوق
الثقافية والسياسية للأقليات غير العربية، كالآشوريين والكلدان
والتركمان.
إن الموقعين أدناه حريصون على إبقاء الاتصال
قائماً في ما بينهم، وعلى توحيد قواهم لأجل الترجمة العملية لهذه التوجهات. وهم
يدركون أن أي تلكؤ في القيام بهذه المهام سوف يسهل نجاح المخطط الأميركي الإجرامي
الذي ربما يكون الأخطر في تاريخ شعوبنا، فيما قد يشكل السعي الجاد لإنزال الهزيمة
به نقطة انطلاق لنهوض جديد، ليس لحركة الجماهير العربية وحدها، بل أيضاً لشعوب
المنطقة الأخرى، ومن ضمنها إيران وتركيا، كما لحركة التحرر العالمية.
للتوقيع
والمشاركة
www.petitiononline.com/antiwar/petition.html