عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 17:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحن والمسؤولية الموقوفة التنفيذ
لا شك ان علاقتنا بالمسؤولية ليست حميمية ولا وطيدة ,,,,,
ولعل وضعنا الحالي ،العام منه أو الخاص يدل على الكساد المهول في الجانب الخلقي كما تتعارف عليه أغلب أمم الأرض والذي يبرز لا محالة في نوعية تفاعلاتنا العلائقية وحجم تماسكها
وفي مصداقية أقولنا ووعودنا وفي ترجمة أحلامنا إلى قرارات ثم ارادات ثم إلى
أفعال ملموسة تعبر تراكماتها عن نوعية إنجازاتنا هنا والآن .
,
ذلك أن الشعارات والأقوال و الوعود التي لا نرى لها آثار ملموسة عمليا وواقعيا تبقى حبيسة قولة يتيمة تحصر الفعل في : "إنما الأعمال بالنيات ,,," حيث تلتهم النية "الفعل "
وتصبح "النية المفترضة مقبرة لإرادات مخصية " تختبيء في "المقدس" أو في الإديولوجيا وتدنسهما بعجزها عن تفعيل الإرادة كمهماز لتقرير المصير الفردي منه أو الجماعي ,
التنشئة على الاتكالية :
فتنشئتنا اللاعقلانية لم تعلمنا كيف نبرمج أحلامنا لمشاريع قابلة للتنفيذ بالنسبة للغالبية العظمى , حيث تطغى الاتكالية فيسلم اغلبنا مصيره لأمواج القدر تتقاذفه وفق الرياح الأربع بدون أدنى محاولة للتحكم أو التوجيه ,
لذلك نحن "جامدون " ونسير عكس حركة التاريخ كأفراد أو جماعات أو حتى كأمة تتكالب علينا الأمم الأخرى ,,,,
والأغرب أن حكوماتنا غالبا ما تفسر أزماتها وفشلها التنموي أو حتى الأمني بوجود مؤامرات خارجية تترصدها وتغار من نجاحها "المفترض" والذي لا يوجد إلا في قصور الحاكمين و مواليهم ,,,,
ولعل علاقتنا بالزمن "المهدور" تدل على كيفية تدبير مواردنا ,فأغلبنا لا يحترم مواعيده بالدقة المطلوبة ولا تسلم منا حتى الأشياء والجمادات ، فمن أخلف أو تأخر عن موعد ما كان السبب هروب القطار أو الحافلة وليس سوء تقدير للوقت اللازم للوصول
وأغلبيتنا يفسر عجزه أو تقاعسه عن تنفيذ شعاراته أو نواياه بإبليس اللعين ,
فالشيطان هو الشماعة التي نرمي عليها كل عفننا وآفاتنا ,,,,,
هذا إذا لم تفسره بمشيئة الله وتعتبر بأن الله هو الذي لم يشأ ,
والقاعدة العامة من الناس تفسر مرضها أو فشلها في أداء مهمة ما ب"العين " أو السحر
ومن هنا تناط المسؤولية بكائنات غير مرئية ,
وهكذا فنحن كقشة نتأرجح بين الله وإبليس في مختلف قراراتنا التي تبقى موؤودة لأننا والمسؤولية ضدان لا يلتقيان ,
عائشة التاج
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟