ماجد عبد الحميد الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 17:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لكي نعرف مع اي عهر وخبث نتعامل وعن اية موضوعية اعلامية يتحدثون نقرأ الخبر الاتي الذي نشرته العربية:
(شككت صحيفة "التايمز" البريطانية في صحة الصور التي نشرت على موقع تويتر الأحد ، وتظهر عملية القتل الجماعي التي يؤكد تنظيم داعش في العراق أنه نفذها بحق عراقيين).
هذا الخبر تنقله صحيفة التايمز وتردده العربية . ويردده ايضا اصحاب النفوس الضعيفة من المنافقين لكي يتم ابعاد التهمة عن داعش الوهابية في قضية اقترافها لجرائم بحق الانسانية. اذا كانت هذه اخبارهم عن اشياء نعيشها ونشاهدها ونسمع بها ، فكيف تكون مصداقية اخباركم و احاديثكم التي نقلها لنا ابو هريرة و اشباهه من الوضاعين المحترفين وقد مر عليها اكثر من1400 سنة ؟ !!. لاشك في ان الامر سيكون مرعبا وخطيرا. ليس هذا فحسب بل ان الاغرب من كذبهم هو تحليلهم البائس للتشكيك بالصور وعجبي الاعظم من سذاجتة حيث قالوا فيه :
(ووفق الصحيفة البريطانية ، فإن من أهم أسباب التشكيك بصحة الصور هي نقاؤها ودقة ألوانها ، الأمر الذي لا يتوافر عادة في الصور الثابتة التي يتم التقاطها في مثل هذه الأماكن والمواقف.
الأمر الثاني والذي يثير الشكوك وفق الصحيفة هو "لماذا لم يتم تسجيل الحدث بالفيديو حيث تتوافر التكنولوجيا العالية لديهم ، الأمر الذي اتضح من نقاء الصور ، حيث اعتبرت أنه من غير المألوف تسجيل لقطات إطلاق النار بصور ثابتة لأنه يقلل من مصداقيتها).
يا سلام على عبقرية العقلية التحليلية الفذة التي تعكس موهبة كبيرة وحرفية عالية قلما يحظى بها أعرابي او انكليزي.
طيب ، وماذا عن الجغرافيا التي تعكسها لقطات الصور حيث فسيل النخيل والعشب الذي احرقته شمس العراق والتراب الاحمر القاني ، كل ذلك لم يلفت انتباهكم فيحرك احساسكم الفطري في الانتباه الى دقائق التفاصيل ؟ اني اشك جدا في ذلك. ولندع ذلك كله جانبا ونقول متسائلين:
هل عز عليكم العثور على فيديوهات لداعش مشابهة وهي تقتل الابرياء في الشوارع وهم عزل مدنيون ؟ هل عميت ابصاركم عن آلاف المفخخات التي تضرب العراق على مدى عشر سنوات ونيف. أ لم يبلغكم ما فعل الوهابية من مجازر واقترفوا من مذابح بحق مخالفيهم ؟ أ م انكم تتغافلون عن الافعال الشنيعة التي اقترفتها صنيعتكم خوفا من لعنة التاريخ وعذاب الضمير؟
لقد بات الامر واضحا جليا و لا يخفى إلا على من اعمت بصيرته الايدولوجيا : ان هناك تناغما شديد الوضوح بين الايديولوجية الاعلامية الوهابية وبعض وسائل الاعلام الغربية على الرغم من الحرص الكبير على اخفاء المعالم الرئيسة في التعاون لنشر ودعم الفكر الوهابي بذاته . هذا مثال واحد على التناغم وهناك الالاف من الاخبار والفعاليات والبرامج والتحقيقات التي تكشف العلاقة الوطيدة بين الاعلامين وفي الوقت نفسه يفضح العلاقة التبعية لهذا الاعلام الوهابي وعدم موضوعيته وحياديته واستقلاله.
#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟