فاروق صبري
الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ثقافة أحدهم وثقافة البلطجة…
وجهان لرصاصة تغتال الحلم العراقي وإنسانية الكرد
قال أحدهم:
وهذا ما لم نتصوره في يوم من الأيام أن يحكمنا كردي بدرجة رئيس دولة…….
وهذا ، أحدهم لم يقل (يحكمنا جلال الطالباني) وهو يستميت بإقناع القراء بأسئلته - أجوبته الببغائية وهو يحاول إثبات وطنيته ولا عنصريته!!!
وأحدهم ، هذا رقم داخل ثقافة عتيقة ومتجددة ، متنوعة الوجوه متوحّدة النيّات، إغراق العراق بالقلق والفتن والمقابر بشكل عام لكن في جوهره الخاص إنكار للكرد واستصغار لتاريخهم وحاضرهم واستعداء لمشاعرهم وإنسانيتهم .
ثقافة لها حداثويون من أمثال عبدالباري عطوان ومصطفى بكري وعبدالرحمن مجيد الربيعي لا يزالون يتغنون بسيف دولتهم المعاصر والصدئ والمهزوم .
ولهذه الثقافة هوامشها التي أبرزها الاحتلال الأميركي البربري وإسقاطهم لابنهم الضال في العراق ، وللآسف يستبيح بعضها فضاء أي منبر إعلامي مضيء ومتحرر من الصوت الواحد وينفث بضاعته وأورامه وغباءه ،منهم منْ-وهو جالس في مكتب دراسته الإسلامية الاستراتيجية- يجمّل الجعفري ويقبّح الطالباني ليس حباً بالأول أو كرهاً بالثاني ، بل إعلاء لكلمة الطائفة المظلومة!!وهذا وغيره يدعو للتوقف عند حالة -تذكر وتتشابه- بعض المثقفين السوريين –شعراء وكتّاب وروائيون-وهم يحبون ويمجدون صدام حسين باعتباره صاحب حلم ومشروع عروبي ويكرهون ويرفضون حافظ الأسد لانه خرّب سوريا وبعد "نقاش" قليل وقليل جداً معهم يبوحون بما تضمره عقولهم وما تستره منجزاتهم :
كيف يحكمنا علوي بدرجة رئيس دولة!!؟
والأخر صار يستبشرنا وما يزال بأنه سوف يخرج الدرّة من فمه ويصرخ وينشر وثائق عن علاقة الكرد بالإسرائيليين ولا نعرف متى يؤرخ حضور وانتشار أعلام نجمة داو ود الصهيونية التي ترفرف من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر!!!.
ومنهم منْ ينسج حكايات عن (المقاومة) مستقاة من تخيّلاته الـ –آجا كريستية- وحنى يوهم نفسه بأنه باحث يبتدع شخصيات وأحداث لا وجود لها الا في اتصالاته التلفونية الموهومة ومقابلاته التلفزيونية المفبركة.
وثقافة هؤلاء البعض المنفلتة في أوهامها كسلطة معرفية وأن تقنّعت برتوش المفردات السياسية وبريق ديمقراطيتها الا أنها تعتبر محرّضة على تفريخ (ثقافة) انحطاط الوعي والمشاعر والذائقة التي تمظهرت في رسائل مريضة في عصبويتها القومية وبلطجية في عمامتها الطائفية وهي تدعو لهدر دم صديقنا أياد الزاملي-والزاملي مثال من عشرات الكتّاب والمثقفين- وسفك حبر موقعه كونه أوفق للتحاور والاختلاف لا كمرتع لأوهام النجومية والعقائد.
وتشكل ثقافة الانفلات هذه وثقافة الانحطاط تلك وجهين لرصاصة اغتيال ما تبقى في حياة العراقيين من حلم لرؤية شوارعهم ضاجة بالمحبة والعمل لا بالأحقاد المفخخة.
#فاروق_صبري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟