سيف عدنان ارحيم القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 20:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يهود العراق
وقرار تقسيم فلسطين
يمثل يهود العراق احد الركائز الأساسية من المجتمع العراقي فهم يمثلون شريحة مهمة من الطبقة التجارية العراقية وأسر يهودية معروفة في المجتمع العراق والتي كان لها ثقل سياسي معروف ومن بين تلك الشخصيات وزير المالية ساسون حسقيل الذي يمثل أنموذجاً للطبقة اليهودية العراقية وعرفت هذه الشخصية بحسها الوطني.
ولم يقتصر نشاط اليهود على الجانب التجاري بل انخرط الكثير من يهود العراق في مؤسسات الدولة بل انخرط العديد منهم في بعض الاحزاب والتيارات الحزبية الأخرى ومن بينها الحزب الشيوعي العراقي الذي انضوى تحت لوائه العديد من اليهود وأصبح العديد منهم في هرم قيادته كون الحزب الشيوعي العراقي يدعو الى صهر القوميات والطوائف في بودقة الوطنية بعيداً عن النعرات الطائفية.
ولكن من جانب اخر كان للمنظمات الصهيونية دور في بذر الشقاق في المجتمع العراقي وخصوصاً تأليب اليهود وإشاعة الذعر في نفوسهم وعن المصير المجهول الذي ينتظرهم في العراق لاسيما بعد احداث فرهود 1941 وما تعرض له اليهود من سلب لأموالهم بعد انهيار حركة رشيد عالي الكيلاني فبدأت منظمة الهجرة الصهيونية بتنظيم الكوادر الصهيونية من اجل تنظيم الهجرة السرية الى ارض الميعاد"اسرائيل"،وانتشرت مراكز تنظيم الهجرة في مختلف الوية العراق وكانت تلك المراكز تقام في بعض الدور السكنية وفي اقبية الدور وكانت كل حلقة على (5 الى 6)يقومون من خلالها بتدريب اليهود على الاسلحة واللغة العبرية.
وبدأ مركز الهجرة السري في بغداد بتنظيم حركة الهجرة السرية بمختلف الوسائل منها تزوير جوازات السفر او تهريبهم عبر الصحراء والتي لعب من خلالها بعض المهربين العراقيين دور في اتمام تلك العملية ومن بينهم الشيخ عبدالله سعيد من اهالي الرطبة والأمير فواز الشعلان زعيم قبيلة الروله.
ولكن هذه الهجرة كانت بوتيرة بطيئة نتيجة للصعوبات التي تعترضها بتشديد الإجراءات الحكومية العراقية على الهجرة اليهودية،ولكن ما ان جاء قرار التقسيم الخاص بفلسطين في عام 1947 حتى بدأ الوضع بالنسبة لليهود بالتغيير فبعد ان دعت الحكومة العراقية الى تشكيل"رابطة الدفاع عن فلسطين" حتى هرع اليهود العراقيين بالتبرع بسخاء خوفاً من التنكيل الذي قد يلحق بهم وليبينوا للرأي العام العراقي امتعاضهم من قرار التقسيم.
ولكن هذا الموقف لم يقلل من سخط الشارع العراقي على اليهود ليزيد قرار الحرب العربية على قيام دولة اسرائيل الطين بله لاسيما بعد تعديل الحكومة العراقية في شهر تموز 1948 قانون العقوبات البغدادي رقم 51 لسنة 1938 والذي أضيفت له كلمة كل من روج"للشيوعية وللصهيونية" يحكم بالإحكام الشاقة المؤبدة.
وكان هذا كافياً ليصيب اليهود بالذعر بعد ان اعلنت الحكومة الاحكام العرفية بعد عبور الجيش العراقي الاراضي الاردنية حتى حظي اليهود بالاعتقالات بعد ان فتحت معسكرات الاعتقال خوفاً من هروب اليهود والالتحاق بإسرائيل.
وبهذا أصبحت الهجرة تسير بوتيرة اسرع من خلال الجهود التي بذلتها المنظمة الصهيونية لهجرة اليهود الى اسرائيل بطرق مختلفة ولكن كان لقانون اسقاط الجنسية في عام 1950 لينهي الملف الشائك الذي خاضته منظمات الهجرة في العراق وأصبح من السهل سفر اليهود عبر الطائرات مقابل التخلي عن جنسيتهم العراقية.
#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟