|
حول انتخابات الرئاسة السورية
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 18:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول انتخابات الرئاسة السورية شاكر فريد حسن انتهت الانتخابات الرئاسية السورية وأصبحت من ورائنا ، وأختار الشعب السوري الأبي بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية لسبع سنوات قادمة ، وفق الدستور السوري الجديد الذي تم إقراره في العام 2012 . وقد كشفت هذه الانتخابات بشكل جلي وواضح حقيقة الموقف الشعبي السوري من المؤامرة الكونية الدنيئة الدنسة على سورية ، شعباً ووطناً وأرضاً ونظاماً وتراثاً وعمقاً حضارياً ودوراً مقاوماً وممانعاً ، بعد سنوات قاسية وصعبة ومرحلة خطيرة ومصيرية ، لعب فيها الإعلام وماكنته الشرسة تضليلاً وحرباً نفسية ودوراً فعالاً في بث الفرقة والبلبلة بين جموع الشعب السوري الشرفاء الحالمين بالتغيير والطامحين بالإصلاح الحقيقي . وجاءت الضربة القاضية بالاستحقاق الدستوري والعرس الوطني الديمقراطي والتصويت الجارف لأسد الشام ، وما أربك إعلام المتآمرين على سورية وشعبها ونظامها ، ليست كثافة التصويت داخل سورية ، الذي باستطاعة الأعداء التشكيك فيه باعتباره حصيلة ضغوطات داخلية من قبل النظام ، وإنما كثافة التصويت في الخارج ، لا سيما في لبنان حيث تتواجد أعداد هائلة من السوريين الذي اضطروا للنزوح ومغادرة أرض الوطن الأم . وعليه يمكن القول ، إن الانتخابات هي بمثابة استفتاء شعبي لا يحتمل التأويل على موقف شعب سورية العظيم والحي إزاء المؤامرة على سورية وأرضها ومستقبلها ، كونها قلعة نضالية ضد قوى الرجعية العربية ومؤامرات الاستعمار والقوى الداعمة لإسرائيل وغطرستها على العالم العربي ، وكانت تجسيداً وتعبيراً حقيقياً عن حلمه وطموحه الإنساني المشروع في الاستقرار وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحضارية وتحقيق الإصلاحات الداخلية ، بعد هذه السنوات من المعاناة والمكابدة والخراب والدمار وسقوط آلاف الضحايا وإراقة الدماء على أيدي عصابات الشر والقتل والإرهاب السلفية الظلامية . كذلك أظهرت الانتخابات الرئاسية السورية أن لا بديل عن الدولة الوطنية السورية ، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك فشل المؤامرة على سورية ، وذلك بفضل صمود وتماسك الجيش العربي السوري وحنكة ورباطة جأش القيادة السورية ودعم الشعب السوري والتفافه حول قيادته الشرعية والتاريخية ، صاحبة المواقف الوطنية والعروبية المشرفة . لقد شنوا حرباً ضروساً وشرسة على سورية وبشّارها وضخوا الأموال والدولارات ، وحشدوا عصابات الإرهاب وأطلقوا العنان لها ، ومدوها بالسلاح ، وأرسلوها أى سورية للقتال إلى جانب "المعارضة "، وجندوا الإعلام لشن حرب إشاعات وفتن ، وكل ذلك بهدف ضرب وإسقاط النظام الوطني التقدمي في سورية ، ولكن ذلك لم يجد نفعاً في كسر صمود وإرادة السوريين ، الذي حققوا الانتصار تلو الانتصار على قوى البغي والعدوان والظلام الإرهابية ، وظل الأسد في عرينه ولم يسقط ولن يسقط أبداً ، رغم أنف الأعداء والشامتين والمتآمرين ، من أصحاب اللحى الكثة ، والمتأسلمين المتشددين ، الذين لم يخجلوا من أنفسهم وقاموا بتنظيم اجتماع شعبي تحت عنوان "ليسقط رؤساء الدم "في سوريا ومصر ، بعد انتخابهم ديمقراطياً وبنسبة كبيرة جداً . إن سورية اليوم أقوى من أي وقت مضى ، وخاصة بعد الانتصارات التي حققتها، وخاصة الانتصار الكبير بنجاح انتخابات الرئاسة على هذا النحو التاريخي المشرف ، وان التحول في الوضع السوري والانطلاق بثبات نحو المستقبل المأمول وإجراء الإصلاح والتغيير ومنح الحريات الديمقراطية ، وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي ، سياسياً واجتماعياً ، هو أقوى سلاح للرد على المتآمرين وعلى "المعارضة " الكاذبة والعميلة التي لا تملك أي رصيد شعبي . وأن قيام سورية الديمقراطية ، سورية الغد ، سورية المقاومة ، هو أمل كل السوريين وجميع الأحرار الذين وقفوا إلى جانب سورية طوال الفترة السابقة ضد مؤامرة التجزئة والتقسيم والتدمير ، لجرها إلى الحظيرة الأمريكية ، وستغدو سورية منارة ملهمة لشعوب المنطقة العربية ، التي تعيش حالة مخاض وتمرد وعصيان سياسي واجتماعي .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات لم تعش طويلاً ..
...
-
صدر العدد الجديد من مجلة -الإصلاح- الثقافية
-
عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر
-
المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات دار -اليسار-
-
الكاتبة عناق مواسي : كنت اندهش من صانعي اللغة كيف يستطيعون ع
...
-
اصدار عدد نيسان من المجلة الشهرية الثقافية -الإصلاح-
-
بشرى المصالحة الوطنية الفلسطينية
-
عن منع عروض -وطن على وتر- وقمع الإبداع..!
-
اعتداء عنصري جبان
-
صالون مي زيادة الأدبي في أريحا..!
-
آفة النفاق الاجتماعي
-
في مواجهة الراهن
-
تجريم للعمل والنضال السياسي والميداني ..!
-
وقفة تأملية في واقعنا الاجتماعي..!
-
الشاعرة نداء خوري بين ارتعاشات الجسد واشراقات الروح
-
ذكرى راشيل كوري
-
الأزمة السورية في عامها الرابع
-
لن يغتالوا محمود درويش ..!
-
على صدوركم باقون
-
إصدار العدد (12) من مجلة الإصلاح الثقافية
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه ترامب يحضر مؤتمر الحزب الجمهوري بعد ترشيحه ل
...
-
ليتوانيا: إعصار قوي يقتلع أسطح المنازل ويدمّر السيارات
-
الأسد لـRT: لا نضع -شروطا- لإعادة العلاقات مع تركيا بل نتحدث
...
-
ترامب يظهر في مؤتمر الحزب الجمهوري بضمادات على أذنه (فيديو)
...
-
وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل غير متوقعة حول مطلق النار عل
...
-
إصابة 3 إسرائيليين بإطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون بقضاء
...
-
بايدن لوسائل الإعلام: ترامب كذب 28 مرة فلماذا تركزون على فشل
...
-
بايدن يعقد اجتماعين مع أجهزة المخابرات منذ محاولة اغتيال ترا
...
-
انقلاب ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان
-
اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري: ترامب يعلن اختيار نائبه و
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|