أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نعيم الأشهب - مغزى انتخابات الرئاسة السورية














المزيد.....

مغزى انتخابات الرئاسة السورية


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 08:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يؤمل أن يكون النظام السوري قد استوعب المغزى الحقيقي لموقف الشعب السوري الأصيل في هذا التصويت الجارف، وأنه لا عودة لإعادة انتاج هذا النظام لنفسه؛ وأن هذا الشعب بعد مئات الآلاف من الضحايا وملايين المهجرين والدمار المريع لثرواته وممتلكاته، لن يتخلى عن طموحه المشروع في إصلاح وتغيير جذري، ينقل سورية الى نظام ديموقراطية وعدالة إجتماعية حقيقيين


حسمت هذه الإنتخابات عددا من القضايا، منها قضية الإستحقاق الدستوري للنظام السوري. ولو لم تتم هذه الإنتخابات لكانت القوى المتآمرة على سورية، من عربية ودولية، اتخذت من قضية هذا الإستحقاق مادة جديدة في حملتها لتبرير تآمرها المجنون على سورية شعبا وأرضا. أي أن إجراءها أو عدم إجرائها لن يغيّر شيئا في موقف هذه القوى المتآمرة. ومن المفارقات أن بين الضالعين في التآمر على سورية أنظمة لا تعرف معنى الدستور ولا استحقاقاته. ومثل هذا المنطق المفلوج الذي يتخذ من الشيء وضده غطاءا لجرائمه شائع وليس قصرا على هؤلاء المتآمرين. فنتنياهو الصهيوني، كان لا يكل من الزعم بأن القيادة الفلسطينية ليست شريكا في عملية السلام، لأنها لا تمثل إلاّ جزءا من الشعب الفلسطيني، وحين تمّ الإتفاق على وضع حد للإنقسام، جن جنونه هو ومعسكره، الذين كانوا يراهنون على إستمرار الإنقسام الفلسطيني وتعميقه.
لكن القضية المفصلية والأهم بما لا يقاس التي حسمتها هذه الإنتخابات، هي قضية موقف الغالبية العظمى من الشعب السوري من المؤامرة على سورية شعبا ووطنا وتراثا، بعد مرحلة مصيرية، لعب فيها التضليل الإعلامي وغير الإعلامي دورا فعالا في بلبلة أقسام من السوريين الشرفاء، التواقين بحق للتغيير والإصلاح الحقيقي الذي يستحقونه. وما دمر بالضربة القاضية كامل بنيان إعلام المتآمرين على سورية وأربكهم، ليس كثافة التصويت في الداخل السوري، والذي يمكن التشكيك باعتباره حصيلة ضغوطات النظام المختلفة، ولكن كثافة التصويت في الخارج ولا سيما في لبنان حيث يوجد العدد الأكبر من السوريين الذين اضطروا لمغادرة وطنهم؛ فهؤلاء في لبنان عرضة لضغوط المتآمرين أكثر بما لا يقاس من ضغوط النظام السوري. بمعنى آخر، كانت هذه الإنتخابات استفتاء لا يحتمل التأويل على موقف الشعب السوري الحي من المؤامرة والمتآمرين عليه وعلى أرضه ومستقبله، كما كانت تعبيرا عن طموحه الإنساني المشروع الى الإستقرار بعد طول معاناة وإراقة للدماء والخراب المريع.
وإذا كانت المنافسة في هذه الإنتخابات شكلية، الى حد كبير هذه المرة، إلاّ أنه حتى هذا الشكل الجديد، أي أكثر من مرشح، يمكن له أن يكون نقطة بداية وانطلاق نحو انتخابات تعددية حقيقية وفعالة، وهو ما بستجيب لأحد طموحات الشعب السوري الفعلية.
لكن نتائج هذه الانتخابات تكتسب معنى ومدلولا خاصين، إذا جرى أخذها في إطار التطورات الجارية فوق الأرض السورية. فمن الجانب الواحد يواصل الجيش السوري تطهير المزيد من الأرض السورية من عصابات القتلة المرتزقة؛ ومن جانب ثان، تتفاقم الصراعات الدموية والإقتتال بين هذه العصابات المأجورة، وكذلك بين مستأجريها وبخاصة السعودية وقطر؛ ومن جانب ثالث، تتقدم عملية المصالحة الوطنية التي تحقق الهدوء النسبي وقدرا من الإستقرار لمزيد من القرى والبلدات السورية وتفتح إمكانات عودة أهلها اليها، بعد معاناة الرحيل واللجوء.
أما الجديد على مستوى الدول الإمبريالية الضالعة في التآمر على سورية، فلعل تصريحات وزير الخارجية الأميركية – جون كيري - في بيروت أخيرا تجسد هذا الجديد، حين دعا حزب الله الذي يصنفونه منظمة إرهابية، لبذل جهوده مع الآخرين لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السورية!؛ ولا ينال من مغزى هذا التصريح لكيري في بيروت ما أعلنته إدارته في واشنطن، في الوقت ذاته عن تزويدها للقتلة في سورية من سلاح نوعي. وفي الوقت ذاته، يلاحظ في هذا المضمار أن تنبؤات الدوائر الغربية والإسرائيلية والرجعية العربية بتحديد الأيام حتى سقوط النظام في سورية، قد أختفت وتلاشت. بكلمة أخرى: لقد لخصت هذه الإنتخابات حصيلة مجموعة هذه التطورات.
لكن يؤمل، بالمقابل، أن يكون النظام السوري قد استوعب، من جانبه، المغزى الحقيقي لموقف الشعب السوري الأصيل في هذا التصويت الجارف، وأنه لا عودة لإعادة انتاج هذا النظام لنفسه كما كان على مدى أكثر من أربعة عقود؛ وأن هذا الشعب بعد مئات الآلاف من الضحايا وملايين المهجرين والدمار المريع لثرواته وممتلكاته، لن يتخلى عن طموحه المشروع في إصلاح وتغيير جذري، ينقل سورية الى نظام ديموقراطية وعدالة إجتماعية حقيقيين؛ وأنه بدون مثل هذا الإصلاح والتغيير ستتعقد إمكانات إعادة بناء سورية من جديد وترميم جراحاتها العميقة، بعد تصفية وجود المرتزقة فوق الأرض السورية.
أكثر من ذلك، فمثل هذا التحوّل في الوضع السوري نحو الإصلاح والتغيير الديموقراطي الحقيقي، سياسيا واجتماعيا، هو أقوى سلاح للرد على المتآمرين وبخاصة في الخليج، بل وتحويل معركة الشعب السوري معهم من الدفاع الى الهجوم. فأخشى ما يخشاه النظام العربي الحالي، وفي المقدمة حكام الخليج الذين ما زالوا يحكمون شعوبهم بأعراف القرون الوسطى ويبددون ثرواتها الطائلة على التآمر على الشعوب العربية لصالح الإمبريالية والصهيونية، هو قيام سورية الديموقراطية والمتحررة من نفوذ الدول الإمبريالية بحيث تغدو منارة ملهمة، لشعوبهم كما لبقية شعوب المنطقة العربية، التي تعيش منذ أكثر من ثلاث سنوات حالة تمرد وغليان سياسي واجتماعي.



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم معاكس محكوم بالفشل
- بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط
- حكام السعودية والقضية الفلسطينية
- هل بدأ الانعطاف التاريخي؟
- الاسلام السياسي إلى أين؟
- ماركس والتجربة السوفييتية (3-3)
- اصرار على الركض وراء السراب
- ماركس والتجربة السوفييتية (1)
- ماركس التجربة السوفياتية ؟
- لماذا تبديل الخيل الآن
- محنة بعض المثقفين
- تخبُّط المتآمرين المأزومين
- رئاسة -النص كم- في مصر
- مقدمة كراس بإسم - الحزب السياسي-
- ملاحظات على الوضع السوري
- ظاهرة ديون الدول المتقدمة
- ثورة التغيير العربية والقضية الفلسطينية
- ثورة التغيير التاريخية - واقع .. وتوقّعات -
- طلائع فجر التغيير التاريخي في العالم العربي
- -تمرد الطبقة الوسطى--تقييم ونقد


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نعيم الأشهب - مغزى انتخابات الرئاسة السورية