أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 00:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أجزم موقنا ،وأوقن جازما ،أن ما خرج علينا مؤخرا ، من ثنايا الإعلام الغربي والأمريكي،بعنوان " الدولة الإسلامية في العراق والشام"، "داعش"- التي قيل أنها من رحم القاعدة ، التي أنتجتها أمريكا بوش الصغير لحاجة في نفس يهود،لكن "الخليفة"المختفي د.أيمن الظواهري ،فاجأنا مؤخرا بنبذ داعش والثناء على تنظيم النصرة في سوريا- لا علاقة له من قريب أو بعيد ،بما يجري في العراق،وأنه بريء من هذا التحول المفاجيء،براءة الذئب من دم يوسف التي أغوته الفرعونة زليخة .
هنا يجب أن نفسح المجال للمنطق ،ونطرح العاطفة جانبا،فالتنظيم الذي يطلق عليه داعش ،ربما ضم في أحسن أحواله 500 متطوعا أو مرتزقا لا فرق في هذا الزمن الظلامي،وبالتالي فإن قدرته على إجراء أي تحول ربما تكون محدودة جدا ،إن لم تكن معدومة ،فما يجري في العراق ،عمل مخطط له جيدا ،ولا أغالي إن كنت أنه دولي الطابع.
هذا يعني مرة أخرى أن التحول الذي يشهده العراق لا فضل لداعش فيه ،وما تكرار إسم داعش في الإعلام الغربي،وقيام الإعلام العربي المتلقي بترديد إسم داعش ،إنما يهدف لذر الرماد في العيون ،من جهة ،وتغييب الحقيقة ،وتخويف البعض من جهة أخرى.،أي أن هناك من يريد إضفاء النكهة ولفت الأنظار وتحذير بلدان عربية معينة .
وما نشر الإعلام الأمريكي للخارطة السوداء التي نسبت لداعش ،وتبين حدود ما يسمى بالدولة الإسلامية التي يريد إقامتها تنظيم داعش،وتضم إضافة إلى العراق وسوريا ،الكويت والأردن وفلسطين ،وهناك من بدأ يحذر من إمكانية وصول داعش إلى مصر ،ويا لها من نكتة سمجة.
الأمر ليس بحاجة لإئتلاف سحرة يهودي مغربي لفك اللغز ،فالأمر واضح كالشمس في عز النهار ،وهو أن هناك ضغوطا على الكويت والأردن ،وان قيادتيهما ربما تتمنعان عن التنفيذ لما هو مطلوب،فجرى ضم كل من الأردن والكويت إلى خارطة داعش الأمريكية،.
أما بالنسبة لسوريا فهي إلى تقسيم، شئنا أم ابينا،وبالسبة لمصر ،فهذا مقدمة لدخول المحروسة مصر دائرة الفوضى حيث يقال أن هناك جيشا "حرا "مصريا ،سيبدأ هجماته على مصر قريبا من سيناء وليبيا،وما يتعلق بفلسطين فلا أدري عن أي فلسطين يتحدث هؤلاء.
حروب التسليم والإستلام تعرفها المنطقة جيدا،وما يجري في العراق عبارة عن تسليم وإستلام،أي أن الأمر يتعلق بتنفيذ إتفاق جرى إبرامه بين أطراف ذات علاقة ومؤثرة.
ليس لداعش الفضل في مرجيات الأمور في العراق ،بل هم جند الراحل صدام حسين ،لكن الخشية أن يكون هناك إتفاقا كما أسلفت مع أمريكا ،بعد إقتناعها بعدم صلاحية المالكي للحكم،والخشية أكثر أن يؤدي ذلك إلى حرب ثانية بين العراق وإيران تفضي إلى تقسيم العراق.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟