فؤاد حمه خورشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان تكشفت الصورة، وتبين ان داعش لم تكن سوى الواجهة العامة او اليافطة التي تم الهجوم تحت لوائها من قبل البعثيين والسلفيين وكل المتضررين المتعاونين معهم، و ضمن الاسم العام والشائع(دولة العراق والشام الاسلامية) .وجد البعثيون ان هشاشة الوضع الامني والسياسي في مدينة الموصل ، بعدأن الهيت القوات الحكومية بالرمادي والفلوجة ،هو خير ضمان للاجهاز على المدينة واحتلالها ، أو ان شئت تحريرها،وكان للدعاية البعثية المعروفة، في تكبير الحدث وبث الرعب ، من الوسائل الداعمة في تفتيت معنويات القوات الحكومية ذات التنظيم المرتبك اصلا ،وهكذا تمكنت( ماكنة داعش )من السيطرة الدراماتيكية عليها بفترة قياسية غير متوقعة، ان اسقاط المدينة واخذها من السلطة واتخاذها قاعدةللانطلاق منها لاسقاط او تحرير بقية المدن العراقية من يد السلطة الحالية ، هو حادث يذكرنا بمحاولة العقيد عبد الوهاب الشواف الذي قاد انقلابه عام 1959 من هذه المدينة للانطلاق منها لاسقاط حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم ببغداد ، لكن محاولة العقيد الشواف قمعت في مهدها في حينه وبسرعة. اعتقد ان مصير محاولة احتلال الموصل ، او الاستيلاء عليها، او تحريرها سوف لن تكون باحسن حال من مصير الموصل عام 1959. لقد احتلت قوات البيشمه ركة مناطق شرق وشمال وغرب الموصل، وتتواجد قوات عراقية ،في تلعفر، في جنوبها، واستعادت الحكومة سيطرتها على تكريت والبيجي وسامراء وباشرت بارسال القوات والامدادات الى الموصل، يضاف الى ذلك تطور الموقف الدولي لصالح الحكومة العراقية وبخاصة موقف الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة التي اصبحت على اهبة الاستعداد لارسال الطائرات والمسائل اللوجستية الضرورية ولا ننسى الموقف الايراني ايضا.هذه العوامل كلها تشكل عامل خنق لتلك المحاولة ، لكنها سوف لن تكون من غير دماء.لذا ان ما فعلته (ماكنة داعش) وانصارها في الموصل اليوم لا يخرج في هيكليته وتصميمه عن ذهنية وافكار الخمسينات من القرن الماضي ، ويبدو ان مصيرها في ضل المتغيرات الدولية الظاهرة هو الفشل، الا اذا ما حدث شئ في خلاف ما ذكرت والايام الاتية حبلى بالاحداث .ويبدو ان الذي يحول دون الوصول الى مثل هذة النتيجة هي الفوضى الضاربة اطنابها في صفوف السلطة المنكوبة نفسها، فلا اتفاقات بينهم ،ولا مواقفموحدة لهم ، لا ستراتيجيات موحدة تجاه ما اصابهم من خطر وتهديد واضحين ،والانكى من ذلك هو برلمانهم غير المتجاوب معهم ، فهذا من شأنة اي يعقد الوضع ويؤزمه ويميل به في النهاية لصالح (ماكنة داعش )على عكس ما جاءت به محاولة الشواف انفة الذكرمن نتائج.واذا ماكتب الفوز لهذه الماكنة فليحسب كل من في العراق حسابة بشكل دقيق.
#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟